2. ثانيا: تعريف علم الاقتصاد
مع تشعب تعاريف علم الاقتصاد، أصبح اعطاء تعريف واحد يحظ بالاجماع أمرا صعبا. من أشهر التعاريف لعلم الاقتصاد او علم الاقتصاد السياسي، هناك:
1ـ عرف مؤسس علم الاقتصاد آدام سميث الاقتصاد بأنه علم الثروة، والعلم الذي يبحث عن الوسائل المثلى التي تمكن من تجميع الثروة وتوزيعها، أي اأنه علم يدرس سبل تكوين الثروة المادية وتوزيعها واستهلاكها، فالغاية الأساسية للنشاط الاقتصادي هو تكوين الثروات، ذلك أن ثروة الأمم كانت قاس بما تنتجه من السلع المادية الصالحة لاشباع الحاجات الانسانية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فكلما زاد انتاج تلك السلع زادت ثروة الدولة. الملاحظ في تعريف سميث أن الثروة تم حصرها في الأموال المادية والسلع المادية فقط فيما تم استثناء الخدمات، خلافا لما هو متداول حاليا من تعاريف والتي تهتم بالخدمات باعتبارها سلع غير مادية تحمل منفعة وقيمة اقتصادية، فلا يوجدأحد ينكر دور الخدمات الترفيهية والتعليمية والصحية في رفع انتاجية الفرد.
2ـ أما مارشال، فقد أشار في سياق تعريفه للاقتصاد إلى أن موضوعه الانسان، وبالتالي فهو العلم الذي يبحث في كل تصرفات الانسان في أعمال حياته اليومية التي تتعلق بكيفية الحصول على دخله (ثروته) وطرق إدارة واستعمال واستهلاك الدخل. وفي ذلك، فقد أضاف مارشال الى تعريف آدام سميث دراسة الانسان، أي أن الاقتصاد يجب ان يتسع ليشمل، بالاضافة الى الثروة المادية، نشاط الانسان وتصرفاته الاقتصادية في كيفية حصوله على دخله وطرق استعماله، واعتبر أن الانسان أهم من الثروة.
3ـ-عرف البعض بأن الاقتصاد هو علم اشباع الحاجات الانسانية المتعددة والمتغيرة حسب الزمان والمكان. وأشار البعض الآخر بأن الاقتصاد هو علم المبادلة مع إدخال مفهوم الاثمان.
4ـ عرف روبنز الاقتصاد بأنه علم دراسة سلوك الانسان في مجال العلاقة بين أهدافه المتنوعة والمتغيرة ووسائل نادرة ذات استخدامات متنوعة، أي أنه العلم الذي يبحث في تنظيم الموارد المحدودة والنادرة ذات الاستعمالات المتعددة على الأهداف والحاجات المتعددة. فعلم الاقتصاد هو علم الملاءمة بين الوسائل والغايات. ويعتبر هذا التعريف أكثر التعاريف انتشارا، ذلك أنه يظهر بوضوح ما يسمى بالمشكلة الاقتصادية.
وعليه، يختلف علم الاقتصاد عن باقي العلوم الانسانية الأخرى في كونه يدرس نوع معين من النشاط الانساني هو النشاط الاقتصادي، ويقصد به التصرفات التي يقوم بها الانسان لاشباع رغباته وحاجاته في مسعى منه لتحقيق التوازن بين الحاجات اللامتناهية ووسائل إشباعها المحدودة.
5ـ أما بيجو، فقد عرف الاقتصاد بأنه العلم الذي يعنى بدراسة الرفاهية الاقتصادية .
6ـ عرف كريغمان علم الاقتصاد بأنه يمثل دراسة الاقتصاديات على مستوى الأفراد والمجتمع بكامله، فالاقتصاد نظام كامل لتنسيق نشاطات الانتاج للمجتمع بهدف تعظيم المنافع وإشباع الحاجات.
7ـ هناك تعاريف أخرى ربطت الموارد بالحاجات في إشارة واضحة إلى ان علم الاقتصاد هو العلم الذي يبحث في مشكلة التوفيق بين الحاجات المتعددة والمتجددة والموارد النادرة.
ـ عرف رمينس علم الاقتصاد بأنه العلم الذي يدرس السلوك الانساني على أنه علاقة بين أهداف ووسائل ذات استعمالات بديلة.
ـأما ساميولسون، فقد عرف الاقتصاد على أنه دراسة الكيفية التي يختار بها الأفراد والمجتمع توظيف الموارد النادرة لانتاج السلع المختلفة في أوقات متعاقبة، وكيفية توزيع هذه السلع على الاستهلاك الحاضر والمستقبل، وبين مختلف الافراد أو المجموعات المكونة للمجتمع.
ـ اما اوسكار لاتكه، فقد عرف الاقتصاد بأنه علم تنظيم وتدبير موارد الثروة الانسانية والطبيعية النادرة نسبيا في المجتمع الانساني لغرض اشباع الرغبات الانسانية المتعددة بالسلع والخدمات الاقتصادية المختلفة.
ـ علم الاقتصاد هو دراسة رفاهية الانسانية في إستخدام الموارد لإشباع الحاجات.
ـ علم الاقتصاد هو دراسة القوانين الاقتصادية التي تتحكم في عمليات الانتاج وتوزيع الوسائل المادية لإشباع حاجات البشر.
ـ علم الاقتصاد يعنى بدراسة العلاقات التي تتكرر باستمرار بين عناصر العملية الاقتصادية خلال إنتاج السلع واستهلاكها ليسجل الظواهر الاقتصادية ويرتبها ثم يستخلص منها ما يتصف بالتكرار على نسق من الانتظام، ليضع القوانين التي تحكمها.
8ـ علم الاقتصاد عند المفكرين العرب:
ـ علم الاقتصاد هو مجموعة القواعد والاحكام التي تفسر الظواهر الاقتصادية المتعلقة بانتاج الثروة وتوزيعها واستهلاكها.
ـ الاقتصاد علم اجتماعي موضوعه الانسان ذو الإرادة.
ـ يهدف علم الاقتصاد الى دراسة العلاقة بين الحاجات المتعددة والموارد المحدودة بغرض تحقيق إكبر قدر ممكن من اشباع الحاجات عن طريق الاستخدام الكفئ للموارد المتاحة، مع العمل على انماءها باقصى طاقة ممكنة.
وفي الاخير، يمكن تعريف الاقتصاد السياسي بصفة عامة بإنه العلم الذي يدرس نشاط وسلوك الإفراد والجماعات البشرية للحصول على الموارد الاقتصادية أو السلع أو الخدمات التي تحقق أقصى إشباع ممكن.