1. مكونات منهجية البحث العلمي
1.2. الباحث العلمي
إن عملية البحث العلمي لا تكتمل إلا بممارستها من قبل نوع خاص من الأشخاص يتمثل في الباحث العلمي، والذي يعرف بأنه "شخص متخصص في ميدان من ميادين العلوم يتعاطى البحث النظري أو الامبريقي(التطبيقي)"[viii]. وجاء البحث هنا بمفهوم التعاطي أي ضرورة أن يعتبر البحث العلمي بالنسبة له كالادمان، أي لا يمكن أن يكون الشخص باحثا إلا إذا كان البحث العلمي الوظيفة الأساسية له أو شغله الشاغل.
فبالباحث شخص تتوفر فيه الاستعدادات الفطرية، والنفسية بالاضافة إلى الكفاءة العلمية المكتسبة التي تؤهله في مجموعها للقيام ببحث علمي، فالتأهيل العلمي المسبق في مجال البحث، والتزود بقدر كاف من المعارف شرط أساسي لإيجاد الباحث المتخصص، وتكوين شخصيته العلمية[ix].
ولابد على الباحث أن تتوفر فيه مجموعة من الصفات منها:
الأمانة العلمية: وتتحقق بنسب الأفكار المستعملة في البحوث والدراسات التي يقوم بها لأصحابها، مهما تضاءلت، فهي عنوان لشرف الباحث.
الصبر والتأني: وهو من الصفات الأخلاقية المفترض وجودها في شخصية الباحث. فإن لم تكن من صفاته الفطرية، لابد عليه اكتسابها، لأن البحث العلمي ليس عمل سهل وهين كما يضن البعض، وإنما هو متعب ويتضمن العديد من العراقيل والعوائق. فالباحث غير الصبور لن يتمكن من اتمام بحوثه، حتى وإن أنهاها فإن نتائجه لن تكون دقيقة وغير موثوقة، وبالتالي يكون غير صالح وغير ناجح كباحث.[x]
وعليه فإن الباحث يشكل العامل الأكثر أهمية في عملية البحث العلمي، لذا وجب فيه أن يتحلى إلى جانب الصفات الذاتية السابقة بالروح العلمية.