التلوث البيئي كنموذج للأضرار البيئية
من المعلوم أن التلوث ليس الخطر الوحيد الذي يسبب للبيئة الضرر ، فزيادة عدد البشر أدت إلى عجز موارد الطبيعة عن تلبية حاجات السكان المتزايدة ، مما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي ، كما أن الإفراط في الاستثمار الصناعي واستغلال موارد الطبيعة دون الاكتراث لتناقصها وعدم قدرتها على التجدد ، يؤدي أيضا إلى الإخلال بالتوازن البيئي ، وعلى الرغم من ذلك يبقى التلوث من أهم وأخطر الأضرار التي تتعرض لها البيئة[1].
3. أنواع التلوث
3.1. أنواع التلوث بالنظر إلى آثاره على البيئة
التلوث ليس على درجة واحدة من الخطورة و التأثير على البيئة، وعلى النظام البيئي أو على صحة وسلامة الإنسان ، ووفقا لهذا المنظار فللتلوث صور هي :
- التلوث المعقول : ويراد به التلوث الموجود في أغلب المناطق وهو على درجة محددة من درجات التلوث ولا تكاد تخلو منطقة من مناطق العالم منه ، ولا يصاحب هذا التلوث مشاكل بيئية رئيسية أو أخطار واضحة على البيئة والإنسان ، ومن أمثلة ذلك المعامل الصناعية التي لا ينتج عنها تلوث ملحوظ ، والمشاريع الزراعية و المجمعات السكنية الصحية و السياحية التي يمكن إقامتها داخل حدود التصميم الأساسي للمدينة التي يمكن معالجتها بسهولة من خلال وحدات المعالجة .
- التلوث الخطر : وهذا النوع من التلوث يعد أكثر خطورة من النوع الأول ويمثل مرحلة متقدمة تتعدى فيها كمية ونوعية الملوثات خط الأمان البيئي الحرج ، أو نسبة التلوث المسموح بها ، وتبدأ في التأثير السلبي على العناصر البيئية الطبيعية أو البشرية بشتى أشكالها ، وهذه الدرجة من التلوث تبرز بشكل واضح في الدول الصناعية ، ومثالها المصادر الصناعية والزراعية والخدمية ويشترط لوجودها داخل التصميم الأساسي للمدينة وجود وحدات معالجة قادرة على السيطرة على التلوث والحد من نسبة خطره ، وإذا تفاقمت حدة آثار التلوث يجب عندها نقل المصدر خارج حدود المدينة .
- التلوث المدمر : وهو أخطر أنواع التلوث حيث تتعدى فيه الملوثات الحد الخطر لتصل إلى الحد القاتل أو المدمر ، وفيه ينهار النظام الإيكولوجي و يصبح غير قادر على العطاء نظرا لاختلال التوازن البيئي بشكل مزري ، ولعل حادثة جرنوبل (تشرنوبل) 1986 وكذلك حوادث غرق السفن والبواخر الناقل للنفط ، والغواصات النووية في قاع البحار والمحيطات خير مثال .