من المعلوم أن التلوث ليس الخطر الوحيد الذي يسبب للبيئة الضرر ، فزيادة عدد البشر أدت إلى عجز موارد الطبيعة عن تلبية حاجات السكان المتزايدة ، مما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي ، كما أن الإفراط في الاستثمار الصناعي واستغلال موارد الطبيعة دون الاكتراث لتناقصها وعدم قدرتها على التجدد ، يؤدي أيضا إلى الإخلال بالتوازن البيئي ، وعلى الرغم من ذلك يبقى التلوث من أهم وأخطر الأضرار التي تتعرض لها البيئة[1].
يجب أن يؤدي إدخال هذه المواد الملوثة إلى حدوث تغيير بيئي غير مرغوب في الخواص الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية للوسط البيئي المعني (الماء ، الهواء ، التربة ) وهذا التغيير قد يكون نوعي أو كمي أو في غير أوانه أو مكانه[1] ، على النحو التالي :
- التغيير في الكيف : قد يشكل التغيير في كيفية الأشياء أو نوعيتها تلوثا ضارا بالبيئة ، فغازات الكربون التي زادت نسبتها في أجواء المدن بصورة واضحة من جراء التقدم الصناعي ، ليست إلا تغييرا كيفيا طرأ على مادة الكربون فحولها إلى الحالة الغازية الضارة . والإشعاع الذري الذي ينبعث من المتفجرات النووية يقوم على أساس انشطار الذرة وتغيير تركيب المادة التي كانت تجمعها[2] .
- التغيير في الكم : يمكن أن ينشأ عن تغيير كمية بعض المواد الموجودة في الطبيعة في مجال معين نوع من التلوث ، فزيادة كمية ثاني أكسيد الكربون أو نقص كمية الأكسجين في الجو بمقدار معين يعتبر تلوثا ضارا بالإنسان وكثير من الكائنات الحية .
- التغيير في المكان : يؤدي تغيير مكان بعض المواد الموجودة في الطبيعة إلى تلوث البيئة وإلحاق الضرر والأذى بالناس ، فنقل المواد المشعة والخطرة من مكان إلى آخر قد يترتب عليه إضرار بالبيئة كما في نقل بعض المصانع التي تستخدم لأغراض حربية لا سيما المصانع الكيميائية والنووية والبيولوجية ومنتجاتها[3].
- التغيير في الزمان : يترتب التلوث أحيانا على تغيير زمان تواجد بعض المواد أو الطاقات في البيئة ، فوجود المياه في الأراضي الزراعية في غير أوقات الري يعد تلوثا ضارا بمزروعاتها.