4. الفيزياء النيوتونية
مع نيوتنNewton(1643-1727) بدأ العلم الحديث يخطو خطوات واسعة نحو الأمام،وكانت إسهاماته استمرار لجهود غاليللو في مجال اتصال الحركة،واتخذت معه شكلا منهجيا أكثر وضوحا،إذ تمكن من تحليل الضوء الأبيض واكتشاف قوة الجذب،وتفسير كثير من الظواهر الضوئية،بالإضافة إلى إسهاماته في العلم الرياضي من خلال اكتشاف حساب التفاضل و التكامل وإلى جانب ذلك استطاع نيوتن أن يحقق للفيزياء الكلاسيكية وحدتها في إطار تصور عام للكون منسجم ومتكامل ،مما جعل الكشوف العلمية اللاحقة إلى أواخر القرن 19 تبقى في معظمها في دائرة العلم النيوتوني الذي قامت عليه الحضارة الغربية الحديثة.
ويمكن القول أن الفكر العلمي بمختلف جوانبه ومنازعه وكذلك الفكر الفلسفي قد بقي طوال القرنين الماضيين يتحرك داخل البنيان الذي شيّده نيوتن،وذلك إلى درجة أن الأفكار والنظريات العلمية التي ظهرت خلال هذه المدة لم تكن لتُقبل إلا إذا كانت مندرجة تحت النظام العام الذي أقامه نيوتن[1].