3. مؤسسات التنشئة الاجتماعية:

1-     الأسرة:

الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يفتح فيها الطفل عينيه ، والأسرة أول جماعة يعيش فيها الطفل ويشعر بالانتماء إليها ويتعلم كيف يتعامل مع الآخرين في سعيه لإشباع حاجاته، وهي المسؤولة عن تطوير المجتمع وتوحيده وتنظيم الأفراد بما يتلاءم مع المجتمع الذي ينتمي إليه.

2-     رياض الأطفال:

تعد الروضة المؤسسة الاجتماعية الثانية التي يتعامل معها الطفل، حيث تعد الفترة الزمنية التي يلتحق فيها الطفل بالروضة من أشد الفترات تأثيرا في سلوكه الاجتماعي وتشكيل شخصيته، حيث أن الحياة الاجتماعية في الروضة وما تنتجه من تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض تأثيرا هاما و فعالا في التنشئة الاجتماعية.

 ويلاحظ هذا التأثير في ازدياد الألفة والمحبة و التعاون بين الطفل الاطفال الآخرين في الروضة ، وكذلك في لقاءاتهم مشاركة الطفل طعامه الخاص مع طفل آخر وبداية الاهتمام بالصداقة، فنرى أن طفلة ما قد اختارت طفلة اخرى وأخدت تلازمها وتشاركها اللعب والطعام والغناء.

3-     المدرسة:

مؤسسة اتفق المجتمع على إنشائها بقصد المحافظة ونقل الثقافة من جيل إلى جيل آخر وتوفير الفرص المناسبة كي ينمو جسمانيا وعقلانيا وانفعاليا واجتماعيا إلى المستوى المناسب الذي يتفق مع ما يتوقعه المجتمع من  مستويات وما يستطيع الفرد.

وتتيح المدرسة الفرصة لتلاميذها الذين ينحدرون من طبقات اجتماعية مختلفة على أن يقيموا علاقات متناغمة فيما بينهم، مع الحرص على محافظة كل واحد منهم على مفاهيمه واتجاهاته وقيمه الخاصة المستمدة من أسرته و طبقته الاجتماعية .

 ويرى الدكتور معن خليل العمر "أن تنشئة التلميذ في المدرسة غالبا تبدأ من سن السادسة و يكون لشخصية المعلم دورا بالغا في تنشئة التلاميذ، فهو الذي يتولاهم بالتعليم و الإرشاد و يقضي أغلب أوقات اليوم معهم  فيكون لهم قدوة في كل شيء وهم في هذا السن الصغيرة يكونون كالعجينة التي يسهل تشكيلها ."

4-     جماعة الأقران (الرفاق)

الأقران هم الأطفال الذين يشبهون الطفل في المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي وصفات أخرى مثل السن والميول والاهتمامات، وللأقران دور مهم في التأثير بسلوك الطفل فإن اعتمد على مجموعة من الأطفال وشعر بالانتماء لهم يولد لديه الاحساس بالثقة بالنفس والاعتزاز ويكسبه سلوكه الاجتماعي ويعلمه كيف يضبط عدوانيته و يعبر عن أفكاره و مشاعره وكيف يتقبل وجهة نظر الآخرين.

 كما تحقق من الوظائف الأساسية ضمن عملية التنشئة الاجتماعية منها قدرا على نقل جماعة الأقران مجموعة ثقافة المجتمع إلى الطفل و تساعده ايضا على تحقيق الاستقلال الانفعالي وتعلمهم بعض مهارات التعامل الاجتماعي مع الآخرين بعيدا عن جو الكبار، وتتحمل الأسرة المسؤولية الكبيرة في مراقبة هذه الجماعات  ومتابعة أنشطتها المباشرة في تشكيلها حتى لا تقع في أخطاء.

5-     المؤسسات الدينية:

تقوم المؤسسات الدينية بدور مهم و وظيفة حيوية في عملية التنشئة الاجتماعية لما تتميز به من خصائص فريدة حيث لها تأثيرا هاما في تنشئة الفرد من حيث:

ــ تعليم الفرد و الجماعة التعاليم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم السلوك بما يضمن سعادة الأفراد داخل البشرية جمعاء.

ــ امداد الفرد باطار سلوكي نابع من تعاليم دينية

- الدعوة إلى ترجمة التعاليم السماوية الى ممارسة عملية و تنمية الضمير عند الفرد والجماعة.

ـ توحيد السلوك الاجتماعي و التقريب بين مختلف الطبقات الاجتماعية

6-     وسائل الاعلام

تقوم وسائل الاعلام بدور فعال في عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد حيث تسهم في إكسابهم معارف ومعلومات حول موضوعات معينة، كما تساعد على تكوين اتجاهات وقيم الافراد، ووسائل الاعلام متعددة فهناك التلفزيون والراديو والصحف والمجلات، حيث توجد الوسيلتين الأوليتين لدى معظم الأسر.

ويتمثل أثر الاعلام في التنشئة الاجتماعية فيما يلي :

- نشر التعليم : تساعد وسائل الإعلام في تيسير سبل التعليم و التعلم.

- غرس القيم والمفاهيم  والمعتقدات المناسبة في النفوس.

ـ الاسهام في  حل المشكلات التي تعترض الحضارة الانسانية و في مقدمتها الأميةّ.

- تكوين الاتجاهات الفكرية المرغوب فيها عند الأفراد وتعديل الاتجاهات التقليدية.

- تسهم وسائل الاعلام في التعارف الاجتماعي واحتكاك الجماهير مع بعض عن طريق نشر أخبار المجتمع واستضافة مفكرين وعلماء و غيرهم.

- الترفيه وهو ضروري لمنح الراحة التي تمكن البشر من مواجهة متطلبات الحياة.