1. مفهوم التنشئة الاجتماعية

التنشئة في التعريف اللغوي:

التنشئة لغويا من  نشأ ينشأ نشؤا، نشأ الطفل شب و قرب من الادراك، يقال نشأت في بني  فلان، أي ربيت فيهم شبيت بينهم.

ويقال نشأ و رباه ونشأ الله السحابة رفعها، و يقال نشأ سوء أو نشئ سوء و النشء جمع ناشئ، و قد ورد مصطلح التنشئة في القران الكريم، قال الله تعالى: ﴿ هو أنشأكم من الأرض ﴾. 

أي ابتدأ خلقكم منها أباكم آدم ، و قال أيضا: ﴿ ثم أنشأناه خلقا  آخر﴾.

  قال ابن عباس "يعني تنقله من حال إلى حال، إلى أن خرج طفلا ثم نشأ صغيرا ثم صار شابا، فكهلا ثم  شيخا، ثم هرما.

و أخذ مفهوم التنشئة في القرآن عدة معاني منها ما جاء بمعنى التربية، كما في قوله تعالى: ﴿ومن ينشأ في الحلبة وهو في الخصام غير مبين ﴾.

بمعنى التنشئة لغويا تلك العملية التي يشب فيها الطفل و يتربى من خلال اندماجه الاجتماعي مع الجماعة أو المجتمع، و في الاخير مهما اختلفت معاني التنشئة الاجتماعية في اللغة العربية و تنوعت فإنها تشير إلى مفهوم أساسي الذي يعتبر أن التنشئة هي عملية تربوية، يتم من خلالها إكساب الطفل وتعليمه وتربيته على قيم و مبادئ تجعل منه فرد واعي منتج في المجتمع الذي يعيش فيه.

التعريف الاصطلاحي للتنشئة الاجتماعية:

يرى علماء الاجتماع أن عملية التنشئة هي التربية التي تدل على تنمية القدرات العقلية و الفكرية والقيم الاخلاقية للأطفال سواء داخل المدرسة أو الاسرة أو في المؤسسات والمنظمات المخصصة للتربية و هذا ما يؤكده "دوركايم" و"جون ديوي" و"منهايم"، حيث يتفقون حول أن التربية هي عملية التنشئة  الاجتماعية المنظمة للأجيال الصاعدة أو الناشئة. فالتنشئة الاجتماعية عملية تربوية تقوم على الزيادة في قدرات الفرد العقلية مع تعليمه لمجموعة من المبادئ و القيم الاخلاقية الصحية التي يتبناها المجتمع.

تعريف التنشئة الاجتماعية: هي عملية الترسيخ التي تستمر طوال حياة الفرد كلها، حيث يتعلم منها القيم والرموز و الأهداف الرئيسية للأنساق الإجتماعية التي يشارك فيها، يكون التعبير عن هذه القيم عن طريق  الأدوار التي يؤديها هو و الاخرون.

وهي عملية ترسيخيه تستمر على مدى فترة حياة الإنسان منذ ميلاده إلى مماته، في هذه الفترة يكتسب خبرات و مهارات و معارف، أراء و قيم من أجل عملية تفاعله مع الآخرين.

وهي تلك العملية الاجتماعية الاساسية التي من خلالها يصبح الفرد مندمجا في جماعة اجتماعية، فهي عملية ضرورية لتكوين ذات الطفل و تطوير مفهومه عن ذاته كشخص من خلال مكتسباته المقتبسة من سلوكيات الآخرين و اتجاهاتهم نحو ذلك عن طريق تعلم كيفية أداء الادوار الاجتماعية المختلفة الذي  يؤدي بدوره إلى ظهور الذات الاجتماعية.