2. مجالات علم النفس الاجتماعي

ينطوي علم النفس الاجتماعي على مجالات متعدّدة، نذكر أهمّها

1- الإدراك الاجتماعي

يهتم مجال الإدراك الاجتماعي بمعالجة وتخزين وتحليل وتطبيق المعلومات الاجتماعية التي نحصل عليها عبر المواقف اليومية ويرتبط هذا المجال ارتباطًا وثيقًا بمجال علم النفس المعرفي، وهو مجال بحث يركز بشكل كبير على مفهوم الاختصارات الذهنية.

تعطي هذه الاختصارات الذهنية نوعًا من أنواع سرعة البديهة الاجتماعية، حيث تسمح لنا بالعمل دون الحاجة للتوقف باستمرار لتفسير كل شيء من حولنا. يهتم هذا المجال أيضًا بتطوير الإدراك الاجتماعي والذي يلعب دورًا مهمًا في عملية التفكير والسلوك الاجتماعي.

2- السلوك وتغير المواقف

يُعتبر هذا المجال أحد مجالات البحث الرئيسية والمهمة في علم النفس الاجتماعي حيث يتضمن دراسة السلوك البشري دراسة تفصيلية. يهتم علماء النفس الاجتماعي بمكونات السلوك، وكيف تتطور سلوكياتنا، وكيف قد تتغير مواقفنا مع الوقت.

حدّد الباحثون ثلاثة مكونات أساسية للمواقف التي نتخذها: المكون العاطفي، والمكون السلوكي، والمكون المعرفي. تصف هذه العناصر كيف نشعر ونتصرف ونفهم وغالبًا ما يشار إليها باسم "أبجديات السلوك".

3- العنف

ما الذي قد يسبب العنف عند البعض ويدفعهم للقيام بجرائم بشعة ضد الآخرين في حين يرفض البعض الآخر هذا السلوك تمامًا؟ هذا السؤال البسيط قد شغل تفكير الباحثين في علم النفس الاجتماعي لسنوات طويلة محاولين الوصول لتفسير لظاهرة العنف. يهتم علماء النفس الاجتماعي بكيفية وأسباب انخراط الناس في العنف أو التصرف بعدوانية. يهتم هذا المجال بالبحث في العديد من العوامل التي قد تسبب العدوانية بما في ذلك المتغيرات الاجتماعية والتأثيرات الإعلامية. 

4- السلوك الاجتماعي الإيجابي

السلوك الاجتماعي هو مجال بحث رئيسي آخر في علم النفس الاجتماعي، ويمكن تعريف هذه السلوكيات الاجتماعية الإيجابية بأنها تلك التي تتضمن المساعدة والتعاون مع الآخرين. غالبًا ما يبحث علماء النفس الاجتماعي عن سبب مساعدة الناس للآخرين، وكذلك سبب رفضهم أحيانًا للمساعدة أو التعاون. 

يُعتبر ما يُسمى بتأثير المتفرج مثالاً لظاهرة اجتماعية في مجال موضوع السلوك الاجتماعي الإيجابي. ما الذي يجعل البعض لا يحركون ساكنًا وهم يشاهدون شخصًا ما يتعرض للأذى؟ أدّى البحث في ظاهرة تأثير المتفرج إلى جمع الكثير من المعلومات حول السلوك الاجتماعي الإيجابي وكيف ولماذا يختار الناس - أو يرفضون أحيانًا - مساعدة الآخرين.

5- التحيز والتمييز

لا شك أن التحيز والتمييز والصور النمطية توجد في أي مجموعة اجتماعية. يهتم علماء النفس الاجتماعي بالبحث عن أصول وأسباب وتأثيرات هذه الأنواع من المواقف والتصنيفات الاجتماعية. كيف يتطور التحيز؟ لماذا يصرّ بعض الناس على التمسّك بالقوالب النمطية حتى في حالة مواجهتها بأدلة علمية مُخالفة؟ هذا ليس سوى عددٍ قليل من الأسئلة التي يسعى علماء النفس الاجتماعي للإجابة عليها.

6- الهوية الذاتية والاجتماعية

تعتبر تصوراتنا للهويات الاجتماعية مجال بحث مهمًا آخر في علم النفس الاجتماعي. كيف يفهم الناس أنفسهم ويتعرفون عليها؟ كيف تؤثر هذه التصورات الذاتية على تفاعلاتنا الاجتماعية؟

يهتم علماء النفس الاجتماعي بمعرفة المزيد حول كيفية تأثير هذه الحياة الداخلية على حياتنا الخارجية وعالمنا الاجتماعي. إن الوعي الذاتي وتقدير الذات ومفهوم الذات والتعبير عن الذات ليست سوى عدد قليل من العوامل التي تؤثر على تجربتنا الاجتماعية مع الناس.

7- سلوك المجموعة

يعتبر سلوك المجموعات من أكبر مجالات البحث في علم النفس الاجتماعي. يدرك معظم الناس أن المجموعات تميل إلى التصرف بشكل مختلف عن الأفراد. قد تكون هذه السلوكيات الجماعية مفيدة وإيجابية في بعض الأحيان، ولكنها قد تكون ضارة وسلبية أيضًا. غالبًا ما ينظر علماء النفس الاجتماعي الباحثون في هذا المجال إلى موضوعات مثل ديناميكيات المجموعة والقيادة واتخاذ القرارات الجماعية والصراعات والتعاون وتأثير المجموعة.

8- التأثير الاجتماعي

يهتم علماء النفس الاجتماعي أيضًا بالدور الذي يلعبه التأثير الاجتماعي في السلوك واتخاذ القرار. موضوعات مثل سيكولوجية الإقناع وضغط الأقران والتوافق والطاعة ليست سوى عدد قليل من تلك التي تمت دراستها في هذا المجال من علم النفس الاجتماعي.

هذا وقد ساعد البحث في مجال التأثير الاجتماعي في الكشف عن قوة التأثير الاجتماعي واكتشف طرقًا لمساعدة الناس على مقاومة هذا التأثير.

9- العلاقات الشخصية

تلعب العلاقات الاجتماعية دورًا رئيسيًا في تشكيل السلوك والمواقف والمشاعر والأفكار. يدرس علماء النفس الاجتماعي كيفية تأثير هذه العلاقات الشخصية على الناس من خلال النظر إلى مشاعر مثل الحب والانجذاب. يركز علم النفس الاجتماعي على الإجابة على بعض الأسئلة مثل كيف تؤثر العلاقات الوثيقة على الأفراد، ومدى أهمية العلاقات الشخصية، وما الذي يسبب التجاذب بين الأشخاص.