أهمية علم النفس الاجتماعي مصادره ومجالاته
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | علم النفس الاجتماعي |
Livre: | أهمية علم النفس الاجتماعي مصادره ومجالاته |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | dimanche 1 juin 2025, 15:04 |
Description
ستجد في محتوى هذه المحاضرة أهمية علم النفس الاجتماعي ومصادره واهم مجالاته البحثية
1. أهمية علم النفس الاجتماعي
لعلم النفس الاجتماعي أهمية علمية وعملية في كثير من مجالات الحياة، حيثما وجد أفراد وجماعات بينها تفاعل اجتماعي، وفيما يلي أهم المجالات التي يقدم لها علم النفس الاجتماعي خدماته المختلفة :
في التربية والتعليم : إن التلاميذ في المدرسة يتعلمون في جماعات، وكل جماعة لها مدرس، أو مشرف، أو قائد، يجب أن يكون ملما ومدربا على القيادة الديمقراطية والعلاقات الإنسانية. ويسهم علم النفس الاجتماعي في امداد المدرس بالمعلومات والخدمات الي تدعم فهمه لأسس النمو النفسي الاجتماعي.
في الصحة النفسية والعلاج النفسي : يأخذ علم النفس علم الصحة النفسية والعلاج النفسي من علم النفس الاجتماعي ويعطيه الكثير، فدراسة أسباب الأمراض النفسية توضح الدور الذي تلعبه الأسباب الاجتماعية، ودراسة أعراض الأمراض النفسية تظهر خطورة الأعراض الاجتماعية، ويعتمد التشخيص على دراسة الجوانب الاجتماعية والسلوك الاجتماعي للمريض، والعلاج النفي يتضمن العلاج النفسي والعلاج الجماعي.
في الخدمة الاجتماعية : الخدمة الاجتماعية طريقة علمية لخدمة الإنسان ونظام اجتماعي يقوم بحل مشكلاته، وتنمية قدراته ومساعدة النظم الاجتماعية الموجودة في المجتمع للقيام بدورها.
في الإنتاج : تتجه الجهود القومية بشكل واسع وقوي نحو التصنيع ورفع الكفاية الإنتاجية والعمل، وهذا يتطلب إلى جانب النواحي التكنولوجية الاهتمام بالجوانب الإنسانية في الصناعة، والعمل.
في القوات المسلحة : تلعب القوات المساحة دورا هاما في المجتمع فعليها يقع عبء حماية البلاد وحماية بناء المجتمع، ولعلم النفس الاجتماعي اهمية بالغة في المجال العسكري في دراسة أسس السلوك والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات والوحدات العسكرية في وقت السلم ووقت الحرب، وفي عمليات التعليم في المواقف التدريبية.
في الاعلام والعلاقات العامة : يلعب الإعلام والعلاقات العامة والدعاية ودراسة الرأي العام دورا كبيرا في التأثير في سلوك الفرد والجماعة، ويمكن أن تكون- إذا أحسن استخدامها — عاملا هاما من عوامل التقدم الانساني، وهناك حاجة إلى توعية الجماهير حتى تصل فلسفة العمل الوطني إلى جميع العاملين في الوطن في كافة المجالات بطريقة علمية، وعلى ذلك يجب أن يهتم الإعلاميون بوضوح الفكر القائم على الأساس العلمي.
ويمكن أن تستفيد وسائل الإعلام إلى أقصى حد من علم النفس الاجتماعي في تدعيم وعي المواطنين بمسؤولياتهم الاجتماعية، وربط الإنسان الفرد في نضاله اليومي بحركة المجتمع كلها، وتكوين اتجاهات سليمة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل من الاتجاهات القائمة مستخدمين أنسب الطرق العلمية من: دعاية، ومناقشات، وقرارات جماعية.
!ن أخصائي العلاقات العامة الذي يعمل على رفع الروح المعنوية بين العاملين ويعمل على أشعارهم بمسؤولياتهم الاجتماعية قبل الجمهور والعملاء، يتعين عليه فهم طبيعة الجماعات والاتجاهات الجماعية أي الرأي العام والعوامل التي تسهم في تشكيله وطرق قياسه والتأثير فيه.
بالإضافة الى ما سبق فإن تقديم المادة الإعلامية يحتاج الى دراسة متخصصة واحاطة شاملة بعدد من الموضوعات الهامة مثل :
- وسائل الاعلام والاتصال الاجتماعي واهمية ذلك في عملية التنشئة الاجتماعية.
- الدعاية واسسها ومبادئها وفاعليتها واللحظات السيكولوجية المناسبة لها.
- المواقف الاجتماعية المختلفة الي يعمل الفرد في إطارها.
- دراسة الجمهور وجماعة الرأي العام.
- دراسة شخصية الأفراد والجماعات وكيفية التأثير فيها.
- الوسائل والأساليب المناسبة للتاثير على الأفراد والجماعات. طرق استطلاع ومسح ودراسة الرأي العام.
- الدعاة والاشاعات وغيرها من وسائل الحرب النفسية.
- العلاقات العامة ودورها الحيوي في عملية الاتصال الاجتماعي.
- الرأي العام أسسه وطبيعته والمحددات الاجتماعية له، وتكوينه وقياسه ومبادئ الإقناع الجماعي والنظرية الديمقراطية للرأي العام.
2. مجالات علم النفس الاجتماعي
ينطوي علم النفس الاجتماعي على مجالات متعدّدة، نذكر أهمّها
1- الإدراك الاجتماعي
يهتم مجال الإدراك الاجتماعي بمعالجة وتخزين وتحليل وتطبيق المعلومات الاجتماعية التي نحصل عليها عبر المواقف اليومية ويرتبط هذا المجال ارتباطًا وثيقًا بمجال علم النفس المعرفي، وهو مجال بحث يركز بشكل كبير على مفهوم الاختصارات الذهنية.
تعطي هذه الاختصارات الذهنية نوعًا من أنواع سرعة البديهة الاجتماعية، حيث تسمح لنا بالعمل دون الحاجة للتوقف باستمرار لتفسير كل شيء من حولنا. يهتم هذا المجال أيضًا بتطوير الإدراك الاجتماعي والذي يلعب دورًا مهمًا في عملية التفكير والسلوك الاجتماعي.
2- السلوك وتغير المواقف
يُعتبر هذا المجال أحد مجالات البحث الرئيسية والمهمة في علم النفس الاجتماعي حيث يتضمن دراسة السلوك البشري دراسة تفصيلية. يهتم علماء النفس الاجتماعي بمكونات السلوك، وكيف تتطور سلوكياتنا، وكيف قد تتغير مواقفنا مع الوقت.
حدّد الباحثون ثلاثة مكونات أساسية للمواقف التي نتخذها: المكون العاطفي، والمكون السلوكي، والمكون المعرفي. تصف هذه العناصر كيف نشعر ونتصرف ونفهم وغالبًا ما يشار إليها باسم "أبجديات السلوك".
3- العنف
ما الذي قد يسبب العنف عند البعض ويدفعهم للقيام بجرائم بشعة ضد الآخرين في حين يرفض البعض الآخر هذا السلوك تمامًا؟ هذا السؤال البسيط قد شغل تفكير الباحثين في علم النفس الاجتماعي لسنوات طويلة محاولين الوصول لتفسير لظاهرة العنف. يهتم علماء النفس الاجتماعي بكيفية وأسباب انخراط الناس في العنف أو التصرف بعدوانية. يهتم هذا المجال بالبحث في العديد من العوامل التي قد تسبب العدوانية بما في ذلك المتغيرات الاجتماعية والتأثيرات الإعلامية.
4- السلوك الاجتماعي الإيجابي
السلوك الاجتماعي هو مجال بحث رئيسي آخر في علم النفس الاجتماعي، ويمكن تعريف هذه السلوكيات الاجتماعية الإيجابية بأنها تلك التي تتضمن المساعدة والتعاون مع الآخرين. غالبًا ما يبحث علماء النفس الاجتماعي عن سبب مساعدة الناس للآخرين، وكذلك سبب رفضهم أحيانًا للمساعدة أو التعاون.
يُعتبر ما يُسمى بتأثير المتفرج مثالاً لظاهرة اجتماعية في مجال موضوع السلوك الاجتماعي الإيجابي. ما الذي يجعل البعض لا يحركون ساكنًا وهم يشاهدون شخصًا ما يتعرض للأذى؟ أدّى البحث في ظاهرة تأثير المتفرج إلى جمع الكثير من المعلومات حول السلوك الاجتماعي الإيجابي وكيف ولماذا يختار الناس - أو يرفضون أحيانًا - مساعدة الآخرين.
5- التحيز والتمييز
لا شك أن التحيز والتمييز والصور النمطية توجد في أي مجموعة اجتماعية. يهتم علماء النفس الاجتماعي بالبحث عن أصول وأسباب وتأثيرات هذه الأنواع من المواقف والتصنيفات الاجتماعية. كيف يتطور التحيز؟ لماذا يصرّ بعض الناس على التمسّك بالقوالب النمطية حتى في حالة مواجهتها بأدلة علمية مُخالفة؟ هذا ليس سوى عددٍ قليل من الأسئلة التي يسعى علماء النفس الاجتماعي للإجابة عليها.
6- الهوية الذاتية والاجتماعية
تعتبر تصوراتنا للهويات الاجتماعية مجال بحث مهمًا آخر في علم النفس الاجتماعي. كيف يفهم الناس أنفسهم ويتعرفون عليها؟ كيف تؤثر هذه التصورات الذاتية على تفاعلاتنا الاجتماعية؟
يهتم علماء النفس الاجتماعي بمعرفة المزيد حول كيفية تأثير هذه الحياة الداخلية على حياتنا الخارجية وعالمنا الاجتماعي. إن الوعي الذاتي وتقدير الذات ومفهوم الذات والتعبير عن الذات ليست سوى عدد قليل من العوامل التي تؤثر على تجربتنا الاجتماعية مع الناس.
7- سلوك المجموعة
يعتبر سلوك المجموعات من أكبر مجالات البحث في علم النفس الاجتماعي. يدرك معظم الناس أن المجموعات تميل إلى التصرف بشكل مختلف عن الأفراد. قد تكون هذه السلوكيات الجماعية مفيدة وإيجابية في بعض الأحيان، ولكنها قد تكون ضارة وسلبية أيضًا. غالبًا ما ينظر علماء النفس الاجتماعي الباحثون في هذا المجال إلى موضوعات مثل ديناميكيات المجموعة والقيادة واتخاذ القرارات الجماعية والصراعات والتعاون وتأثير المجموعة.
8- التأثير الاجتماعي
يهتم علماء النفس الاجتماعي أيضًا بالدور الذي يلعبه التأثير الاجتماعي في السلوك واتخاذ القرار. موضوعات مثل سيكولوجية الإقناع وضغط الأقران والتوافق والطاعة ليست سوى عدد قليل من تلك التي تمت دراستها في هذا المجال من علم النفس الاجتماعي.
هذا وقد ساعد البحث في مجال التأثير الاجتماعي في الكشف عن قوة التأثير الاجتماعي واكتشف طرقًا لمساعدة الناس على مقاومة هذا التأثير.
9- العلاقات الشخصية
تلعب العلاقات الاجتماعية دورًا رئيسيًا في تشكيل السلوك والمواقف والمشاعر والأفكار. يدرس علماء النفس الاجتماعي كيفية تأثير هذه العلاقات الشخصية على الناس من خلال النظر إلى مشاعر مثل الحب والانجذاب. يركز علم النفس الاجتماعي على الإجابة على بعض الأسئلة مثل كيف تؤثر العلاقات الوثيقة على الأفراد، ومدى أهمية العلاقات الشخصية، وما الذي يسبب التجاذب بين الأشخاص.