2. جهود مدرسة لافال الكندية:

ظھر الاتصال العمومي كحقل متمیز للبحث ضمن بحوث الاتصال رسمیا نھایة

الثمانینیات وبدایة التسعینیات من خلال الكتاب الذي أصدره مجموعة من الباحثین من

جامعة لافال الكندیة تحت إشراف میشال بوشون عام 1991 ، والذي یحمل عنوان

"الاتصال العمومي والمجتمع"، ویعدّ ھذا الكتاب بمثابة حجر الأساس الذي بني علیھ

كامل ھذا الحقل البحثي، ثم تلاه عام 1995 كتاب تأسیسي آخر على ید الباحث الفرنسي

بییر زیمور الذي یحمل عنوان "الاتصال العمومي". ویعتبر بییر زیمور أحد أھم الباحثین

الذین طوروا دراسات الاتصال العمومي وفتحوھا على آفاق بحثیة واسعة جعلت من ھذا

الحقل شدید التمیز والمردودیة، سواء على المستوى النظري أو على مستوى الممارسة.

قبل ذلك كان مصطلح حملة الاتصال العمومي قد برز لأول مرة في سنوات الخمسینیات

والستینیات من قبل الباحث الأمریكي ولبور شرام، وأطلق شرام اسم "حملات الاتصال

العمومي" لتسمیة الحملات التي تم إطلاقھا بالولایات المتحدة الأمریكیة بالموازاة مع

الحرب الباردة لإقناع الناس بسلوكات معینة (أشھرھا حملة تشجیع ربات البیوت على

استھلاك أحشاء الحیوانات)، ولكن ھذه الحملات كانت دعائیة أكثر منھا عمومیة تستھدف

المصلحة العامة.