1. نظرية حارس البوابة الإعلامية

القائم بالاتصال ونظرية حارس البوابة

نظرية حارس البوابة النشأة والتاريخ.

قبل تبلور نظرية "حارس البوابة الإعلامية"، كانت هناك محاولات قليلة لدراسة المرسل (القائم بالاتصال)، هذا الذي يحتل مكانة شديدة الأهمية في شبكة اجتماعية جد معقدة، كون النموذج الاتصالي المعلوماتي ركز وبشدة على دراسة الرسالة والتأثيرات، وأهمل دور القائم بالاتصال، لكن مع تراجع نظرية المعلومات ازداد الاهتمام بعنصر المرسل وبدأت الدراسات تتناوله من عدة أوجه

 من أوائل الأبحاث التي تناولت بالشرح والدراسة واقع القائمين بالاتصال من الناحية النفسية (سيكولوجية) هي دراسة روستن (1937)، تحت مسمى "مراسلي واشنطن"، كما نشرت دراسة عن العاملين بجريدة "ملواكي"( المشاقبة، 2015، ص190)، كما أشارت دراسات أخرى ل "برايد" و"كارتر" وغيرهم إلى أن الرسالة الإعلامية تمر خلال تنقلها من المصدر إلى المتلقي بمراحل تشبه الحلقات (المفلح، 2015، ص135).

إلا أن عالم النفس الاجتماعي "كرت لوين Kurt lewin   النمساوي الأمريكي الجنسية، يعتبر من الأوائل الذين اهتموا بدراسة القائم بالاتصال في الإعلام حيث صاغ نظريته " حارس البوابة"، التي اهتمت بالدراسات التجريبية لسلوك حراس البوابات الذين يقفون في نقاط مختلفة اثناء سير ومرور الرسالة الإعلامية عبر قنوات الاتصال (المشاقبة، 2015، 189).

وعلى هذا يمكن القول أن النظرية تبلورت خلال النصف الثاني من القرن العشرين على يد "كرت لوين"، الذي يؤكد على أن الرسالة الإعلامية تتعرض خلال رحلتها الى الجمهور لنقاط تفتيش، وتمحيص، وتدقيق( مفلح، 2015، ص138)، انطلاقا من مجموعة من الأسئلة هل كل ما يدخل ويمر عبر هذه البوابات يخرج بنفس الصيغة؟

ما جاءت به نظرية حارس البوابة الإعلامية.

إن دراسة (حارس البوابة الإعلامية) هي في الواقع دراسة تجريبية منتظمة لسلوك أولئك الافراد الذين يقفون عبر مجموعة من النقاط خلال مسيرة القصص الإخبارية.

الرسالة الإعلامية خلال مسيرتها، أو رحلتها إلى الجمهور تمر بنقاط أطلق عليها كرت لوين تسمية " بوابات"، يتم من خلالها اتخاذ القرار بشأنها (المشاقبة، 2015، ص190)، وحراس البوابة الإعلامية هم في الأساس من يتحكمون ويتخذون القرار بشأن المعلومات التي يتم جمعها وتنقيتها ونشرها ومشاركتها مع الجمهور في نهاية رحلة الرسالة.(erzikova, 2015, p01).

يقول صاحب النظرية "كرت لوين" كل ما طالت المراحل، أو النقاط، أو البوابات التي تمر من خلالها الرسالة حتى تصل إلى الجمهور يصبح متاحا للقائم بالاتصال في كل بوابة تقرير ما إذا كانت الرسالة تنتقل بنفس الصيغة، أو بعد إدخال تعديلات عليها (المشاقبة، 2015، ص190)، فالرسالة الإعلامية وهي تنتقل من المصدر (القائم بالاتصال) إلى الجمهور المتلقي تمر بمراحل عدة مشكلة سلسلة من الحلقات، أي وفقا لاصطلاحات النظرية فإن المعلومات في عملية الاتصال هي مجرد سلسلة تتصل حلقاتها.

وداخل هذه السلاسل توجد شبكات معقدة من الأنظمة المتصلة بطرق معقدة، تقوم بوظيفة فك الرموز (الشيفرة)، وتخزين المعلومات، ثم وضعها مرة أخرى في رموز وهي الوظيفة التي يؤديها القائم بالاتصال خلال رحلة الرسالة الإعلامية (الضلاعين وآخرون، 2015، ص172).

السؤال المطروح هنا هو كيف تعمل هذه السلاسل أو الحلقات؟

وكيف تنتقل المعلومات، أو الأنباء والأخبار؟

هذه النقطة أشار اليها "كرت لوين" موضحا أنه في كل حلقة ضمن السلسلة هناك فرد (قائم بالاتصال) له الحق في أن يقرر ما إذا كانت الرسالة التي تلقاها تمر أم لا؟ وما إذا كانت تمر وتصل إلى الحلقة الثانية كما هي أم تعدل؟ (الضلاعين آخرون، 2016، ص173)،

 

من هو حارس البوابة؟

 في أبحاث اجراها العالم "كرت لوين" حول الديناميات الاتصالية في المجموعات الاجتماعية سيما التي تتعلق بتغيير الاتجاهات وجد أن قنوات الاتصال التي تتدفق من خلالها المعلومات تحتوي على مناطق تؤدي دور الحارس، حيث تخضع لعملية تصفية، وهذه العلمية أطلق عليها تسمية "مناطق الفلترة"، أو "عملية الفلترة "( مهنا، 2002، ص279، 280)، وهذا يعكس أهمية المكانة التي يحتلها القائم بالاتصال كحارس بوابة له سلطة اتخاذ القرار فيما سيمر من رسائل خلال بوابته، وكيف ستمر هذه الرسائل في قنوات الاتصال حتى تصل في النهاية إلى الجمهور المتلقي(الضلاعين وآخرون، 2016، ص173).

 

حراس البوابة في وسائل الإعلام هي كل أشكال الرقابة على المعلومات(ما يدخل)، حيث يجري من خلالها اتخاذ القر

 

 

 وحراس البوابات هم أشخاص، أو جماعات يتحكمون في سير الرسائل الإعلامية في قنوات الاتصال ( مفلح، 2015، ص135 )، عن طريق ما اصطلح على تسميته من قبل واضعي هذه النظرية بعملية "الفلترة"،