2. الاتصال العمومي المحلي أو الإقلیمي:

یمثل ھذا النطاق المجال الأكثر ملاءمة لكي یكتسب الاتصال العمومي فعالیتھ في تحقیق
ھدفین بالدرجة الأولى:
التنمیة الاقتصادیة: 
تشكل التنمیة الاقتصادیة على النطاق المحلي والإقلیمي التحدّي الأبرز لأنھا ھي
النتیجة الحتمیة لتفتیت الفعل العمومي المركزي (سیاسات الحكومة)، والذي یبقى
مجرد أفكار نظریة تقفز فوق الخصوصیات الاقتصادیة لكل إقلیم. یسعى الاتصال
المحلي/الإقلیمي في ضوء ھذا إلى فھم الحاجیات التنمویة المحلیة وتجنید المجھودات
لمختلف البرامج التنمویة وتكریس مشاركة المواطن على المستوى المحلي، خصوصا
أن ھذا الأخیر یختار من خلال الانتخابات من یمثلھ ویسیر شؤونھ محلیا، وبالتالي
فإن التنمیة المحلیة تصبح مجرّد تجسید لإرادة المواطن.
التنمیة الثقافیة: 
یعمل الاتصال العمومي المحلي/الإقلیمي على تكریس الھویة المحلیة وإعطاء الإقلیم
صورتھ المحلیة. وصورة الإقلیم ھو مفھوم صاغھ الباحث الأمریكي ریتشارد فلوریدا
للإشارة إلى ارتباط الإقلیم عادة بتمثلات خاصة وصورة ترتبط بالدرجة الأولى
بخصوصیاتھ الثقافیة، فثمة مناطق ذات طابع فلاحي تعیش من الناحیة الثقافیة
والاجتماعیة على نحو خاص یختلف عن تلك المناطق الحضریة كالمدن الكبرى التي
تختلف فیھا الخصائص الثقافیة تبعا لطبیعة النشاط الاقتصادي
(صناعة/خدمات/...إلخ). إن صورة الإقلیم في نظر فلوریدا ھي التجسید الثقافي
لھویتھ، فكل إقلیم لھ خصوصیاتھ الثقافیة التي یعمل الاتصال المحلي/الإقلیمي على
بلورتھا وتقویتھا والحفاظ علیھا من أجل تمكین الإقلیم من تقویة انتماء مواطنیھ
وولائھم ومشاركتھم في تنمیتھ (أمثلة: سطیف مدینة تجاریة، قسنطینة مدینة إداریة،
المناطق الساحلیة منطاق سیاحیة ....إلخ).