2. مراحل الادمان:
الدخول في عالم الإدمان يكون بشكلين أساسيين، فإما يكون ذلك بشكل مفاجئ بمعنى الفرد مباشرة بعد تناول المخدر يصبح غير قادر على الابتعاد عنه أو بالعكس من ذلك يكون الولوج في عالم الإدمان بشكل تدريجي و هنا يمكن التحدث عن سيرورة للإدمان تتميز بمراحلة يقطعها الفرد حتى يصل إلى الإدمان، في هذه الحالة يمكن للفرد نفسه أو لمحيطه إدراك خطورة الوضعية و طلب المساعدة قبل الوصول إلى مرحلة الإدمان. من المهم التأكيد على أن تطور هذه المراحل يكون أسرع لدى المراهق.
أ- مرحلة التجريب : استخدام المخدر في هذه المرحلة يكون بكميات صغيرة و بهدف الترفيه عن النفس و خفض الضغط و يتم عادة برفقة الأصدقاء. هذا لا يعني بأن الشخص الـ"راشد" لا يدخل عالم الإدمان و تبقى هذه الظاهرة تقتصر على المراهق، بالعكس يمكن له استخدام المخدر لأجل التخلص الضغوطات التي قد يعيشها في يومياته مثل : مشاكل عائلية، صعوبات مهنية، وفاة قريب.
في هذه المرحلة يمكن للفرد التوقف عن استخدام المخدر بشكل تلقائي وبذلك يتجنب المرور إلى المرحلة الموالية.
ب-مرحلة الاستخدام المنتظم: في هذه المرحلة يكون تعاطي المخدر متكررا ومنتظما، حيث يصبح يمثل عادة يتخذها الفرد مثل : التعاطي في نهاية الأسبوع و يكون ذلك عادة برفقة الأصحاب أو حتى مع غيابهم، أو عند توفر بعض الظروف المناسبة.
ج- مرحلة الخطر: هنا تبدأ بعض الأعراض بالظهور على الفرد المتعاطي نتيجة التعاطي المستمر و الدائم للمخدر، إذ يمكن أن يتغيب عن عمله أو مدرسته، وانخفاض درجاته المدرسية، واضطراب علاقاته مع المحيطين به أو زملاء العمل، و حتى معاناته من مشاكل عائلية أو اضطرابات عاطفية وانفعالية، وجسدية. كل هذا سيؤثر على الحياة الاجتماعية للفرد.
د- مرحلة الاعتماد: يواصل الفرد بتعاطي المخدر بشكل منتظم مع كل المشاكل الصحية الجسدية والعقلية و النفسية الناتجة عن هذا التعاطي المستمر. تتميز هذه المرحلة بما يلي : - ظهور أعراض الانسحاب على الفرد في حال التوقف المؤقت عن تعاطي المخدر - تعاطي المخدر في مواقف خطيرة (السياقة) - فشل الفرد في أداء واجباته العائلية والمهنية - الحاجة إلى الرفع من جرعة المخدر للوصول إلى اللذة أساسا و الأثر المرجو من وراء التعاطي
و- مرحلة الإدمان: خلال هذه المرحلة يفقد الفرد السيطرة والقدرة على التحكم و تنظيم تعاطي المخدر، يعيش الحاجة المستمرة إلى تعاطيه. هنا يصبح المخدر هو المتحكِم و الفرد المتحكَمُ فيه، بمعنى أن الفرد يفقد القدرة على الفعل و بذلك يجد نفسه في وضعية الموضوع.