Résumé de section
-
المناحي النظرية المفسرة للاضطرابات السيكوسوماتية
في مجال السيكوسوماتية، لا يمكننا الحديث عن سبب واحد لظهور الامراض، لكن عن أسباب متشابكة، أسباب لا تأتي في منحى خطي محدد، بل في منحى تراكمي، فوضوي، تراجعي ومعقد. وقد شهد تاريخ السيكوسوماتية بروز عدة تصورات مفسرة للاضطراب السيكوسوماتي وقراءات عدة لها، وتعددت النظريات المختلفة والتيارات المتباينة والتي ما تزال تتعايش فيما بينها على مبدأ أن "السيكوسوماتية ليس إختصاصا منفردا وإنما طريقة ونهج في التفكير الطبي. سعت العديد من النماذج والنظريات الكلاسيكية منها والمعاصرة لتطويرها. فالسيكوسوماتية مقاربة استنبطت من إثراء نظري متعدد التوجهات ساهمت في بلورتها، منها ما ينتمي للتيار التحليلي كنظرية فرويد (Freud) للصدمة النفسية، نظرية الشخصية الاستعدادية لدينبار (Dunbar)، النظرية الانفعالية لالكسندر (Alexander)، ونظرية الاقتصاد السيكوسوماتي لمارتي (Marty)، ومنها ما هو غير تحليلي كنظرية البرود الانفعالي (التكتم) لسينفيوس (Sifneos)، نظرية الاجهاد لسيلي(Seley) ، الاكتئاب، الحداد، نظرية علم النفس العصبي المناعي، والنظرية الكرونوبيولوجية، النموذج السوسيوثقافي. كما سنقوم بعرض النظرية التكاملية لستورا (Stora). سنتطرق فيما يلي لتوضيح مساهمة البعض من هذه النماذج والمناحي النظرية في تفسير الاضطرابات السيكوسوماتية ومساهمتها في تطوير هذه المقاربة.