الخطوط العريضة للقسم
-
أهمّ المقاربات الحديثة في مجال المقاولاتية
- المقاولاتية ظاهرة تنظيمية - المقاولاتية استغلال للفرص - المقاولاتية من منظور خلق القيمة
- المقاولاتية من منظور الابتكار - نحو فهم أوسع للمقاولاتية.
-
أهمّ المقاربات الحديثة في مجال المقاولاتية
- المقاولاتية ظاهرة تنظيمية - المقاولاتية استغلال للفرص - المقاولاتية من منظور خلق القيمة - المقاولاتية من منظور الابتكار - نحو فهم أوسع للمقاولاتية.
تمهيد:
تعدّدت النظريات الاقتصادية، وتداخلت مع الإسهامات العلمية المختلفة لعلوم الاقتصاد، والاجتماع، والنفس، في محاولة لضبط مفهوم المقاولاتية، وتأطيره، فكان لهذا التداخل والإسهام أن أضفى نوعا من الغموض نتج عنه صعوبة التوصّل لنظرية خاصة بالمقاولاتية تجد لها موضعا وسط نظريات المؤسسة. وبهذا التعدد، تعدّدت المقاربات التي حاولت بدورها ضبط المفهوم، والتنظير له.
أهم المقاربات في مجال المقاولاتية:
مدخل المقاربات لفهم المقاولاتية، والتأطير لها، كان مفهوم المقاول؛ حيث وبالتتبع التاريخي لتطوره، ظهرت مجموعة من المقاربات (الوظيفية/ السلوكية/ السوسيو- أنثروبولوجية/ العملياتية أو التشغيلية/ التعليمية) التي أبانت عن مجموعة من الأبعاد، ستستغل في النهوض بمفهوم المقاولاتية (الريادية)، ولعل أهمها:
- المقاولاتية ظاهرة تنظيمية: من خلال هذه المقاربة تعرف المقاولاتية على أنها مجموعة المراحل التي تقود لإنشاء منظمة، وهذا معناه جملة النشاطات التي يقوم من خلالها المقاول بتعبئة واستغلال الموارد (موارد، معلوماتية، بشرية.....) من أجل تحويل الفرصة إلى مشروع منظم ومهيكل. وبالتالي، فالمقاول هو رجل استراتيجي قادر على إعداد رؤية مقاولاتية (filian 1997) وقيادي قادر على قيادة التغيير الناتج عن النشاطات المقاولاتية.
- المقاولاتية استغلال للفرص: يرى كل من (shane et venkatarman) اللذان يعرفان المقاولاتية على أنها مجموعة من التطورات لاكتشاف فرص لإنتاج سلع وخدمات مستقبلية يتم اكتشافها، وتقييمها واستغلالها. وكذلك يمكن أن نبين أن الفرصة في أنها معلومة جديدة يمكن استغلالها من طرف أشخاص يمتلكون شخصيتين: الأولى هي امتلاكهم معارف داخلية مكملة لهذه المعلومة والتي تسمح لهم باستغلالها، والثانية أنهم يمتلكون بعض المميزات الخاصة من أجل تقييمها.
- المقاولاتية من منظور خلق القيمة:
لقد تمت دراسة المقاولاتية لفترة طويلة من الزمن انطلاقا من العلوم الاقتصادية والاجتماعية التي قامت بالتركيز على نتائج المقاولاتية في محاولة منها الإجابة على التساؤلين التاليين:
ما هو تأثير الأنشطة المقاولاتية على الاقتصاد ؟ ماهي الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشجع المقاولاتية ؟
تبنى (شومبيتر) المدخل القائل بأن النظام الاقتصادي المتكون من جانب العرض ومن جانب الطلب يكون في حالة توازن، ويميل المقاول إلى كسر حالة التوازن المسيطرة على النظام الاقتصادي من خلال ما يقدمه من ابتكارات في النظام لمنتجات جديدة، أو أساليب إنتاج جديدة أو أسواق جديدة. وقد عبر عن هذه العملية بمصطلح التدمير الخلاق، حيث يقوم المقاولون بكسر الحواجز والقيود الموجودة في النظام الاقتصادي، الأمر الذي يدفع غيرهم إلى تتبع خطاهم، ويؤدي إلى ارتفاع المستوى الاقتصادي الذي يحدث نتيجة لهذه الابتكارات، وإلى إحداث نقلة نوعية في النظام الاقتصادي. ويميز (شومبيتر) بين خمسة أنواع من التوافقات الجديدة.
- تقديم منتج جديد.
- تقديم طريقة أو أسلوب إنتاجي جديد.
- افتتاح أو دخول سوق جديدة.
- الحصول على مصدر توريد جديد للمواد الخام، أو أي سلع صناعية أخرى مشابهة.
- إنشاء منظمة جديدة أو صناعة جديدة.
وحسب الاتجاه القائم على القول بـ (الازدواجية بين الفرد والقيمة)، فقد تمحورت المقاولاتية حول دراسة العلاقة بينهما (الفرد والقيمة)، والتي اهتم بها (Bruyat)؛ حيث يعتبر أن الفرد هو العنصر الرئيس في الثنائية؛ إذ يقوم بتحديد طرق الإنتاج وكل التفاصيل المتعلقة بالقيمة المقدمة، وبالتالي فالمقاول هو الشخص أو المجموعة بصدد توفير قيمة، نحو: إنشاء مؤسسة جديدة مثلا، والذي بدونه لم يكن لهذه القيمة أن تقدم.
أما المنظور الثاني فهو يعتبر أن إيجاد هذه القيمة من خلال المؤسسة التي أنشأها هذا الفرد، تؤدي إلى جعل هذا الأخير مرتبطا بالمشروع الذي أنشأه إلى درجة أنه بات معروفا به، وهذا راجع لإنشائه للمؤسسة أو الابتكارات المقدمة، مما يجعله مقيدا بهذا المشروع.
أما عن القيمة المقدمة فهي تتمثل في مجموع النتائج التقنية، المالية والشخصية التي تقدمها المنظمة والتي تولِّد رضا المقاول والأطراف الفاعلة أو المهتمة.
- المقاولاتية من منظور الابتكار:
حسب كل من (cantillon 1755) و(say 1803)؛ فالمقاول هو الشخص الذي يأخذ المخاطرة لأنه يستثمر في أمواله، أي؛ أن المقاول يشتري مواد أولية بسعر مؤكد من أجل تحويلها وإعادة بيعها بسعر غير مؤكد، إذن فهو شخص يعرف الحصول على فرصة في صورة تحقيق الذات لكن في ظل المخاطر الموجودة.
وقد ربط (say) مفهوم الابتكار بالمقاول، حيث نظر إليه على أنه عامل للتغيير. وفي المقابل فقد ركز (schumpeter1928) على البعد القوي الابتكاري للمقاول، قال: "جوهر المقاولاتية يوجد في اقتناص واستغلال الفرص الجديدة في مجال المؤسسات...."، وبالتالي فإن المقاول يشارك بصفة جد مهمة في التنمية الاقتصادية.
نحو فهم أوسع للمقاولاتية:
ظلت المقاولاتية تعرف تباينا في تعاريفها نتيجة اختلاف الرؤى وزوايا البحث وأهدافه. إلا أنه مع ظهور الأبحاث التي قام بها (J.A Schumpeter) (الذي لقب بأب المقاولاتية)، فقد تطور مفهوم المقاولاتية، بعد أن أكّد الباحث على أهمية الاستعمال المختلف للموارد والإمكانيات المتاحة للمؤسسة، وضرورة العمل على اكتشاف واستغلال الفرص الجديدة، وإدخال تنظيمات جديدة. كما ربط وظيفة المقاول بـ " البحث عن التغيير والتصرف بما يوافقه واستغلاله كأنه فرصة ". ولهذا فالمقاول في نظره، هو: شخصية محورية في التنمية الاقتصادية يتحمل عدة مخاطر من أجل الإبداع وخاصة عندما يعمل على خلق طرق إنتاج جديدة.
وعرفها (Allain Fayolle) على أنها حالة خاصة، يتم من خلالها خلق ثروات اقتصادية واجتماعية لها خصائص تتصف بعدم اليقين في الربح، أي؛ تواجد الخطر على المقاولة، والتي تدمج فيها أفرادا، ينبغي أن تكون لهم سلوكات ذات قاعدة تتخصص بتقبل التغيير، والأخطار المشتركة، والأخذ بالمبادرة والتدخل الفردي.
ويعبر عنها كل من (fillis et rentshler) بمصطلح (الريادة) التي تعرف على أنها: عملية خلق قيمة مضافة للمؤسسات والمجتمعات من خلال الجمع بين مجموعات فريدة من الموارد العامة والخاصة لاستغلال الفرص الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية في البيئة المتغيرة.
ومن خلال التعريفين السابقين يتضح أن للمقاولاتية ثلاثة أبعاد وهي:
ü الإبداع: البحث عن فرص جديدة.
ü المخاطرة: استثمار فرصة موجودة مع تحمل المسؤولية عن الفشل وتكلفته.
ü الاستباقية أو المبادرة: تتعلق بعمل الأشياء من خلال المثابرة، والقدرة على التكيف.
-