مقياس فلسفة يهودية-مسيحية يدرس في السداسي الرابع لطلبة السنة الثانية تخصص فلسفة. يتناول هذا المقياس على العموم الفلسفة في العصور الوسطى وبالتحديد الفلسفة اليهودية والفلسفة المسيحية. إن ظهور الفلسفة اليهودية-المسيحية كان متزامنا مع بداية التأريخ للعصور الوسطى أو قبل ذلك بقليل. كما أن الروح السائد في هذه المرحلة هو الدين. وظهور الفلسفة اليهودية-المسيحية كان نتيجة تفكير إنسان هذه المرحلة في الدين وتفاعله معه، أو تفاعل العقل مع الدين. والذي حرك دواليب التفكير الفلسفي في الدين، في حقيقة الأمر، كان نتيجة احتكاك/صدام الديانات التوحيدية مع الحكمة اليونانية التي كانت قائمة على العقل. وهذا الاحتكاك بالتحديد هو الذي أحدث تفاعلا بين الفلسفة والدين، بين الديني والدنيوي، بين العقل والإيمان، بين الحقائق العقلية والحقائق الموحى بها. وما نسميه بالفلسفة اليهودية أو الفلسفة المسيحية (وحتى الفلسفة الإسلامية)، ما هي إلا تعبيرا عن هذا الالتقاء والاحتكاك الذي حدث بين الفلسفة (اليونانية) والدين (اليهودية، المسيحية، الاسلام)، أي بين روح العصر اليوناني(الفلسفة) مع روح العصور الوسطى(الدين). وهذا المقياس في عمومه يسعى إلى الاجابة عن الاشكالية التي يثيرها هذا الاحتكاك بين روحي هذين العصرين وهي: إلى أي مدى وفق فلسفة العصور الوسطى ممثلة في اليهودية والمسيحية في التوفيق بين العقل والإيمان؟  

  الكلمات المفتاحية :

العصور الوسطى، الفلسفة اليهودية، الفلسفة المسيحية، العقل، الإيمان، اللاهوت.