أنواع الحكومات من حيث خضوعها للقانون
تعريف :
يقصد بالحكومة بالمعنى الواسع مجموع الهيئات الحاكمة التي تسير أمور الدولة، فتشمل مجموع السلطات العامة الحاكمة الثلاثة، أما مفهوم الحكومة حسب المعيار الموضوعي، فتعني كيفية إسناد السلطة السياسية و أسلوب ممارستها، و هو المعنى الذي سيعنيننا هنا ، لذلك سنتطرق لدراسة أنواع الحكومات من حيث خضوعها للقانون .
الحكومة الاستبدادية
توجد عدة أنواع من الحكومات في العالم و لعل أخطرها تلك التي لا تعترف بالقانون و لا تطبقه في شتى المعاملات اليومية التي تقوم بها وفي مختلف الميادين، مما يشكل خطرا على حقوق و حريات الأفراد الذين ينتمون إلى هذه الحكومات وأهمها الحكومة الاستبدادية.
نتطرق إلى مفهوم الحكومة الاستبدادية ومفهوم الحكومة الديكتاتورية ومميزات كل منهما.
مفهوم الحكومة الاستبدادية ومميزاتها
تعريف :
يقصد بالحكومة الاستبدادية، الحكومة التي لا تخضع في حكمها للقانون ولا تتقيد في تصرفاتها بأحكامه، وما تقوم به من تصرفات وما تصدره من قرارات إنما هو نابع عن إرادتها الحرة وتلبية لرغباتها ومصلحتها الذاتية، فإرادة الحكومة المستبدة تمثل القانون الوحيد الذي تخضع له، وبالتالي مصلحتها تتغير بتغير مصلحة صاحب السيادة، دون مراعاة لمصالح الغير .
كل الأعمال و التصرفات التي تقوم بها الحكومة و لا تخضعها للقانون بمختلف درجاته تعتبر حكومة استبدادية، و لهذه الأخيرة مميزات تميزها عن غيرها من الحكومات الأخرى.
أولا: مفهوم الحكومة الاستبدادية
في هذا النوع من الحكومات، الحاكم يستطيع أن يتخذ ما يشاء من الأوامر والإجراءات دون حسيب ولا رقيب، مادام أنه غير ملزم بالقانون، والمعروف أن التزام الحاكم قبل المحكومين بالقانون شرط أساسي لضمان احترام حقوق الأفراد وحرياتهم .
قد سادت الحكومة الاستبدادية في ظل الملكيات القديمة في فرنسا وغيرها من الدول، كان الملك هو مصدر القانون في الدولة، فله أن يقرر ما يشاء دون إتباع أي قاعدة معينة ملزما غيره بإتباع القانون الذي يصدره مع الاحتفاظ بحق المخالفة من جانبه، فالحاكم غير مقيد لا من حيث الغاية والهدف ولا من حيث الوسيلة المتخذة لتحقيقها .
ثانيا: مميزات الحكومة الاستبدادية
مما سبق نستخلص بعض مميزات الحكومة الاستبدادية وهي كالتالي:
تركيز الحكم في يد فرد واحد يسيطر على كامل أجهزة ومؤسسات الدولة أو بيد فئة معينة عسكرية أو مدنية أو مختلطة، وهذا ما يؤدي إلى غياب فكرة الديمقراطية في الحكم الاستبدادي.
غياب مبدأ المشروعية وسيادة القانون في الحكم الاستبدادي، وهذا ما يؤدي إلى الابتعاد عن الحريات السياسية والمساواة بين المواطنين.
أن الحريات العامة في هذا النظام تنعدم كليا، وهذا ما يحول بين الإنسان وعملية الإبداع نتيجة قتله للطاقات الكامنة في ذات عقلية الإنسان بفعل مصادرته لمجمل حرياته وحقوقه العامة .
أن الحاكم المستبد يتخذ من الإجراءات والتدابير حيال الأفراد المحكومين، هدفا لتحقيق غاية معينة وهي مصلحته الذاتية فقط، وقد يلجأ في بعض الأحيان إلى وعد الشعب بوعود براقة وهذا حتى يلتف الشعب من حوله.
الحكومة الاستبدادية لا تخضع في جميع مظاهر نشاطها لأحكام القانون، فهي غير مقيدة لا من حيث الغاية والهدف ولا من حيث الوسيلة المتخذة لتحقيقها.
كما نجد أن مصير الحكم الاستبدادي، مرهون بحياة الحاكم حيث ينهار نظام الدولة بوفاته أو الإطاحة بنظامه .
إن الحكومة الاستبدادية لا يتصور أن ترحب بها الشعوب كنظام سياسي يبنوا عليها حياتهم أو مناهجهم في الممارسة السياسية.
ندد بهذا النوع من الحكومات مفكرون وسياسيون في معظم الدول التي كانت سائدة فيها، وواجهت تلك الحكومات معارضة إلى أن أطيح بتلك الأنظمة .
مفهوم الحكومة الديكتاتورية ومميزاتها
تعريف :
إن الحكومة الديكتاتورية نوعا من أنواع النظم التسلطية، لذلك يمكن تعريفها أنها:
"مصطلح أُطْلِقَ على كل من يصل إلى السلطة بطرق غير شرعية، ولا يستمد سلطته من الإرادة الشعبية بل من شخصه بالاعتماد على كفاءته ومواهبه وقدراته الذاتية، أو على قوة أنصاره أو حزبه أو المذهب الذي يستند إليه أو من أسباب أخرى ناتجة عن الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحيطة بالدولة والشعب عموما، علما أن الديكتاتورية قد لا تكون فردية بل جماعية تتم من خلال فئة مدنية أو عسكرية" .
هذا النوع من الحكومات حديث العهد يعود إلى بداية القرن العشرين، تكاثر على إثر الحربين العالميتين و خاصة في بلاد العالم الثالث، حيث تسلم بعض العسكريين السلطة بحجة محاربة الفساد و التأخر و الإقطاعية.
أولا: مفهوم الحكومة الديكتاتورية
أن الحاكم الديكتاتوري في هذه الحكومات يستند في حكمه على فكرة إيهام الشعب بأنه يعمل لصالح الأمة أو البلاد، والادعاء بالتعبير عن الإرادة العامة للشعب أو الأمة وتمثيله قيادته لتحقيق أغراضه، وهكذا يتم تقديم مصلحة الجماعة الوطنية على مصلحة الفرد أو على مجموعات معينة لذا يلجأ الديكتاتوري إلى إجراء انتخابات صورية واستفتاء شعبي لتزكية سلطته وإعطائها الشرعية اللازمة.
وظهر هذا النظام كأحد أساليب أو صور الحكم الفردي في القرن العشرين (20) في أكثر من دولة، كالفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا والشيوعية في روسيا .
ويصنف الباحثون الديكتاتورية إلى نموذجين: أحدهما يتولد عن عوامل اجتماعية والآخر عن عوامل تقنية، وبتعبير أدق يمكن القول بأن النموذج الأول ينتج عن أزمات يتعرض لها البنيان الاجتماعي العقائدي نتيجة تفاعل قوى وطبقات داخلية وذاتية، بينما يكون النموذج الثاني دخيلا ومتولدا عن عوامل خارجية في المجتمع أو أنها من داخل المجتمع ولكنها معزولة عن تفاعله، حيث يأخذ نموها وتطورها صفات خاصة مستقلة وخارجية، وغالبا ما تنشأ الديكتاتوريات من طرف الطغاة الذين عاشوا طفولة معذبة ومراهقة صعبة، الأمر الذي من شأنه أن يمهد السبيل لخضوع شخصية الطاغية إلى مجموعة من العُقَدْ.
والديكتاتوريات تظهر وتنشأ خلال حالات وشروط تاريخية معينة، وغالبا ما تظهر خلال فترات تعرض فيها البنيان الاجتماعي إلى أزمات مصحوبة بهزات في المعتقدات .
ثانيا: مميزات الحكومة الديكتاتورية
تأخذ الديكتاتورية جملة من الخصائص، يمكن ذكرها فيما يلي:
الديكتاتورية ذات طابع مؤقت إذ أنها في الأصل نظام أزمات تدفع إلى ظهوره ظروف استثنائية كالاضطرابات الداخلية، والأزمات السياسية أو الاقتصادية، هزيمة عسكرية...الخ وتنتهي الديكتاتورية بانتهاء الأسباب التي دفعت إلى الأخذ بها.
النظام الديكتاتوري ذو طابع مؤقت لأسباب أخرى تلخص إلى أنه يتطلب من المحكومين بذل تضحيات على حساب حقوقهم وحرياتهم وهي تضحيات لا يستطيعون تحمُّلها أمدا طويلا لأنها تضحيات فرضتها ظروف استثنائية هي بطبيعتها مؤقتة.
تقوم الديكتاتورية على تركيز السلطة في يد الحاكم، ولذلك فهي تحارب المركزية في صورتها الإدارية والسياسية باعتبارها مظهرا لحرية الأفراد واستقلالهم.
تتميز الديكتاتورية بإتباع الديكتاتور سياسة القوة والعنف وذلك إلى كونه وصل إلى الحكم عن طريق العنف، إلا أنه قد يحدث أن يستولي الديكتاتور على مقاليد السلطة بطرق غير شرعية، وهو ما حدث فعلا حينما تولى هتلر وزارة ألمانيا سنة 1929 إلا أنه عقب ذلك، عمل على تجميع السلطة بين يديه ومارس شؤون الحكم بوسائل القوة والإكراه، وذلك راجع إلى الطابع الكلي أو الشمولي للديكتاتورية، حيث لا تعترف بحقوق وحريات الأفراد وليس هناك ما يمنعها من المساس بها.
من أهم خصائص الديكتاتورية أنها تقدم صالح المجموع على صالح الفرد فهي تلغي الحرية الفردية و تمعن في رصد حركات الأفراد بحيث يصبح الفرد خادم للجماعة، وحقوقه الشخصية يجب أن يسخرها على النحو الذي يقتضيه الصالح العام .
ومن خصائصها أنها تأخذ بنظام الحزب الواحد، إذ أن استقرار هذا النوع من الحكومات تستلزم وجود دعائم يستند إليها وأهم هذه الدعائم هو الحزب الذي جاء بالديكتاتور إلى السلطة أو الحزب الذي أنشأه هذا الأخير لترويج أفكاره ومبادئه السياسية .
يلجأ الحكم في ظل الأنظمة الديكتاتورية إلى إتباع وسائل معينة يقصد منها إلهام الشعوب وحريتهم ويلاحظ أن الحاكم الديكتاتوري يفتعل أحداث تلهب الحماس إلى خارج الحدود لشعوب لا يمكن وضعها أو رميها إلا بالتخلف، ومن ناحية أخرى قد يلجأ إلى وعد الشعب بأمان ووعود براقة من أجل تحقيق رفع مستواه الاقتصادي والثقافي والارتقاء به إلى مصاف الأمم المتقدمة، وعلاوة على ذلك قد يلجأ إلى إثارة الحروب مع الدول المجاورة بهدف إثارة الحماس في نفوس المحكومين، لكي يلتفوا حوله غير عابئ بالنتائج الخطيرة التي قد تترتب على ذلك بالنسبة لشعبه وله شخصيا .
الفرق بين الحكومة الاستبدادية والديكتاتورية
أهم فرق يجريه بعض رجال الفقه بين الحكومة الاستبدادية والحكومة الديكتاتورية على أساس الغاية التي تستهدفها كل من الحكومتين، فبينما تستهدف الحكومة الاستبدادية تحقيق مصلحتها الشخصية، حيث تتعسف الإدارة بالأفراد حسب هوى الحاكم أو الأمير فهي تستبد بأمورهم، فإن الحكومة الديكتاتورية على العكس من ذلك فرغم عدم خضوعها إلى القانون، إلا أنها تستهدف صالح الجماعة وليس الصالح الشخصي، فليس للأفراد حقوق قبل الدولة وللإدارة سلطة تقديرية مطلقة في اتخاذ الإجراءات التي تحقق الصالح العام للجماعة.
إن هذا التميز نسبي، فكثيرا ما تكون الوسيلة مرتبطة بالغاية، فإذا كان الحاكم غير مقيد بقانون، فكيف نقول بأنه يبتغي من وراء تصرفه المخالف للقانون تحقيق المصلحة العامة إلا في حالات معينة حيث يصبح القانون غير المحترم لا يتماشى ومصلحة الجماعة، أي يقف حائلا دون تحقيق مخططاتها وأهدافها.
الحكومة القانونية
بخلاف الحكومات الاستبدادية هناك حكومات أخرى تخضع للقانون و تتصرف طبقا لأحكامه و تبعا لما ينص عليه من قواعد و إجراءات و هي الحكومات القانونية، نجد هذا النوع من الحكومات في الأنظمة الغربية المتطورة، التي مرت بسنوات من الثورات والحروب حتى وصلت إلى هذا الرقي القانوني.
المقصود بالحكومة القانونية (Gouvernement Légal)
تعريف :
الحكومة القانونية هي ذلك النوع من الحكومات التي تخضع لحكم القانون، فالحكام والمحكومين يخضعون في تصرفاتهم للقواعد القانونية الوضعية من قواعد و إجراءات، بحيث تراعى جميع هيأتها أحكام القانون النافذة في كل ما يصدر عنها من أعمال وتصرفات .
وإذا خرج الحاكم على حكم القانون في عمل من الأعمال فإنه يخضع للرقابة القضائية ويوقع عليه الجزاء المناسب على مخالفة القواعد القانونية.
يقصد بالقانون الذي تلتزم الحكومة القانونية بالخضوع لقواعده، القانون بالمعنى الواسع، فهذا الاصطلاح يشمل كافة القواعد القانونية الملزمة التي تتدرج في قوتها وقيمتها تدرجا تنازليا، فتأتي القواعد الدستورية في قمتها ثم تليها التشريعات العضوية ثم التشريعات العادية، وتسمى القانون بالمعنى الضيق، ثم تليها في أسفل الهرم اللوائح والتشريعات الفرعية التي تصدرها السلطة التنفيذية في حدود الدستور والتشريعات العادية ويقصد بها القوانين المدونة، أما القواعد غير المدونة تتمثل في العرف والمبادئ العامة للقانون، وخضوع الحكومة القانونية للقانون ليس معناه حرمان هذه الحكومة من سلطة تعديل القوانين وإلغائها، فحقها مقرر في هذا الشأن طالما أنها ستخضع في نهاية الأمر للقوانين الجديدة، وما تقرره من أحكام، وبهذا يستمر مبدأ خضوع الحكومة القانونية للقانون دائما .
أشكال الحكومة القانونية
تنقسم الحكومة القانونية إلى حكومة قانونية مطلقة، وحكومة قانونية مقيدة وهذا بالنظر إلى تركيز السلطة من عدمها ومع ذلك فكلاهما يخضع للقانون.
أولا: الحكومة القانونية المطلقة (Gouvernement Absolu)
يقصد بالحكومة القانونية المطلقة الحكومة التي ترتكز فيها السلطة في يد شخص واحد أو هيئة واحدة مع خضوع هذا الشخص أو تلك الهيئة للقانون في ممارستها للسلطة.
من هذا التعريف للحكومة المطلقة يتبين الفرق بينها وبين الحكومة الاستبدادية التي لا تلتزم باحترام القانون ولا تخضع لأحكامه .
لقد سادت الحكومة القانونية المطلقة في الملكيات القديمة وظهرت بشكل واسع في أوربا . ففي الحكومة القانونية المطلقة يجمع الملك في يده جميع السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، هذه الحكومة لا تطبق مبدأ الفصل بين السلطات الذي يقضي بتوزيع جميع السلطات، على هيئات منفصلة تراقب بعضها البعض، فعلى العكس هذه الحكومة تركز جميع السلطات في يدها، لذا يرى الفقه الدستوري عموما بأن الحكومة المطلقة تعتبر نوعا من الحكومات القانونية، طالما أن الهيئة الحاكمة التي تجمع السلطات في قبضتها وحدها تخضع للقانون فيما تصدره من أعمال وتصرفات.
لكن لا يكفي إعلان مثل تلك الحكومة المطلقة خضوعها نظريا للقانون، وذلك أنه من الناحية العملية بما أنها تجمع في يدها وحدها السلطة التنفيذية والتشريعية فهي تستطيع أن تشرع ما تشاء من القوانين على هواها، ولا يتصور أن الحكومة المطلقة ستقبل تقييد نفسها بنفسها، فالقيود التي تنظمها القوانين ستكون بالتأكيد شكلية وغير جدية أو غير حقيقية، فكل حكومة مطلقة هي في الجوهر حكومة استبدادية لأن الجمع في يد واحدة بين سلطة التشريع والتنفيذ يؤدي إلى الاستبداد وعدم الخضوع الجدي للقانون .
ثانيا: الحكومة القانونية المقيدة (Gouvernement Limite)
إن الحكومة القانونية المقيدة هي التي ترتكز فيها السلطة في يد هيئة واحدة أو فرد واحد وكل سلطة مقيدة بالسلطات الأخرى، وهذا النوع يشمل جميع الحكومات التي تقوم على مبدأ الفصل بين السلطات، وكذلك الملكيات الدستورية التي تتوزع فيها السلطة بين الملك والبرلمان.
ووجود الحكومة المقيدة يعتبر بمثابة الأساس الذي تستند إليه رقابة القوانين، فلا يمكن أن يوجد هذا المبدأ في ظل حكومة مقيدة تكون فيها السلطة مركزة في يد هيئة أو فرد .
وكل الحكومات في الدول الديمقراطية هي حكومات مقيدة ومن أمثلتها أنظمة الحكم البرلمانية كما هو الحال في إنجلترا وكذلك أنظمة الحكم الرئاسية كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية.
والحكومة القانونية المقيدة التي تطبق مبدأ الفصل بين السلطات هي الحكومة القانونية الوحيدة، لأن الحكومات المطلقة لا يمكن أن تكون حكومات قانونية ولو أعلنت نظريا خضوعها للقانون خضوعا صوريا وشكليا وليس حقيقيا.
وخضوع الحكومة القانونية المقيدة للقانون يعني خضوع السلطات الحاكمة الثلاث للقانون بمعناه الواسع الذي يشمل الدستور والتشريعات العضوية والتشريعات العادية واللوائح الفرعية بجانب العرف والمبادئ العامة للقانون، ومن ثمة يجب على السلطة التشريعية عند سنها للقوانين أو التشريعات العادية ألا تخالف نصوص الدستور الذي يمثل قمة هرم القواعد القانونية كلها، وإذا وضعت السلطة التشريعية أو البرلمان قانونا خالف نصا دستوريا، فإن هذا القانون يصبح غير دستوري ويمكن إلغاؤه حسب نوع الرقابة المتبعة في الدولة، ولو تصورنا تكرار المخالفة للدستور من جانب السلطة التشريعية مع عدم وجود رقابة منظمة على دستورية القوانين، فإن الجزاء المتصور هو قيام رئيس الدولة بحل البرلمان للاحتكام للشعب .
مميزات الحكومة القانونية
تتميز الحكومة القانونية بصفة عامة بالخصائص التالية:
- خضوعها للقانون حسب تدرجه في قوته وقيمته تدرجا تنازليا.
- خضوع الحكومة القانونية بجميع سلطاتها و هيأتها لحكم القانون، لا يعني حظر تعديل أو إلغاء القانون، إذ أضحى التعديل و الإلغاء لا غنى عنه لمسايرة المستجدات والمبادئ الديمقراطية و التقدم العلمي .
- تتميز أيضا بحمايتها وكفالتها لحقوق وحريات الأفراد كما أنها تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة.
- خضوعها للقانون لا يتنافى مع مبدأ السيادة، طالما أن القانون الذي تخضع له الحكومة القانونية المقيدة تنفرد بمميزاتها الخاصة.
- أما الحكومة القانونية المطلقة فتتميز بما يلي:
- ترتكز فيها السلطات الثلاث في يد هيئة أو شخص واحد مع خضوعها للقانون المدون وغير المدون.
- عدم تطبيقها مبدأ الفصل بين السلطات.
وتتميز الحكومة القانونية المقيدة على العكس من الحكومة القانونية المطلقة بأنها لا تركز السلطة في يد واحدة بل تتوزع فيها على عدة هيئات، إذ تمارس كل منها الرقابة على الأخرى، وكذلك تتميز بمبدأ الفصل بين السلطات.
إذن تعتبر الحكومة القانونية المقيدة الأساس الذي يستند إليه مبدأ رقابة دستورية القوانين فهي من حيث خضوعها للقانون الأكثر مثالية وصحة.