المحور09: التمثيل السياسي في الجزائر(قرن20)
1- إعطاء الإستقلال الذاتي للأوربيين في الجزائر :
بعد صدور قانون 19 ديسمبر 1900 انتقلت السلطة الفعلية إلى يد مجلس النواب الأوربيين الذي أقاموه في الجزائر العاصمة حيث تحققت خطة الإستقلال الذاتي عن فرنسا فكان الحاكم العام في الجزائر يطبق فقط كل ما يشرعونه عن طريق هذا المجلس و كل هذا كان على حساب الغالبية المسملة المشكلة لسكان الجزائر فمارست الأقلية الأوربية ضغوطات على جميع الحكومات الفرنسية من 1900 فنجحت الخطة التي اشتملت على 3 مراحل أساسية :
المرحلة الأولى : إدماج الجزائر في فرنسا من الناحية القانونية أي إتخاذ الإجراءات القانونية التي تسمح بإبتلاع الجزائر و في هذا اشير الى بعض القوانين المتخذة في إدماج الجزائر.
- مرسوم 22 جوان 1834 الذي نص على اعتبار الجزائر جزء من الممتلكات الفرنسية.
- مرسوم 04 مارس 1840 الذي نص على أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا.
- قانون 14جويلية 1865 و الذي نص على اعتبار المسلمين الجزائريين رعايا فرنسيين.
- مرسوم 24 أكتوبر 1870 و الذي بموجبه أصبحت الجزائر تشكل 3مقاطعات فرنسية و القوانيين الفرنسية تطبق على المسلمين الجزائريين.
- مرسوم 21مارس 1871 ينص على تعيين حاكم عام مدني في الجزائر.
- قانون 23 مارس 1982 و الخاص بإنشاء دفاتر الحالة المدنية للمسلمين.
- قانون 19 ديسمبر 1900 يسمح للجالية الأوربية في الجزائر أن تنشئ المجلس المالي ثم المجلس الجزائري فيما بعد و ذلك لاحكام قبضتها على الجزائر و تمنع السكان المسلمين الجزائريين من الحصول على حقوقهم السياسية و الإقتصادية و حقهم في الحصول على التمثيل النيابي عادل سواء في المجالس النيابية أو المجلس الجزائري.
المرحلة الثانية :بالنسبة لهذه المرحلة. فإن مسألة الأرض والاستيلاء على خيراتها. ترتكز. إلى الإحصائيات الرسمية. والتي تشير إلى أن فرنسا. دعمت 24,900 أوروبي. ليحصلوا على 2,720,000 هيكتار. من أخصب الأراضي؟ حين بلغت نسبة ملكية الأوروبي. 109 هيكتار. للفرد الواحد. في حين. كان 582,000 مسلم جزائري. يملكونها. 7,612,000 هيكتار أي بمعدل 14 هيكتار للفرد الواحد. وفي مسألة ما يتعلق. بجلب؟ المهاجرين. من الخارج. وإعطاء الجنسية الفرنسية لليهود والأجانب. ليكون لهم وزن سياسي. كبير في هذه الأرض. العربية المحتلة. فإن قانون 1008 170. قد منح الجنسية الفرنسية لليهود في الجزائر. والذي تقرر بموجبه. منح الجنسية الفرنسية بصفة جماعية لجميع أبناء. الجليات. الأوروبية المقيمين بالجزائر. أما الاستيطان الرسمي، الذي كان الهدف منه إعطاء المال للبلديات، والشركات والمؤسسات لبناء؟ المستعمرات، وقرى الاستيطان في الريف الجزائري، فلم يتوقف بصفة. جزئية إلا في عام 1904. ففي الفترة الممتدة. من 1871. إلى 1895. تم بناء. 248 مركز استيطاني جديد..
المرحلة الثالثة: اعطاء الحكم الذاتي للأوروبيين. عندما اكتملت. المرحلة الأولى. مرحلة الإدماج. والمرحلة الثانية. جلب المهاجرين. ومنحهم الجنسية. والأراضي؟ في بداية القرن ال20. جاءت المرحلة الثالثة كتتويج للمرحلتين الأولى والثانية. وهي إعطاء. الجالية الأوروبية حكم ذاتي يسمح لهم باستخدام. الغش، والمناورات، والدسائس لفرض النفوذ على الجزائريين والتحكم. فيهم للأبد. فقد كانوا يظنون أن قوانين. الإدماج. وتحالف. الأوروبيين واليهود. ووجود الآليات والهيئات التشريعية. و وجود المجالس. وانتقاء العملاء. لمن المقاعد المخصصة للجزائريين المسلمين؟ تمكنهم؟ من سد الأبواب في وجوه الجزائريين المقهورين في أرض آبائهم وأجدادهم. لكن، كما يقول المثل. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن......
الأسلوب الجديد لأسلوب حركة النضال للشبان الجزائريين تميزت المقاومة الجزائرية للإحتلال الفرنسي في القرن 19 بإنتصار بإنصهارها في مناطق صغيرة و تحالفات عشائرية غير معادية لأن قوات الإحتلال كانت تحاصر المناطق التي يتواجد فيها المقاومين للإحتلال و تقضي عليهم بسهولة لكن في بداية القرن العشرين تغير أسلوب النضال مع ظهور رجال المحبة في الجزائر يتحركون و يتحالفون ضد إدارة الأحتلال و دسائسها في بلدهم حيث يرجع الفضل إلى نخبة المجتمع الذين تعلموا في المدارس الفرنسية و أيقنو بعدم وجود مساواة بين الجزائر و الأوربيين يظهره التمثيل السياسي لأبناء البلد الأصليين في المجالس المحلية و النيابية لهذا عهدوا للقيام بظغوطات متتالية على حكومة باريس لإنصاف الجزائريين و من الشخصيات التي استمعت إلى مطالب حركة الشبان الجزائريين السيد غول فيري عندما زار الجزائر سنة 1892 بصفة رئيس لمجلس الشيوخ و التي مكثت في الجزائر مدة شهرين للتعرف على أوضاع الجزائريين سنة 1904 انشأت الحركة جريدة المشعل و كانت محاولة لنشر الأفكار التقدمية و إظهار التعلق بالشخصية الجزائرية و التمسك بالشخصية الإسلامية و التقاليد الأوربية و ظهرت مواقفهم السياسية و معارضتهم العملية للسياسة الفرنسية في الجزائر سنة 1908 بعد صدور مرسوم بتاريخ 17 جويلية 1908 ينص على احصاء الشباب الجزائريين الذين بلغوا سن 18 سنة بقصد تجنيدهم في الجيش الفرنسي و من هذا التاريخ اعتبرت حركة التجنيد كفرصة بين ايديهم لتحقيق مطالبهم السياسية و الإجتماعية لصالح الشعب الجزائري مقابل التجنيد.
عندما تأزم الوضع في الجزائر سبب رفض الجزائريين التجنيد الإجباري و إصرار المستوطنين بعدم المساوات بينهم و بين الجزائريين أوفد رجال حركة الشبان الجزائريين وفدا إلى باريس يوم 18 جوان 1912 لمقابلة رئيس الحكومة بوان كاريه و تقديم اجتياح لعدم اتخاذ الحكومة الفرنسية اجراءات سياسية لصالح السكان المسلمين و طالبوا بالحقوق الأساسية التالية:
- إلغاء قانون الأندجينا.
- المساوات في دفع الضرائب .
- المساوات في التمثيل السياسي للمجالس المحلية و البرلمان الفرنسي مقابل الإنخراط في الجيش الفرنسي.
و كان أعضاء الحركة يسعون إلى الحصول على الجنسية الفرنسية لتحقيق التمثيل النيابي في البرلمان الفرنسي و تعليم اللغة العربية في المدارس مع الفرنسية و إحترام الأعياد و العشائر الإسلامية في عام 1913 تحالفت الحركة مع الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر الذي كان يقيم محاضرات في باريس يطالب فيها بإدخال إصلاحات سياسية على نظام الحكم في الجزائر و بعد أن أصبح مسؤولا عن الأعلام في الحركة قام بدور إيجابي حيث تقرر يوم 2 أفريل 1914 تشكيل الإتحاد الفرنسي الأنديجيني الذي كان القصد منه إقامة تعاون بين العرب و فرنسا.
الحرب العالمية الأولى و الحاجة الماسة لخدمات الجزائريين:
بعد تفاقم الأزمة السياسية في بداية 1912 أظهرت الحركة الوطنية إستياءها من تجنيد الجزائريين من دون حقوق سياسية فقررت الحكومة الإستجابة لبعض المطالب فأصدرت يوم 19 سبتمبر 1912 مرسوما يسمح للشبان الجزائريين الذين يقومون بآداء الخدمة العسكرية أن يشاركوا في الإنتخابات المحلية و الحصول على مناص عمل بعد الإنتهاء من الخدمة .
كما صدر مرسوم آخر بتاريخ 13 جانفي 1914 ينص على رفع عدد المستشارين العامين المسلمين في البلديات من الربع إلى الثلث و ابتداءا من 1916 بدأت فرنسا تغير سياستها بعد أن أصبحت تعاني من قلة اليد العاملة و الجنود فصدر مرسوم بتاريخ 07 سبتمبر 1916 ينص على تجنيد جميع الجزائريين المولودين بعد 1890 و بعد أسبوع صدر مرسوم آخر يقضي يتزويد فرنسا ب18500 عامل جزائري ثم ارتفع العدد الى 78000 عامل و باختصار فقد تمكنت فرنسا من اجتياز مرحلة الحرب العالمية الأولى بعد أن جندت 82751 جزائري في إطار الخدمة العسكرية و انخراط 87519 جزائري في الجيش بصفة دائمة كما جلبت 78000 عامل و حسب الاحصائيات الرسمية الفرنسية خسرت الجزائر في هذه الحرب مالا يقل عن 25711 قتيل و 72035 جريح أي ما يعادل 14.5 من القوات الجزائرية المجندة في فرنسا و هي قريبة جدا من نسبة الفرنسيين الذين ماتوا في الحرب العالمية الأولى بنسبة 16.5%.