المحاضرة الثالثة عشر: أدب الطفل التفاعلي والافتراضي

 عناصر المحاضرة:

ü    مقدمة

ü    مفهوم الأدب التفاعلي

ü    خصائص الأدب التفاعلي

ü    أجناس الأدب التفاعلي

ü    مستويات الأدب التفاعلي

·       مقدمة:

شهدت الساحة الأدبية والثقافية تطورا خاصة في المجال العلمي والتكنولوجي ومن خلال سرعة التواصل ومرونتها والوسائل المتعددة الحديثة كوسائل الإعلام بأنواعه المكتوبة والمسموعة والمرئية وزاد هذا التطور حينما صاحبه تطور مستحدث خاصة فيما تعلق الإبداع الأدبي المعاصر، سمي ب" الكتابة الرقمية"، وهذا كله سيؤثر على أدب الطفل وتطويره كمشروع مستحدث يصاحب التطور العلمي والأدبي كون أن أدب الطفل يقوم على التفاعل والمشاركة معتمدا على دمج الوسائط الالكترونية المتعددة، منها النصية والصوتية والحركية.

1/ مفهوم الأدب التفاعلي:

   هو الأدب الذي يوظف معطيات التكنولوجيا الحديثة في تقديم جنس أدبي جديد، يجمع بين الأدبية والالكترونية، ويكون عبر وسيط الكتروني، أي من خلال الشاشة الزرقاء، ولا يكون تفاعليا إلا إذا أعطى المتلقي مساحة تعادل، أو تزيد عن مساحة المبدع الأصلي للنص.

   وقد عرفه " سعيد يقطين" بأنه " مجموع الإبداعات ( والأدب من أبرزها) التي تولدت مع توظيف الحاسوب، ولم تكن موجودة، أو تطورت من شكلها القديم، واتخذت مع الحاسوب صورا جديدة في الإنتاج والتلقي"[1] فهو الأدب الذي يوظف معطيات التكنولوجيا الحديثة في تقديم جنس أدبي جديد مستحدث، يجمع بين الأدبية والالكترونية ومن شروط الأدب التفاعلي:[2]

-          أن يتحرر مبدعه من الصورة النمطية التقليدية لعلاقة عناصر العملية الإبداعية ببعضها.

-          أن يتجاوز الآلية التقليدية في تقديم النص الأدبي.

-          أن يعترف بدور المتلقي في بناء النص، وقدرته على الإسهام فيه.

-          أن يحرص على تقديم نص حيوي، تتحقق فيه روح التفاعل، لتنطبق عليه صفة التفاعلية.

2/ خصائص الأدب التفاعلي:

 يتميز الأدب التفاعلي بعدة خصائص من أبرزها:

أ‌-         التفاعل:

       تعتبر لفظة تفاعل عماد الأدب الالكتروني في أعلى مستوياته، إذ إن الأدب في جميع أطواره لا يكتسب وجوده وكينونته إلا بتفاعل المتلقين المختلفين معه، والذين تتنوع بتنوعهم واختلافهم طرائق تفاعلهم مع الأدب ، وهذا ما ألفناه مع النظريات النقدية الحديثة، والتي أكدت على صفة التفاعلية للعملية الإبداعية، وذلك من خلال تعزيز دور القارئ في بناء النص وإنتاج معناه، وذلك حينما يتحقق التفاعل بين المبدع والوسيط الذي هو الحاسوب،[3]والمبدع والمتلقي ويكون النص والمتلقي في عملية تواصلية مباشرة متواصلة ومتجددة. ومن هنا نجد الأدب التفاعلي يقدم نصا مفتوحا أي من خلال تقديم المبدع للنص الأدبي تاركا للقراء حرية إخراجه من جديد أو إكماله كما يشاء.

ب‌-   اتخذ الأدب التفاعلي من المتلقي /المستخدم، وجعله الأساس في العملية الإبداعية التفاعلية القائمة في الفضاء الافتراضي.

ت‌-   يجعل الأدب التفاعلي أن كل المستخدمين للنص التفاعلي مشاركين فيه وليس حكرا على المبدع وحدة، كما لديهم الحق في الإضافة والتعديل في النص الأصلي.

ث‌-   اختلاف بدايات النصوص في الأدب التفاعلي وذلك حسب كل مبدع ومتلقي للنص وهنا تختلف صيرورة الأحداث من نص لآخر ، كما أن نهايات النصوص غير موحدة وبهذا اختلاف المراحل بتعدد الخيارات المتاحة بين الملقي/المستخدم، ومع اختلاف الرؤى بين المستخدمين يسع أفق النص، بل يعدد آفاقه، ويفتح باب التأويل مما يضمن له البقاء والاستمرارية.

ج‌-    يتيح الأدب التفاعلي للمستخدمين/المتلقين فرصة الحوار الحي والمباشر، من خلال المواقع التي تقدم النص التفاعلي حيث تفتح هذه المواقع  مجالس للحوار  الأدبي الذي تظهر فيه روح التفاعل في أرقى صورها.

3/ أجناس الأدب التفاعلي: [4]

1-     القصيدة التفاعلية: عرف القصيدة التفاعلية بأنها ذلك النمط من الكتابة الشعرية الذي لا يتجلى إلا في الوسيط الالكتروني معتمدا على التكنولوجيا الحديثة ومستفيدا من الوسائط الالكترونية المتعددة في ابتكار أنواع مختلفة من النصوص الشعرية، تتنوع في أسلوب عرضها، وطريقة تقديمها للمتلقي، والتعامل معها الكترونيا، ويتفاعل معها ويكون عنصرا مشاركا فيها

    والقصيدة التفاعلية تزود المتلقي/المستخدم بعدد من الظلال التي تعينه على التأويل وطرائق القراءة وأشكالها

·       وتتواجد القصيدة التفاعلية في شبكة الانترنت العالمية، في عدد من المواقع المجانية التي تتيح لآي مستخدم الدخول والاستماع والمشاركة فيها، كما أنها تتوفر  في أقراص مدمجة( cd rom) ويمكن تبادلها بالبريد الالكتروني، وهذا يدل على أنها لا ترتبط دائما بشبكة الانترنت، إذ يمكن الحصول عليها عن طريق الأقراص المدمجة

·        وتستعين بكل ما يمكن أن يتوفر لها من خلال برامج الحاسوب المختلفة، والتي تتطور يوميا، حيث تستخدم الصور الثابتة والمتحركة، والأشكال الجرافيكية، والأصوات الحية وغير الحية، وكل ما يمكن أن يبث شكلا جديدا من أشكال الحيوية والتفاعل في النص.

·       وقد ظهر هذا النوع من القصائد على يد الشاعر الأمريكي "روبرت كاندل" عام 1990م ، أما في العالم العربي  فلعل أول مجموعة شعرية رقمية هي تباريج رقمية لسيرة بعضها أزرق، للشاعر العراقي مشتاق عباس معن.[5]

·       من خصائص الشعر التفاعلي:

** تنوع جمهور القصيدة التفاعلية.

** انفتاح القصيدة التفاعلية على كل الوسائل المتاحة.

2-     المسرحية التفاعلية: [6]

       هي نمط جديد من الكتابة الأدبية، يتجاوز الفهم التقليدي لفعل الابداع الادبي الذي يتمحور حول المبدع الواحد، إذ يشترك في تقديمه عدة كتاب ، كما قد يعى المتلقي/المستخدم أيضا للمشاركة وهو مثال للعمل الجماعي المنتج

·       ويتوفر هذا الفن الأدبي على أقراص مدمجة، أو كتب الكترونية بصيغة ( pdf) ، يمكن تحميلها من أحد المواقع على جهاز الحاسوب الشخصي، كما يوجد هذا اللون الأدبي في شبكة الانترنت، ومن خلال وجوده في الفضاء الافتراضي( شبكة الانترنت) يستطيع المسرح التفاعلي استثمار المعطيات التكنولوجيه الحديثة لدعم النص المكتوب .

·       يحتوي على عقد نصية، وروابط تشعبية، خاصة بكل شخصية من الشخصيات ، او بكل حدث أو عقدة فيها،

·       يعد "تشارلز ديمر " رائد المسرح التفاعلي في الأدب الغربي، فقد ألف أول مسرحية تفاعلية عام 1985م فكان من أوائل من كتبوا في هذا الجنس الأدبي الالكتروني.

·       ويمكن المقارنة بين المسرح التقليدي والمسرحية التفاعلية:

** في المسرح التقليدي يجلس الجمهور في صالة مظلمة، يشاهدون عرضا على الخشبة، تتقدم الأحداث بصورة خطية، أما في المسرح التفاعلي فالجمهور متحرك، يخرج من مكان، ويدخل مكان آخر، تابعا شخصية ما ولا توجد مقاعد ثابتة في صالة مظلمة يفرض عليهم الجلوس فيها، ولكل متفرج على هذا العرض حرية اختيار المشهد الذي يريد مشاهدته، إذ يظل الجمهور في حالة حركة دائمة.

 3/  الرواية التفاعلية:[7]

      جنس أدبي ولد من رحم التكنولوجيا المعاصرة، وتغذى بأفكارها ورؤاها، محقق مقولة إن الأدب مرآة عصره، ومصطلح الرواية التفاعلية هو  جنس أدبي شاع في الأوساط الأدبية الالكترونية، وأصبح اتجاها معروفا، خصوصا عند الغرب حيث صدرت عدة روايات من أشهرها رواية " ميشيل جويس" بعنوان" الظهيرة، قصة" ،

  حيث تعرف الرواية الفاعلية بأنها نمط من الفن الروائي يقوم فيه المؤلف بتوظيف الخصائص التي تتيحها تقنية النص المتفرع، والتي تسمح بالربط بين النصوص على اختلافها كتابية، أم صورا ثابتة أو متحركة، أم أصواتا حية، أم موسيقية...

      وتعتمد الرواية في تأليفها على برامج الكترونية، فبمجرد أن ينهي المبدع روايه يلقي بها في احد المواقع الالكترونية والتي تساعده على تقديم روايته على عدد لا يحصى من المتلقين الذين يختلفون في أعمارهم واهتماماتهم ووظائفهم، وهذا يوثر على طريقة تلقي النص مما سيؤثر على طريقة تفاعل كل منهم مع النص، وبهذا فإن شبكة الانترنت هي الوسيلة السريعة والمناسبة لإيصالها إلى القراء والتي تتيح صفة التفاعل.

 

Modifié le: Tuesday 30 April 2024, 23:28