المحاضرة السادسة

فنون أدب الطفل: القصة وأنواعها

عناصر المحاضرة

ü    مقدمة

ü    أنواع قصص الأطفال

ü   القصة وخصائصها الفنية في أدب الطفل:

ü    معايير اختيار قصص الأطفال

ü    الأهداف التربوية لقصص الأطفال

ü    خاتمة

مقدمة

 يعتبر الإحسان إلى الأولاد وتربيتهم تربية صالحة وأداء للأمانة وإهمالهم والتقصير في حقوقهم غش وخيانة، ومن المعلوم أن من أكثر الوسائل تأثيرا في الطفل المسلم: القصة- ولذا نجد كثيرا من المعلمين كانوا يلجأون في الماضي والحاضر للأسلوب القصصي في توصيل المعلومة للطفل المسلم.. ولك بكل أسف كان أكثرهم يختارون القصص الغربية التي تدمر الأخلاق والفضيلة في نفس الطفل المسلم.

   ولقد نسي هؤلاء أن تاريخنا الإسلامي المجيد غني بأحسن القصص الذي يعلم أطفالنا الأخلاق الحميدة والسلوكيات القويمة...وعلى رأس هذا القصص قصص الأنبياء والمرسلين ثم قصص الصحابة الأطهار التابعين والأخيار

1-     أهداف القصص في أدب الطفل:

2- أنواع قصص الأطفال

  *  الأساطير والخرافات:

      هي حكاية من خيال الإنسان تتحدث عن ظاهرة طبيعية وهي كما عرفها على الحديدي :" هي القصة التي أنشأها الإنسان الأول لتصور ما وعته ذاكرة شعب، أو نسجه خيال شاعر، حول حادث حقيقي تمتزج فيه تفاصيل خرافية " [1]ومن هذا النوع قصة حرب طراودة، والزير سالم وعنترة العبسي.. وكما بين علي الحديدي من خلال المدارس التي اختلفت في الفصل في تعريف الأسطورة والخرافة فما وصل إليه العلماء أن الأساطير اختصت بما هو ديني بينما اختصت الخرافة بما هو دنيوي، وقد استخدمت الأساطير للمز والإشادة ببعض القادة، أما الخرافة فقد كانت ذات هدف تعليمي ينتقل من امة لأمة أخرى.[2]

   أما الأسطورة فقد أكد العلماء على ضرورة اختيار القصص المناسبة لأعمارهم فقد لا توجد أساطير صالحة لأطفال التاسعة أو العاشرة، ومن جهة أخرى هناك أساطير تجذب الأطفال وتفتنهم بقراتها أو سماعها، والأساطير البسيطة من النوع التفسيري مثلا تقدم للأطفال الصغار كأسطورة "كيف وجد العنكبوت ؟ " و" كيف حصل البط على منقار" وهي أساطير هندية بسيطة طبيعية تشمل خواص الحيوانات أو النباتات ، كما يقدم للأطفال الكبار أساطير أكثر تعقيدا حسب ميولاتهم و أذواقهم تتناسب مع أعمارهم.[3] والأساطير بشكل عام في أدب الطفل عبارة عن قصة خيالية ممتعه يجب أن يكون القاص أو الراوي يتمتع بالحيوية جمالها يكمن في قمة التصوير الذي يعطيها حيوية وحسن الصياغة ويضيف غليها التفسير والشرح لما غمض منها دون أن ينسى مغزى الأسطورة.

   * قصص الحيوان:

    يحب الأطفال بشكل كبير القصص التي تجري على ألسنة الحيوانات، وسعادتهم في تكوين صدقات مع بعض الحيوانات " فعلاقة الطفل الوجدانية بالحيوانات أيسر على الفهم من علاقته بالإنسان، وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات أن أغلب القصص التي اجتذبت الأطفال ، هي من قصص الحيوان"[4] ويرجع ذلك إلى أن ثمة شواهد كثيرة تدل على قرب الحيوان من نفس الطفل ويبدو ذلك من ظهور الحيوانات في أحلام الأطفال وفي مخاوفهم وفي شعورهم هم أصدقاء لهم في أكثر الأحيان

  وهناك أنواع متعددة على حسب موضوعها تختلف ونكتفي فقط بعدها ومن هذه الأنواع نذكر:

ü    القصص الشعبية

ü    قصص المغامرات والبطولات

ü    القصص الدينية

ü    القصص الفكاهية

ü    القصص العلمية

ü    قصص الخوارق

ü    القصص التاريخية

2-3- دور القصة في بناء شخصية الطفل:

    إن تأثير القصة ومساهمتها في تنمية شخصية الطفل، ويزيد دورها عندما يتعلم القراءة والكتابة فهو فيما مضى يعتمد على السمع فقط أو الصور المعروضة في أجهزة السمعي البصري، وف يمرحلة الابتدائية يستطبع الاعتماد على نفسه في قراءة القصص التي تناسب مستواه العقلي واللغوي والعلمي وهنا يصبح قادرا على فهم مقاصد القصة ورسالتها في عملية بناء الشخصية في هذه الحالة يبني شخصيته عن طريق اكتساب صفات جديدة كالتعاون والأخلاق المثلى وحفظ الحقوق، وغيرها من العادات العامة في المجتمع.[5]

    من المعروف أن الخيال القصصي ينمي لدى الأطفال المعرفة بالكون والكائنات بالطبيعة ومفرداتها ، ومن هذا يتدرج الأطفال إلى الاقتراب من الحقيقة أو الواقع، وذلك من خلال الانغماس بين صراع الخير والشر في المغامرات القصصية الخيالية، فالقصص الخيالية  تجعل الأطفال أكثر وعيا بالعالم عن طريق عقولهم ووجدانهم وذلك من خلال تفاعلهم مع الأحداث والظواهر في العالم المحيط بهم"[6]

    وقد تتحقق أغراض إيجابية عن القصة منها توفير فرص الترفيه عن الأطفال في نشاط ترفيهي تربوي مليئا بالمتعة والفرح خاصة إذا قدمت بأسلوب فني متميز، حيث يكشف الأطفال فيها عالما جديدا ويذهبون في رحلات وهمية شيقة، وأما الغرض الثاني هو إشباع الميل للعب عندهم فهي تعكس هنا الجانب المرح من الحياة، وأما الغرض الأساسي هو تعريف الأطفال بميراث هائل للثروة الأدبية من كلمات مطبوعة أو مسموعة التي تطير بهم عبر روح المغامرة الجبارة عبر العصور .

      بعض الكتاب لاحظوا أن الأطفال يميلون إلى حب الخرافات لأنها بسيطة وسهلة التذكر، ولأن الحيوانات تمثل حالات مختلفة من الطبيعة الإنسانية ومن هذه الحقائق، أن الأسد يصور أخلاق الملوك، والحمار يصور الغباء والعناد، الثعلب للمكر، والأغنام للسذاجة، والذئب للجشع والتوحش تجاه العزل من المقاومة وعديمي الحيلة..[7]

4 - القصة وخصائصها الفنية في أدب الطفل:

      1-1- في تعريف القصة وعناصرها:

     والقصة كما قال عنها البيهي "هي حادثة واحدة أو مجموعة من الحوادث ذات العلاقة بشخصيات متعددة، والقصة وسيلة من وسائل نشر الثقافات والمعارف والعلوم والفلسفات، وهي من أشد ألوان الأدب تأثيرا في النفوس وهي رافد من روافد الثقافة بشكل عام  [8] ، والقصة بشكل عام شيء من غذاء العقل والخيال والذوق لدى سامعها.

وتتكون القصة في بنائها على العناصر الأساسية وهي

أ – الحبكة:the plot  

وهي العنصر الأساسي في كل عمل قصصي، وهي خطة القصة، وهي الخيط الذي يمسك نسيج القصة وبنائها معا، ويجب على الحبة أن تتوفر فيها سمات أساسية حتى تنسج بعناية جيدة ومن هذه السمات نكر علي الحديدي[9]:

**ءا كان هذا الحوار داخلي أم خرجي فهو يحرك أحداث القصة عبر كل مراحلها المختلفةأن ترتبط أحداث القصة وشخصياتها ارتباطا منطقيا وطبيعيا يجعل منها وحدة ذات دلالة محددة.

أن تتضمن تخطيطا للأحداث ينهي إلى قمة الحدث الدرامي أو ما يسمى بالعقدة، ويشعر القارئ بالرضي والارتياح وهو يعيش حل هذه العقدة حتى يصل إلى نهاية القصة.

دقة الأحداث ومناسبتها واتصالها بالحدث الرئيسي الذي تبنى عليه القصة.

 أن تبنى الحبكة على الحقيقة والصدق الفني حتى تكون قابلة للتصديق، وان تكون أصيلة وجديدة غير مستهلكة.

الحبكة الجيدة هي التي تتطور فيها العقدة فتصل إلى قمتها بالصراع أو بالتناقض أو التكرار أو بالتضاد دون أن تغطي هذه الأحداث على الحدث الرئيسي، وأن يكون خيط العقدة واضح في عملية السرد، والحدث الدرامي the climax  هو الذي يتطور تطورا طبيعيا في القصة حتى تصل إلى ذروتها، والأطفال

يفضلون النهايات الخاطفة ويتوقعون الحل السريع للعقدة، والختام الجيد هو ما يجعل نهاية القصة متماسكة.

سهولة التركيب والبعد عن التعقيد، واتخاذ نظام معين تنتظم فيه الأحداث هذا النظام هو الذي يميز حبكة عن أخرى.

       وذكر أحمد نجيب أن الحبكة "هي إحكام بناء القصة بطريقة منطقية مقنعة، لأنها هي القصة في وجهها المنطقي، ومفهومها أن تكون الحوادث والشخصيات مرتبطة إرتباطا منطقيا يجعل من مجموعها وحدة متماسكة الأجزاء وهي تتطلب نوعا من الغموض الذي تتضح أسراره في وقتها المناسب."[10] أي أن الحبكة هي         القصة مرتبطة بها ارتباطا منطقيا فكلما كانت محكمة جيدا كلما كانت القصة مقنعة ومشوقة.

         ب- الزمان والمكان: the stting هو ثاني العناصر المهمة في القصة وقد تقصد القصة في الغموض في المكان فتطلقه ولا تحدده من خلال بلد معروف أو مكان معروف من خلال اللغة والمصطلحات الخاصة لمنطقة معية أو نشاطهم، فمكان القصة وزمانها يؤثران في الأحداث والشخصيات و الأحداث مرتبطة بالظروف والعادات والمبادئ الخاصة بالزمان والمكان الذين وقعت فيهما وهذا الارتباط ضروري لحيوية القصة ، لأنها تعطي حيوية هذه البيئة وجوها والإحساس بها .[11]

ج- الموضوع[12]  the them أو المشكلة ثالث العناصر أهمية في بناء كل قصة وبنائها الفني وهو الذي يكشف عن هدف المؤلف من تأليفها وهذا هو الذي يجعلنا نبدي إعجابا بالقصة لان تكون صادقة ومقنعة لها صورة فنية خاصة فالكاتب يقدم إلينا قصة حين يقدم موضوع.

د- الشخصيات characterization فالتشخيص السليم علامة من علامات القصة الجيدة، ورسم الشخصيات بدقة ميزة من ميزات الكاتب الموهوب لأن هذه الشخصيات يجب أن تقنع القارئ بأنها توافق الحقيقة أو تماثلها مثل التي تعيش مع الأطفال في البيت أو الحي، والاقتناع بالشخصية وتصديقها يتوقف على قدرة المؤلف على إظهار الطبائع الحقيقية  والسلوكية والأعمال الخارقة والقوة والضعف لهذه الشخصيات في صورة حقيقية يجب أن يجعلها تمثل حية أمامه تتحرك وتتكلم واقعية مع الدور الذي تؤديه في القصة.

ه- الأسلوب:

     هو اختيار الكاتب للكلمات وتركيبها في جمل وفقرات على نسق معين، والأسلوب الجيد هو المناسب للحبكة والموافق للموضوع والملائم للأفكار ولشخصيات القصة، وهو الذي يخلق جو القصة ويظهر الأحاسيس فيها الأسلوب الملائم للأطفال هو الذي يعكس حبكتها وخلفية شخصياتها ويناسب جمهور الأطفال بحيث لا يتعدى محصولهم من القاموس اللغوي لديهم وهي اللغة عربية أرقى بقليل من لغته وأسلوبه وهذا ليستفيد من أسلوب القصة ولغتها فتتحسن لغته وأسلوبه.[13]

وعنصر آخر هو مهم في كل قصة هو العامل النفسي[14] الذي يجعل القصة تعيش في كيان الطفل وتصبح جزءا منه وهذا ما يجعلها تعيش مع القارئ فيها قدر كبير من الإيجابية فتلقي به إلى نقطة خبرته فيصبح قادرا على التعرف بالقصة فالأطفال يستعرضون ما يقدم لهم من قصص ويقابلونها ما عندهم من خبرات وهذا ما يجعل من الطفل أن يحي ويعيش مع القصة المقدمة له.

     وفي الحديث عن أسلوب القصة "من الضروري شحن قصص الأطفال بفيض من الأفعال ، لأن الأفعال البسيطة الواضحة المعبرة تمنح الحدث والقصة، نبضا جديدا يجذب الأطفال ويشدهم وكأنها سلسة نشيطة من الحوادث"[15]ويقصد بهذه الأفعال البسيطة المباشرة الغير مشتقة وغير مبنية للمجهول.

     وأدب الأطفال يعتمد "على الإيجاز والسرعة  واستخدام الجمل القصيرة الواضحة التي يفهما الطفل دون عناء، من هذه الأساليب تلك التي فيها السرعة والرشاقة والخفة والتي تنهج نهج الكلمة المنطوقة"[16]  وقد اعتبر الكاتب هذا الأسلوب أنه كما قال لا يريد الطفل أن يقف محتارا أمام الكلمات والتراكيب ليتساءل عن معانيها، كما لا يريده أن يبدد الوقت في الوقوف عند الكلمات والتراكيب فهذا الوقوف يمكن أن يذهب بمتعة الطفل، وقد ينسيه الأفكار التي يريد الكاتب أن تتضح له أمام ذهنه ومخيلته.

ومن العناصر التي تضفي على القصة لمسة حية هو " الحوار وهو من أهم الوسائل التي يعتمد عليها القاص في رسم الشخصيات وعندما يكون الحوار متقنا وسلسا، من أهم مصادر المتعة بواسطته تتصل الشخصيات يبعضها البعض اتصالا صريحا ومباشرا وتعد وظيفته الأساسية في القصة هو إظهار عواطف وإحساسات الشخصية المختلفة وشعورها الساخن تجاه الحوادث "[17]سواءا كان هذا الحوار داخلي أم خرجي فهو يحرك أحداث القصة عبر كل مراحلها المختلفة

 

  وكما بين أحمد نجيب أن:" في جميع الحالات يجب أن تتفق هذه الأفكار مع الخصائص النفسية التي تميز الأطفال في كل مرحلة من مراحل النمو "[18]فعلى القاص قبل كل شيء أن يختار ما يناسب قصص الأطفال من أفكار، حيث أن الأفكار التي تناسب طفل الخامسة مثلا تختلف عن الأفكار التي تناسب طفل الثامنة وهكذا..

2/ معايير اختيار قصص الأطفال:[19]

     العناية بأدب الأطفال وقصصهم وثقافتهم يعد مؤشرا لتقدم الدول ورقيها، وعاملا جوهريا في بناء مستقبلها. والقصة تأتي في المقام الأول من الأدب المقدم للأطفال، فالأطفال يحنون إليها ويستمتعون بها، ويجذبهم ما فيها من أفكار وأخيلة وحوادث، فإذا أضيف إلى هذا كله سرد جميل وحوار ممتع كانت القصة قطعة من الفن الرفيع فيحيبا الطفل بسرعة، كما أنها تستثير اهتماماته عن طريقها يتعرف الطفل على الخير والشر فينجذب إلى الخير وينأى عن الشر،كما تزود الطفل بالمعلومات وعرفه الصحيح من الخطا وتنمي حصيلته اللغوية، وتزيد من قدرته في السيطرة على اللغة وتنمي معرفته بالماضي والحاضر، كما تنمي لديه القدرة على التذوق.

     ودائما ما يكون في القصة معاني يريد الكاتب أن يبثها في نفس الطفل وهذه القصة قد تكون خيالية أو واقعية أو أسطورة أو لغز، وفي كل الحالات يجب أن يكون موضوع القصة قائما على الأخلاق والمبادئ الأدبية والسلوكية، التي ترسخ في ذهن الطفل وهو هدف نصبو إليه دائما . ويكون ذلك بأسلوب قصصي يمتاز بالتشويق والخيال وربط الأحداث.

   وقد ذكر الباحث "حسن شحاتة" مجموعة من الأسئلة التي تمثل في مجموعها صيغة غائية من صيغ الممارسة الأدبية للطفل العربي تحتاج إلى وضع الشروط والمعايير اللازمة لاختيار القصة التي تحى للطفل أو يطلب منه قراءتها. وهذه الأسئلة هي : ما مواصفات القصة التي تناسب  الطفل في كل مرحلة من مراحله العمرية والتي تشكل وجدانه وأفكاره وسلوكه؟ هل هذه القصص التي نسمعها لأطفالنا تتضمن المواصفات والمعايير السليمة لقصة الطفل؟ هل التنافس بين أبطال هده القصص تنافس شريف يقوم على أساس القيم الموجبة ولا يقوم على أساس الخداع والغش والحيلة غير المقبولة؟ هل نهتم في هذه القصص التي نحكيها للأطفال بطريقة العرض المشوق وبالتفاصيل المفيدة التي تعلم الدقة في الملاحظة؟ هل الاتجاهات المصاحبة التي تشيع في القصة تكسب الطفل الأسلوب العلمي في حل المشكلات وتعرفه نسبية الحقائق، واحترام آراء غيره وعدم التعميم من حالة واحدة، وتكسبه أساليب الحصول على المعرفة بنفسه، وما شكل الحكاية والأحداث والحوار والشخصيات التي تتضمنها القصص التي تحكى للأطفال؟ وما الانفعالات والانطباعات التي يخرج بها الطفل بعد سماعه القصة؟ ثم ما الحاجات النفسية التي تشبعها القصة لدى أطفالنا؟ و في محاولة من الباحث للإجابة عن هذه التساؤلات مايلي:

1-     دور الأمهات والإذاعتين المسموعة والمرئية دور واضح في تزويد الأطفال بالقصص المسموعة، ولذا وجب أن تتصف هذه القصص بتضمنها القيم والسلوك السليم والثقافة العربية التي تربي الأطفال على روح الانتماء والولاء للوطن والأسرة.

2-     الأطفال ميالون بطبعهم إلى القصص الخيالية، وهو نوع من القص يعود إلى عصور سابقة، ويدور حول الحيوانات والطيور، وعلم الجن السحر، وتبرز فيه خصائص الأمم والشعوب، ويقوم فيه البطل بخوارق العادات، في المقابل هناك قصص تصل إلى إسماع الأطفال هي القصص الدينية، والقصص العلمية، والخيال العلمي والقصص التاريخية، وقصص الألغاز والمغامرات، وهي أناع مفيدة للطفل، لتنمي خياله العلمي وقدراته على التفكير وإثراء الطفل خيالا ووجدانا.

3-      لا بدا أن يكون للقصة التي تحكى للطفل عنوانا حسيا لا تجريد فيه، تحمل الفرح والمرح والبهجة لا التخويف و الإزعاج.

4-     الفكرة الجيدة عنصر أساسي لقصة يقبل الأطفال على الاستماع إليها، وتشكل اية ينتهي إليها الطفل مستمتعا؛ ولذا وجب أن تكون للقصة فكرة ترمي إليها، واضحة لا غموض فيها، عميقة لا ساذجة ولا سطحية.

5-     السير في القصة بأسلوب تام متدرج في الأحداث بساعد الطفل على التمكن من مهارة ترتيب الأحداث وتتابعها، ولا داعي لتكرار أجزاء منها، ولا بد من تنويع الصوت لتمثيل المعنى والتأثير على الطفل المستمع لتشويقه وإفهامه وإثراء خياله.

6-     التناول السريع الذي لا يعنى بالتفاصيل في عرض الأحداث والأماكن والشخصيات يتفق وطبيعة الطفل، غير أن تدريب الطفل على ذكر الملامح الدقيقة والتفصيلات يساعد الطفل في اكتساب دقة الملاحظة والانتباه والتركيز، كما يساعده في اكتساب مفردات لغوية وصفات تثري معجمه اللغوي، وتكسبه القدرة على الوصف والتعبير.

7-     الاهتمام بالجوانب العلمية أمر ضروري في القصة، وتشمل الجوانب العلمية المفاهيم والمعلومات والحقائق والثقافة العلمية السليمة والحديثة والوظيفية حتى تُكوَن لديه اتجاها موجبا نحو العلم والعلماء.

8-     إكساب الطفل اتجاهات مصاحبة بطريقة غير مباشرة أمر ضروري أثناء قراءة القصة آو حكايتها للطفل، وتشمل هذه الاتجاهات المصاحبة احترام آراء غيره، ونسبية الحقائق، واستخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات، ومعرفة مصادر المعرفة وعدم التعميم من حالة واحدة.[20]

9-     الحوار والأحاديث المختلفة التي تتبادلها شخصيات القصة، عامل مهم في نجاح القصة، لأنه عنصر رئيسي من عناصر البناء الفني في القصة، وهو يساعد في الإحساس بالمتعة؛ ولذا وجب أن نخفف من عنصر السرد ونترك للحوارات فرصة واسعة عند حكاية القصص للأطفال.

10-  الصراع في القصة المقدمة للطفل غالبا ما يكون بين الحيوانات والقوى المادية والقوى الروحية. والصراع هو شكل من أشكال النضال والمقاومة يدور بين الخير والشر، وينتصر فيه الخير، ويأخذ شكلا واحدا في القصة، ولابد من تأكيد انتصار  الخير وتحبيذه لدى الأطفال.

11- العقدة في القصة تعد مكونا أساسيا تنتهي إليها الأحداث في تجمعها وتشابكها ويبدأ انفراج الأحداث عنها ليحس الطفل بالخط الدرامي والمأساوي أو الكوميدي، وكلاهما يشعر الطفل باللذة ويساعده على الاندماج مع الأحداث ومعايشتها.

12- الشخصيات في القصة التي تقدم للأطفال هي الحيوانات والطيور أو الأطفال . ويجب أن تتسم بالوضوح في تصرفاتها وملامحها، لا تناقض في سلوها النامي ويجب الاهتمام بالشخصيات المحورية والثانوية على حد سواء؛ لان الطفل يتوحد معها في اغلب الأحيان.

13- النهاية هي الشكل الفني الذي نختتم به القصة، والطفل يجب أن يستمع إلى نهاية سارة سعيدة مبهجة مرحة، فلا تؤذي مشاعره وأحاسيسه بنهاية مؤلمة غير سارة، ويمكن أن نترك القصة دون أن نقدم حلا جاهزا بل نتركه يفكر ويستنتج بنفسه، ويعمل عقله ومشاعره في الوصول إلى النهاية المناسبة.

14-  الجو العام للقصة هو ما تثيره من انطباعات وانفعالات سارة، وما تقدمه من مشاعر مثيرة للحب والتفاؤل والبهجة لدى الأطفال فلا داعي لحكاية قصة تترك انطباعا غير سار أو لا تترك انطباعا في نفوس الأطفال. كما يجب أن تشبع الحاجات النفسية للطفل حتى يكون لها مغزى ومعنى له.[21]

Modifié le: Thursday 21 December 2023, 23:15