المحاضرة السابعة: فنون أدب الطفل

                         المسرحية

عناصر المحاضرة

ü    مقدمة

ü    أهمية مسرح الأطفال

ü    خصائص مسرح الأطفال

ü    التجارب الرائدة

ü    التجارب العالمية

ü    التجارب العربية

 

مقدمة:

من الأنواع الأدبية المهمة في تجسيد الحكايات هي المسرحية والتي تعتبر من أهم الأجناس الأدبية المقدمة للطفل وهي التي تحضر فيها جل الأنواع الأخرى كالقصة والشعر والأنشودة وذلك من خلال تجسيد بعض الحكايات أمام المشاهد أو الطفل بشكل خاص وهي تميز عن غيرها من الأجناس كونها تشاهد مباشرة للطفل ونقل كل القيم التربوية المختلفة ومعالجة القضايا المختلفة، وهي تمتاز بالحركة وما يقوم به الممثلون من حركات وعبارات فوق خشبة المسرح، وهنا نجد الأطفال يميلون إلى هذا اللون الأدبي لما فيه من إشارات وحركات فضلا عن التعبير اللغوي ، كما يمكن استحضار الماضي أمام الطفل ليشاهده وكأنه حقيقة واقعة.

  1 / في تحديد مفهوم المسرح:

من خلال تعريف لمسرح الأطفال نجد ما أوجزه أحمد نجيب حيث قال" اختيار الفكرة الأساسية لموضوع المسرحية، ثم اكتشاف الحدث الأساسي الذي سيجمع الشخصيات والمواقف المختلفة، وتتابع وقائعه وحوادثه التفصيلية، ليصل من خلال الصراع والحركة إلى الذروة الدرامية، التي تمثل نهاية حتمية لتطور الحدث الأساسي  الذي يصل في النهاية إلى الخاتمة المقنعة.. وبهذا يستكمل العمل الدرامي، الذي يستعمل فيه الحوار الحي النابض كأداة للتعبير والتصوير في المسرحية."[1]

  والمسرحيات " الجيدة التي تثير عواطف كثيرة مثل الشفقة، والاحتقار، والخوف ، والفزع، والإعجاب، إذا أثيرت هذه العواطف بطريقة سليمة، فإنها تنمي في الطفل الإحساسات الطيبة والإدراكات السليمة، إذا أثيرت على عكس ما قيل فإنها تسبب ضررا ،وأسوأ ضياع لأوقاتهم وهدر لقدراتهم.."[2]

2/ خصائص المسرحية:

 ومن العناصر التي تقوم عليها المسرحية فنجد الفكرة أو الموضوع: لابد  لأي عمل مسرحي موضوع يختاره الكاتب ، والهدف الذي يريد تحقيقه من عمله الفني واختيار الموضوع يجب أن يكون نابعا من واقع الحياة المعاصرة، أو مستمد من ثمرة تجاربه، أو من نسج خياله، أو وقائع تاريخية أو غير ذلك مما يتصل بالحياة العامة للمجتمع.[3]

 وفي مسرحيات الأطفال يجب أن تكون الفكرة مما يناسبهم ويناسب تفكيرهم وما يحيط بهم.

**الشخصيات:

      لقد ذكر أحمد نجيب أبعاد ثلاثة تقوم عليها شخصيات المسرحية وهي البعد الجسمي والنفسي والاجتماعي هذه الأبعاد هي التي تحدد نوعية الشخصيات المدرجة في القصة، كما يجب أن تتوفر في مسرحيات الأطفال على عوامل الوضوح والتميز والتشويق الخاصة بالشخصيات مع مراعاة قدرة الأطفال على الأداء عند رسم الشخصيات.[4]

   كما أورد لنا الهيتي تقسيم مسرح الأطفال من حيث ممثلوه إلى :[5]

   -  مسرحيات يمثل فيها الأطفال وحدهم.

   - مسرحيات يمثل فيها الأطفال الى جانب الكبار.

   - مسرحيات يمثل فيها الكبار وحدهم.

   - مسرحيات تتولى العرائس أداء الأدوار.

   ومن أنجح المسرحيات هي التي يقدمها الكبار البالغون للأطفال، لأن المسرح الذي يقدمه الكبار للأطفال هو المسرح القادر على تقديم قيم فنية مرتفعة، وهو المسرح الذي يمكن أن ينقل فكر وفن المؤلف والمخرج إلى المشاهدين الصغار

** الصراع:

     من طبيعة الصراع الدرامي" أن يثير انفعال المشاهدين ويحرك عواطفهم، وبهذا يستطيع المؤلف أن يشد انتباه الجمهور، أما ما يناسب الأطفال فيجب على المؤلف أن تكون عناصر الصراع مما يناسبهم ويدور في مجالات اهتمامهم"[6]الصراع الدرامي هو من العناصر المهمة في أي عمل مسرحي خاصة في أنه هو الخيط الذي يشد به المؤلف مسرحيته مستعينا بالشخصيات التي تمثل هذا الصراع.

 كما أضاف احمد نجيب على أن الصراع في مسرح الأطفال يعتمد على الحركة التي يقوم عليها جذب انتباه الأطفال باستمرار، هذه الحركة التي يجب أن تخرج عن الإطار المقبول لان الأطفال في هذه الحالات دائما يقلدون ما يعجبهم من الحركات والمشاهد المدرجة في المسرحية.

**الحوار:

  الحوار "عنصر ذو أهمية بالغة في أية مسرحية، لأنه أداة التعبير عما تنطوي عليه من صور وأفكار، ويعتمد الحوار على الحيوية والحركة والصوت، والحوار المناسب للأطفال يشابه الحوار المألوف بين الناس من حيث قصر عباراته واتضاحها ودقتها"[7]

     وهو من العناصر الأساسية في المسرحية " فالحوار في مسرحيات الأطفال يجب أن يراعي مستواهم اللغوي والفكري، وأن يكون في مستوى قدرتهم على الفهم فيمكن أن يستعمل اللغة العامية إذا كان الأطفال في الحضانة ورياض الأطفال على أن يستعمل بعض من اللغة الفصحى البسيطة مع بداية المرحلة الابتدائية".[8]

   هذا ويجب على كل كاتب مسرحي" أن يراعي في ذلك التوازن بين مراحل تطور المسرحية، دون الإطناب في المشاهد أو الاختصار في مشهد آخر إلى درجة لا تهيئ للطفل فرصة ملاحقة الأفكار او الاستمتاع والتعاطف ، إضافة إلى الابتعاد عن المواعظ أو الأسلوب الخطابي الذي يثير جزع الأطفال، وينقلهم إلى مجرد متفرجين.[9]

 

 

 

 

3/  أنواع المسرحيات:

    يمكن تقسيم المسرحيات من حيث الموضوع المعالج والأهداف إلى عدة أنواع من أهمها ما يلي[10]المسرحية التعليمية:

تدور حول بعض الدروس التعليمية مثل التاريخ والعلوم لتمكين الطفل من اكتساب المعلومات والخبرات بطرق ميسرة.

ü    المسرحية الاجتماعية:

وهي التي تتناول مشكلة اجتماعية تعرضها على جمهور الأطفال وتعرض أسبابها ودوافعها، حيث تقترح لها مجموعة من الحلول في الوقت نفسه.

ü    المسرحية التهذيبية:

وهي تعالج موضوعا قيميا يسعى إلى تحقيق بعض القيم الإيجابية وإكسابها من طرف الأطفال والتحلي بها، كقيمة الصدق والآثار والشجاعة والوفاء وحب الأوطان وتنفيرهم من العادات السيئة والمنبوذة داخل المجتمع كالكذب والحقد والحسد والخيانة والسرقة وغيرها ..

ü    المسرحية التثقيفية:

وهي التي تدور حول موضوع من موضوعات الثقافة التي تزود الطفل بالمعلومات المختلفة والعامة حول المخترعين ومخترعاتهم، والأدباء والعلماء والمفكرين.

ü   المسرحية القومية:

وهي التي تتناول إعادة الأمة إلى هويتها العربية/القومية، ونفض الغبار عن تراثها المجيد الحافل بالبطولات والمآثر الخالدة، من أجل غرس حب الوطن في نفوس الأطفال، والمحافظة على ذلك الإرث النفيس.

4/ أهداف المسرحية:

يمثل مسرح الأطفال احد الوسائط المهمة والفاعلة في حياة الطفل وهو يهدف إلى:[11]

ü    تنمية مدارك الطفل العقلية والوجدانية واللغوية والثقافية والجمالية.

ü    بناء معالم ثقافة الطفل.

ü    تحريك مشاعر الأطفال وأذهانهم.

ü    تغذيتهم أدبيا وفنيا .

ü    إثارة انتباه الطفل وتسليته والترفيه عنه.

ü    إعداد الطفل لدراما الكبار.

ü    نقص وتخفيض التوتر النفسي وتخفيف حدة الانفعالات المكبوتة.

ü    معالجة بعض الظواهر النفسية كالخجل والانطواء وعيوب النطق...

4/ التجارب الرائدة:[12]

             4-1-  التجارب العالمية:

افتتح أول مسرح للأطفال بألمانيا عام 1946، إذ كان يهدف إلى مسح ل الذكريات المأساوية العالقة بأذهان الأطفال جراء الحروب المدمرة التي عرفها العالم الحديث، كما يسعى إلى إعادة بناء شخصية الطفل، وقد أسهمت هذه الفنون المسرحية في تعبئة مشاعر الكره والمقاومة ضد الغزو النازي، ومن أهم الموضوعات التي عولجت منها مساعدة المحاربين، وغيرها،

     كما نضج المسرح المقدم للطفل في مدينة برلين، نظرا لاعتماده على معايير ومقاييس علمية وقد جمعت هذه العروض بين وظيفتي الفن، والمتمثلة في المتعة والفائدة والقيم الخلقية وبث روح البطولة والحماسة، أما في فرنسا فقدمت عروض مسرحية مختلفة في المدارس الابتدائية والثانوية لعمالقة المسرحيين

4-1/  التجارب العربية:

     تعد حكايات "خيال الظل" البدايات الأولى لنشأة مسرح الطفل في الوطن العربي، وكذلك في القرن السابع الهجري على يد " محمد ابن دانيال الموصلي" ، ثم فن القراقوز، حيث كان الهدف منها التسلية والمتعة، واستثارة الخيال؛ نظرا لمزجها بين الخيال والواقع، غير أن هذه التجربة عرفت انقطاعا بعد ذلك مما كان سببا في تأخر ظهور مسرح الطفل في الوطن العربي.

 ومن رواد المسرح عند العرب نجد كذلك الشاعر المصري محمد الهراوي، الذي عد رائد التأليف المسرحي للأطفال، كما عرف تطور المسرح المدرسي على يد المعلمين والشعراء منهم" محمود غنيم" " ومحمد محمود رضوان" ومحمد يوسف المحجوب حيث قدم هؤلاء مسرحيات إسلامية من التاريخ الإسلامي.

    أما في الجزائر فبدأ النشاط المسرحي المخصص للأطفال في ثلاثينيات القرن العشرين أثناء الاحتلال الفرنسي، إذ ألف العديد من الكتاب المنتمين إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كثيرا من النصوص المسرحية والتي كانت تعرض في مناسبات خاصة، ومن هؤلاء الكتاب محمد العيد آل خليفة الذي ألف مسرحية" بلال يعذب" عام 1938، كما كتب الاستا محمد الصالح رمضان مسرحية" الناشئة المهاجرة"، ومسرحية" الخنساء"، وألف كل من أحمد رضا حوحو واحمد بن ذياب بعض المسرحيات ما بين الأربعينيات وبداية الخمسينيات، ونشط في السبعينيات والثمانينات أكثر، ويشهد هذا الفن اليوم الكثير من التحولات والتي أسهمت أزمة في نضجه إلى حد ما، وهذا لكثرة الحديث عن القضايا الاجتماعية والتربوية والعلمية.

Modifié le: Thursday 21 December 2023, 23:09