المحاضرة الخامسة

فنون أدب الطفل: الشعر والأنشودة

عناصر المحاضرة:

ü    تمهيد

ü    رواد وأعلام شعر الأطفال

ü    سمات شعر الطفل عند شوقي

ü    الخصائص العامة لشعر الأطفال

ü    الأهداف التربوية لشعر الأطفال

ü    خاتمة

 

   تمهيد:

           إن كلمة شعر في معناها "جوهر هذا الفن الجميل، ففيها إحساس وفطنة، وفيها شعور ووجدان"[1] فالشعر كما هو معروف يعبر عن الأحاسيس والعواطف التي هي دفينة عند كل شاعر فتخرج إلينا وتحرك فيها هذا الإحساس الجميل.

   لا يختلف شعر الأطفال عن شعر الكبار كثيرا، فنجد الاختلاف فقط في مضمونه ومحتواه، فهذا الشعر الذي يكتب للصغار يجب أن ينال إعجاب الأطفال، و أن يكون له هدف ومغزى فالأطفال يتوقون إلى إدراك هذه التجارب فمجال الشعر يشمل الأحاسيس والتجارب والعواطف فيعمقها ويقويها، فلا مكان في شعر الأطفال إلى كل ما هو مثير كالهوى والرثاء، وشعر المرارة والهجاء والحزن والكراهية والقسوة، والحنين إلى الوطن وكل ما هو ضمني، فهذه المواضيع تحدث لهم الارتباك والاضطراب في التفكير وعدم الفهم. وينبغي أن تشمل تجارب الأطفال مع الشعر ما يكتبه شعراء الأطفال مما يعالج موضوعات ذات مغزى لهم، فتربية الذوق الفني وتنميته من خلال الشعر الجيد مهما كانت بواعثه، هذا الشعر الذي يحدثهم في موضوعات تروقهم وتناسب عقلياتهم وتدخل في نطاق تجاربهم، فلا بد أن يدخل اعتبار أن الشعر فن جمالي يعتمد على الذوق الشخصي[2]

فاختيار الأطفال للشعر خاصة في بيئاتنا العربية تعود خاصة للمدرس فهو يأخذ في الاعتبار اهتمامهم وحاجاتهم، وحتى تجاربهم السابقة مع الشعر ليتعرف على الألوان التي تشدهم ويحلو إنشادها لهم خاصة من الشعر الذي يعبر عن واقعهم فقد يمدهم ببعض الأناشيد والأغنيات بالفصحى مرة وبالعامية مرة أخرى حتى يتعرفوا على الشعر شكلا ووزنا وموسيقى..فسيساعدهم على اقتناعهم بأن الشعر لهو ولعب، فيقبلون عليه ويحبون سماعه وإنشاده.

  كذلك هذا الشعر يجب أن يكون مناسبا لهم وملائما من حيث الموضوع، المزاج والحالة النفسية ونضجهم الإدراكي لأنه كثيرا ما تضيع قيمة الشعر عندما نلقيها على أطفال لا يصل إدراكهم أو نضجهم إلى فهم ما يقدم لهم،

وإذا أردنا أن ننمي في الأطفال حب الشعر وتذوقه، فيجب أن نختار لهم منه ما كان وثيق الصلة ببيئتهم وبعصرهم وخلفيتهم [3]

   ومن أقسام الشعر فقد انقسم منذ عهد اليونان إلى أربعة أقسام: الشعر الملحمي والغنائي، والشعر الدرامي، والشعر التعليمي

[4]1/ رواد وأعلام شعر الأطفال:

      إن  المحاولات الأولى في شعر الأطفال للشاعر أحمد شوقي (1868-1932)، وكذلك يعتبر  في مقدمة الذين دع والى العناية بأدب الأطفال، فقد قدم نحو عشر مقطوعات شعرية ونحو ثلاثين قصة شعرية على ألسنة الحيوانات محاكيا في ذلك الشاعر الفرنسي لافونين، ولكنه عزف فيما بعد عن الاستمرار في هذا الاتجاه.

    وقدم معروف الرصافي (1877-1940) مقطوعات شعرية والتي حملت نفس سمات شعر شوقي . وكان قد سبق شوقي والرصافي في نظم القصص الشعرية شعراء عديدون، في مقدمتهم محمد عثمان جلال(1838-1898) في ديوانه " العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ"

      أما الشاعر إبراهيم العرب المتوفي عام 1927 فقد نظم تسعا وتسعين قصة شعرية في ديوانه "آداب العرب" منها حيث كانت على لسان الحيوانات، ثم أصدر جبران النحاس ديوانه " تعريب العندليب" عام 1940 وتضمن سبعا وتسعين قصة شعرية أخذت معظمها من أمثال  لافونتين.

      ويعد "محمد الهراوي" أول من انصرف بجد نحو شعر الأطفال، وتناسبت هذه المقطوعات الشعرية مع مستويات الأطفال الإدراكية واللغوية من خلال منظوماته الشعرية " سمير الأطفال للبنين" و" سمير الأطفال للبنات" وكل منهما في ثلاثة أجزاء، ثم أصدر " أغاني الأطفال" في أربعة أجزاء، كما كتب العديد من القصص المنثورة، وصنفت ضمن الشعر التعليمي.

   كما قدم فيما بعد سليمان العيسى مقطوعات شعرية تفوق مستوى إدراك الأطفال ، فقد استخدم ألفاظا يصعب على الأطفال تبين معانيها، وهو يعلم هذا لأنه يريد أن يعودهم على الصعوبة ولكن في المقابل ترويضهم على الحفظ وبقدرة الأطفال على الالتقاط، والإدراك بالفطرة[5]  ومن أمثلة ما قال إبراهيم بك العرب ف بمنظومته عاقبة الغرور والخيلاء وهو معنى لطيف وقيمة نبيلة يغرسها في نفوس الناشئة وسماها "الفتاة والنحلة":[6]

     فتاة حسن ذات دل يبهر       كانت على كل الحسان تفخر

     وقد تلاهب الفتاة عنها         حطت على ميسها النضير

      ولسعتها لسعة السعير         فقالت النحلة يا أصحاب

      ليس لمثلي ينبغي العقاب         رأيت في مبسمها احمرارا

2/ سمات شعر الطفل عند شوقي:

ü   رمزية يصعب على الأطفال استيعابها وفهمها.

ü   عدم اتساع قاموس الطفل اللغوي لألفاظها.

ü   قصور وعجز قاموس الطفل الإدراكي لمفرداتها.

3/ الخصائص العامة لشعر الأطفال:

            وتجدر الإشارة إلى الجوانب الهامة للشعر المناسب للأطفال ما ذكره هادي الهيتي[7] نوجزها فيما يلي:

 * استخدام الكلمات التي يتسع لها قاموس الأطفال اللغوي والإدراكي.

 * أن يتجانس اللفظ مع المعنى، فيكون اللفظ رقيقا في المواقف الرقيقة، بعيدا عن الحشو المخل الذي لا يفي بالمعنى.

* أن يحمل قيما وأفكارا تمد الأطفال بالتجارب والخبرات، وتجعلهم أكثر إحساسا بالحياة مع وضوح الأفكار ليدركها الأطفال.

أن يكون شعر الأطفال مرتبطا بحواس الطفل والخيالات المستندة إلى تلك الحواس.

* أن لا يتسع شعر الأطفال للعواطف والانفعالات الحادة كالحزن والقلق واليأس والحب المشبوب.

* أن تكون لغة شعر الأطفال لغة عربية فصيحة بسيطة.

* أن يتلائم شعر الأطفال، شكلا ومضمونا، مع مستويات نمو الأطفال الأدبي    والعقلي والعاطفي والاجتماعي، لان لكل مرحلة من المراحل ما يناسبها من الشعر.

3/ الأهداف التربوية لشعر الأطفال:[8]

ü    تحقيق الإمتاع والتسلية وجلب السرور والبهجة والسعادة.

ü    تحقيق السمو بحس الطفل الجمالي والفني.

ü    التعبير عن الانفعالات الخاصة بالطفل.

ü    الارتقاء بلغة الطفل وتوقه الأدبي.

ü    تنمية مدارك الطفل، وتكوين توجهاته وقيمه ومثله العليا.

ü    تعميق نظرة الطفل إلى الحياة.

Modifié le: Thursday 21 December 2023, 22:53