المحاضرة الثانية:

        أدب الأطفال: الأهمية، الوظائف والأهداف.

  عناصر المحاضرة:

ü   تمهيد

ü   أهمية أدب الطفل

ü   أسس أدب الطفل

ü   أهداف أدب الطفل

تمهيد

     أدب الأطفال هو الجنس الأدبي المهم في تكوين الأطفال، وبناء شخصياتهم وإعدادهم إعدادا يتناسب وتطلعاته الإيجابية تجاه الحياة، واكتسابه للقيم والعادات والسلوكيات والمهارات اللغوية والتعبيرية، وكذلك العمل على غرس حب اللغة والميل اليها لتمكينه من التعبير السليم عن مطالبه وأفكاره ومشاعره وحاجاته ورغباته وأحاسيسه.

1/ أهمية أدب الطفل:

       يحظى أدب الطفل باهتمام كبير  من كل الشعوب، حيث وضعوا له المعالم الواضحة والقواعد المختلفة لتنشئته تنشئة صالحة تعود بالخير  العميم على أوطانها ومجتمعاها، ويكون هذا التأثير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فيستجيب له الطفل بكل يسر يحقق مراميه ومقاصده، وخاصة أن نفسية الطفل كالصفحة البيضاء التي نسوَدها بما شئنا وعقله كذلك كالعجينة الطرية يمكننا تشكيلها بالكيفية التي ولصورة التي نريد[1]فالطفل في هذه المرحلة العمرية يقلد ما يراه من حركات ويحاكي ما يقع عليه بصره من تصرفات وسلوكيات. ويمكن أن نحدد هذه الأهمية من خلال:[2]

1-     تسلية الطفل وإمتاعه وملء فراغه.

2-     تعريف الطفل بالبيئة التي يعيش فيها من كافة الجوانب.

3-     تعريف الطفل بآراء وأفكار الكبار.

4-     تنمية القدرات اللغوية عند الطفل بزيادة المفردات اللغوية لديه، وزيادة قدره على الفهم والقراءة.

5-     تكوين ثقافة  عامة لدى الطفل.

6-     الإسهام في النمو الاجتماعي والعقلي والعاطفي لدى الطفل.

7-     تنمية دقة الملاحظة والتركيز والانتباه لدى الطفل.

8-     الإسهام في تنمية الذوق الجمالي لدى الطفل.

9-     مساعدة الطفل في التعرف على الشخصيات الأدبية والتاريخية والدينية والسياسية، من خلال قصص البطولة وأعلام الماضي والحاضر.

10- جعل الطفل إنسانا متميزا، نظرا إلى اطلاعه على أشياء كثيرة، عدا المادة المقروءة.

11-  إيجاد الاتجاهات الاجتماعية السليمة لدى الطفل، وتعريفه بالعادات والتقاليد التي عليه إتباعها في مختلف الظروف.

12-  ترسيخ الشعور بالانتماء إلى الوطن والأمة والعقيدة من قبل الطفل.

ونظرا إلى أهمية أدب الطفل في عالمنا المعاصر، فلقد اهتمت به جمبع الأمم، وواكبت الأمة العربية هذا الاهتمام بأدب الأطفال في جميع الأقطار العربية، وذلك بنشر أدب وثقافة الطفل على أوسع نطاق، وتدريس أدب الأطفال في الجامعات والكليات التربوية المختلفة، وعقد الندوات والمؤتمرات لزيادة حركة النشر والتقويم في مجال أدب الأطفال.[3]

2/ أسس أدب الطفل:

       إن الأسس التي يجب أن يسير عليها أدب الأطفال المعاصر، وخاصة في وطننا العربي، حتى  يحقق الأهداف المرجوة منه، ومن هذه الأسس نذكر منها:[4]

1-     أن أدب الأطفال يجب أن يسهم في إعداد الطفل إعدادا إيجابيا في المجتمع، بحيث يأخذ مكانه، ويشق طريقه، ويعرف دوره، ويكون مستعدا لتحمل مسؤولياته الاجتماعية.

2-     يجب أن يقوى أدب الأطفال الالتزام بالنظام وإتباع الأنماط السلوكية المبنية على الحب والعدل والمساواة والخير للجميع.

3-     يجب أن يخلق أدب الأطفال روح التضامن والتعاون بين الأطفال، لتحل محل الحقد والكراهية، حيث عن التعاون هو مفتاح تقدم المجتمع ورفاهيته.

4-     يجب أن يوقظ أدب الأطفال في الطفل مواهبه واستعداداته، ويقوى فيه ميوله وطموحاته، وينهتي به إلى الشغف بالقراءة والمثابرة عليها.

5-     يجب أن يكتب أدب الأطفال بلغة تكون في مستوى جميع الأطفال الموجه إليهم، بحيث يتذوقونه ويفهمونه في يسر، ودون مشقة وعناء.

6-     يجب على أدب الأطفال أن يثرى بثروة، أن يكتب بلغة عربية فصحى سهلة، حيث إن أغلى ما يمكن أن يتحصل عليه الأطفال في سنوات عمرهم، هو لغتهم القومية.

7-     يجب أن يفتح أدب الأطفال أبواب التفكير والابتكار والإبداع، وخصوصا للأطفال العرب بدلا من الاعتماد على التقليد الأعمى، ويجب أن تكون المعلومات المقدمة للأطفال معومات تدفع بهم إلى التفكير  ويكون هذا التفكير واسع النطاق.

8-     يجب أن يقوى أدب الأطفال في الطفل العربي اعتزازه بوطنه وأمته ودينه، أن يهيئه للإسهام في بناء الوطن، وتعريفه بالقيم الإنسانية والقيم الحضارية الخالدة لأمته العربية والإسلامية.

3/ أهداف أدب الطفل:

     تتعدد أهداف أدب الأطفال من حيث أصولها التربوية، أو من حيث اتجاهاتها، ومن حيث الأهداف المعرفية والوجدانية، التي يمكن استعراضها على النحو التالي:

أ - الأهداف التربوية لأدب الأطفال:

   **مساعدة الأطفال على أن يعيشوا خبرات الآخرين، ومن ثم تتسع خبراتهم الشخصية وتتعمق

** إتاحة الفرصة للأطفال لكي يشاركوا، بتعاطف، وجهات نظر  الآخرين تجاه المشكلات وصعوبات الحياة.

**تمكين الأطفال من فهم الثقافات الأخرى وأساليب الحياة فيها، حتى يتمكنوا من التعايش معها.

** مساعدة الأطفال في التخفيف من حدة المشكلات التي يواجهونها، وشرح سبل مواجهتها لهم.

وتهتم الأهداف التربوية بأمرين أساسيين هما البناء والحماية.[5]

-          البناء: بناء النفس الصغيرة وتعهد الفطرة البريئة على أساس سليمة تتلاءم مع ركائز هذه النفس، ليغدو الطفل بفعل هذا العمل مواطنا صالحا.

-          الحماية: وقاية هذه البريئة من الانحراف والعبث والأخطار التي تحيط بها .

ويعتبر أدب الأطفال من أهم الوسائل التي تسهم في عملية البناء التربوي، والحماية من الأخطار التي تهدم التربية وتفسد الفطرة السليمة.

ب‌-  الأهداف القيمية الاجتماعية:[6]

** تشكيل ثقافة الطفل التي تتوافق مع العصر، وتتلاءم مع الآمال الموضوعية للمستقبل.

** الانتقاء من عناصر الثقافة الإيجابي وإثراءها والانعطاف للوصول إلى القيم والمعايير.

** اختيار ما يناسب الطفل، وما يوافق آمال المجتمع.

** الوصول إلى بناء شخصية متكاملة ومتوازنة للطفل.

جـ - الأهداف المعرفية والوجدانية:

 وهي عديدة وتنبع من الاحتياجات المعرفية للطفل. وهي على الوجه التالي:

1-     إثراء لغة الأطفال، من خلال تزويدهم بمجموعة متكاملة من الألفاظ والكلمات الجديدة.

2-     بناء الطفل بناء جديدا سليما، صحيا وعقليا ونفسيا واجتماعيا ولغويا، عن طريق تنمية شخصيته.

3-     صقل سلوك الطفل، وفق قيم وقوانين المجتمع.

4-     إحساس الطفل بالاستقرار والأمان.

5-     تقوية روح التضامن والتعاون بين الأطفال.

6-     إكساب الأطفال المهارات المختلفة التي تساعدهم على الإنتاج، وعلى كسب الثقة بالنفس، وتزويدهم بالمعارف، حتى تزدهر قدراتهم ومواهبهم.

7-     تنمية الشجاعة والجرأة في نفوس الأطفال.

8-     الاعتماد على عادات طيبة، والنفور من العادات السيئة.

9-     أن ينمى لدى الطفل الحس الفني والجمالي، وكذا القدرة على التعبير الخلاق.

10- اكتشاف المواهب الأدبية والفنية في مرحلة مبكرة عند الطفل.

11- حبيب العلم في نفوس الأطفال، واكتشاف المواهب العلمية لديهم.

12- تنمية حب المغامرة والاستكشاف والاطلاع عند الأطفال.

د-  الأهداف الفنية والجمالية:

الاهتمام بالقيم الجمالية من أقدم الاهتمامات الإنسانية، وقد ربط المفكرون والفلاسفة في استعمالهم مصطلح الفن بين الجميل والنافع، بالتالي بين الجمال والأخلاق، الجمال هو ما يثير انفعالات الاستحسان والاستهجان، ويكون ذلك عن طريق القراءة المتواصلة بحيث تهذب الذوق، وتعلمه في التعرف على الصورة الجميلة، والانتاجات الأدبية المميزة، وتنمي الحس الجمالي والفني عند الطفل.

Modifié le: Thursday 21 December 2023, 22:35