أدب الطفل: المفهوم، النشأة والتطور

  عناصر المحاضرة

·       تمهيد

·       مفهوم أدب الطفل

ü    مراحل الطفولة

ü   نشأة أدب الطفل

ü   تطور أدب الطفل  

تمهيد:

      إن الأدب في وظيفته العامة هو الذي يصور حقائق النفس البشرية بأسلوب تعبيري شيق وجميل، فهو سجل للأفكار وعرض للمشاعر المختلفة التي تختلج في نفوس الشعراء والكتاب وعرض للمشاعر الدفينة ، وهذا كله يظهر من خلال الفنون الأدبية المختلفة، ونجد مفهوم الأدب بعامة "يعبر عن الخبرات والمعارف والآداب الحسنة، التي يلقنها الأدباء للأبناء لمواجهة الحياة حتى يسلكوا سلوكا محمودا" هذا السلوك الحميد هو الذي يبني الطفل به شخصيته ويكتسب به العادات الحميدة، والأدب كما هو معروف من خلال معانيه" مجال تعبيري مكتوب له فنونه النثرية والشعرية ..يستأثر بالقلوب ويستهدف تنمية الوعي والشعور والأحاسيس."

  والطفل كما هو معروف صفحة بيضاء علينا الاعتناء بها فهو أمانة الأسرة "وجوهرة نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش وسائر إلى كل ما يمال إليه.." فهو صفحة بيضاء وعجينة طيعة تستطيع تشكيله كيف ما تشاء، ومن هنا تكمن الرعاية الصحيحة الوجدانية المزدوجة بين الأسرة والمدرسة، فموقف "أديب الأطفال كموقف فنان تشكيلي إزاء لوحته الفنية التي يبدعها.. وهو يتطلع إليها من قريب، بين الحين والحين، ليعود يحمل الفرشاة ليضيف إليها لمسة، أو يضفي إليها لونا."

1/ مفهوم أدب الطفل:

1-1             - في تعريف أدب الطفل وظهوره:

أ/ في السياق اللغوي:

     في التعريف اللغوي للمعاجم نجد أن الطفل  كما عرفه ابن منظور، والطفل: البنان الرَخص الناعم، جمعه طِفال وطُفول، وطفُل طفُولة: وطفالة نعُم ورقً، والطفل: يعني ميل الشمس للغروب، ويقال : طفل النبات أصابه التراب، فأفسده ولم يطل

ب/ في السياق الاصطلاحي:

   أدب الطفل واسع المجال ، متعدد الجانب والأنواع، ومتغير الأبعاد من خلال الألوان الإبداعية وكل ما يكتب للطفل من قص أو أشعار أو مسرحيات وغيرها وهذه المواد تشكل أدب الطفل، فهو موجه لفئة محددة من المجتمع ومتخصص في مخاطبتها، وقد تعددت مفاهيمه بالنظر إلى الإطار المرجعي للباحث ومن هذه المفاهيم نذكر:

1-     مفهومه عند أحمد زلط" هو جنس أدبي متجدد نشأ ليخاطب عقلية وإدراك شريحة عمرية لها حجمها العددي الهائل في صفوف أي مجتمع، فهو أدب مرحلة متدرجة من حياة الكائن البشري لها خصوصيتها وعقليتها وإدراكها وأساليب تثقيفها في ضوء التربية المتكاملة التي تستعين بالشعر والنثر." فهذا التعريف يوجهنا إلى التعريف الصحيح لأدب الطفل المتجدد والذي يستعين بالدرجة الأولى إلى مخاطبة فئة عمرية معينة وهي عقل الطفل الذي يعتبره الكاتب أن  له خصوصياته المختلفة عن باقي الفئات العمرية، وهذا الخطاب يكون عن طريق أساليب تكمن في التربية التي تعتمد على القراءة والكتابة السمعية والبصرية بلغة النثر والشعر معا.

   فأدب الطفل يعتمد على ألفاظ سهلة، مسيرة، فصيحة تتفق والقاموس اللغوي للطفل بالإضافة إلى خيال شفاف غير مركب، ومضمون هادف ومتنوع، موجه لعقلية الطفل وإدراكه كي يفهم النص الأدبي ويحسه ويتذوقه ومن ثم يكشف بمخيلته أفاقه ونتائجه، ويشير أحمد زلط أن أدب الطفل لا يختلف عن أدب الكبار إلا في المستوى اللغوي للنص على عكس ما يتضمن عند الكبار من خيال تركيبي معقد

  ويعود تاريخ هذا الأدب إلى التراث العربي القديم، فقد كانت الشعوب تقوم ببعض الممارسات في عاداتهم من خلال الأناشيد والأغاني التي كانت تردد على مسامع الأطفال عند محاولة تهدئتهم للنوم، فقد ذكر المؤرخون أن له جذوره عبر تاريخ الأدب العربي من أغاني المهد وأغاني الترقيص، والمقطوعات المجزوءة والأشعار البسيطة، ومنها بعض القصص التي كانت تردد على مسامع الطفل وهذا يلعب دوره في مخاطبة حواس الطفل وحفز مشاعره وخياله فالمربيات كما ذكر احمد زلط كن يقصصن على الأطفال قصصا مبسطة، وهذا القص هو نفسه كما ألفناه من حكايات الجدات والتي مازالت متداولة في بعض بيئاتنا، كما نجد حكايات الجن والشياطين جوهرية في تراث حكايات الجدات القديمة ومن أبرز أمثلته رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، كما كانت حكايات الحيوان التي بدأت شهرتها مع كتاب كليلة ودمنة التي ترجمها ابن المقفع وما تبعها من الملاحم الشعبية وقصص ألف ليلة وليلة، وحي بن يقظان تعد المصدر الأهم للأدب القصصي للطفل.

2-     مفهوم أدب الطفل عند نجيب كيلاني: هو التعبير الأدبي الجميل المؤثر الصادق في إيحاءاته ودلالاته، وهو الذي يستلهم قيم الإسلام ومبادئه وعقيدته، ويجعل منها أساسا لبناء كيان الطفل عقليا ونفسا ووجدانيا وسلوكيا وبدنيا، ويساهم في تنمية مداركه إطلاق مواهبه الفطرية وقدراته المختلفة وفق الأصول التربوية الإسلامية، وبذلك ينمو ويتدرج الطفل بصورة صحيحة تؤهله لأداء الرسالة، على أن يراعي ذلك الأدب وضوح الرؤية وقوة الإقناع والمنطق."

3-     مفهومه عند سمير عبد الوهاب" أدب الأطفال هو كل ما يقدم للطفل من مادة أدبية او علمية، بصورة مكتوبة أو منطوقة أو مرئية، تتوفر فيها معايير الأدب الجيد، وتراعي خصائص نمو الأطفال وحاجاتهم وتتفق مع ميولهم واستعداداتهم وتسهم في بناء الأطر المعرفية الثقافية، والعاطفية والقيمية، والسلوكية المهارية، وصولا إلى بناء شخصية سوية ومتزنة، تتأثر بالمجتمع الذي تعيش فيه، وتؤثر فيه تأثيرا إيجابيا."

4-            كما عرفه هادي الهيتي بأنه: " مجموعة من الانتاجات الأدبية المقدمة للأطفال، التي تراعي خصائصهم وحاجاتهم ومستويات نموهم، أو هو الآثار الفنية التي تصور أفكارا وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال، وتتخذ أشكالا متعددة، مثل القصة، والشعر المسرحي، والمقالة ، والأغنية، وغيرها.."[1] وفقا لهذا التعريف فإن أدب الأطفال في معناه العام، يشمل كل ما يقدم للأطفال في طفولتهم من مواد تجسد المعاني والأفكار والمشاعر .

5-            ويعرفه أبو معال بأنه:" كل محتوى لغوي يتوافر فيه عنصر الأدب وهما: جمال اللفظ وسمو المعنى، إلى جانب توافر عنصر ثالث خاص بأدب الطفل وهو التناسبي، أي مناسبة هذا المحتوى من حيث شكله ومضمونه لكل من قدرات الأطفال وميولهم ومستويات نموهم ونبض بيئتهم، وهو إذن يتفق مع أدب الكبار في جمال الأسلوب وسمو الفكرة."[2]

3/ مراحل الطفولة:

     يمكن تحديد مراحل الطفولة حسب تقسيمات وجهة نظر أدبية وعلماء نفس وهي تقسيمات تبقى تقديرية  وليست حاسمة وثابتة وهي كالآتي:[3]

3-1/  مرحلة الطفولة المبكرة[ من 3 إلى 5 سنوات]: تبدأ هذه المرحلة من ثلاث إلى خمس سنوات، وتتميز ببطء النمو الجسدي، بعد أن كان النمو سريعا في الأعوام الثلاثة الأولى من حياة الطفل، ويفسح المجال للنمو العقلي ويوظف الطفل فيها الحواس التي يمتلكها، للتعرف على المحيط الذي يعيش فيه، والمحصور بين البيت والشارع.

3-2/ مرحلة الطفولة المتوسطة [ من 6 إلى 8سنوات]:

   وتسمى أيضا بمرحلة الخيال الحر، وفيها يكون الطفل قد اكتسب بعض الخبرات المتعلقة ببيئته المحدودة،  إذ يتطلع الطفل في هذا العمر بعد اكتساب بعض الخبرة إلى عوالم أخرى، فيكون سلوكه مدفوعا بالميول والغرائز ولا تفيد معه الأوامر بل علينا أن نقدم له القدوة المميزة/ النموذج الأمثل وتحبيبها إليه بوساطة استغلال ميوله إلى اللعب والمحاكاة/ التقليد والتمثيل بالقصص الشائقة التي تقدم القدوة الحسنة، وهنا يستخدم الطفل المدارك والمعارف القبلية والمكتسبة في المرحلة الأولى، ويعمل فيها خياله لتحقيق وبلوغ ما يرغب فيه.

3-3/ مرحلة الطفولة المتأخرة [ من 9 إلى 12 سنة]:

      تسمى كذلك مرحلة المغامرة والبطولة: ويميل الأطفال فيها إلى حب التملك والاشتراك مع الأصدقاء والزملاء في تكوين جماعات خاصة بهم، ويظهر حب السيطرة على ما يحيط به والشجاعة الزائدة والمغامرة، ويدرك الطفل في هذه المرحلة قيمة الرفقة والجماعة، فيعمد إلى تكوين الصداقات وإبراز شخصيته،

3-4/  مرحلة الطفولة المثالية [ من 13 إلى 18 سنة]:

    تكون هذه المرحلة من عمر الطفل مصاحبة لمرحلة المراهقة، إذ تتميز بظهور تغيرات جسمية واضحة، منها الرغبة الجنسية وبعض التصورات والنظرات الفلسفية بخصوص الحياة، وكذلك بعض الميل إلى التفكير، وهنا علينا أن نبين للطفل عواقب التعصب لبعض الأفكار الهداة التي تغير تفكيره، فيميل إلى التطرف في كل شيء.

3-5/ مرحلة المثل العليا [ من 18 سنة فما فوق]:

   وهي مرحلة الوصول إلى النضج العقلي والاجتماعي. وهذه المرحلة تخرج عن نطاق أدب الطفولة.

4/ نشأة أدب الطفل:

    إن النواة الأولى لأدب الأطفال في التاريخ عند الإنسان الأول كانت عبارة عن قصص لمغامراته والصعوبات التي كانت تعترضه لقوة الطبيعة من برد وحر  وجبال وانهار، ثم الصعوبات التي كان يواجهها من الحيوانات، ثم تطور أدب الأطفال لكي يتحدث فيه الأب لأطفاله عن المزروعات التي كان يستفيد منها، ثم بدأ يحدثهم عن طبيعة المنطقة التي يعيش فيها، وعندما تشكلت القبائل أخذ أدب الأطفال يجاري طبيعة هذا اللون الجديد، فظهرت قصص عن الشجاعة والفروسية والحروب، وحينما اشتدت الظروف ونتيجة لطبيعة الحياة القاسية التي عاشها العرب في العصر الجاهلي في الصحراء العربية ظهرت القصص والأساطير والخرافات والمغامرات، ثم جاء الإسلام ، فأخذ أدب الأطفال لونا جديدا يركز على قص الأمم التي أوردها القرآن الكريم، ثم ما يتطلبه مقتضيات الدين الجديد[4]

      مصطلح أدب الطفل ذو دلالة مستحدثة، إذ لم يتبلور في أدبنا العربي إلا في بداية الستينات من القرن العشرين، بعد وفوده من العالم الغربي، ولم يعرف هذا النوع طريقه إلى الأدب العربي بهذا الشكل المستحدث / الناضج قبل أحمد شوقي في الشعر، وقبل كامل الكيلاني في القصة، ثم ظهور مجلات الطفل المتخصصة، وتخصص بعض الأدباء في الكتابة للطفل، وهو صنف يتوجه به إلى شريحة محددة وهي الأطفال.

    من الحقائق المهمة في مجال تاريخ أدب الطفل العالمي أن أدب الطفل الإنجليزي كان له عظيم الأثر في جميع دول المعمورة، إذ ترجمت جل الأعمال الإبداعية الإنجليزية إلى لغات العالم، ومن هنا بدأ ظهور أدب الأطفال في الأقطار العربية مقتفيا ظهوره في البلاد الغربية، وخاصة فرنسا في القرن السابع عشر للميلاد ( 17م) عن طريق الترجمة في عهد محمد علي باشا في مصر، إذ نشر تلاميذ رفاعة الطهطاوي " المرشد الأمين في تربية البنات والبنين" عام 1875م[5]  وهذا الكتاب عده بعض الدارسين البذرة الأولى في تربية أدب الأطفال في الأدب العربي الحديث وهو كتاب تربوي أخلاقي في أساسه، مع نتف أدبية تجيء عرضا في ثناياه وتتعلق بالأدب والطفل[6]، ونظم بعده أمير الشعراء أحمد شوقي مجموعة من القصص[7] الشعرية للأطفال على ألسنة الحيوان والطيور، منها " الصياد والعصفورة" و"الديك الهندي" و"الدجاج البلدي"؛ والأناشيد والأغنيات" كـ" ديوان الأطفال" و" الحكايات"، ثم جاء على فكري(1953م) وألف" مسامرات البنات" عام 1903م، ثم أصدر" النصح المبين في محفوظات البنين" وأردفه بـ"ربية البنين وتربية البنات" عام 1916م، ثم محمد الهراوي، بعد ذلك ظهر كامل الكيلاني الذي نشر حوالي ألفي قصة هدفها ترغيب الطفل في القراءة، ومن أعماله" السندباد البحري" و"قصص رياض الأطفال" وغيرهما كثير.

     اهتم نصرت سعيد بأدب الطفل في سوريا؛ وأصدر ست مسرحيات مدرسية وديوان" أغاني الطفولة"، وبدأت فلسطين محاولات تقديم هذا الأدب منذ العام 1928م، إذ أصدرت مجموعة من المجلات، منها " مجلة سامو" و"مجلة البراعم" في القدس.[8]

5/ تطور أدب الطفل:

أ/ تطور أدب الطفل عند الغرب:

    كان التعليم هدفا لمعظم كتب الأطفال التي كتبت في فترة العصور ، وأول ماكتب في ادب الأطفال في العصر الحديث ظهر في فرنسا أواخر القرن السابع عشر، وكانت أسبق الأمم في العصر الحديث في كتابة قصص الأطفال، وظهر في هذه الكتابات اثر المشرق العربي في الادب الفرنسي بخاصة، وكان ممن الف في أدب الشرق في فرنسا المستشرق ( ماريتينو) .أن ظهور أدب الأطفال مدونا في أواخر القرن السابع عشر كان أثرا غير مباشر  لألف ليلة وليلة، كتبها رجال الكنيسة باللغة اللاتينية للأطفال للعائلات الغنية. وأول كتاب كتب بالفرنسية عام 1487م كتبه الفرنسي جان دبري، ثم جاء بعده شارلز بيرو الشاعر الفرنسي الكبير، فكتب مجموعة من القص للأطفال بأسلوب سهل، سماها" حكايات أمي الإوزة" نشرت سنة 1697م، وهي عبارة عن مجموعة من الحكايات منها" الجمال النائم، واللحية الزرقاء، وسندريلا،" ونتيجة للإقبال الكبير على حكايات أمي الإوزة والشهرة الواسعة التي نالها عند الكبار والصغار جعلت تشالز بيرو جعلته يخرج أقاصيص مجموعة سماها" أقاصيص وحكايات الزمن الماضي"، واعتبر الكثير من الدارسين أن حكايات أمي الإوزة، وحكاية الجنية، والقطة في الحذاء الطويل، واللحية الزرقاء، والجمال النائم، وسندريلا، أول مراحل التكوين لأدب الأطفال في عصور التاريخ الحديث.[9]

   أما في بيرطانيا فقد كتب وليام كالستون (1422/1491)، سلسة من الكتب للأطفال من مثل"

-          كتاب تواريخ جنسن.

-          تاريخ الثعلب رنارت.

-          موت الملك آرثر

-          خرافات ايزوب.

وألف جون نيوبيري نحو مائتين كتاب صغير، تظم القصص والأساطير الخرافات والأساطير الشعبية، من كتاب: الجيب الرائع للصغير، سنة 1744م، وكان هدفه إمتاع الأطفال.

   ومن الكتب التي عشقها الأطفال قصة " ربانسون كروزو " التي كتبها دانيال ديفو سنة 1719م تحكي أخبار روبانسون الذي طرحته عاصفة في جزيرة مقفرة، فعاش سعيدا مع خادمه، وقصة "جوناثان جاليفر "التي كتبها جوناثان سويفت عام 1726م، كتبا للكبار أولا إلا ان القصتين المذكورتين بعد بسطهما " نيوبري" للصغار صارتا مصدرين من أثمن المصادر لقصص الأطفال، ومن الكتب التي عرفها أهل الشرق والغرب قصة " جزيرة الكنز " التي كتبها روبرت لويز سيفنس عام 1883م.

  وفي ألمانيا ظهرت الكثير من الحكايات الخرافية في القرن 18مثل مجموعة"موز ويس"، إذ جمع فيها الحكايات الخرافية من الشعب ثم حكاها ثانية بطريقة ساخرة، وجعل فيها عناصر خيالية حاول أن يضمنها مغزى أخلاقيا، ثم ظهرت مجموعة" قوتي"، وظهرت بعد ذلك الأخوان" يعقوب وليام قريم"، فقدما كتابا حقيقيا للطفل الألماني من مثل: حكايات الأطفال والبيوت، وهي خرافة[10]وفي الدانمارك ظهر هانز كرستان اندري سون، رائد أدب الأطفال في أوربا كتب للأطفال قصصا أسطورية حول الأشباح والجنيات والعفاريت.

أما في روسيا فظهرت مجموعات من الحكايات الشعبية، تعبر عن عاداتهم وتقاليدهم عنوانه" أساطير روسية".

ب/ تطور أدب الطفل عند العرب:

   ارتكز محور أدب الأطفال قديما على الأساطير التي بنيت عليها القصص التي كانت تروى شفويا وبعد ذلك تقدمت القصص لتصبح لها تأثير على الجماعة مثل الولاء للقبيلة والحفاظ عل التقاليد وكان الهدف هو غرس السلوك القبلي في نفوس الأطفال.

  بقيت القصص عبارة عن حكايات إلى أن جاء الإسلام حيث ظهرت القصص الدينية المتمثلة بأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وأعماله وأخبار المسلمين والغزوات والانتصارات، وقصص الأنبياء وقصص الأمم والشعوب التي وردت في القرآن الكريم كما أدت الفتوحات الإسلامية إلى دخول قصص كثيرة من الشعوب والأمم غير العربية مثل الفارسية والرومانية واليونانية والهندية والاسبانية، وكان معظمها أساطير وخرافات وقصص حيوانات، ثم بدأت الترجمة فترجم كتاب" كليلة ودمنة" وكتاب" ألف ليلة وليلة" مع إضافات جديدة نابعة من الخيال العربي، مثل قصة حي بن يقظان، وقصة سيف بن ذي يزن، وقصة عنترة بن شداد، وعندما بدأ العرب يكتبون قصصهم وأخبارهم في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي دونوا وكتبوا كل شيء مما جعلها من أغنى مصادر أدب الأطفال العربي.[11]

   أما في القرن السابع عشر وعلى إثر ظهور أدب الأطفال في فرنسا وأوروبا بشكل عام فقد أخذ يظهر أدب الأطفال في البلاد العربية، وظهر خاصة في مصر على يد محمد علي باشا عن طريق الترجمة نتيجة اختلاطهم بالغرب وكان أول من قدم كتابا مترجما عن اللغة الإنجليزية في مصر " رفاعة الطهطاوي" وكان مسؤولا عن التعليم، ثم اخذ بترجمة قص وحكايات كثيرة عن الغربية فترجم قصصا ترعى حكايات الأطفال ثم أدخل قراءات القصص في المناهج المدرسية، كما تم اصدر مجلة " روضة المدار س المصرية" في عام 1870م التي نشرت المواد الأدبية للطلاب والكتَاب، عده الباحثون مرحلة تأليف غير المسبوق في نشر الكتابات الأدبية للناشئين[12]

   ثم جاء بعد ذلك أمير الشعراء " احمد شوقي" ألف أول كتاب في أدب الأطفال وكتب القصص على ألسنة الحيوانات والطيور، كما ألف الأناشيد والأغنيات فكتب أكثر من ثلاثين قصة، وعشر مقطوعات من الأغاني والأناشيد، حيث تضمنت الشوقيات عددا من الحكايات الشعرية على ألسنة الحيوان، وهي مجموعة من المنظومات الشعرية التي جمعت في كراس بعنوان" منتخبات من شعر شوقي في الحيوان"  وقد أعاد كاتب الأطفال المعاصر عبد التواب يوسف جمع مقطوعات احمد شوقي عن الأطفال وقد أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب تحت عنوان " ديوان شوقي للأطفال"[13].

      ثم قام على فكري( 1879-1953م) في عام 1903 بإصدار " مسامرات البنات، ثم كتب " النصح المبين في محفوظات البنين" ، ومع هذا لم يأخذ أدب الأطفال دوره الحقيقي في العالم العربي إلا في عام 1922، إذ جاء محمد الهراوي فأسس مكتبة سمير الأطفال وكتب لهم الأغاني والقصص.

   وجاء بعده كامل الكيلاني من قصصه السندباد البحري، حيث تركزت قصصه على التراث العربي، والثقافات الأجنبية، كما كتب في الدين والتاريخ، وكتب مجموعة القص من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة.

   وبعد كامل الكيلاني جاء حامد القصبي وكانت كتاباته أكثر ها مترجمة عن الانجليزية، وفي سنة 1930م صدر كثير من القصص والأغاني والمسرحيات والمجلات مثل مجلة السندباد، في مصر والدول العربية الأخرى أيضا حظي أدب الأطفال بالاهتمام الكبير خاصة في السنوات الأخيرة حيث كثرت المسابقات والجوائز  للكتاب، وظهرت مؤسسات خاصة في أدب الأطفال مثل مؤسسة دار الهلال التي تصدر مجلي سمير وميكي ماوس[14]



[1] - §§§§!!

[2] *********

[3] - !!!!!!!

[4]-- §§!§§!!

[5]

[6]

[7]

[8]

[9]

Modifié le: Thursday 21 December 2023, 21:58