أولا :نظريات العقد الاجتماعي  

يتفق فقهاء هذه النظرية هوبز ولوك و جون جاك روسو في افتراض حالة من الفطرة قبل نشأة الدولة ، كما اتفقوا على الاصل التعاقدي و لكن اختلفوا حول طبيعة الحياة البدائية(الفطرة) التي كان يعيشها الافراد و الاطراف المتعاقدة و كذا حول اثار العقد او النتائج المتوصل اليها .

  1.  1 ــ نظرية العقد الاجتماعي عند توماس هوبز: ظهرت نظريته في انجلترا في فترة زمنية جد مؤثرة صراع العائلة الملكية منادية بضرورة فصل الدولة عن الدين اي استبعاد الكنيسة على امور الدولة و على هذا الاساس تأثرت الافكار التي اتى بها هوبز بهذه الظروف.

و على هذا الاساس يرى هوبز ان حالة الفطرة التي سبقت ظهور الدولة سيطرت عليها القوة و التنافس و الصراع و الخوف و الاحساس المستمر بالخطر فكل انسان هو عدو للأخر لان كل انسان يسعى الى تحقيق رغبته الذاتية التي لا تتحقق إلا على حساب الاخرين و على هذا الاساس قرر الافراد الخروج من هذه الحياة و قاموا بإبرام عقد بينهم للانتقال لحياة افضل .

هوبز يرى بان الافراد اتفقوا و تعاقدوا بينهم دون ان يكون الملك معهم و تنازل الافراد على جميع حقوقهم الطبيعة  فمدام الملك لا يعتبر طرفا في العقد فهو لا يلتزم بأي شيء فالقد لا يلزم إلا أطرافة و الشعب لا يستطيع الرجوع على الملك او محاسبته ، فهوبز يدعو الى السلطة المطلقة.

2ـ   العقد الاجتماعي عند جون لوك: هو فيلسوف انجليزي عاش قي قترة خاضت بلاده تجارب سياسية جد قاسية توجت بثورة 1688 و هي الثورة التي انتهت بانتصار البرلمان على الملك و تم القضاء على الملكيات الاستبدادية و ظهور الملكيات الديمقراطية،

جون لوك اتى بصيغة جديدة للعقد متأثرا بالظروف التي كان يعيشها ، اذ يرى بان الحياة كانت جد سعيدة تتسم بالمساواة و السلام و الحرية ، فبالرغم ان الحياة كانت تتسم بالعدالة إلا انها لا تخلو من الافات  و التي تتمثل في ان كل فرد في المجتمع هو الخصم و هو الحكم في ان واحد لذا قرروا الخروج من هذه الحياة و انشاء نجتمع مدني منظم و ذلك بإبرام عقد اطرافه هم الافراد و الملك بتنازل فيه الافراد عن بعض حقوقهم فقط وليس كلها و هلى الحاكم ان يسعى الى تحقيق المصالح العامة و احترام باقي حقوق الأفراد الخاصة و في حالة الاخلاف يحق للإفراد فسخ العقد و الثورة ضده بمعنى اخر السيادة عن لوك مقيدة و ليست مطلقة 

 3 ــ نظرية العقد الاجتماعي عند جون جاك روسو: هو فيلسوف فرنسي يوافق هوبز و لوك على الصيغة التعاقدية إلا انه يرفض الصيغ  النيابية ويدعو اللى الديمقراطية القائمة على السيادة الشعبية ، اذ يفترض روسو ان الحياة البدائية تتسم بالخير و السعادة و الفضيلة و ان الانسان يولد فضلا و انما تفسده الملكية الخاصة ، مما دفع بالأفراد الى التعاقد من اجل حياة افضل يسود فيها العدل.

فالأفراد عند روسو تنازلوا عن حقوقهم الطبيعية لصالح المجموع او ما يسمى بالإرادة العامة التي لها الحق و حدها في ادارة الدولة مقابل حصولهم على حقوق مدنية ، فروسو يقدم سلطان الجماعة على سلطان الفرد الواحد.

نقد :  وجه نقد لهذه النظرية و قيل بأنها اكبر اكذوبة عرفتها البشرية لان الفكرة التي اتت بها فكرة خيالية قائمة على افتراض هذا من جهة و من جهة اخرى فكرة التعاقد غير متصورة من الناحية العملية لعدم امكانية الحصول على رضا الجميع

لتحديد اهم القروق بين نظريات العقد الاجتماعي ارجع الى هذه الصورة :

هذه الصورة تحتوي على نخطط توضيحي لاهم نظريات نشاة الدولة

انظر اهذا الفيديو للتزود اكثر حول نظريات نشأة الدولة

 فكرة العقد في الإسلام:

يعتبر الكثير من الفقهاء بان الاسلام هو اول من انشأ الدولة عن طريق العقد ، حيث ان الرسول صلى الله عليه وسلم حين هاجر للمدينة  لم يؤسس الدولة الاسلامية الا بعد عقد ابرمه بينه و بين الانصار على نصرته و العمل على تعاليم الدين و هذا من حلال بيعة العقبة الثانية ، و على هذا الاساس تعتبر البيعة هي اساس ظهور الدولة الاسلامية و اخذ بها الخلفاء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.

  تعريف البيعة : هي عبارة عن عقد رضائي يتم بين طرفين هم الامة التي تعتبر مصدر لكل السلطات و المتمثلة في اهل العقد و الحل و من جهة اخرى الحاكم و في هذه الحالة الحاكم لا يحصل على اية امتيازات تجعله احسن من غيره و تحضرنا في هذا المقام مقولة اي بكر الصديق رضي الله عنه(وعليت عليكم و لست بأحسن منكم ) .

ثانيا: نظرية التطور التاريخي:

تعد هذه النظرية حديثة وتعد موضوع قبول لدى فقهاء القانون الدستوري ، اذ تعتبر الدولة ظاهرة طبيعية من ظواهر الاجتماع الانساني جاءت نتيجة تطور اجتماعي طويل و بالتالي فهي لم تظهر نتيجة عامل القوة أو التطور العائلي أو العامل الديني اي العقيدة و انما يمكن رد اصل نشأة الدولة الى عدة عوامل تدخلت عبر الزمن ، فالدولة نتاج للتفاعل و التطور التاريخي الطويل ، و على هذا الاساس قد تتمثل هذه العوامل في القوة الحكمة الدين المال و الشعور بالمصالح المشتركة وغيرها من العوامل ، و تأثير هذه العوامل في نشأة الدولة يختلف من دولة الى اخرى بحسب ظروفها الاجتماعية .

 

آخر تعديل: Thursday، 23 February 2017، 11:33 AM