2التاريخ السياسي للجزائر في ظل الحكم العثماني :

1- خير الدين و عروج ينقضان الجزائر من الهيمنة الاوربية :

بعد أن انهكتهما الحروب الداخلية و الخارجية في القرن الخامس عشر خاصة بعد نكبة الاندلس و انهيار الحضارة الاسلامية فيها على يد الإسبان و البرتغاليين استنجدت الجزائر بالأخوين بربروس ( العثمانيين خير الدين وعروج) لوضع حد للقرصنة الاوربية، حيث برز اسم الاخوين في مطلع القرن السادس عشر انطلاقا من نضالهما في انقاض بواخر المسلمين الفارين من الاضطهاد الإسباني، حيث ظهر كقوة مضادة للقرصنة الاوربية فاستنجد بهما سكان مدينة بجاية عام 1512 م لطرد الجيش الإسباني من بجاية ثم إلى مدينة تلمسان للقضاء على السلطان أبي حمو الذي تحالف مع الإسبان، و هو ما كلف عروج حياته و الذي توفي في إحدى المعارك ضد الإسبان و الجيش الإسباني سنة 1518 م، حيث جاء طلب سكان مدينة تلمسان بعد النجاح الذي حققه الاخوان ضد الحملة الاسبانية لاحتلال مدينة الجزائر، ثم تمكن خير الدين من بسط نفوذه و أصبح رئيسا للدولة مرتبطا بالدولة العثمانية و متحالفا معها ضد الإسبان. 

2-      مراحل الحكم العثماني في الجزائر : دام الحكم العثماني في الجزائر أكثر من 300 سنة و يمكن تقسيم هذا الحكم إلى اربع مراحل :

المرحلة الأولى: مرحلة البايرلبايات[ 1518 – 1588 ]م

تبدأ هذه المرحلة من تولي خير الدين أمر الجزائر بتفويض من السلطان سليم الأول الذي منحه لقب بايلرباي، اهم ماميز هذه المرحلة مواصلة الجهاد ضد العدوان الإسباني، حيث تم إخراج الإسبان من حصن البينيون سنة 1530 م و تم ايضا التصدي للحملة الاسبانية الثالثة على مدينة الجزائر سنة 1541 م بقيادة الامبراطور الإسباني شارلوكمان ثم تحرير مدينة بجاية نهائيا عام 1555م في عهد البايرلباي صالح رايس و تعتبر هذه المرحلة من أزهى مراحل الحكم العثماني في الجزائر بالنظر إلى ما حققه العثمانيون من التوسع و مواجهة القوى الاوربية.

المرحلة الثانية:مرحلة الباشاوات [ 1588 -  1659]  م تميزت هذه المرحلة بما يلي :

أ.تعيين باشا تركي في كل من الجزائر و تونس و طرابلس بعد أن كان هناك حاكم واحد للمنطقة مقر حكمه في الجزائر .

ب. بداية ظهور التناقضات و الخلافات بين جنود البحرية الجزائرية (الرياس) و  جنود البحرية العثمانية خاصة عندما حاول الأتراك ان يخضعوا المصالح الجزائرية لمصالح الإمبراطورية العثمانية.

ج.قوة الرياس الجزائريين ارهبت الدول الاوربية و هو ما دفعهم إلى محاولة إقامة علاقة تعاون معهم .

المرحلة الثالثة:مرحلة الاغاوات[ 1659 – 1671] م تميزت هذه المرحلة بما يلي:

أ.تقلص نفوذ السلطان العثماني و غياب السيادة العثمانية على الجزائر .

ب.تنامي الصراعات المحلية بين ضباط الجيش البري و البحري و تذمر الشعب من الفساد السياسي و انتشار الفوضى في البلاد .

ج. نجاح اليولداش(الجيش البري) في قلب نظام الحكم و الانفصال عن العثمانيين و الحد من سلطة الرياس لكنهم فشلوا في إنشاء نظام سياسي ناجح

د.كان الانقلاب على الباشاوات عبارة عن انتقام من طائفة فقط و التي كانت كلمتها مسموعة في عهد الباشاوات( الرياس).

المرحلة الرابعة :مرحلة الدايات.[ 1671 – 1830] م

استفاد حكام الجزائر من تجارب الحكم السابقة و حاولو إرضاء السلطان العثماني لتقوية مركز الحاكم ( الداي) عن طريق تعيينه مدى الحياة و بناءا على اقتراح من الديوان العالي و تعيين رسمي من طرف السلطان العثماني. و تميزت هذه المرحلة بما يلي :

أ.تحول جنود البحرية من النزال ضد القوات المسيحية إلى رجال يبحثون عن الثروة الفلاحية و توفير الغذاء للسكان .

اهتمام دايات الجزائر في القرنين 17 و 18 بجمع الثروة من خلال العمليات الحربية في البحر .

ج. تنامي ظاهرة اغتيال الحكام على يد المجموعات المعادية .

د.تمكن حكام الجزائر في هذه المرحلة من القضاء النهائي على التواجد الإسباني في الجزائر خاصة سنة 1792 م من وهران و المرسى الكبير .

3- التنظيم الإداري للجزائر في العهد العثماني :

أ - التقسيم الاداري:

قسمت الجزائر إلى بايلكات كالتالي :

1-      دار السلطان : هي مقاطعة إدارية تشمل العاصمة و وضواحيها تضم مقر الحكم ( الوالي العام او الداي)

2-      بايلك الشرق : عاصمته قسنطينة و هو اكبر البايلكات سكانا و مساحة و يتميز بانعدام النفوذ العثماني .

3-      بايلك الغرب : عاصمته مازونةثم معسكر ثم وهران بعد استرجاعها من النفوذ الإسباني. 

4-      بايلك التيطري: عاصمته المدية و هو أصغر البايلكات.

ب- تقسيم جهاز الحكم :

1-      الوالي العام ( الداي) : يمثل أعلى سلطة في البلاد يجمع بين السلطتين العسكرية و المدنية و طريقة تعيينه من طرف السلطان العثماني مباشرة .

2-      الديوان الخاص : يتكون من كل من الخزناجي ( ادارة الخزينة) و وكيل الخرج (موظف أملاك الدولة )  والاغا بيت مالجي (يشرف على أملاك الأوقاف و الحبوس )  و خوجة الخيل.

3-      الديوان العام يتشكل من أعضاء الديوان الخاص + كبار ضباط الانكشارية و قاضيان و مفتيان و حاشية الداي .

4-      الباي : من كبار موظفي الدولة يعينه الوالي العام و له الحرية في إدارة الولاية . 

   الباي : يشرف على وحدة إدارية و يقوم بجمع الضرائب و المحافظة على النظام العام و يكون من الأتراك او الكراغلة.

5-      شيخ العرب : يمثل سكان الدواوير.

التقسيم الاجتماعي والسياسي في ظل الحكم العثماني 

1الطبقة الارستقراطية التركية: وهي الفئة المسيطرة على الجزائر حتى 1830بالرغم من عددها القليل الذي لم يتجاوز 20000 نسمة في 1830تستأثر بالمناصب الحكومية فيها ويتميزون بعنصرية فكرية واجتماعية ضد السكان المحليين 

2 الكراغلة: هي الجماعة التي برزت الى الوجود كخليط من الاتراك والسكان المحليين بلغ عددهم في نهاية القرن الثامن عشر حوالي 6000 في مدينة الجزائروتزايد عددهم في مدينة تلمسان 

3 المهاجرون الاندلسيون: كانو يشكلون قوة تجارية كبيرة بالجزائر ارتفع عددهم بالجزائر بعد ان قامت اسبانيا بطردهم بصفة جماعية سنة 1610 حيث توجهوا للتجارة مباشرة 

4 فئة اليهود: بالرغم من وجود عدة فئات اجنبية مسيحية فإن الجماعة النشيطة التي ارتفع شأنها في الجزائر هي جماعة اليهود لانهم كانوا يتعاملون مع الداي وقادة الجيش ويقومون بشراء وبيع البضائع والغنائم التي يحصل عليها رجال الجيش .

5 السكان المحليين: كان معظمهم يشتغلون بالزراعة والتجارة وكانوا مبعدين عن الامور السياسية والمناصب العليا على الرغم من انهم الفئة الغالبة عددا .

Modifié le: jeudi 19 décembre 2024, 09:38