1. مراحل تطور الفكر التنظيمي

المرحلة الأولى: زيادة الإنتاج واستخدام الأسلوب العلمي.(1900-1930)

 تندرج هذه المرحلة تحت التناول العقلاني باعتبار التنظيمات أنساق مغلقة،  انطلقت من إسهامات المدرسة الكلاسيكية، وما قدمه علماء الهندسة من اجل التنظيم والإنتاج الفعال، وقد عرفت هذه المرحلة حقبتين:

الأولى قائمة على التقسيم التقني للعمل .

الثانية قائمة على التقسيم الإداري للعمل .

وتعد أفكار هذه المرحلة من المبادئ ذات الأهمية الكبرى  لأن الإدارة كانت في هذه المرحلة عبارة عن ممارسات عشوائية لا تستند لأسس علمية ، إذ ساهم رواد هذه المرحلة في بلورة مفهوم التنظيم بدقة كما أن الأسلوب المستخدم في هذه المرحلة كان مبنيا على أساس القوة و الإجبار من خلال خلق ثقافة لدى العاملين أن الفرد العامل كسول لا يحب العمل وبالتالي لابد من الرقابة الشديدة والصارمة.

ركزت هذه المرحلة على مفاهيم مهمة : هي التطوير ، زيادة الإنتاج، استخدام الأسلوب العلمي،، تبسيط الإجراءات وجعل بيئة المنظمة مستقرة.

غير أن ما يؤخذ على هذه المرحلة هو إهمال الجوانب الإنسانية حيث انحصرت فعالية التنظيم في بعض الممارسات والتطبيقات فقط في الجوانب الهيكلية والبنائية . (بوحفص، 2014، صفحة 14)

المرحلة الثانية: تحفيز الأفراد(1930-1960)

 توافق هذه المرحلة ظهور مدرسة العلاقات الإنسانية والمدرسة السلوكية والانتقال من علوم الهندسة إلى العلوم الإنسانية وظهر هذا التيار نتيجة قصور الفكر الكلاسيكي في معالجة قضايا الجانب الإنساني في المنظمات ، لذا سعى رواد هذه المرحلة إلى البحث والدراسة وتقديم الحلول المرتكزة على الجانب الإنساني خاصة العلاقات الإنسانية في بيئة العمل وحاجات ودوافع العمال.

ويركز هذا التناول في أن الإنسان لا يبحث عن المزايا المادية فقط كما يراه التناول الكلاسيكي وإنما هو كائن مركب يتكون من مجموعة من المشاعر والأحاسيس يجب على التنظيم أخذها بعين الاعتبار، وتطوير أساليب التعامل مع الأفراد من اجل زيادة الإنتاجية .

وتندرج مدرسة العلاقات الإنسانية تحت التناول الاجتماعي وتعمل في إطار الأنساق المغلقة وقد مثلت لفترة طويلة أساس نظريات التنظيم. (بوحفص، 2014، صفحة 15)

المرحلة الثالثة: تكييف هياكل التنظيم(1960-1980)

شكل الاختلاف بين رواد المرحلتين السابقتين، إلى نشوء مدارس الموقف واتخاذ القرارات ومدرسة التسيير الاستراتيجي.وتنطلق هذه الأخيرة إلى التناقض تمام مع مدرسة العلاقات الإنسانية في الانتقال من النسق المغلق إلى النسق المفتوح على اعتبار أن التنظيم هو نسق مفتوح من خلال تناول عقلاني يسمح بتحليل وقياس العوامل المؤثرة في التنظيم.

ركز رواد هذه المرحلة على أن المنظمة وحدة متكاملة وجزء فرعي من أجزاء أخرى تتفاعل مع بعضها البعض وترتبط بعلاقات تبادلية تعتبر ضرورية لاستمرار البناء التنظيمي، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية المحيط في حياة المنظمات وأثره على اتخاذ القرارات الداخلية منها والخارجية وهو ما نادت به كل من مدرس اتخاذ القرارات ومدرسة النظام الاجتماعي والمدرسة الموقفية ومدرسة الأنساق من خلال العمل على تحقيق الفوائد المتبادلة مع الآخرين سواء كانوا أفراد أو تنظيمات مبتعدين بذلك عن فلسفة التوازن بين الإدارة والعمال  والتأكيد على ضرورة قبول الصراع والتناقض والعمل على الاهتمام بنزاعات العمال والرضا عن العمل. (بوحفص، 2014، صفحة 18)

المرحلة الرابعة: تعبئة القوة العاملة(1980-1990)

تميزت هذه المرحلة باقتراح مبادئ  تسيير جديدة  تقوم على التسيير بمشاركة العمال في مشروع المؤسسة من خلال الرجوع إلى العنصر البشري واعتباره فاعلا اجتماعيا له مواطن قوة ومواطن ضعف وهي مكانة مهمة في نسق مفتوح ينشط في إطار محيط تقني واجتماعي معقد. ومن مفاهيم هذه المرحلة إدراج مفهوم التخطيط الإستراتيجي للإدارة، نتيجة زيادة وعي الأفراد وزيادة سبل الاتصال من خلال استخدام أساليب إدارية حديثة، كما وعرفت هذه المرحلة الاهتمام بمفهوم دور الثقافة التنظيمية عن طريق تطبيق أساليب التسيير في المؤسسات اليابانية التي تتميز بقدرتها على خلق الولاء والانتماء للمنظمة . (بوحفص، 2014، صفحة 18)