2. مراحل تطور علم الانثربولوجيا

مرت الانثربولوجيا بعدة مراحل في تاريخ تطورها اختلف العلماء في تصنيفها توجد تصنيفات مفصلة وأخرى شاملة اخترنا تصنيف لها:

أ/ العصور القديمة: ( البدايات الأولية الساذجة )

ساهمت الرحلات التي قام بها المصريون القدامى في عام 1493 ق.م الى بلاد بونت (الصومال) بهدف التبادل التجاري من رحلات تجارية أدت إلى التعارف على الشعوب وثقافتها، كما خلف بعض مفكري الاغريق دراسات وصفية للشعوب المجاورة فوصف المؤرخ هيرودوتس الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد والذي يعد في نظرا الانثربولوجيين فيما بعد أول باحث انثربولوجي في التاريخ  ، قدم وصفا دقيقا لعدد من الشعوب وعاداتهم وفكرهم ، بالإضافة إلى مؤلفات أرسطو الذي ينسب إليه توجيه الفكر نحو وصف نشأة الحكومات والأنظمة وغيره.

كما ساهمت الحضارة الرومانية التي دامت 6 قرون من خلال اشعار المفكر كاروس لوكارتيوس الذي خصص ابواب عن: المادة وتكوين العالم ، نشأة اللغات ، الحكومة ،الازياء ، والموسيقى ..وغيره.

بالإضافة الى الحضارة الصينية التي لم تهتم إلا بالثقافات خارج حدودها غير انها كانت مهتمة بالحضارة الرومانية وتقديرها وكانت كتابتهم الوصفية لعادات الجماعات البربرية والتي اتسمت بالازدراء والاحتقار واهتموا بشؤون المجتمعات البشرية .

ب/ العصور الوسطى: (  البدايات الأولى للبحث الميداني للانثروبولوجيا)

وتبدأ هذه الفترة من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر ميلادي ، ظلت هذه المعلومات التي قدمتها العصور القديمة قاصرة إلى أن جاء عصر الاكتشاف الكبير منذ القرن الخامس عشر الميلادي بدأت تتراكم كمية من المعلومات الانثروبولوجية، وتجمعت على يد الرحالة والمبشرين والجنود التي قدمت وصفا دقيقا للتراث الشعبي للشعوب غير أنها كانت معلومات تفتقد للموضوعية نظرا لتأثير ذاتية كل من الناقلين وميولاتهم لثقافات معينة ما جعلهم ينظرون إليها بتعصب.

وانقسمت هذه المرحلة إلى:

عند الغرب: نظرا لسيطرة الكنيسة على الفكر والعلم لم تتطور كثيرا الدراسات الانثروبولوجية مع ظهور محاولات عديدة للكتابة عن بعض الشعوب التي اتسمت بالوصف التخيلي وليس على أرض الواقع ، بالإضافة إلى محاولات أخرى للنزول إلى الميدان ومعايشة الشعوب وتقيم وصفا دقيقا لها من أجل الحروب والمستعمرات .

عند العرب: ظهرت العديد من المحاولات والكتابات ذات الطابع الانثروبولوجي منها الرحلات التي قام بها ابن بطوطة رغم طابعها الادبي ، ويعد ابن خلدون من العرب الذين قدموا دراسة للشعوب وعاداتها وثقافتها وعن جميع جوانبها ومقارنة بين الدول والبدو والحضر بطريقة تجريبية منهجية أولى الدراسات الانثربولوجية التي استندت إلى ميدان تجريبي ومنهج علمي.

ج/ عصر النهضة:

في النصف الأول من القرن التاسع عشر بدأ عدد من الدارسين الأوروبيين دراسة أدوات اشعال النار والبقايا العظمية وقد اعتمدت على ما أحرزته الدراسات الجيولوجيه وعلم الحفريات من تقدم وقد كان بوشيه دي بيرت عالم فرنسي من قرر وجود الانسان في اوروبا خلال العصر الجليدي من خلال دراساته وفي عام 1865 نشر سير جون ليبوك دراسة حول المعلومات الموجودة من ثقافات العصر الحجري تراكم المعلومات عن الانسان وثقافاته نتائج فادت الى أهمية:

*بذل جهود علمية لتصنيف الانسان ووصف وتحديد موقفه في المملكة الحيوانيه وتحديد أنواعه أو سلالاته المختلفة وبيان تطور تاريخ تطوره .

*قيام علم مقارن لدراسة الثقافات الانسانية .

من 1860-1890 دفعات قوية في الدراسة المقارنة للثقافات بسبب تزايد المعلومات التي جمعت في مختلف شعوب العالم أبرز العلماء إدوارد تايلور (بريطانيا) الذي نشر مؤلفه الثقافة البدائية 1871 ولويس مورجان في و م أ المجتمع القديم 1877هنري سي و باخوفين النظم السياسية والقانون وقد عرف هؤلاء العلماء وغيرهم من علماء تلك الفترة علم طبيعي يهتم أساسا بدراسة شعوب ما قبل التاريخ وثقافاتها واكتشاف القوانين التي ينطوي عليها التاريخ والتي تحدد مساره.  

وقد بدأت الانثربولوجبا الحديثة مع القرن العشرين أصبحت تقوم على باحثين ميدانيين مدربين تدريبا شاقا على تلك البحوث معتمدين على مناهج و ادوات وقد اتسع اتساعا كبيرا بحيث شمل أوجه النشاط العديدة عن الانسان ، بالإضافة الى ظهور المدارس النظرية للانثروبولوجيا.

من هنا بدأت الانثربولوجيا تستند الى مناهج وأدوات وتدرس في جامعات العالم ثم انتقلت الى الجامعات العربية وأدخلت في تخصصات عديدة.

يمكن التعبير عما سبق بالمخطط الاتي:

و من هنا صار للانثروبولوجيا فروع متعددة منها ما هو قديم وحديث أهمها: