المحاضرة الثالثة: الإعلام

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل لوسائل الاعلام والاتصال- السنة الاولى ج مشترك-ام الرتم سحر
Livre: المحاضرة الثالثة: الإعلام
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 23 November 2024, 01:41

1. مفهوم الاعلام

يرتبط مفهوم الاعلام عند الكثير من الدارسين بمفهوم الاتصال على اساس انه اعلام ولكن على العموم يمكننا القول انه اذا كان الاعلام يعني اساسا المعطيات والاخبار والمعلومات فالاتصال يستلزم الحوار ووجود علاقات واذا كان الاعلام يعبر عادة عن شيء ثابت فالاتصال عبارة في الغالب عن عملية انه بفعل الاعلام يجعله امرا عمليا ومن ثم قد يوجد اعلام دون علاقة اتصالية ولكن لا يمكن ان يكون هناك اتصال دون اعلام.فالاتصال اشمل وللتفرقة بين الاعلام والاتصال يمكن ان نركز على معنيين هاميين:

الاتصال ذو معنى اجتماعي والاعلام يحمل معنى اعلامي يركز على الجانب التقني الذي يحقق عملية الاعلام والاتصال في آن واحد ، ومن هنا علينا ان نبحث ونركز على المعنى العلمي والتقني للاعلام.

لغة : كلمة مشتقة من العلم ( الدراية) فتقول العرب استعلمه الخبر فاعلمه اياه ، اي صار يعرف الخبر بعد ان طلب معرفته.

  فلغويا نقصد بالاعلام نقل الخبر ولكن من الناحية العملية ينتقل الاعلام من مجرد نقل الخبر الى عملية تزويد الناس بالاخبار الصحفية والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة

اصطلاحا: حسب المفكر الاتصالي فيرنان تيري فان الاعلام هو نشر الوقائع والاراء في صيغة مناسبة بواسطة الالفاظ او الاشارات او الاصوات او الصور . وبصفة عامة بواسطة جميع العلامات التي يفهمها الجمهور وفي الحقيقة الاعلام مفهوم عصري ينطبق خاصة على عملية الاتصال التي تستعمل الوسائل العصرية من صحافة واذاعة وتلفزة واقمار صناعية وانترنت والوسائط ، وكلمة الاعلام هي كلمة مستحدثة مترجمة من اللغات الاوروبية ولان الاعلام قد ارتبط دائما بالاتصال فهناك من جعله وظيفة من وظائف الاتصال وهذا مااتفقت عليه اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الاتصال من خلال تقريرها الصادر عن اليونسكو  عام 1973 حيث جاء في توصياتها على ان الاعلام هو جمع وتخزين ومعالجة ونشر الانباء والبيانات والصور والحقائق والرسائل والاراء والتعليقات المطلوبة من اجل فهم الظروف الشخصية والبيئية والقومية والدولية ، التصرف اتجاهها عن علم ومعرفة والوصول الى وضع يمكن من اتخاذ القرارات السليمة.

فنص هذا التعريف ينص على شيئين اساسيين في وجود عملية الاعلام وهما: الصيغة والشيوع ، فالصيغة تنطبع بنوع الوسيلة وحسب الحاسة الموجهة اليها من سمع، بصر، لمس ، اما شيوع الخبر ونشر الوقائع فذلك يجعلها معروفة عند عدد كبير من الناس.

.

2. اطراف العملية الاعلامية

المرسلsender: هو الطرف المسؤول عن ارسال الرسالة الاعلامية للمتلقين، وقد يكون المرسل هو نفسه الوسيلة الاعلامية او المسؤول عنها، كما يمكن ان يتجسد في صحفي او منشط او مذيع ..... وبالتالي يمكن القول ان القائم بالاتصال في الاعلام يحظى بتكوين خاص بالاعلام، على عكس العملية الاتصالية العادية، فليس ضروري ان يكون اطرافها متكونين في مجال معين.

الرسالة  message : وهي المضمون الاعلامي ومايحتويه من رموز ومواضيع لها اهمية يتوجب على المتلقين الاطلاع عليها، للحصول على الجديد او تصحيح او تاكيد للمعلومات التي يملكونها، سواء من خلال مضامين مكتوبة او سمعية او سمعية بصرية.

 الوسيلة channel : بالنسبة للاعلام فان وسائله تتمثل في الصحافة المكتوبة، الاذاعة، التلفزيون، والسينما وهي وسائل الاتصال الجماهيري.

المتلقي receiver: يتمثل في الجمهور المعروف عنه انه غير متجانس، مجهول الهوية، غير معروف العدد، ومتواجد في اماكن غير محددة جغرافيا، وكلمة جمهور تطلق على الافراد الذين يتعرضون لوسائل الاعلام على اختلافها.

-         الاعلام يسير في اتجاه واحد عكس الاتصال هذا على الرغم من وجود رجع الصدى  الا ان هذا الاخير لا يمكن قياسه وقت حدوثه مثل الاتصال، كما انه من الصعب معرفة جميع المتفاعلين مع المضمون الاعلامي اذا القينا نظرة على مفهوم الجمهور غير معروف العدد.

3. خصائص الاعلام

-         الموضوعية: وهي محاولة القائم بالاتصال الابتعاد عن الذاتية اثناء صياغته للرسالة الاعلامية، حتى ينقل حيثيات المضمون بقيمها وتفاصيلها الحقيقية، ليترك فرصة للمتلقي لبناء قرار صائب حول مايحدث وان لا يتاثر بالمرسل.

-          الحيادية : ونعني بها عدم الانحياز لاي طرف او اي جهة، حيث يجب مراعاة تقسيم نفس التوقيت بين الحاضرين في برنامج تلفزيوني مثلا...

-          الدقة:  ونعني بها نقل المعلومات للجمهور كما حدثت في الواقع دون تقديم تحليلات من شانها ان تغير معناها.

 كما ان الاعلام الحديث له ايضا عدة خصائص:

1- ياخذ الاعلام  اتجاه واحد  من فوق الى تحت خلافا للاتصال الذي يعتمد على خاصية التبادل لكن في الاعلام قل ما نجد عملية التبادل بحيث يفرق الاعلام بين مصدر الخبر والمستقبل له.فالصحفيون وغيرهم ممن يصنعون الحدث تكون لهم المبادرة للادلاء بالخبر وتلك هي مهمتهم الاساسية اما الذين يستقبلون الخبر فانهم لا يقومون بشيء سوى تلقي الخبر.

2- الاعلام  يصف الواقع فلايمكن ان يكون اعلام بدون وقائع بحيث لا يكون الخبر من الخيال ، فالخبر المبني على الخيال كذب ووهم غير ان نقل الخبر يثير الخيال فاذا كان من طرف المرسل فان ذلك قد يشوه الخبر ويزيفه اما اذا كان من المستقبل فان ذلك يدفعه لمزيد من الاكتشاف وهذا مااثار مسالة الموضوعية واوجب القاعدة الاعلامية " الخبر مقدس والتعليق حر".

3-  كلفة الخبر ضئيلة جدا فسعر الخبر رخيص وهو في متناول الجميع ، فثمن نسخة واحدة من الجريدة اليومية لا يكلف من ميزانية الشخص عبء كبيرا واجهزة الراديو والتلفزيون مع دوام استعمالها لا يمثل شراؤها عقبة كبيرة عند الجمهور، فرواج هذه الوسائل وتعددها جعل الخبر ينتشر بسرعة وهذا ماجعل صناعة الاعلام صناعة مربحة وبضاعتها سهلة المنال تتمثل في الخبر وقيمته الاقتصادية التي يحكمها ثلاث مقاييس :

أ‌-     الاحتمالية: وهي كون الخبر يصف حدثا او ينقل خبرا يحتمل ان يقع مثلا: انتشار وباء، انقلابات عسكرية، نشوب حروب.

ب‌-          الإصابة: وهي كون الخبر يصيب الهدف عند المتلقين.

ت‌-           التأثير: كون الخبر يؤثر في راي المستقبل ويزوده بالمعلومات الجديدة التي تجعله يتمكن من اتخاذ قرار في امر يهمه. فقيمة الخبر تعلو بقدر ما تنقل المعلومات الخاصة به،.

 

 في الختام و بعد ان تم شرح وتبيان الفروق بين الاعلام والاتصال نخلص ان مفهوم الاتصال ومفهوم الاعلام مفهوم واحد من وجهتين:  

1- اذا كان القصد هو نقل الخبر الى عدد كبير من الناس وهو مايسمى الاتصال بالجمهور.

2- عند استعمالنا لنفس الوسائل التقنية او الوسائط العصرية اذاعة تلفزيون... فالمقصود هو اتصال عن طريق اعلام.

3- يصبح الاعلام اتصالا عندما نقوم بمختلف المجهودات التي تمكننا من الحصول على رجع الصدى feed back