مكونات العملية الاتصالية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل لوسائل الاتصال -سنة أولى
Livre: مكونات العملية الاتصالية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 23 November 2024, 00:48

1. مقدمة

هناك مجموعة من العناصر التي لا يمكن أن تتم عملية الاتصال إلا بتوافرها وهي: المرسل أو القائم بالاتصال، الرسالة، الوسيلة، المستقبل أو المتلقي بالإضافة إلى عناصر أخرى لها تأثيرها في عملية الاتصال سنتطرق إليها أيضا.

2. عناصر الاتصال عند هارولد لاسويل

لقيام الاتصال لابد من توافر جملة من العوامل والشروط، وكذا العناصر الأساسية التي على أساسها يقوم الفعل الاتصالي، وتعرف هذه العناصر بالأسئلة الخمسة : أو النموذج الذي قدمه هارولد لاسويل عالم الاتصال الأمريكي عام 1948،  والذي أصبح أشهر نموذج يوضح العملية الاتصالية ومرجعا لعديد الكتاب والباحثين لشرح هذه المراحل . وفيما يلي الأسئلة التي طرحها لاسويل: من يقول؟ ماذا؟ لمن؟ بأي وسيلة؟ وبأي تأثير؟ والتي يقابلها باللغة الانجليزية:

Who ? say what ? to whom ? in which channel ? with what effect ?

هذا وقد اجتهد بعض الباحثين لإضافة عناصر أخرى المتمثلة في : بيئة الاتصال أو السياق الذي يتم فيه الاتصال . وفيما يلي عرض لهذه العناصر بالتفصيل : بعد توضيح المراحل التي تمر بها عملية التواصل وهي كالتالي:

- إدراك أو تصور الرسالة من طرف المرسل الذي يقرر إرسال معاني محددة لغيره بدافع مؤثر ما: (فكرة، مشاعر، موقف..إلخ)

- الترميز أو تحويل المعنى إلى رموز لغوية لفظية أو غير لفظية مناسبة للمضمون المراد توصيله.

- اختيار وسيلة أو وسائل الاتصال المناسبة لطبيعة الرسالة  والمستقبل

- استقبال الرسالة وفك رموزها بتحويلها إلى معان لفهمها  .

- الاستجابة أو الرد على الرسالة بعد استقبالها من قبل المستقبل.

- استقبال الرسالة وفك رموزها وتحويلها إلى معان لفهمها.

3. عناصر الاتصال عند باقي الباحثين

في هذا المسارِ، سنُحلّلُ كيف تتفاعلُ عناصر العملية الاتصالية مع بعضها البعضِ لتُنتجَ عمليةَ فعّالةٍ، وتتمثل في:

3.1. المرسل (المصدر، القائم بالاتصال)

وهو الطرف الذي يبدأ عملية الاتصال بطرف آخر بقصد إيصال معلومات إليه أو التأثير فيه، وهناك عوامل عدة تسهم بشكل أو بآخر في تزايد فعالية القائم بالاتصال ومدى تأثيره في إقناع الجمهور المتلقي، وتتمثل هذه العوامل في:

 المصداقية: تشير إلى صفة الثقة والوزن النفسي والنفوذ الروحي الذي يسيطر به على المتلقي.

-  اتجاهات المصدر: تؤثر اتجاهات المصدر نحو نفسه ونحو الموضوع ونحو الجمهور المستهدف على اتصاله بشكل مباشر وتفعيل دوره.

-    التشابه بين المصدر والجمهور المستهدف: يكون التشابه بين المرسل والمستقبل في أوجه عدة منها: التشابه في المعتقد، في الخلفية، في الجنس، في الشخصية ...الخ، ولكن ليس بالضرورة أن تؤدي كل هذه الأوجه إلى الإقناع، والتشابه أيضا يعني الانسجام والتفاهم والقرب والاقتناع.

-    الخبرة والموضوعية: فالرسالة الاتصالية التي تحمل الخبرة تزيد في سرعة تغيير اتجاه المستقبل، وإذا ما نسبت الرسالة الاتصالية إلى خبير فإن الناس يميلون إلى تصديقها.

ويجب أن ننوه أن المرسل يجب أن تتوفر فيه جملة من الخصائص حتى يكون مؤهلا للقيام بإرسال الرسالة:

1-     تقرير المعنى المراد إيصاله إلى الطرف الآخر.

2-     ترميز المعنى (وضعه في كلمات وإشارات ورموز).

3-     إرسال الرسالة.

4-     تصور لاستجابة المستقبل وكيفية تفاعله مع هذه الرسالة.

3.2. الرسالة

هي المعنى أو الفكرة أو المحتوى الذي ينقله المصدر إلى المستقبل، وتتضمن المعاني والأفكار والآراء التي تتعلق بموضوعات معينة، يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير منطوقة. وهي جملة المعلومات والأفكار المرسلة من طرف وجهة معينة إلى طرف آخر، وهي اتصال يقوم فيه المصدر بتحويل أفكاره ومشاعره إلى رسالة اتصالية على شكل كلمات أو إشارات، أي أنها عبارة عن تسلسل تعبيري منتج يعبر عن تواصل لغوي.

ویعرفها برنارد برلسون بأنها  كافة المعاني التي یتم التعبیر عنها في صورة رموز معینة لفظیة موسیقیة بصریة.... الخ. أما جورج جربنر فیعرفها بقوله: المضمون عبارة عن رسالة تعبر عن حدث ثقافي بطریقة واضحة.

ويجب أن تتسم الرسالة بمجموعة من الخصائص هي:

-          الدقة والوضوح.

-          اللغة السليمة الواضحة بعيدا عن التكلف.

-          الفائدة.

3.3. الوسيلة

وتعرف بأنها الأداة التي من خلالها أو بواسطتها تنقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل،  وتختلف الوسيلة باختلاف مستوى الاتصال باختلاف أنواعه وأشكاله، ومن أهم وسائل الاتصال المستخدمة:

- الوسائل الشفوية المباشرة: أي الكلام والحديث المباشر بين المرسل والمستقبل مثل المحاضرات، الاتصال المباشر.

- الوسائل المكتوبة: وتتمثل في الكتب، الصحف، المجلات، الدوريات، النشريات، الكتيبات، والوثائق الإدارية والتاريخية.

- الوسائل المسموعة والمرئية: وتتمثل في المذياع، التلفزيون، وتسمى الوسائل السمعية والوسائل السمعية البصرية.

- الوسائل الإلكترونية الحديثة: وتشتمل على المحطات الطرفية للحواسيب والناسخ والبريد الإلكتروني المتلفزة وكل القنوات الإلكترونية (الانترنيت).

وما تجدر الإشارة إليه، أن اختيار الوسيلة على مجموع من العوامل والشروط:

-          طبيعة الموضوع

-          الهدف.

-          طبيعة المستقبل (الفهم والإدراك).

-          الاستيعاب والتفاعل.

-          الوسيلة هي الرسالة the medium is the message عام 1967.

3.4. المستقبل (المتلقي، الجمهور المستهدف)

      ويقصد بالمستقبل في عملية الاتصال هو الشخص أو  مجموعة الأشخاص الذي يتلقى أو يستقبل محاولات التأثير الصادرة عن المرسل، وقد يتحول المستقبل إلى مرسل من خلال استقبال الرسالة وفك رموزها وتحويلها إلى معان والاستجابة لها. ويتوقف فهم الرسالة من قبل المتلقي على فك رموزها في ضوء الخبرات السابقة له ليكتشف المعنى المراد الإشارة إليه.

يعتبر المستقبل الهدف الأساسي والنهائي في عملية الاتصال، وتتعدد الجماهير كما تتعدد خصائصها (السن، النوع، الدخل، المهنة، المستوى الثقافي، نوع الخبرة ....)، وهكذا فلكل جمهور سمات خاصة به واحتياجات قد تكون مختلفة من جمهور لآخر.

3.5. رجع الصدى

يطلق على رجع الصدى العديد من التسميات والمصطلحات مثل رد الفعل، التغذية الراجعة والتغذية المرتدة، وهو شكل من أشكال الاستجابة والذي يكون في نهاية العملية الاتصالية أو نتيجة لها. ويمكن تقييمه بالمقارنة مع وضعية مثالية محددة مسبقا من طرف المصدر وهذا لضمان تعديل المصدر أو المرسل للرسائل من خلال تلك النتائج.

           كما يتخذ رد الفعل اتجاها عكسيا في عملية الاتصال وهو ينطلق من المستقبل إلى المرسل وذلك للتعبير عن موقف المتلقي من الرسالة ومدى فهمه لها واستجابته أو رفضه لمعناها وقد أصبح رد الفعل مهما في تقويم عملية الاتصال.

كما يعرف بأنه ردة الفعل التي تكون نتيجة تلقي الرسالة من طرف المستقبل ، سواء بالتأكيد على فهم الرسالة من عدمه بما يدفعه لإعادة بناء المعاني من جديد ، وقد يكون رجع الصدى مجسدا في:

-          الاستجابة الجسدية : من خلال الحركات التي يقوم بها المتلقي في حالة الاتصال المواجهي.

-          الاستجابة العقلية: من خلال تقرير إعادة بناء المعاني في حالة انتفاء الحضور بين المرسل والمستقبل.

3.6. بيئة الاتصال (السياق)

يعني الجو العام المتمثل في المحيط النفسي والمادي الذي يحدث فيه الاتصال، وتشمل البيئة المواقف والمشاعر والتصورات والعلاقات بين المتصلين وكذلك خصائص المكان مثل سعته، وألوانه ودرجة الحرارة فيه، (الخطابات الرسمية تحتاج لجو خاص، الحديث مع الوالدين له خصوصية ....).

3.7. التشويش

هو مفهوم يشمل كل ما يؤثر في كفاءة وفاعلية وصول الرسالة بشكل جيد إلى المستقبل وإدراكها، وقد تأتي هذه المؤثرات من المرسل أو من القناة أو الوسيلة وحتى من المستقبل أو من المحيط أو البيئة الخارجية. وهو أي عائق يحول دون مرور الاتصال و وصول الرسالة من المرسل إلى المتلقي.

 وهناك نوعان من التشويش، الأول ينجم  عن النقل عبر القناة أو الوسيلة و يسمى التشويش الميكانيكي أو تشويش القناة، و يشمل كل ما يسبب اضطرابا في سلامة و سريان النقل الطبيعي للرسالة الاتصالية، مثال: تداخل موجات الراديو و عدم وضوح الصوت أو الصورة في التلفزيون  و ثاني نوع هو التشويش الدلالي، أو تشويش في دلالات  اللفظية، وهذا النوع من التشویش یحدث نتیجة لعدم فهم الرسالة من قبل المتلقي حتى ولو تم نقل الرسالة بدقة فائقة. فقد یستخدم المرسل كلمات صعبة الفهم، أو جملا شدیدة التعقید بالنسبة للمتلقي، أي تخرج عن خبراته وقدرته، أو ما یسمیه المتخصصون (الإطار الدلالي) أو مجال الخبرة.

4. العوامل الواجب توفرها في أطراف العملية الاتصالية لنجاح الاتصال

      يمكن إجمال العوامل الواجب توافرها في أطراف العملية الاتصالية لنجاح الفعل الاتصالي في الجدول التالي: