مراحل تطور الاتصال
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مدخل لوسائل الاتصال -سنة أولى |
Livre: | مراحل تطور الاتصال |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Saturday 23 November 2024, 00:03 |
1. مقدمة
قد لخص الكاتبان میلفین دیلفر وساندرا بال روكیتش في كتابهما الموسوم ب: نظریات وسائل الإعلام والذي ترجمه إلى العربیة د كمال عبد الرؤوف مراحل تطور وسائل الاتصال والإعلام عندما كتبا قائلین : عندما نقرا الصحیفة آو نستمع إلى الراديو أو نذهب إلى السینما أو نشاهد التلفزیون فإننا نستمتع بما بذله الإنسان عبر ألاف السنین، وملایین المحاولات التي بذلها العلماء على مر العصور لكي یتصل الإنسان بأخیه الإنسان، وما نستمتع به الآن من وسائل الإعلام الحدیثة یمثل تطورا هائلا وغیر عادي في وسائل الاتصال التي بدأت بفن الإشارة والدق على الطبول وإشعال الدخان، وظلت تتطور حتى وصلت لما عليه أشكال الاتصال الحديثة.
2. السياق التاريخي لتطور الاتصال
يعدّ الاتصالُ ظاهرةً إنسانيةً أساسيةً ساهمتْ في نشأةِ الحضاراتِ وتطورها. فمنذُ فجرِ التاريخِ، سعى الإنسانُ إلى التواصلِ مع أفرادِ قبيلتهِ وجيرانهِ، مستخدمًا وسائلَ مختلف الوسائل والتقنيات مثلَ الإشاراتِ والأصواتِ والطابعة والإذاعة والتلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.....
وفيما يلي سنقدم عرضا لأهم مراحل تطور الاتصال:
2.1. المرحلة الأولى: عصر الإشارات والعلامات
لازمت ظاهرة الاتصال الإنسان منذ وجوده في تجمعات بشرية، فلا يمكن الحديث عن مجتمع أو تجمع بشري دون الحديث عن العملية الاتصالية، وقد خضعت هذه العملية الى عدة معايير من اجل معرفة تاريخها، ومراحل تطورها، والاحتمال الأرجح أن الإنسان البدائي مارس الاتصال من خلال أصوات كان قادرا على إصدارها من الناحية الجسمية والطبيعية مثل الهمهمة، الزمجرة، الصراخ ...الخ، إضافة إلى لغة الجسد التي تتمثل في إشارات الأيدي والأرجل وحركات أخرى.
2.2. المرحلة الثانية: عصر اللغة والتخاطب أو ما يعرف بالمرحلة الشفهية
ويطلق عليها المرحلة الشفهية الكلية آو مرحلة قبل التعلم وكانت وسيلة الاتصال الرئيسية فيها هي الكلمة المنطوقة والحاسة الأساسية هي السمع، أي أن الاتصال يتم مباشرة من الفم إلى الأذن مما دعم العلاقات الاجتماعية وتماسك المجتمع في وحدات قبلية مندمجة ، وكانت الإشاعة هي أول شكل من أشكال الإعلام والاتصال.
2.3. المرحلة الثالثة: عصر الكتابة
كان السومريون أول من اخترع طريقة الكتابة سميت بالطريقة السومرية واستطاعوا الكتابة على الطين اللين وذلك منذ حوالي 3600 سنة ق. م.
وقصة الكتابة هي قصة الانتقال من الكتابة التصويرية (الوصف التصويري) إلى نظم علم الصوتيات أو الكتابة على أساس النطق.
· الكتابة التصويرية: وهي الخطوة الأولى في تاريخ الكتابة عامة حيث ظهرت منذ حوالي ستة ألاف سنة في شكل نقوش معبرة عن معاني وتمثلت في صور بدائية مرسومة ومحفورة على الجدران والأسطح.
· الكتابة على أساس النطق: وقد طور السوماريون هذا النمط الذي يعتمد على رموز تعكس أصواتا أي كل رمز صغير يعبر عن صوت محدد.
ثم تطورت الكتابة حيث اخترع الفينيقيون الحروف الأبجدية أو الكتابة " الألفبائية" وربما قبلهم الشاميون في سوريا في الحقبة الواقعة 2000-1000 سنة ق. م ليكمل اليونانيون مسيرة تطوير الكتابة باختراعهم الأبجدية التي تشتمل على حروف متحركة وذلك في القرن الثامن الى القرن السادس ق.م.
وتعتبر الرسومات الدقيقة للحيوانات ومشاهد الصيد أقدم المحاولات لتسجيل المعلومات وكانت الأحجار أول وسيط يتم تسجيل المعلومات عليه، ومع مرور الزمن ظهرت الحاجة للحصول على مادة للكتابة تكون سهلة الحمل والاستعمال وقد اجتهد في هذا المصريون القدماء، واستخدموا ورق البردي الذي انتقل إلى اليونانيين والرمان ثم تمكن الصينيون من اختراع الورق ليصل للمسلمين بعد امتداد فتوحاتهم.
2.4. المرحلة الرابعة: عصر الطباعة
مثل اختراع الطابعة على يد يوحنا جوتنبرغ في منتصف القرن 15م أحد أهم منجزات الجنس البشري في كل العصور، حيث أحدثت الطباعة تغييراً مذهلاً إذ أصبح من الممكن نسخ المئات وربما آلاف النسخ من كتاب معين بقدر كبير من الدقة والسرعة. وكان أول ما طبع جوتنبرغ هو الإنجيل.
2.5. المرحلة الخامسة: عصر الاتصال الجماهيري
بدأ هذا العصر مع ظهور الصحافة الجماهيرية والتي بدأت بالتنافس في ما بينها للوصول والانتشار إلى أكبر مساحة في العالم مستفيدة من الإمكانيات التقنية التي ساعدتها على أن تكون لها أكثر من طبعة وفي أكثر من عاصمة ومدينة، إضافة إلى الاستفادة من الأقمار الصناعية والتقنية الرقمية في البث الفضائي مع وجود العديد من المحطات الفضائية.
وظهر في هذه المرحلة التلغراف والهاتف تم استخدمت الكاميرا في السينما ثم تلتها الإذاعة وبعدها التلفاز لتبدأ بعد ذلك أنظمة الاتصالات عبر القارات.
2.6. المرحلة السادسة: عصر الاتصال التفاعلي
ويطلق عليها المرحلة التفاعلية بدأت هذه المرحلة في منتصف الثمانينيات ومازالت مستمرة حتى الآن حيث استخدمت الأقمار الاصطناعية والألياف البصرية لنقل الإنباء والبيانات عبر الدول والقارات بطريقة فورية ويطلق على هذه التكنولوجيا السائدة بالتكنولوجيا الرقمية أو التكنولوجيا التفاعلية أو التكنولوجيا متعددة الوسائط، وظهر ما يعرف بالنشر المكتبي ثم الالكتروني كما توسع استخدام الانترنت والوسائط المتعددة.