تصنيفات نظرية علم اجتماع السكان

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: علـــــــــم اجتمــــــاع السكـــــــــــــــان
Livre: تصنيفات نظرية علم اجتماع السكان
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Sunday 30 June 2024, 16:22

Description

تجدون في هذا "الكتاب" كل ما يتعلق تصنيفات نظرية علم اجتماع السكان 

1. تصنيفات نظرية علم اجتماع السكان

المحاضرة (01): أهم النظريات في علم اجتماع السكان

تمهيد:

اختلفت الآراء بصدد الدراسات السكانية وتحديد مكانتها بين العلوم التي استطاعت أن تبلور ما انتهت إليه من نتائج وقضايا في صورة نظريات. إذ يذهب البعض إلى أن الدراسات السكانية وصلت بالفعل إلى مرحلة العلم بعد أن جمعت الحقائق ووضعت الفروض وحاولت أن تنظمها في صورة نظرية، بل أن بعض المشتغلين بالسكان قد توصلوا بالفعل إلى قوانين سكانية. ولكن يرى البعض الآخر أن الدراسات السكانية في الوقت الحاضر تفتقر إلى

النظرية، بينما تتميز بوفرة النتائج الجزئية بفضل الجهود المتتابعة التي أجريت في ميدانها لجمع هذه النتائج دون الاهتمام بصياغتها في بناء منسق من المعرفة يفسر على أساسه سلوك السكان، ويرجعون هذا النقص إلى التقدم الذي أحرزته الدراسات السكانية في ميدان البحوث الإمبيريقية وإلى انشغالها بتطوير مناهج متمايزة لجمع البيانات وتحليلها، من ناحية، وإلى ما يتميز به موضوع الدراسة السكانية وانتمائه إلى عدد من العلوم المتداخلة من ناحية أخرى.

والنظرية السكانية عموما عبارة عن مجموعة من القضايا المترابطة التي تقوم على أساس الملاحظة والتجريب، وتقدم تفسيرا لظاهرة ما من الظواهر السكانية، أو تنبؤا بعلاقات يمكن ملاحظتها والتحقق منها.

فهل تختلف نظرية علم اجتماع السكان في وضعها وطبيعتها عن النظريات في الدراسات السكانية الأخرى؟ وهل هناك محاولات لتصنيف نظرية علم اجتماع السكان؟ وما أبعاد كل نظرية منها؟

تصنيف نظرية علم اجتماع السكان:

تنطوي دراسة نظرية علم اجتماع السكان على محاولات متباينة لتصنيف هذه المجموعة من القضايا النظرية. ولما كانت كل محاولة منها تستند إلى معيار مختلف في تصنيف القضايا النظرية فمن المتوقع ألا نجد اتفاقا بين محاولات التصنيف هذه.

وعموما ترد محاولات تصنيف نظرية علم اجتماع السكان إلى ثلاث على النحو التالي:

v    المحاولة الأولى: وتقوم على تقسيم النظريات إلى نوعين: نظريات طبيعية، ونظريات اجتماعية.

أ- النظريات الطبيعية: سادلر ودويلدي وسبنسر وكواردوجيني: كانت القوانين التي توصلوا إليها في الغالب تنكر كل تدخل للإنسان وللقيم الإنسانية والاتجاهات في نمو السكان وتعتبره أمرا طبيعيا لا يمكن للإنسان أن يعوقه

ب- النظريات الاجتماعية: كارل ماركس وأرسين ديمون وكارسوندرز يدخلون ضمن هذا النوع من النظريات السكانية وهي التي يجمع بينها اعتقاد واحد مؤاده أن نمو السكان لا يرجع الى قانون طبيعي ثابت وإنما يرجع إلى الظروف الاجتماعية التي تحيط بأعضاء المجتمع وهذه الظروف تضم مجموعة من العوامل المختلفة التي يتحدد عددها وفقا للهيئات الاجتماعية المختلفة في المجتمع الإنساني.

v    المحاولة الثانية: وتتمثل في تلك المحاولات التي تصنف نظريات السكان على ضوء العوامل التي تؤثر في نمو السكان إلى نظريات بيولوجية ونظريات ثقافية اجتماعية ونظريات اقتصادية.

أ- النظريات البيولوجية: تذهب هذه النظريات إلى أن انخفاض الخصوبة الذي حدث في الدول المتقدمة يرجع بصفة أساسية إلى انخفاض القدرة البيولوجية على الإنجاب. غير أن أصحاب هذا الاتجاه اختلفوا فيما بينهم فيما يتعلق بالعوامل المؤثرة على هذه القدرة. حيث:

- سادلر يرى أن ارتفاع الكثافة السكانية يؤدي بطريقة طبيعية الى انخفاض القدرة على الانجاب

- سبنسر يشير الى أن تعقيد الحياة الاجتماعية والتنظيم الاجتماعي يتطلب من الانسان أن يبذل جهودا إضافية للمحافظة على حياته الذاتية وأن ذلك يؤدي إلى خفض قدرته على التوالد.

- العلامة الإيطالي كواردوجيني يعتقد أن لكل مجتمع دورة بيولوجية تؤثر على كثافة السكان وتنعكس عليها ففي المرحلة الأولى تكون الخصوبة مرتفعة في جميع الطبقات ثم تميل الى الانخفاض في الطبقات العليا مما يؤثر على الانجاب في جميع الطبقات.

ب- النظريات الاقتصادية: المحور الأساسي الذي تدور حوله هذه النظريات أن الزواج والإنجاب يتحددان وفقا للظروف الاقتصادية السائدة. ويرجع التفسير الاقتصادي للظواهر السكانية إلى عهد قديم، بل هو أول تفسير قدمه المفكرون لهذه الظاهرة. فقد اعتقد المفكرون التقليديون أن الظروف الاقتصادية هي التي تحدد معدلات الزواج والإنجاب، حيث:

- آدم سميث أعتقد أن الظروف الاقتصادية هي التي تحدد معدلات الزواج والانجاب

- كيناي عرف الحجم الأمثل للسكان في كتابه مبادئ الاقتصاد السياسي الذي نشر عام 1888 بأنه ذلك الذي يبلغ عنده الإنتاج أعلى مستوى مع افتراض ثبات مستوى المعرفة وسائر الظروف السائدة.

ج- النظريات الثقافية الاجتماعية: وهي مجموعة النظريات التي تعتمد على التفاعل الثقافي دون غيره، كتلك التي تحاول تفسير السلوك الإنجابي ومن ثم نمو السكان بالرجوع إلى النسق القيمي السائد في المجتمع، أو بالرجوع إلى مفهوم الثقافة التقليدية.

المحاولة الثالثة: وهي تلك المحاولة التي ترد نظريات السكان إلى مدخلين هما: المدخل المحافظ، والمدخل الراديكالي.

أ- نظريات المدخل المحافظ: سبنسر وسادلر وكارسوندرز وكنجزلي ديفز

تدخل نظرياتهم في إطار هذا المدخل النظري الذي يرى أن المجتمع يميل دائما نحو التوازن وأنه في مراحل التغير يختل هذا التوازن ولكن هناك قوى اجتماعية أو بيولوجية تعمل دائما على إعادة هذا التوازن مرة ثانية.

ب- المدخل الراديكالي: كارل ماركس وكونتز وريابوشكين وكوزلوف

يدخلون في إطار نظريات المدخل الراديكالي الذي يرى أنه إذا كانت العوامل المادية تلعب دورا رئيسيا في تحديد معدلات الخصوبة فإن الإطار الثقافي السائد في المجتمع والذي غالبا ما يكون انعكاسا لهذه الظروف يؤثر في بدوره في معدلات الخصوبة هذه وأن رفض هذه العوامل والإطار المرتبط بها ومحاولة تغييره إلى صورة أخرى هو الطريق المؤدي إلى تقليل معدلات الخصوبة والإنجاب.

ü   هذا وقد ظهرت نظريات عديدة ومتنوعة تناولت المسألة السكانية من جوانب عدة ومختلفة حيث قامت بتقديم اسهامات كبيرة لفهم مثل هذه الظاهرة.

1- نظرية انخفاض الوفيات: ومن أهم روادها (سميث ماي وهير)، عالجت هذه النظرية ظاهرة الخصوبة بالاعتماد على مفهوم انخفاض مستويات الوفيات والتي ترتب عليها زيادة الرغبة لدى الأزواج في الإبقاء على طفل واحد على الأقل حتى سن شيخوختهم واعتباره صمام أمان في حالة المرض أو الشيخوخة إضافة إلى اعتبارات اجتماعية اقتصادية ثقافية مختلفة.

2 - نظرية الوضع الاجتماعي: من أهم روادها (أرسين ديمون) ومن أهم أفكارها:

- أثناء الارتقاء يصبح الفرد أقل قدرة على التناسل.

- الخصوبة ترتفع في البلدان التي تكون فيها نظم الطبقات جامدة.

- زيادة السكان تتناسب عكسيا مع رغبة الفرد في الارتقاء الذاتي.

3- نظرية الكلفة في الخصوبة: أهم رواد هذه النظرية (ليبينستاين) ويمكن إجمال أهم مضامين هذه النظرية كما يلي:

-       أن الناس يتصرفون بحكمة وعقلانية بخصوص الانجاب.

-       أن الناس يطبقون حسابتهم الأولية بخصوص تحديد عدد الأولاد المرغوب فيهم وحسابات التكلفة الناجمة عن إنجاب الأطفال.

-        كما أشار ليبينستاين إلى المنافع المستمدة من طفل الإضافي كما يلي:

ü   منفعة نفسية الطفل الإضافي مصدر سرور لوالديه

ü   منفعة مادية (بعد إنجاب الأطفال في الأسرة عامل إنتاج).

4- نظرية ديفيز: اعتمدت على الشواهد من المجتمعات الغربية ومحاولة الوصول إلى قوانين وقضايا عامة تساعد على التنبؤ بها في مستقبل.

5- نظرية دور كايم: ربط حجم وكثافة السكان وبين تقسيم العمل الاجتماعي وتنوع المهن مما يساعد المجتمع إلى انتقال من حالة إلى حالة.

6 كتجزلي ديفز: أعطى اهتماما بالغا لموضوع السكان واختلف عن نظريات أخرى لتفسير التغير الاجتماعي وتغيرات السكانية بإرجاعها إلى عمل واحد، سواء كان اقتصاديا أو ثقافيا أنه أو بيولوجيا ويرى يوجد توازان بين عدد السكان والموارد المتاحة كما أعد مالتس.

 7- كارل ماركس: لم يكن لماركس مؤلف خاص لموضوع السكان وإنما نبعت نظرية في السكان من نظرية عامة التي ترى في النظام اشتراكي العلاج الوحيد لجميع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها الفرد وأنه من الممكن معالجة آثار سلبية المفترضة للكثافة السكانية من خلال إعادة التنظيم المجتمع وخاصة من خلال سيطرة الطبقة العاملة على وسائل الإنتاج.

8- نظرية كارسونز: عکس آراء مالتس يرى أن سكان تتزايد بمعدلات تتناسب مع موارد المجتمع وتركز فكرته على أن الانسان يحاول دائما أن يصل بحجمه إلى حد أمثل (أعلى، متوسط، أقصى عدد من السكان يسمح بمستوى معيشي، منفعة متوقعة خدمة الابن لوالديه عن شيخوختهم وفي حال عجزهم).

9 - نظرية التحول الديمغرافى (الانتقالية الديمغرافية): من أهم روادها (ويكس جون) وتسعى هذه النظرية إلى تفسير تجارب البلدان المصنعة خلال القرنين الماضيين من الزمن والتي انتقل فيها السكان من حالة النمو السريع إلى حالة النمو البطيء، كما يمكن تلخيص عملية التحول الديمغرافي في هذه المرحلة

·      مرحلة التوازن المرتفع: (تتميز بمعدلات خصوبة ووفاة مرتفعة مما يؤدي إلى نمو سكاني منخفض).

·      مرحلة التحول: (تتميز بانخفاض سريع في معدل الوفيات وارتفاع معد الخصوبة مما يؤدي إلى نمو سكاني مرتفع).

·       مرحلة التوازن المنخفض: تتميز بانخفاض الزيادة الطبيعية للسكان والناجمة عن انخفاض كل من معدلات الولادة والوفاة على حد سواء).

10- نظرية تركيب العائلة: من أهم روادها عالم الاجتماع (غوود)، وتنص هذه النظرية على أن التصنيع والتحضير يعملان على تدمير وتكسير نظام العائلة الممتدة (هي العائلة التي عادة ما يتم بداخلها صناعة أغلب القرارات ذات العلاقة بالأسرة وعناصرها) وهذا على خلاف ما يجري في العائلة النووية المستقلة (وهي العائلة التي تصنع عادة قرارتها من قبل الزوجين نفسهما سواء قبل الزواج أو بعده).

 11- نظرية اتجاه تدفق الثروة:

 من أهم روادها (كالدويل) وتعتبر هذه النظرية من أهم النظريات التي تناولت الطلب على إنجاب الأطفال.

§      ترى هذه النظرية أن ارتفاع الخصوبة يكون في المجتمعات النامية حيث ينتشر نظام العائلة الممتدة وسيطرة كبار السن على موارد الأسرة مما يؤدي إلى تدفق الثروة المكونة من جيل الأنباء إلى جيل الآباء.

§       وترى أن انخفاض الخصوبة يكون في المجتمعات الحديثة حيث تتقلص العلاقات الأسرية البيولوجية وتتراجع سلطة الكبار ويتحول نظام الإنتاج الاقتصادي من نظام عائلي إلى نظام السوق، مما يؤدي إلى تدفق الثروة المكونة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء.

12- نظرية كاين: وهي نظرية ذات صيغ ديموغرافية اجتماعية واضحة ركزت على تناول " مفهوم الطلب على الأطفال"، وقد أسس هذه نظرية (كاين) عبر عدة دراسات، وبصورة عامة، فقد ركزت النظرية على قيمة الأولاد كمصدر ضمان وحماية للأهل في البلدان النامية كما اعتبر كاين أن المرأة في هذه الدول وباعتمادها على الرجل خاصة في الميدان الاقتصادي يجعلها أكثر عرضة للخطر في حال الترمل او الطلاق أو مرض الزوج وهذا ما يعزز رغبتها في إنجاب الأولاد بغية تأمين العدد الكافي منهم كضمان بوجه المخاطر المفترضة والتي يمكن أن تمر بها مستقبلا... كما رأى أن العائلة الممتدة تشكل مصدر حماية في حالات الخطر والشيخوخة.

13- نظرية ديفيز وبلاك (المتغيرات الوسطية):

يمكن القول أن هاذين العالمين قدما إطارا تحليليا وافيا بينا فيه أن كافة المتغيرات الاجتماعية أو الاقتصادية تؤثر على مستويات الخصوبة من خلال مجموعة من عوامل سمياها بـ(المتغيرات الوسطية للخصوبة وضمناها في إطار احتوى مجموعة من المتغيرات التي يمكن أن تؤثر في الخصوبة أو تبين الأسباب المباشرة التي تعمل على رفع مستوياتها أو حتى خفضها، كما أشارا إلى أن هذه المتغيرات موجودة في كافة المجتمعات كما تتأثر بمتغيرات أخرى ذات صيغ اجتماعية أو اقتصادية مختلفة.

 14- نظرية جون بونقارتز: يبين الديمغرافي (جون بونقارتز) أن دراسة مستوى خصوبة السكان وتفسيراته تتطلب العمل على القياس المباشر للعوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في الخصوبة، كما ذكر أن العوامل التي تؤثر في الخصوبة ومستوياتها تمر عادة عبر العوامل البيولوجية والسلوكية وهي ما دعاها بـ (المتغيرات التقريبية للخصوبة).

2. تصنيفات نظرية علم اجتماع السكان

المحاضرة (01): أهم النظريات في علم اجتماع السكان

تمهيد:

اختلفت الآراء بصدد الدراسات السكانية وتحديد مكانتها بين العلوم التي استطاعت أن تبلور ما انتهت إليه من نتائج وقضايا في صورة نظريات. إذ يذهب البعض إلى أن الدراسات السكانية وصلت بالفعل إلى مرحلة العلم بعد أن جمعت الحقائق ووضعت الفروض وحاولت أن تنظمها في صورة نظرية، بل أن بعض المشتغلين بالسكان قد توصلوا بالفعل إلى قوانين سكانية. ولكن يرى البعض الآخر أن الدراسات السكانية في الوقت الحاضر تفتقر إلى

النظرية، بينما تتميز بوفرة النتائج الجزئية بفضل الجهود المتتابعة التي أجريت في ميدانها لجمع هذه النتائج دون الاهتمام بصياغتها في بناء منسق من المعرفة يفسر على أساسه سلوك السكان، ويرجعون هذا النقص إلى التقدم الذي أحرزته الدراسات السكانية في ميدان البحوث الإمبيريقية وإلى انشغالها بتطوير مناهج متمايزة لجمع البيانات وتحليلها، من ناحية، وإلى ما يتميز به موضوع الدراسة السكانية وانتمائه إلى عدد من العلوم المتداخلة من ناحية أخرى.

والنظرية السكانية عموما عبارة عن مجموعة من القضايا المترابطة التي تقوم على أساس الملاحظة والتجريب، وتقدم تفسيرا لظاهرة ما من الظواهر السكانية، أو تنبؤا بعلاقات يمكن ملاحظتها والتحقق منها.

فهل تختلف نظرية علم اجتماع السكان في وضعها وطبيعتها عن النظريات في الدراسات السكانية الأخرى؟ وهل هناك محاولات لتصنيف نظرية علم اجتماع السكان؟ وما أبعاد كل نظرية منها؟

تصنيف نظرية علم اجتماع السكان:

تنطوي دراسة نظرية علم اجتماع السكان على محاولات متباينة لتصنيف هذه المجموعة من القضايا النظرية. ولما كانت كل محاولة منها تستند إلى معيار مختلف في تصنيف القضايا النظرية فمن المتوقع ألا نجد اتفاقا بين محاولات التصنيف هذه.

وعموما ترد محاولات تصنيف نظرية علم اجتماع السكان إلى ثلاث على النحو التالي:

v    المحاولة الأولى: وتقوم على تقسيم النظريات إلى نوعين: نظريات طبيعية، ونظريات اجتماعية.

أ- النظريات الطبيعية: سادلر ودويلدي وسبنسر وكواردوجيني: كانت القوانين التي توصلوا إليها في الغالب تنكر كل تدخل للإنسان وللقيم الإنسانية والاتجاهات في نمو السكان وتعتبره أمرا طبيعيا لا يمكن للإنسان أن يعوقه

ب- النظريات الاجتماعية: كارل ماركس وأرسين ديمون وكارسوندرز يدخلون ضمن هذا النوع من النظريات السكانية وهي التي يجمع بينها اعتقاد واحد مؤاده أن نمو السكان لا يرجع الى قانون طبيعي ثابت وإنما يرجع إلى الظروف الاجتماعية التي تحيط بأعضاء المجتمع وهذه الظروف تضم مجموعة من العوامل المختلفة التي يتحدد عددها وفقا للهيئات الاجتماعية المختلفة في المجتمع الإنساني.

v    المحاولة الثانية: وتتمثل في تلك المحاولات التي تصنف نظريات السكان على ضوء العوامل التي تؤثر في نمو السكان إلى نظريات بيولوجية ونظريات ثقافية اجتماعية ونظريات اقتصادية.

أ- النظريات البيولوجية: تذهب هذه النظريات إلى أن انخفاض الخصوبة الذي حدث في الدول المتقدمة يرجع بصفة أساسية إلى انخفاض القدرة البيولوجية على الإنجاب. غير أن أصحاب هذا الاتجاه اختلفوا فيما بينهم فيما يتعلق بالعوامل المؤثرة على هذه القدرة. حيث:

- سادلر يرى أن ارتفاع الكثافة السكانية يؤدي بطريقة طبيعية الى انخفاض القدرة على الانجاب

- سبنسر يشير الى أن تعقيد الحياة الاجتماعية والتنظيم الاجتماعي يتطلب من الانسان أن يبذل جهودا إضافية للمحافظة على حياته الذاتية وأن ذلك يؤدي إلى خفض قدرته على التوالد.

- العلامة الإيطالي كواردوجيني يعتقد أن لكل مجتمع دورة بيولوجية تؤثر على كثافة السكان وتنعكس عليها ففي المرحلة الأولى تكون الخصوبة مرتفعة في جميع الطبقات ثم تميل الى الانخفاض في الطبقات العليا مما يؤثر على الانجاب في جميع الطبقات.

ب- النظريات الاقتصادية: المحور الأساسي الذي تدور حوله هذه النظريات أن الزواج والإنجاب يتحددان وفقا للظروف الاقتصادية السائدة. ويرجع التفسير الاقتصادي للظواهر السكانية إلى عهد قديم، بل هو أول تفسير قدمه المفكرون لهذه الظاهرة. فقد اعتقد المفكرون التقليديون أن الظروف الاقتصادية هي التي تحدد معدلات الزواج والإنجاب، حيث:

- آدم سميث أعتقد أن الظروف الاقتصادية هي التي تحدد معدلات الزواج والانجاب

- كيناي عرف الحجم الأمثل للسكان في كتابه مبادئ الاقتصاد السياسي الذي نشر عام 1888 بأنه ذلك الذي يبلغ عنده الإنتاج أعلى مستوى مع افتراض ثبات مستوى المعرفة وسائر الظروف السائدة.

ج- النظريات الثقافية الاجتماعية: وهي مجموعة النظريات التي تعتمد على التفاعل الثقافي دون غيره، كتلك التي تحاول تفسير السلوك الإنجابي ومن ثم نمو السكان بالرجوع إلى النسق القيمي السائد في المجتمع، أو بالرجوع إلى مفهوم الثقافة التقليدية.

المحاولة الثالثة: وهي تلك المحاولة التي ترد نظريات السكان إلى مدخلين هما: المدخل المحافظ، والمدخل الراديكالي.

أ- نظريات المدخل المحافظ: سبنسر وسادلر وكارسوندرز وكنجزلي ديفز

تدخل نظرياتهم في إطار هذا المدخل النظري الذي يرى أن المجتمع يميل دائما نحو التوازن وأنه في مراحل التغير يختل هذا التوازن ولكن هناك قوى اجتماعية أو بيولوجية تعمل دائما على إعادة هذا التوازن مرة ثانية.

ب- المدخل الراديكالي: كارل ماركس وكونتز وريابوشكين وكوزلوف

يدخلون في إطار نظريات المدخل الراديكالي الذي يرى أنه إذا كانت العوامل المادية تلعب دورا رئيسيا في تحديد معدلات الخصوبة فإن الإطار الثقافي السائد في المجتمع والذي غالبا ما يكون انعكاسا لهذه الظروف يؤثر في بدوره في معدلات الخصوبة هذه وأن رفض هذه العوامل والإطار المرتبط بها ومحاولة تغييره إلى صورة أخرى هو الطريق المؤدي إلى تقليل معدلات الخصوبة والإنجاب.

ü   هذا وقد ظهرت نظريات عديدة ومتنوعة تناولت المسألة السكانية من جوانب عدة ومختلفة حيث قامت بتقديم اسهامات كبيرة لفهم مثل هذه الظاهرة.

1- نظرية انخفاض الوفيات: ومن أهم روادها (سميث ماي وهير)، عالجت هذه النظرية ظاهرة الخصوبة بالاعتماد على مفهوم انخفاض مستويات الوفيات والتي ترتب عليها زيادة الرغبة لدى الأزواج في الإبقاء على طفل واحد على الأقل حتى سن شيخوختهم واعتباره صمام أمان في حالة المرض أو الشيخوخة إضافة إلى اعتبارات اجتماعية اقتصادية ثقافية مختلفة.

2 - نظرية الوضع الاجتماعي: من أهم روادها (أرسين ديمون) ومن أهم أفكارها:

- أثناء الارتقاء يصبح الفرد أقل قدرة على التناسل.

- الخصوبة ترتفع في البلدان التي تكون فيها نظم الطبقات جامدة.

- زيادة السكان تتناسب عكسيا مع رغبة الفرد في الارتقاء الذاتي.

3- نظرية الكلفة في الخصوبة: أهم رواد هذه النظرية (ليبينستاين) ويمكن إجمال أهم مضامين هذه النظرية كما يلي:

-       أن الناس يتصرفون بحكمة وعقلانية بخصوص الانجاب.

-       أن الناس يطبقون حسابتهم الأولية بخصوص تحديد عدد الأولاد المرغوب فيهم وحسابات التكلفة الناجمة عن إنجاب الأطفال.

-        كما أشار ليبينستاين إلى المنافع المستمدة من طفل الإضافي كما يلي:

ü   منفعة نفسية الطفل الإضافي مصدر سرور لوالديه

ü   منفعة مادية (بعد إنجاب الأطفال في الأسرة عامل إنتاج).

4- نظرية ديفيز: اعتمدت على الشواهد من المجتمعات الغربية ومحاولة الوصول إلى قوانين وقضايا عامة تساعد على التنبؤ بها في مستقبل.

5- نظرية دور كايم: ربط حجم وكثافة السكان وبين تقسيم العمل الاجتماعي وتنوع المهن مما يساعد المجتمع إلى انتقال من حالة إلى حالة.

6 كتجزلي ديفز: أعطى اهتماما بالغا لموضوع السكان واختلف عن نظريات أخرى لتفسير التغير الاجتماعي وتغيرات السكانية بإرجاعها إلى عمل واحد، سواء كان اقتصاديا أو ثقافيا أنه أو بيولوجيا ويرى يوجد توازان بين عدد السكان والموارد المتاحة كما أعد مالتس.

 7- كارل ماركس: لم يكن لماركس مؤلف خاص لموضوع السكان وإنما نبعت نظرية في السكان من نظرية عامة التي ترى في النظام اشتراكي العلاج الوحيد لجميع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها الفرد وأنه من الممكن معالجة آثار سلبية المفترضة للكثافة السكانية من خلال إعادة التنظيم المجتمع وخاصة من خلال سيطرة الطبقة العاملة على وسائل الإنتاج.

8- نظرية كارسونز: عکس آراء مالتس يرى أن سكان تتزايد بمعدلات تتناسب مع موارد المجتمع وتركز فكرته على أن الانسان يحاول دائما أن يصل بحجمه إلى حد أمثل (أعلى، متوسط، أقصى عدد من السكان يسمح بمستوى معيشي، منفعة متوقعة خدمة الابن لوالديه عن شيخوختهم وفي حال عجزهم).

9 - نظرية التحول الديمغرافى (الانتقالية الديمغرافية): من أهم روادها (ويكس جون) وتسعى هذه النظرية إلى تفسير تجارب البلدان المصنعة خلال القرنين الماضيين من الزمن والتي انتقل فيها السكان من حالة النمو السريع إلى حالة النمو البطيء، كما يمكن تلخيص عملية التحول الديمغرافي في هذه المرحلة

·      مرحلة التوازن المرتفع: (تتميز بمعدلات خصوبة ووفاة مرتفعة مما يؤدي إلى نمو سكاني منخفض).

·      مرحلة التحول: (تتميز بانخفاض سريع في معدل الوفيات وارتفاع معد الخصوبة مما يؤدي إلى نمو سكاني مرتفع).

·       مرحلة التوازن المنخفض: تتميز بانخفاض الزيادة الطبيعية للسكان والناجمة عن انخفاض كل من معدلات الولادة والوفاة على حد سواء).

10- نظرية تركيب العائلة: من أهم روادها عالم الاجتماع (غوود)، وتنص هذه النظرية على أن التصنيع والتحضير يعملان على تدمير وتكسير نظام العائلة الممتدة (هي العائلة التي عادة ما يتم بداخلها صناعة أغلب القرارات ذات العلاقة بالأسرة وعناصرها) وهذا على خلاف ما يجري في العائلة النووية المستقلة (وهي العائلة التي تصنع عادة قرارتها من قبل الزوجين نفسهما سواء قبل الزواج أو بعده).

 11- نظرية اتجاه تدفق الثروة:

 من أهم روادها (كالدويل) وتعتبر هذه النظرية من أهم النظريات التي تناولت الطلب على إنجاب الأطفال.

§      ترى هذه النظرية أن ارتفاع الخصوبة يكون في المجتمعات النامية حيث ينتشر نظام العائلة الممتدة وسيطرة كبار السن على موارد الأسرة مما يؤدي إلى تدفق الثروة المكونة من جيل الأنباء إلى جيل الآباء.

§       وترى أن انخفاض الخصوبة يكون في المجتمعات الحديثة حيث تتقلص العلاقات الأسرية البيولوجية وتتراجع سلطة الكبار ويتحول نظام الإنتاج الاقتصادي من نظام عائلي إلى نظام السوق، مما يؤدي إلى تدفق الثروة المكونة من جيل الآباء إلى جيل الأبناء.

12- نظرية كاين: وهي نظرية ذات صيغ ديموغرافية اجتماعية واضحة ركزت على تناول " مفهوم الطلب على الأطفال"، وقد أسس هذه نظرية (كاين) عبر عدة دراسات، وبصورة عامة، فقد ركزت النظرية على قيمة الأولاد كمصدر ضمان وحماية للأهل في البلدان النامية كما اعتبر كاين أن المرأة في هذه الدول وباعتمادها على الرجل خاصة في الميدان الاقتصادي يجعلها أكثر عرضة للخطر في حال الترمل او الطلاق أو مرض الزوج وهذا ما يعزز رغبتها في إنجاب الأولاد بغية تأمين العدد الكافي منهم كضمان بوجه المخاطر المفترضة والتي يمكن أن تمر بها مستقبلا... كما رأى أن العائلة الممتدة تشكل مصدر حماية في حالات الخطر والشيخوخة.

13- نظرية ديفيز وبلاك (المتغيرات الوسطية):

يمكن القول أن هاذين العالمين قدما إطارا تحليليا وافيا بينا فيه أن كافة المتغيرات الاجتماعية أو الاقتصادية تؤثر على مستويات الخصوبة من خلال مجموعة من عوامل سمياها بـ(المتغيرات الوسطية للخصوبة وضمناها في إطار احتوى مجموعة من المتغيرات التي يمكن أن تؤثر في الخصوبة أو تبين الأسباب المباشرة التي تعمل على رفع مستوياتها أو حتى خفضها، كما أشارا إلى أن هذه المتغيرات موجودة في كافة المجتمعات كما تتأثر بمتغيرات أخرى ذات صيغ اجتماعية أو اقتصادية مختلفة.

 14- نظرية جون بونقارتز: يبين الديمغرافي (جون بونقارتز) أن دراسة مستوى خصوبة السكان وتفسيراته تتطلب العمل على القياس المباشر للعوامل الاقتصادية والاجتماعية المؤثرة في الخصوبة، كما ذكر أن العوامل التي تؤثر في الخصوبة ومستوياتها تمر عادة عبر العوامل البيولوجية والسلوكية وهي ما دعاها بـ (المتغيرات التقريبية للخصوبة).