مخطط الموضوع

  • المحاضرة الأولى :مدخل للمشكلة الإجتماعية والمفاهيم المرتبطة بها

  • المحاضرة الثانية: أسباب ظهور المشكلات الإجتماعية وخصائصها

  • المحاضرة الثالثة: قياس وجود مشكلة إجتماعية

    توجد عدة إتجاهات في تصنيف  وقياس مدى وجود مشكلة إجتماعية  نذكرها كما  يلي:

    الأتجاه الأول : لكي توجد مشكلة إجتماعية لا بد من توافر  عنصرين أساسيين:

    أ‌-   الشرط الموضوعي:

    وهو وجود ظرف موضوعي " جريمة ، تسول ، عنصرية، فقر"  يمكن قياسه أو حسابه أو تقديره ، وتحديد الأضرار  التي تقع على الأفراد  سوءا ماليا أو جسديا  أو نفسيا  عن طريق الملاحظين الإجتماعيين  والعلماء أو الباحثين  أو الخبراء  ويحاول هؤولاء العلماء  البحث عن المشكلات الإجتماعية  وأسبابها  وربطها  بالعالم الخارجي  إذ لا بد من توفر ظرف موضوعي  بالحكم  والمقدار  الذي يمكن ملاحظته  وقياسه وتحديد  الضرر  والأذى النفسي  والإجتماعي بواسطة مجموعة من المقاييس  والمؤشرات"  الإحباط، مقياس  الكذب،  مقياس القلق، إحتمالية  العودة للجريمة" وذلك بالإعتماد على البحث الإجتماعي العلمي

    ب‌-   الشرط الذاتي ' المشاعر" : يجب أن يكون هناك تعريفا ذاتيا من خلال بعض أعضاء المجتمع  بأن هذا الظرف الموضوعي  يعد بمثابة مشكلة إجتماعية ، بمعنى أن يكون لدى أفراد المجتمع، وعي كامل بأن ما يتعرضون له يمثل مشكلة إجتماعية ، وبذلك فإن مفهوم المشكلات الإجتماعية وطبيعتها  تتحدد من خلال الوجود الواقعي  الموضوعي ، والوجود التصوري الذاتي

    ت‌-   الإتجاه الثاني:  يحدد المشكلة من خلال مستوياتها ودرجاتها المختلفة  وتشمل

    مشاكل من الدرجة الاولى:  وهي اساس المشكلات  وتسهم في إنتاج مشكلات إجتماعية أخرى، وتؤثر بصورة قوية في الظروف الإجتماعية  المحيطة بها  ولها نتائج متعددة ومؤثرة  في المجتمع،  الفقر الحرب العنصرية

    مشاكل من الدرجة الثانية:  وتتمثل في الظروف والنتائج الضارة  التي تنتج بصفة اساسية  عن المشاكل الإجتماعية المؤثرة  من الدرجة الاولى

    مشاكل من الدرجة الثالثة:  وهي تنشأ من المشكلات من الدرجة الثانية  وتلحق ضرار بالفرد والمجتمع

    ث‌-   الاتجاه الثالث: يحدد المشكلة في ضوء ثلاث شروط

    المشكلة ذات جذور إجتماعية : حيث تنشأ مشكلات إج من خلل يصيب البناء الإجتماعي للمجتمع وكيفية تغييره وكيفية  تأثيره على الأفراد  والفئات الإجتماعية  مثلا قد تساهم التغيرات التكنولوجية  والإختراعات الحديثة  والتغيرات السريعة  في تنظيم المجتمع  في حدوث المشكلات الإجتماعية

    مدى تأثير المشكلة الإجتماعية  وأهميتها: إذ لا بد أن يتأثر  بها عدد كبير  من أفراد  المجتمع  وكلما  مست المشكلة  أفراد ذو أهمية ومنزلة  ومكانة في المجتمع  كلما لاقت أهمية  عند المسؤولين  والقائمين على شؤون المجتمع

    المشكلة الإجتماعية ذات حلول إجتماعية :  المشاكل التي تحدث بدون فعل  إجتماعي  قد لا يوجد لها حل  أما المشكلات الإجتماعية  التي تحدث في بيئة إجتماعية  نتيجة خلل إجتماعي  فيمكن أن تكون هناك حلول  ذات طابع إجتماعي مثل الطلاق ، المخذرات، فإنها مشكلات من طبيعة إجتماعية  

  • المحاضرة الرابعة: أنواع المشكلات الإجتماعية

         

    ان للمشكلة الإجتماعية مصادر متعددة  فقد تكون طبيعية كالزلازل  والبراكين  وتتحول لجتماعية  عندما تمس المواقف  الاجتماعية  لمواجهة

    اضرارها  والتصدي لها  فالمشكلة الاجتماعية  تظهر في تفكير الناس  وتأخذ  طابعا إجتماعيا  يؤدي إلى التضامن  والتكاثف  لمواجهة المشاكل الطبيعية  وقد قسم  بعض الإجتماعيين  هذه المشكلات إلى :

    1-     مشكلات اساسية :  وهي تتعلق بعدم كفاية  الخدمات الموفرة  في المجتمع  لاشباع  حاجات الافراد  مثل نقص المدارس ونقص  المراكز  الصحية

    2-     مشكلات تنظيمية:  تتعلق المشكلة هنا  بسوء توزيع الخدمات  وليس بنقصها  حيث تتركز اغلب الخدمات  في مناطق دون مناطق اخرى وتهمل حاجة الافراد  وتكاثفهم السكاني

    3-     مشكلات مرضية:  تتولد هذه المشكلة عندما يهمش  دور المانع  سواءا المانع الديني او الاجتماعي  او الايديولوجي ، حيث تستمر العمليات المرضية  والمشكلات مثل السرقة  التسول التشرد البغاء ,,,,,,,

    4-     مشكلات مجتمعية:  أمثلة هذه المشكلات سوء العلاقات بين الجماعات المختلفة  في المجتمع   وعدم اهتمام المواطنين بمشكلاتهم  وترك امر هذه المشكلات للظروف

    وقد حدد كلير  دراك clair  drak انواع المشكلات  وهي :

    أ‌-        مشكلات  تتضمن اهتماما  متزايدا مثل البطالة

    ب‌-   مشكلات تتضمن  مجال اهتمام  واسع المدى تنبثق من خلال  وسائل الاتصالات  كإنحراف الأحداث

    ت‌-   مشكلات  تتضمن إهتمام جماعات إٌتصادية خاصة

    ث‌-   مشكلات تتضمن إهتمام جماعات  صغيرة ذات أهداف إنسانية ، كما تتضمن أنشطة جماعات الصفوة  المختارة  الذين تصل إليهم  المعلومات  عن طريق مراكزهم  الإجتماعية

     وهناك  من يصنف  المشكلات الاجتماعية  إلى صنفين كبيرين  يسمى  الاول  بالتفكك الإجتماعي  والثاني بالسلوك المنحرف ، يشير الأول  للخلل  في النظام الإجتماعي  والثاني لإنحراف السلوك  عن المعايير  والقواعد  

    وقد حدد روبرت  ميرتون  وروبرت تسات في مؤلفها  المشكلات  الإجتماعية  المعاصرة انواع  المشكلات  الإجتماعية في المجتمع الصناعي  وعرضا عددا منها  يتمثل في انحراف الاحداث  الجريمة المنظمة  المخذرات  الضعف العقلي  ادمان  الخمور  الإنتحار ، زيادة السكان،  الإنحرافات  الجنسية،  العلاقات المعنصرية،  والتفكك الأسري،  والعمل  والصراع الحضري، والفقر  ومشكلات الشباب  والعنف

    مراحل معالجة  المشكلة الإجتماعية:

    تصنف إلى عدة مستويات  او درجات  حيث يذهب  mamis   الى تحديد ثلاث درجات للمشكلة الإجتماعية :

    مشاكل من الدرجة الأولى:  هي تلك  المشاكل التي تؤثر بصورة قوية  في الظروف الإجتماعية  المحيطة بها ، وهي ذات نتائج متعددة  ومؤثرة  في المجتمع  ومن أمثلتها  الحرب ، التمييز العنصري، الفقر

    مشاكل من الدرجة الثانية:  تتمثل في الظروف والنتائج الضارة  التي تنتج بصفة اساسية  عن المشاكل الإجتماعية المؤثرة   من الدرجة الأولى  والتي يتولد عنها مشاكل اضافية اخرى  مثل سوء التغذية الناتج عن الفقر

    مشاكل من الدرجة الثالثة:  وهي تلك الظروف الضارة  التي تعد نتاجا للمشاكل الإجتماعية  من الدرجة الأولى  مثل البطالة  بسبب التفرقة العنصرية  ويمكن تلخيصها حسب المخطط التالي:

     

     

    كما صنف  إنجلز  المشكلات  المتكررة التي تواجه أي مجتمع إلى  ثلاث مجموعات  أساسية :

    يتعلق كل منها بنمط معين من أنماط التكيف  مع الحياة الإجتماعية  تتمثل في:

    المجموعة الأولى:  من المشكلات المتكررة  التي تواجه المجتمع وهي المشكلات الناجمة عن التكيف  مع البيئة الخارجية  للطبيعة الإنسانية  مثل نقص وسائل الترفيه والهجرة

    المجموعة الثانية : تتعلق بإشباع الإحتياجات  الإنسانية الفردية  لأعضاء المجتمع مثل  قلة دخل الاسرة، فرص  العمل المحدودة،  التخلف المدرسي

    المجموعة الثالثة: يتحتم على كل مجتمع  مواجهتها والعمل على حلها ، وهي مشكلات الوحدات الاساسية للتنظيم مثل سوء التغذية ، وقلة الوعي الصحي، وتلوث  الماء

  • المحاضرة الخامسة: أساليب البحث في دراسة المشكلات الإجتماعية ومستوياتها

    يعتقد الكثير من الناس أن المشكلات الإجتماعية  أن المشكلات الإجتماعية  لا يمكن دراستها بطريقة علمية  إلا أن جورج لندربورج  لخص الإتجاه  العلمي في ميدان  دراسة المشكلات الاجتماعية  على النحو التالي:

    -                 دراسة  السلوك الإنحرافي  في ضوء الموقف  الذي حدث فيه الانحراف ، وكذلك تقدير درجة  إفتقار المنحرف  إلى الحساسية  للقواعد والمعايير  والقيم المتبعة في المجتمع

    -                    تحديد القواعد والقيم والمعايير  والأعراف التي  يقاس على أساسها  السلوك الإنحراف " خروج الفرد عنها يعتبر إنحراف

    -                    تقدير الدرجة  التي يمتثل فيها المجتمع للقواعد  التي سوف تتخذ مقياسا  بمعنى مدى تمثل المجتمع لهذه المعايير

    -                     النظر الى المنحرف  على ان انحرافه  عن قاعدة  من قواعد السلوك الاجتماعي  لا يصحبه انحراف اخر  في السلوك  ويعتمد الباحثون على ثلاث اتجاهات علمية  هي :

    -                  :  ا1- الأسلوب التاريخي التتبعي: الذي يعتمد على تقصي الظاهرة  وتتبع خلفياتها  وسياقها التاريخي 

                        2- الأسلوب السوسيولوجي:  الذي يركز على دراسة المشكلات الاجتماعية  إنطلاقا من الوقوف على أثارها  في الواقع الإجتماعي  فعدم قدرة المجتمع على تنظيم العلاقات  بين الناس غالبا ما يتم تفسيره  في ضوء التفكك الاجتماعي  والمجتمع هو نظام  يعتمد على علاقات وقواعد  منظمة  للافراد  وقد تختل هذه العلاقات  فبظهر التفكك والصراع في المجتمع

    -                    3-الأسلوب السيكولوجي: الذي يركز على دراسة المشكلات الاجتماعية  انطلاقا من الوقوف  على اثارها في الواقع  الاجتماعي ، وتشكل النظريات السيكولوجية المتعلقة  بالمشاعر والأحاسيس  والإنفعالات جانبا  محوريا  للصورة السببية الكلية  في معظم المشكلات الاجتماعية  فهعي غالبا ما تساعد  على تفسير  ردود الفعل المتباينة  للظروف الإجتماعية  السائدة 

    - مستويات دراسة المشكلات الإجتماعية :

    -       يمكن دراسة  المشكلات الإجتماعية  من خلال مستويين:

    أ- المدخل العلاجي:

    -        وهو مستوى  يهدف للقضاء  على مشكلات قائمة  بالفعل  ويعاني منها السكان  وإذا لم يستطع  القضاء  على المشكلات  تماما  أو نهائيا  فهو على الأقل يحاول  التخفيف منها  قدر المستطاع ، وهذا هو المستوى الشائع  بين معظم المجتمعات  حيث يبدأ الإهتمام بالمشكلة  بعد أن تظهر فعلا  وتتضح مظاهرها  أي انه يتعامل مع الأعراض والنتائج  دون الحاجة للرجوع للمسببات

    -       ب- المدخل  الوقائي :

    -          هو الذي يتوقع فيه المسؤولون  عن المجتمع  حدوث المشكلات  نتيجة لعلمهم بأسبابها  مقدما، وبالظروف التي تؤدي إليها  ومن ثمة يبدؤون بإتخاذ العدة  لذلك  قبل وقوع المشكلة  وتكون النتيجة السلمية هي  قلة الخسائر  ويعتمد  على نتائج العلوم الأخرى  وعلة معطياتها  مثل علم النفس  علم الاجتماع  علم الاحصاء ، الخدمة الإجتماعية والتربية

    -        يمكن القول  أن المستويين العلاجي  والوقائي  يمكن أيسيرا  جنب إلى جنب  في  نفس  الوقت  الذي تكون فيه الامور  للإعداد للوقاية  من تكرارها أو زيادتها  وإستفحال أمرها

  • المحاضرة السادسة: مراحل معالجة المشكلة الإجتماعية

    مراحل معالجة المشكلة الإجتماعية:

          لا تظهر  المشكلة  في المجتمع فجأة  وإنما يتم ظهورها بالتدريج  حتى تعمل  في وقت معينة  إلى مرحلة   يحس  بها  جميع أفراد المجتمع وبالتالي يتعين مواجهتها  ولهذا تمر معالجة المشكلة الإجتماعية  بالمراحل التالية:

    1-         الوعي بالمشكلة:  ويعنى أن تكون للمشكلة الإجتماعية  صفة العمومية  ولها طبيعة  الإستمرار، فالمشكلة المحلية أو التي تتصل بأفراد لهم ظروف خاصة  لا ترقى  في نظر علم الإجتماع  إلى مرتبة تستحق  الدراسة.

    2-         وصف  الصعوبات:  وإذا تم التأكد من عمومية المشكلة  بدأ التفكير في مواجهتها والقضاء عليها  وهذا يفترض دراسة العوامل التي أدت إليها  وفي نفس الوقت إدراك الصعوبات  التي تترتب  عليها في الواقع الاجتماعي  لبيان نواحيها المختلفة  المرتبطة بنواحي أخرى  ويكون إدراك الصعوبات نقطة جوهرية  لان النظر إلى المشكلة الإجتماعية  كحالة  تؤدي إلى عدم فاعلية  كل الحلول  التي تقترح بشأنها  وهنا يجب أن يضع الباحث في الإعتبار  أن  المشاكل الإجتماعية  مترابطة تؤدي إحداها للأخرى  الأمر الذي يعدل من طرق الحل ويكشف عن الصعوبات المتعددة  التي تكتنف المعالجة الناجحة

    3-         إقتراحات الإصلاح:  وهذا يعنى  تقديم  عدة اقتراحات  لتجريبها  وبحث  إمكان الأخذ بواحد منها  وهذا يعنى أن الذين  يتصدون لحل المشكلات الاجتماعية، يجب أن لا يحصروا أنفسهم  في طريق مسدود  بالتركيز  على إقتراح واحد للمعالجة ،  بل يجب أن يكون بين أيديهم عدة حلول  ممكنة  تمنكهم  من الأخذ بمبد أ  المرونة           

    4-    تنظيم  الإصلاح:  لا يقوم الإصلاح الاجتماعي  على جهود فردية  أو على نزعات الإحساس المتفرقة ، بل لا بد أن يقوم على بحث دقيق  لتنسيق وتنظيم  الأجهزة العاملة في الإصلاح  لأن كل بعثرة لها دون سياسة مرسومة   مضيع  للجهد والمال  ويؤدي ذلك في نفس الوقت لخلق مشاكل أخرى  ويقول علماء الإجتماع  أن حل المشاكل الإجتماعية المرتجل  يخلق مشاكل أكثر مما  يحل.

    5-        التخلف الثقافي:  يجب على الباحث  الاجتماعي  أن يتعرف على الاقسام  المختلفة  ويحاول أن يعيد تنظيمها  أو بناءها  لتساير سرعة التغيير  في الاقسام الأخرى  ومن أجل  هذا  نقول أن الطرق المستخدمة  للخدمات الاجتماعية  في مجتمعنا اليوم لا تناسب  طبيعته  لأنها نقلت  من مجتمعات أخرى  ليس لها طابعنا الأن ، واستمرارها  دليل قوي على مدى التخلف  في تطوير نتائج العلم  لتناسب تغيير المجتمع

    6-         صراع القيم:  قد يتغير المجتمع ويفترض هذا التغيير  تعديل القيم القديمة  وإحلال قيم جديدة  محلها  لتعبر عن الإيديولوجية الجديدة، وتظل القيم القديمة  معترفا بها عند بعض أقسام السكان فإن الفرصة تكون مهيأة  لما يسمى بصراع القيم ، الذي يخلق عددا من الصعوبات  التي قد ترقى إلى مستوى  المشكلة الاجتماعية،  ولهذا فالباحث الاجتماعي  عند تعرضه لبحث المشاكل  الاجتماعية عليه  أن يتعرف على القيم المناسبة  ويحاول أن يخلصها من الصراع  الذي تقع فيه  على قيم راحلة  حتى يسرع بحل المشكلة.

      تدخل المشكلات الاجتماعية  ضمن ما يدرسه علم الإجتماع التطبيقي سواءا وجدت  هذه المشكلات  بمعدل معقول أو بصورة غير طبيعية  فالإنسان يسعى دائما لمواجهة  المشكلات بحثا عن الحلول،  وتختلف الحلول  باختلاف العصور  التي تقدمها  لمواجهة مشكلاتها  بحكم  ظروفها  وتصوراتها  لطبيعة مشكلاتها وتتفق  في اتخاذ الأساس العلمي  لمواجهتها .

     

  • نماذج مشكلات إجتماعية - مخذرات -

    مقدمة: 

    ولا يفوتنا أن نذكر أخطر أنواع الانحراف في الجزائر  وهو إدمان  المخدرات والكحول  حيث أن لهذا الأخير  اثار تهدد أمن المجتمع ، حيث أصبح المدمنين  قوة مدمرة  وهدامة للمجتمع في سبيل  إشباع حاجاتهم الإدمانية، لذا ينبغي علاج هذه المشكلة التي تعتبر أم المشكلات الأمنية  في الجزائر  من خلال الشراكة المجتمعية، مع مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية والمؤسسات الأمنية للتعامل مع هذه المشكلة بأساليب علاجية حديثة  ومؤثرة  لتوفير  الأمن الاجتماعي ،  حيث أبرزت نتائج التحقيق المدرسي الذي أجراه الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وادمانها بأن نسبة تعاطي المخدرات في الوسط المدرسي سجلت في السنوات الأخيرة ارتفاعا قياسيا، كاشفا أن حوالي 54 ألف تلميذ يتعاطون المخدرات في الوسط المدرسي، وكشفت النتائج الميدانية لهذا التحقيق حول انتشار المخدرات في الوسط المدرسي مست 426 متوسطة وثانوية على المستوى الوطني باستثناء ولايتي إليزي وتيندوف على ما جاء في لسان المدير العام للمركز الوطني، للإشارة فإن هذه الدراسة الميدانية أجريت في الفترة الممتدة بين 17 و21 أفريل 2016 تم من خلالها استبيان أكثر من 12 ألف تلميذ وتعد أول دراسة ميدانية بهذا الحجم، حاليا أكثر من 1،5 مليون مدمن في الجزائر ، وهذه الأفة في إرتفاع خطير وهو ما يجعلنا  ندق ناقوس الخطر 

    خصصنا هذه المحاضرة  عموما للتعريف بظاهرة تعاطي المخدرات والفصل بين حدود مفاهيمهما، وكذا تفصيل انواعها وتصنيفاتها المتعددة، وأيضا طرح  أهم أثارها على الفرد والمجتمع،    وصولا  لمناقشة حلول لعلاج المخذرات ، ومعرفة دور المؤسسات المجتمعية الوسيطة لمعالجة أثاروانعكاسات هذه الآفة  

     تعريف المخذرات :

    المفهوم اللغوي للمخدرات: ان أصل كلمة مخدرات في اللغة العربية من الفعل خدر، وتعني الستر ومن هنا استعملت كلمة مخدرات على أساس أنها مواد تستر العقل وتغيبه

    والمخَدر: الظلمة، والخدرة: الظلمة الشديدة

    مخّد ارت: جمع مخّدر خدوٌر وأَ مخداٌر، وأَخاِدير. 

    2.1  اصطلاحا: كل مادة مسكرة أو مفترة طبيعية أو مستحضرة كيميائيا من شأنها أن تزيل العقل جزئيا أو كليا، وتناولها يؤدي الى الإدمان، بما ينتج عنه تسمم في الجهاز العصبي، فتضر الفرد والمجتمع، ويحظر تداولها أو زراعتها، أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون، وبما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية

    تعددت التعريف التي تناولت المخذرات  بإختلاف توجهات العلوم التي تدرس تأثيراتها ، فهناك مفهوم طبي، وقانوني وإجتماعي 

    فالمخذر هو مادة  خام أو مستحضر تحتوي على مواد منبهة  أو مسكنة من شأ،ها  إن أستخدمت  في الأغراض غير الطبية  والصناعية الموجهة أن تؤدي إلأى حالة من التعود والإدمان  عليها مما يضر بالفرد والمجتمع  جسميا ونفسيا وإجتماعيا 

    تاريخ المخذرات  في الجزائر:

     يظهر تاريخ جدور المخذرات  في المجتمع الجزائري من خلال متابات  الرحالة هايزريش ملستان  عن حياة الجزائريين  في الأإستعمار  وما كتب في كتابات  مدمنو الحشيش  حيث تطريق  إلى أسباب تعاطي  الحشيش  والمسكرات  فلاحظ أنهم يستعملومنه  كمشروب للإسكار  وبعد الاحتلال  أصبحوا يفضلون  الإبسنث التي أتى  عن طريق الفرنسيين  ويصف قائلا  أن الحشيش هو الأكثر رواجا  من المسكرات الأخرى  لعدم منعه قانونيا  والذي كان يتعاطى علنا في المقاهي وكانت فئة المسنين  الأكثر إدمانا عليه  وفي سنة 1927  كتب لويس لودان  أن  العرب في شرق بسكرة  يقومون بإستهلاك معتبر للقنب  والذي إنتقل نحو الشرق الجزائري ، وأن إستهلاك هذه المادة  منتشر في الأرياف  فالأستهلاك للقنب ليس بالشيئ الجديد  فقد وجد دائما في أوساط  مجموعات اليادين  والفنانين  وعمال التعبئة،  وقد برزت ظاهرة المخذرات  للوجود في الجزائر  عام 1975،  حين حجزت  مصالح الأمن  ما لا يقل عن ثلاث  أطنان من القتب ،  مهربة نحو أوروبا  وأوقفت مرتكبيها  الذين كان أإلبهم من الأجانب  وهي السنة التي صدر فيها  القنون الخاص بالمخذرات  تمثلت في حجز 2 طن  من القنب الهندي  تم إيقاف 252500  شخص وتعد هذه السنة  منعرج  حاسم في تطور ظاهرة المخذرات في الجزائر  في سنة 1989  إعترفت السلطات الجزائرية  بوجود  مشكل تعاطي المخذرات  وذلك من خلال  إعلان وزارة العدل  عن إحصائيات  وأرقام معتبرة  متعلقة بالمخذرات فقد أكد أن عدد القضايا  المتعلقة بالمخذرات  بلغت 1843 قضية  وعدد الأشخاص المقبوض عليهم 3267،  منهم 3034  من جنسيات جزائرية ، 233 من جنسيات أجنبية، ، وأن 2595 حكم عليهم بالإعدام  أما الكميات المحجوزة  فكانت 3265439 كلغ  تمثلت أإلبها في  القنب  الهندي  و13106  قرصا من العقاقير النفسية ، كما أن المرصد الجغرافي  قد أدرج  الجزائر  بين الدول  المنتجة  والمتاجرة  بالمخذرات  على المستوى العالمي  جاء  هذا الحكم  في البرقية العالمية  للمخذرات  عام 1993 ، كما جاء  في التقرير الأممي  2003  أن الجزائر يمكن أن تصبح نقطة عبور  للكوكايين ، تزايدت الأإحصائيات  وأصبحت  تهدد أكبر فئة    في تكوين بنية المجتمع الجزائري، حسب الدراسة الوبائية تبين أن الفئة العمرية  20-39 أكثر  إستخداما لهذه السموم ، وتبين التقارير  الشهرية التي يصدرها  الديوان  الوطني لمكافحة المخذرات  أن الظاهرة  في تفاقم خطير

    تصنيف المخذرات:

    المواد المخذرة  الطبيعية : مثل الحشيش ، الخشخاش والأفيون  ونبات الكوكا  والقات

    المواد المخذرة  الصناعية :  ومنها الهيرويين  وهو أحد مشتقات الأفيون  وأقوى من المورفين  خمس مرات ، وسيطرته على المتعاطي  سريعة  وقد تزايد الأإقبال على إدمان الهيروين  بصورة مفزعة  في العديد من دول العالم

    المواد المخذرة الصناعية صنفتها الهيئة العاليمة  للصحة إلى:

    عقاقير تؤدي إلى التنبيه الشديد  وتسمى العقاقير المنبهة

    عقاقير تؤدي إلى الهبوط  وتسمى العقاقير المهدئة \ن عقاقير تؤدي إلى تنشيط الإدراك  وسرعة الحركة  وتسمى العقاقير المهلوسة

    تصنيف المخدرات: تصنف المخدرات تبعا لاحد المعايير التالية:

    3-1-معيار اللون:وتنقسم بموجبه الى نوعين :

    *        مخذرات سوداء:وهي التي يميل لونها الى السواد كالافيونو الحشيش.

    *        مخذرات بيضاء :كالهيروين و الكوكايين و غيرهما .

    3-2-معيار المصدر او المنشأ:وتضم ما يلي:

    *        مخدرات طبيعية:وهي التي تنشا وتنمو في الطبيعة كالحشيش ،الافيون ،القات.......

    *        مخدرات مصنعة:وهي المحضرة كيميائيا في المعامل.

    *        مخدرات نصف مصنعة:وهي المستخلصة من المواد المخدرة الطبيعية.

    -33-معيار التأثير:وتنقسم وفقه إلى:

    *        مثبطات:مثل الأفيون،الموفين،الهيروين،الكوديين ،البنزوديازيبنات،الباربيتورات.....الخ.

    *        منشطات:مثل الامفيتامينات،الكوكايين ،الافدرين......الخ

    *        مهلوسات:مثل الحشيش ،الفنسكلدين......الخ

    أسباب تعاطي المخدرات:

    تعددت الأسباب التي تؤدي بالفرد إلى تعاطي المخدرات،وتباينت بين الباحثين ،وهذا لان ظاهرة المخدرات تتقاسم العديد من التخصصات دراستها ،وهذا للآثار التي تحدثها على الفرد والمجتمع ،إلا ان اغلب الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات تتمثل في :

    *        محاولة الوصول  للذة والسعادة.

    *        الهروب من الظروف الأسرية التي يقع فيها الفرد،كطلاق الوالدين ،التفكك الأسري ،انحراف الوالدين.

    *        ضغوط الحياة.

    *        تهرب الآباء من المسؤولية ،وصراع الوالدين.

    *        ضعف الوازع الديني للفرد.

    *        عجز وسائل الإعلام في معالجة موضوع المخدرات.

    *        رغبة الفرد في التقليد وتجريب تلك المواد.

    *        ضعف مؤسسات التنشئة الاجتماعية عن أداء أدوارها.

    *        ضعف الرقابة الأمنية.

    ان اللامساواة وممارسة التسلط والظلم والقهر من شانه ان يؤدي بالفرد إلى الانتقام من المجتمع عن طريق السلوك المنحرف ،وغالبا ما يتجه إلى تعاطي الممنوعات كتعبير رفضه. 

    أثار المخذرات : لها العديد من الأثار سنتناولها كما يلي:

     الأثار على الصحة العامة للفرد: 

    1. تنعكس المخدرات بشكلٍ سلبي على صحّة الفرد وتسبّب له مجموعة من المشاكل الصحيّة كفقدان الشهيّة، الضعف، تراكم السموم الخطيرة في جسدهِ، تراجع في أداء الجهاز المناعي مما يجعلهُ أكثر عرضةً للتعرض للأمراض المُعدية والمُزمنة.
    2. تترك المخدرات آثاراً سلبيّة على الجهاز العصبي للإنسان وتجعله يُعاني من أوجاعٍ في الرأس بشكلٍ دائم، وضعف عام في الأعصاب.
    3. تتسبّب المخدّرات للإنسان بالعديد من المشاكل المتعلقة بالجهاز التنفسي، كالإصابة بالتهابات الشعب الهوائيّة، والإلتهابات الرئوية المزمنة.
    4. إنّ المخدرات تتسبّب للفرد ببعض المشاكل الاجتماعيّة المتعلقة بفشلهِ بإقامة علاقات اجتماعيّة جيدة مع الآخرين، وميلهِ إلى العزلة والبقاء وحيداً طوال الوقت، بالإضافة لقيامهِ ببعض التصرفات الأخلاقيّة السيئة والغير متوقعة.
    5. يُعاني الفرد المدمن من بعض المشاكل الهضمية الخطيرة، وتراجع المعدة عن أداء وظيفتها بشكلٍ صحيح، وهذا ما يعرضه للأوجاع الشديدة.
    6. تؤثر المخدرات على القدرة الجنسيّة للفرد، وتسبّب له الضعف الجنسي والعقم.


    أضرار المخدرات النفسية.

     تشمل أضرار المخدرات النفسية الإصابة بالعديد من المشاكل والاضطرابات، منها:

    القلق والأرق: قد ينتج عن تعاطي المخدرات اختلال توازن بعض النواقل العصبية في المخ ما يؤدي إلى توليد الشعور بالقلق والإصابة بالأرق.

    الاكتئاب: تسبب التغيرات التي تحدث في كيمياء المخ أيضًا الإصابة بالاكتئاب، أو تفاقم أعراض الاكتئاب لدى المصابين به، كما أن تعاطي المخدرات قد يتسبب في الشعور بالذنب والعار.

    تقلبات المزاج: تعزى حدوث التقلبات المزاجية لدى المتعاطي إلى الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات بجانب التغير في كيمياء المخ.

    تغير الشخصية: تتضمن أضرار تعاطي المخدرات على المدى البعيد حدوث تغيرات دائمة في طبيعة شخصية الفرد وتصرفاته، حيث تؤثر الرغبة المستمرة في تعاطي المخدرات، والتغيرات التي تحدث في الدماغ وما يصاحبها من اكتئاب وقلق على طريقة تصرف الشخص في حياته اليومية.

    الذهان: يعد من أضرار المخدرات على العقل الإصابة بأعراض ذهانية، كالهلاوس مثل رؤية أو سماع أشياء غير موجودة، أو الأوهام وهي الإيمان بمعتقدات وأفكار لا تمت للواقع بصلة.

    الانتحار: قد يؤدي تعاطي المخدرات في نهاية المطاف إلى الانتحار لما يسببه من مشاكل نفسية.

     الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات:

    من بين أهم الأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات، هي الأضرار الاجتماعية والتي لها تأثير على الفرد والمجتمع على حد سواء نذكر منها:

    *        حدوث مشكلات أسرية، كالطلاق والتفكك الأسري، والاغتراب الاجتماعي،وهجر المحيطين بالفرد وحوادث الطرق، وارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع مما يهدد تماسك المجتمع ويعجل بانهياره.

    *        الانعزال وعدم المشاركة، وعدم القدرة على الابتكار والإنتاج.

    *        تدهور مستوى الأداء في العمل، وانخفاض الدافعية للعمل، وتدهور الإنتاجية كما وكيفا.

    *        التسرب المدرسي ، وارتفاع معدلات الهجرة، والعنف والسرقة

    التزوير والاغتصاب والقتل من الآثار الاجتماعية التي يحدثها الإدمان على المخدرات

    علاج المخذرات: 

     . علاج الإدمان من المخدرات داخل مستشفيات :

    • هو أحد برامج علاج الإدمان من المخدرات من خلال الدخول إلى مصحات علاج الإدمان وتنفيذ برنامج علاجي لمساعدة الشخص المريض للتخلص من الإدمان.
    • من ثم يتم إعادة تأهيل المريض نفسياً وسلوكياً ويتم مكوث المريض داخل مستشفى علاج الإدمان وإحاطته بالرعاية الطبية والدعم والعلاج على مدار الساعة.
    • يعتبر العلاج داخل مستشفيات علاج الإدمان هو أفضل خيار للأفراد الذين يعانون من الإدمان المزمن، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من إضطراب عقلي أو إضطراب سلوكي مصاحب لعملية الإدمان.

    2. علاج الإدمان من المخدرات في العيادات الخارجية

    هو أحد برامج علاج الإدمان من المخدرات في العيادات الخارجية أحد خيارات علاج الإدمان والتي تقدم شكلاً آخر من أنواع الرعاية، حيث يتم تقديم كافة البرامج العلاجية والجلسات للمريض الذي يدخل في برنامج علاجي داخل مستشفى علاج الادمان.

    لكن يسمح للمرضى في هذا الخيار من العلاج أن يعيشوا في المنزل ولكن يجب عليهم أن يقوموا بالحضور إلى المستشفى في ميعاد جلسات الدعم النفسي.

    من المهم أن تعلم أن العلاج من خلال العيادات الخارجية لا يعزل المريض عن العالم، وبالتالي فهو معرض لخطر الانتكاس وتعاطي المخدرات مرة أخرى في أي وقت، لذلك يعتبر هذا النوع من العلاج مناسب للأشخاص الذي يعانون من أشكال الإدمان البسيطة ولديهم القدرة على الالتزام.

    3. علاج إدمان المخدرات عن طريق إزالة السموم من الجسم (الديتوكس)

    هو أحد برامج علاج الإدمان من المخدرات ويساعد برنامج علاج أعراض الانسحاب وإزالة السموم من الجسم، في مساعدة مرضى الإدمان في التخلص من آثار المخدرات في الجسم ولكنه يعتبر الخطوة الأولى في العلاج.

    في بعض حالات الإدمان، يتطلب إعطاء المريض بعض الأدوية للتخفيف من حدة أعراض الانسحاب، حتى يتم شفاء المريض تماماً من آثار المخدرات والكحول

    4- أدوية علاج الإدمان من المخذرات:

    • هو أحد برامج علاج الإدمان من المخدرات ويكون أثناء التخلص من السموم والمرور بالأعراض الانسحابية، قد يتم وصف بعض الأدوية لمساعدة المرضى في مقاومة أعراض الانسحاب وتخفيف الرغبة في تعاطي المخدر مرة أخرى.
    • يتم وصف بعض الأدوية لعلاج أي أعراض جسدية مصاحبة أثناء فترة الانسحاب وسحب السموم من الجسم.

    6. الدعم الأسري والمجتمعي للعلاج الإدمان من المخدرات

    • هو أحد برامج علاج الإدمان من المخدرات وهو تقديم الدعم الأسري والمجتمعي، ويعتبر هذا الخيار ناجح جداً لمرضى الإدمان.
    • يجب توفير كامل الدعم المعنوي لمريض الإدمان والتعبير عن المشاعر الإيجابية تجاهه وتشجيعه في التعافي من الإدمان وترغيبه في دخول مصحة علاج إدمان للتعافي.

    7. العلاج القائم على الإيمان للتخلص من إدمان المخدرات

    هو أحد برامج علاج الإدمان من المخدرات وهو العلاج القائم على الإيمان، ويفضل بعض الأشخاص إتباع خيار مبني على الروحانيات في التعافي، وتقدم مراكز علاج الإدمان برامج متخصصة في ذلك تتمحور حول التقرب من الله عز وجل والبعد عن طريق الشيطان

     يكون العلاج في ثلاث خطوات:  

    سحب السموم من الجسم  في مدة تتراوح من 5-7 أيام ، يعاني المتعالج من الإدمان من أعراض إنسحابية 

    علاج أثار الإدمان النفسية والسلوكية 

    المتابعة المستمرة 

     دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في التصدي لظاهرة المخذرات

    دور الأسرة في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات

       ان دور الأسرة الأساسي يتمثل فـي ضـمان التربيـة السـليمة للطفـل مـن جميـع النـواحي الجسـمية، الفكريـة، النفسـية، الدينيـة، والسـلوكية، حتـى ينشـأ نشـأة سـوية واعـداده ليكـون عنصـرا فـاعلا فـي مجتمعـه، فالتربيـة التـي يمنحها الوالدان تشكل أول خط دفاعي وأول حصانة ضـد الآفـات الاجتماعيـة التـي سـيواجها الطفـل فـي حياتـه اليومية خارج البيت. كما أن الأسرة من خـلال حمايـة أفـراد الأسـرة تـدفع عـنهم كـل خطـر يهــدد حيـاتهم، سـواء مـن التصـرفات غير الاجتماعية أو غير ذلك ، وحماية الأفراد من خطر تعـاطي المخـدرات إنمـا يـتم للأسـرة مـن خـلال حـديث الأب مـع أبنائـه وتبصــيرهم بهــذا الخطـر الـداهم، وجـذب انتبـاههم لمواجهـة هـذه المشـكلة المجتمعيـة الخطيــرة بإمـدادهم بـبعض الكتـب والمنشـورات التـي تحـثهم علـى تكـوين اتجاهـات سـالبة نحــو المخـدرات والعقـاقير، وفـي حالـة خطـأ أحـد الأبنـاء وانحرافـه لتعـاطي المخــدرات، علــى الأب أن يصـطحب ابنـه لأقـرب مؤسسـة علاجيـة حينما يشاهد عليه أ يا من السمات التي يمكـن من خلالها الحكم على هذا الابن أنه يتعاطى المخدرات.

    5-     ومن خلال وظيفة المراقبة والضبط الاجتماعي.. يمكن للأسرة أن تربي فـي أبنائها مراقبة الله عز وجل ، وأن يتقي الله في أي مكان كان، حيث قال رسول الله " اتق الله حيثما كنت " وحينما تكون المراقبة الذاتية هي عنوان الفرد في كـل مكـان وفي سائر سلوكه وتصرفاته، سيتم تنمية الصلة بالله تعالى، والأسرة حينما تحـرص على ذلك فهي تقوي الصلة بين العبد وربه ، ويكـون بـذلك لـدى الفـرد ســياج منيــع وحصـن شـامخ عـن تعـاطي المخدرات ومن خلال التربية داخل الأسرة عن طريق التعليم غير المقصود يمكن تربية الطفـل علـى الأخـلاق الإسلامية العليا، بأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأطفـالهم وبقيـة أفـراد الأسـرة، لأن الناشـئة فـي الأسـرة يتعلمـون عن طريق التقليـد والمحاكـاة لكـل السلوكيات والتصرفات التي يقوم بها الكبار. وحينما تكون الأسرة قـدوة صـالحة لأبنائهـا ستصـدق أعمالهـا وأقوالهـا، وينشــأ الفتـى فـي بيئـة نقيـة بـإذن الله بعيدة عن الانحراف، وترسم لهم الأسرة بـذلك الطريـق السليم بعيداً عن تعاطي المخدرات والسلوكيات المنحرفة الأخـرى .وكـذلك علـى الأسـرة أن تطهـر دائمـاً البيئـة الاجتماعيـة التـي يعـيش فيهـا الابـن مـن كـل السـلوكيات الخاطئة، وكل ما يسبب ذلك. وقد وجد أن كثيرا  جرائم  التعاطي المخدرات والانحرافات إنمـا تــتم فــي الأسـر المفككـة التـي تكثـر فيهـا الخلافات العائلية ويحدث فيها الشـقاق بـين الوالـدين والأبناء، ولكن يمكـن للأسـرة مـن خـلال سـيادة جـو الوفـاق وروح الاطمئنـان والاسـتقرار العـائلي أن تحكـم عمليـة الإشـراف والرقابـة وحسـن التربيـة للأبنـاء، وعلـى الأسـرة بـذلك أن تتخطى أي عقبات أو مؤثرات قد تدفع لحدوث تفكك وشقاق بها حتـى لا تلحـق آثاره بالأبناء. وكـذلك وجـد أن جـرائم تعـاطي المخـدرات إنمـا تكثـر فـي الأسـر التـي يغيـب الأب فيهـا لفتـرة طويلـة خـارج المنزل، سواء في العمل أم السفر للخارج أم غيره، واذا كان عمر بن الخطـاب رضـي الله عنـه أمـر بـألا يغيـب الرجـل عـن بيتـه حتـى فـي حالـة الحـرب عـن أربعـة شـهور، فبــالأحرى يجـب ألا يغيـب الأب عـن الأسـرة فــي الظـروف العاديـة لهذه المدة، واذا كان من الضروري تغيب الأب مـثلاً للسـفر (وهـو ضـروري اليـوم) فعلـى الأم وبقية أفراد الأسرة من الأجداد والأخوال والأعمام، القيام بـدور المراقبـة وتولي مهام الأب وقت غيابه . وهناك مجموعة من الأمور يجب على الأسرة مراعاتها للوقاية من تعـاطي الأبنـاء المخدرات أهمها :

       -يجب أن تودع الأسرة أبناءها على استثمار وقت الفراغ في عمل مفيد .

         -يجب على الأسرة ألا تستقدم الخدم للعمل في المنزل قبـل التأكـد مـن حسـن أخلاقهم .

        -يجب أن تنمي الأسرة جانب الصدق مع الأبناء والتحذير من الكـذب وعواقبـه الوخيمة.

      - يجب أن تشرف الأسرة على اختيار أبنائهم لأصدقائهم ، سواء فـي المنـزل أو المدرسة أو النادي أو غيره.

       -يجب على الأسرة أن تتابع الأبناء د ارسياً ، خاصة عنـد الرسـوب أو التخلـف الد ارسي

     -يجب على الأسـرة أن تسـتقدم للأبنـاء وسـائل تـرويح مفيـدة ، وكـذلك اقتيـادهم للأنديـة الرياضـية والاجتماعيـة مع المراقبة عليهم          - يجب على الأسرة أن تعود أبناءها على حضور الصلاة في جماعة في المسـجد دائماً من خلال ترغيب      وترهيب جيد، حتى يمكن لها أن تقييهم من الانزلاق إلـى الرذيلة والاستجابة لدعاة الشر والفساد من رواد تعاطي المخدرات -كما يجب عليها أيضاً أن تقوي صلة الأبناء بالله والتقرب إليـه لمـلء الفـراغ الروحي لديهم، وا مان يكون ذلك بوجود القدوة الصالحة وأسلوب التربية الرشيد.

     التربية والتعليم ودورها في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات

    التربية والتعليم بـأطواره الثلاثـة( التعلـيم الابتـدائي، المتوسـط والثـانوي،) التعلـيم والتكـوين المهنيـين، التعلـيم العـالي، الشـباب والرياضـة، هـي القطاعـات التـي تلعـي دورا قاعـديا ومتـداخلا فيمـا بينهـا فـي هـذا المجـال لأنهـا تعنـى بالفئـة أكثـر عرضـة للوقـوع فـي خطـر الإدمـان وهـي فئـة المـراهقين والشـباب حيـث ترافـق الأطفـال منـذ المراحـل الأولـى مـن أعمـارهم الـى غايـة نضـوجهم الفكـري ودخـولهم معتـرك الحيـاة العمليـة وخـلال هـذه الفتـرة ســيكونون عرضــة لمختلــف التغيــرات الجســمية والعاطفيــة بالإضــافة الــى المــؤثرات الاجتماعيــة والتــي يجــب تخطيها بسلام لبناء رجال المستقبل. وفــي هــذا الإطــار تســطر بــرامج ســنوية تــتلاءم مــع كــل مرحلــة عمريــة، حيــث يــتم ادراج مواضــيع حــول المخـدرات ضـمن المنـاهج التربويـة لمختلـف الاطـوار التعليميـة كمـا تـنظم علـى مـدار السـنة الدراسـية معـارض، نــدوات، مســابقات ومختلــف الأنشــطة التوعويــة الموجهــة للتلاميــذ المتمدرســين، أمــا الــذين لــم يكملــوا مســارهم التعليمـي فيوجهـون الـى مراكـز التكـوين المهنـي لإعـدادهم لـدخول الحيـاة المهنيـة، أيـن يسـتفيدون بـدورهم مـن العديد الأنشطة

    التحسيسية. كمـا يلعـب قطـاع الشـباب والرياضـة دورا حيويـا فـي الوقايـة مـن المخـدرات عبـر تشـجيع ممارسـة الرياضـة لتفريغ الطاقة الجسمية بشكل إيجابي وملئ أوقات الفراغ.

    ويمكـن للجامعـة أن تـؤدي دورهـا فـي عـلاج ظـاهرة تعـاطي المخـدرات والوقايـة منهـا مـن خـلال وظائفهـا المنوطـة بهـا، حسـبما حـددها القـانون الجامعـات، فمــن خــلال التـدريس (التعلـيم) يـتم دراسـة مقـررات ومنـاهج دراســية تعــالج ظــاهرة تعــاطي المخــدرات، وتوضــيح آثارهــا الصــحية والاجتماعيــة وغيرهــا. وكــذلك مــن خــلال وظيفـة البحـث العلمــي يـتم عمـل أبحــاث علميـة متخصصـة حــول ظـاهرة تعـاطي المخــدرات بدراسـة الأســباب المختلفة التي أدت إليها وتحليـل نتائجهـا للوصول إلى توصـيات لعـلاج الظـاهرة .كـذلك عمـل مسـابقات للطلبـة حول هذه الظاهرة بهدف تزويد ثقافتهم من خلال البحـث بالمعلومـات المتعلقـة بهـذه الظـاهرة وطـرق علاجهـا . كـذلك عمـل النـدوات العلميــة والمـؤتمرات العلميــة الســنوية وغيــر الدوريــة، لدراسـة هــذه الظـاهرة دراســة علميــة مستفيضة من كافة الجوانب المتعلقة به.تشجيع البحث العلمـي وعمـل رسـائل الماجسـتير والـدكتوراه حـول هـذه الظـاهرة، ودراسـة أبعادهـا المختلفـة وظيفـة خدمـة المجتمـع تقـوم الجامعـة بعمـل مجموعـات توعيـة مـن الأسـاتذة والمختصـين بهـا تجــوب النــوادي الرياضــية والمــدارس والمؤسســات الاجتماعيــة الأخــرى، لتبــين مخــاطر هــذه الظــاهرة وكيفيــة التعرف على المتعـاطي وكيـف يمكـن علاجه. عمل مخابر اجتماعية تربوية للخدمة العامـة تقـوم مهمتهـا علـى كشـف أبعـاد الظاهرة لأفراد المجتمع في كل مكان. عمـل نـدوات للمـرأة يحاضـر فيهـا العديـد مـن الأسـاتذة المختصـين لإعـلام المـرأة بسـمات الفـرد المتعـاطي، وكيف لها أن تتعرف عليه مبك اًر، وكيف يمكن لها أن تقتاده للعلاج.

    3. الشؤون الدينية والاوقاف ودورها في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات

    تهتم هذه المؤسسة الدينية والثقافية والتعليمية بنشر التوعية الدينية بين جميع فئات المجتمع وتنمية الوازع الديني واحيـاء القـيم والأخـلاق لـدى أفـراده وتـوعيتهم بأخطـار المخـدرات وضـرورة الحـذر مـن تعاطيهـا لأن ذلـك يتنـافى مـع تعـاليم الإسـلام، وهـو المسـعى الـذي تجسـده النشـاطات المتمثلـة فـي الخطـب والـدروس الدينيـة عبـر المسـاجد التـي يفــوق عـددها  15000مسـجد، والمحاضـرات والبـرامج العلميـة والتربويــة التـي تنظمهـا المراكـز الثقافيـة الإسـلامية، والبـرامج التكوينيـة الموجهـة الـى الإطـارات الدينيـة والائمـة والمرشـدات، وكـذا التوعيـة التـي يستفيد منهـا طلبـة المـدارس القرآنيـة، مـع الحـرص علـى التنسـيق مـع المؤسسـات الإعلاميـة المرئيـة والمسـموعة والصحف والتي توفر فضاءات تفاعلية هامة تستقطب اهتمام المواطنين.

     

     

  • الموضوع 8