يتناول هذا المقياس الموجه لطلبة السنة الاولى ماستر تاريخ معاصر ،التطور السياسي للمغرب الاقصى بين 1912و1956،وهي فترة حافلة بالاحداث التاريخية المؤثرة التي عاشها هذا البلد،ومنها في البدية تعرضه الى حماية استعمارية مزدوجة فرنسية اسبانية عام 1912،تم الاعداد لها منذ نهاية القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين ،في اطار الامتيازات المتنوعة التي افتكتها دول اوربا المذكورة من سلاطين المغرب استغلال لضعفهم السياسي وعوزهم الاقتصادي ،وايضا في اطار ماعرف تاريخيا بالمؤامرات السرية أو اتفاقيات اللصوص ،وهي تلك الترضيات التي بذلتها فرنسابين 1902-1906 في سبيل ارضاء الدول المنافسة لها في احتلال المغرب وخصوصا المانيا وبريطانيا وإيطاليا،ولما خلا الجو لفرنسا ومنافستها الشرسة اسبانيا جاء فرض الحماية المزدوجة في 30مارس 1912 على السلطان عبد الحفيظ ،وقد اوجد ذلك صدمةوردة فعل سريعة من طرف الشعب المغربي جسدتها عدة مقاومات لعل ابرزها مقاومة عبد الكريم الخطابي بين 1921-1926،ثم تلتها مقاومة من نوع آخر وهي المقاومة السياسية ،التي مثلها اتجاهان مختلفين في طرحهما السياسي لقضية النضال السياسي ،اتجاه اصلاحي لم تتعدى مطالبه سوى بعض الاصلاحات السياسية والاجتماعية ،مثلها :كتلة الر ابطة الوطنية عام 1926،بقيادة احمد بلفريج،وكتلةالعمل المراكشي عام 1934 بقيادة علال الفاسي ومحمد بن حسن الوزاني،وحزب الاصلاح الوطني عام 1936 بقيادة عبد الخالق الطريس،وحزب الوحدة المغربية بقيادة المكي الناصري 1936.وكان كل هذا قبل الحرب العالمية الثانية .
انا الاتجاه الثاني فقد ظهر خلال سنوات الحرب العالمية 2ممثلا في حزب الاستقلال بقيادة علال الفاسي والذي ملأ الفراغ السياسي في تلك الفترة ،وقدم وثيقة الاستقلال للحلفاء بمناسبة عقدهم مؤتمر الدار البيضاء في يناير 1943،وقد ساند الملك محمد الخامس هذا الحزب وترأسه شرفيا ،وقدر له ان يقود المقاومة النسلحة بعد الحرب العالمية الثانية ضد الاستعمار المزدوجبين 1953-1956والتي توجت بعدها باستقلال مستحق في مارس 1956.