:قضاء المظالم
ظهر قضاء المظالم أو نظام المظالم في عهد الدولة الاسلامية إلى جانب ولاية القضاء و الحسبة و الولايات، و كان هذا النظام متجاوبا مع تطور وظائف الدولة و تحت لواء مبدأ المشروعية الاسلامية، و حسب الدراسات التاريخية فإن أول من أنشأ ديوان للمظالم هو الخليفة الأموي عبد المالك بن مروان .
تعريف ديوان المظالم
لقد قام بعض الفقهاء بتعريف ديوان المظالم نذكر من بينهم: الفقيه بن خلدون و الذي يقول أن النظر في المظالم وظيفة ممتزجة من سطوة السلطنة و نصفة القضاء و تحتاج الى علو يد عظيم رهبة تقمع الظالم من الخصمين و تزجر المعتدي، و كأنه يمضي ما عجز القضاء أو غيرهم على إمضائه .
أما الشيخ أبو زهرة فيعرف ولاية المظالم بأنها:كولاية القضاء و كولاية الحرب و الحسبة جزء مما يتولاه ولي الامر الاعظم و يقيم فيع نائبا عنه من تكون فيه الكفاية و الهمة لأدائه.
و يعرفها الدكتور محمد فؤاد مهنا بأنها:قضاء من نوع خاص يتولاه الخليفة و يتميز بالرهبة و الهيبة.
فالمسؤول عن ديوان المظالم يسمى ناظرا و ليس قاضيا و عمله ليس قضائيا خالصا في كل الاحوال فمرة يكون قضائي و مرة اخرى يكون تنفيذي اداري.
تشكيل ديوان المظالم
إن ديوان المظالم يتشكل من عدة شخصيات اختلفت من دولة إلى أخرى ففي الدولة الموحدية (التي قامت بالمغرب) يتكون الديوان من سلطان و ثلاث شيوخ من الموحدين للرأي و المشورة و وزير الجند و غيرهم، و في الدولة العبيدية (ظهرت في مصر) يتكون الديوان من: الوزير و قاضي القضاة و شاهدين و كاتب الجيش و صاحب ديوان المال و غيرهم.
و ذكر الفقيه الماوردي أن مجلس المظالم يتشكل من: الخليفة أو من ينوبه إضافة إلى خمسة أصناف و هي: الحماة و الاعوان، القضاة و الحكام، الفقهاء، الكتاب، الشهود.(مسرد:مجموعة من الناس يحضروا إلى جلسة المظالم ليشهدوا على عدالة الأحكام و لا نقصد بهم شهود احد الخصوم)
لقد كان مجلس المظالم ينعقد صباحا طوال أيام الاسبوع و قد خصص له مواعيد محددة إذا كان ناظر المظالم له اختصاصات و مشاغل اخرى و تكون الجلسة في المسجد ثم أصبحت تنعقد في دار الخلافة ثم في دار العدل.
اختصاصات ديوان المظالم
لقد عدد معظم الكتابات و الدراسات في هذا الميدان اختصاصات مجلس المظالم إلى:
النظر في تعدي الولاة على الرعية و التعسف في حقهم: و يكون هذا من تلقاء نفس ناظر المظالم أو بناءا على تظلم يرد إليه.
النظر في اجور العمال فيما يجيبونه من اموال و هو يشبه حاليا المنازعات الضريبية التي ينظر فيها القضاء الاداري.
مراقبة عمال الدواوين أي مراقبة عمل الموظفين.
النظر في تظلم المسترزقة فيما يخص رواتب الموظفين و الجنود.
رد الغصوب أي الاموال التي اغتصبت من المواطنين خلافا للقانون
المنزعات المتعلقة بالأوقاف.
تنفيذ بعض احكام القضاء و التي لم يقم اصحابها بتنفيذها نظرا نظرا لعلو قدره و شانه.
النظر و المساعدة فيما عجز عنه ديوان الحسبة.
مراعاة العبادات الظاهرة كالحج و الاعياد و الجهاد و منع التقصير فيها.
الحكم بين المتشاجرين.
من خلال ما سبق نجد ان ديوان الظالم أوسع من اختصاص القضاء الاداري فله مجالات دينية و قضائية و ادارية وهذه يتولاها في الوقت الحالي كل من القضاء الاداري ومجالس التأديب و اجهزة الرقابة المالية و أجهزة التنفيذ.