صعوبات التحليل المقارن
1-من الصعب في كثير من الأحيان تحديد السبب من النتيجة أو العلة من المعلول خصوصا اذا كان التلازم بينهما هو تلازم قائم على الصدفة وليس تلازما سببيا.
2-لاترتبط النتائج غالبا وفي كثير من العلوم بعامل واحد بل تكون حصيلة مجموعة من العوامل المتداخلة والمتفاعلة مع بعضها البعض.
3-قد تحدث ظاهرة ما نتيجة لسبب ما في ظرف معين وقد تحدث هذه الظاهرة نتيجة لسبب اخر يختلف عن السبب الأول في ظرف اخر.
4- لايمكن في حالة المنهج المقارن ضبط المتغيرات المختلفة ، والتحكم بها كما هو الحال في المنهج التجريبي و ذلك بسبب تداخلها وتشابكها مع بعضها البعض ، وبالتالي يصعب عزلها والسيطرة عليها ، لذلك فان المنهج المقارن لا يوصل لنفس دقة النتائج التي يمكن تحقيقها في حالة المنهج التجريبي.
5-قد تحدث تغيرات جذرية أساسية في الفترة الزمنية التي تقع بين المقارنة الاولى و الثانية (عند مقارنة ظاهرة معينة في فترتين زمنيتين مختلفتين) مما يؤثر على صدق نتائج المقارنة وثباتها.
6-من الصعب فصل دراسة الظاهرة الاجتماعية بمعزل عن محيطها الاجتماعي الذي نشأت فيه ، فهي ليست مجردة من الارتباطات الاجتماعية والثقافية ،وهذا الاغفال يقوم به اصحاب المنهج المقارن ايضا.
بيد ان منهج المقارنة يقوم على معالجة الظواهر التي يصعب معالجتها بالبحوث التجريبية . ففي العلوم الطبيعية يمكن اثبات ظاهرة معينة عن طريق التجربة ، وأما في علم الاجتماع ،فيتم اثبات الظاهرة عن طريق مقارنة الحالات التي تحدث فيها تلك الظاهرة بالحالات التي تخلو منها ، وبالتالي كشف الارتباطات السببية بينها ، ولهذا فان المقارنة هو (أسلوب التجربة غيرالمباشرة) ، ويرى جون ديوي ، في كتابه (المدخل للبحوث الاجتماعية ) أنه أتيحت للباحث ظواهر شوهدت في أماكن مختلفة وأزمنة مختلفة وتحت ظروف مختلفة فان ذلك يعطي للمقارنة قاعدة عريضة ومادة غريزة .
ان افضل انواع التحليل المقارن هو الذي يبنى على اساس برهنة الفرضيات أو رفضها عند عدة حضارات او مجتمعات مختلفة ومتباينة من اجل توسيع المجرى الفكري في التنظيم الاجتماعي ومن أجل الوصول الى تعميمات أوسع لنتائج الدراسة. لكن مثل هذه البحوث تتطلب جهدا أكثر وتكلف مالا باهضا.