خصائص المعرفة العلمية
الموضوعية: نقيضها الذاتية وهي تعني الغياب الكامل والمطلق لذات الباحث (مزاجه، ثقافته، إيديولوجيته وأحكامه المسبقة واستنتاجاته) في عمله العلمي، سواء فيما تتعلق ببناء الموضوع أو عند بناء الموضوع أو عند بناء الفروض العلمية، أو عند إقامة التجارب العلمية، وذلك حتى يصل الباحث إلى حكم علمي دقيق يمكن تعميمه.
وفي هذا الصدد يقول باشلار العلم يقرب الناس بعضهم من بعض والأهواء والمصالح تفرقهم، لأن العلم يستخدم الأدلة العقلية والبراهين المنطقية المستقلة عن العوامل الشّخصية والذاتية.
الوضعية: وهي نقيض الغيبية والميتافيزيقا، وتعني الوضعية الاشتغال بالمواضيع والمسائل والقضايا التي يمكن أن نصل إليها مباشرة والتي هي موجودة إما كواقع ذهني.
التعليل: يعني البحث في العلل والأسباب، بمعنى على الباحث أن يهتدي إلى الأسباب الحقيقة والعلل الفاعلة لظاهرته التي يدرس، فهو غير مطالب بوصف الظاهرة بقدر ما هو مطالب بالكشف عن العلاقات السببية الموجودة بين الظواهر.
الواقعية: وهي التي تقوم على استقراء الظواهر والخبرات التي نعيشها واقعيا، لا التي تدخل في نطاق الخيال والتصورات.
الدقة: تعتبر من أهم الدعائم التي يقوم عليها الفكر العلمي، حيث تتميز المعرفة العلمية بالدقة سواء في المفاهيم، أو دقة الفروض والتجارب والاستنتاجات والتعميمات.
التعميم: دقة النتائج والنظريات والعلمية هي ما تمكن البحث العلمي من القيام بعملية التعميم والتي تعني في مدلولها المنطقي جعل الكل يحمل حكم الجزء أو بعض الأجزاء
النسبية: دقة النتائج والنظريات العلمية لا يعني التعامل معها على أنها حقائق مطلقة لا يحق البحث فيها من جديد، بل ما يؤمن به العقل العلمي هو أن النظرية العلمية صادقة ودقيقة فقط في بعض جوانبها، وبالتالي فهي دوما في حاجة إلى إضافة وتعديل والمقصود هو أن العلم في حركة دائبة وحيوية مستمرة.
التعبير الكمي: لم تكتسب المعرفة العلمية طابعها العلمي إلا حينما اعتمدت على التكميم، فيقال أن تقدم العلم هو تقدم القياس، حيث الثابث في تاريخ الفكر العلمي والنظريات العلمية أنها لا تتعامل مع الوقائع على أنها كيفيات، بل يتم تحويلها إلى كميات حتى تتمكن من دراستها وتوفق في التعبير عنها، وفي هذا الصدد قال أرسطو "الأصوات والألوان لم تتحول إلى وقائع علمية إلا بعد ما فسرت تفسيرا كميا".