خطوات البحث العلمي
مفهوم البحث العلمي
البحث العلمي هو نشاط علمي محدد، نقدي وتطبيقي، يسعى إلى كشف الحقائق ومعرفة الارتباط بينها، ثم استخلاص المبادئ العامة أو القوانين التفسيرية، أو هو التحقق المنظم في موضوع ما أو قضية فرضية للكشف عن الحقائق والنظريات لتطويرها، وهذا معناه أن نبحث وأن نتحقق وأن ندرس وأن نفحص من أجل تحقيق مفهوم وأهداف وأهمية البحث العلمي.
ويعرف أيضا بأنه عملية مستمرة ومتصلة تهدف إلى التعرف على المشكلات وتحديدها، ثم تكوين الفروض وتحقيقيها، واستخلاص النتائج وتعميمها، وفيه يقرر الباحث أسباب إجراء دراسته، والخطوات التي اتبعها في إجراءاته، وأهم النتائج التي توصل إليها، وأهم الإسهامات التي قدمتها تلك النتائج في بناء المعرفة العلمية أو التراث العلمي.
هو عمل فكر منظم يقوم به الباحث من اجل جمع الحقائق وتنظيمها وتفسيرها وربطها بالنظريات والحقائق بهدف التوصل إلى حل للمشكلة أو لإضافة المعرفة.[2]
أهداف البحث العلمي
صياغة المعرفة العلمية الخاصة بالحقائق وعلاقاتها، والتطوير المستمر لهذه المعرفة من خلال نتائج الدراسة المستمرة في المجالات المتخصصة أو المجالات الأخرى ذات العلاقة وكذلك نتائج الممارسة المهنية والتطبيقية.
التفسير وذلك بالتعرف على وضعية الظاهرة بغرض السيطرة عليها أو الحد من تأثيرها أو توجيهها وجهة معينة.
التنبؤ بحركة الظاهرة والحقائق المتصلة بها، وصياغة التفسيرات الأولية لاتجاهات الظاهرة وعلاقاتها في وجود العلاقات والتأثيرات والعوامل الدافعة أو المحركة لها.[3]
خطوات إعداد البحث العلمي
المرحلة الأولى
1/ اختيار موضوع البحث:
قد يحتار الطالب في بداية مسيرته التعليمية في اختيار موضوع البحث الجدير بالمناقشة، لذا يتعين عليه أن يطرح الأسئلة الهامة التي يبحث عنها في مجال اهتماماته العلمية ليكون أكثر شغفا للإجابة على هذه التساؤلات.
2/ مراجعة التراث العلمي:
لا يمكن البدء في تنفيذ فكرة بحثية دون الرجوع إلى التراث العلمي المتاح لمعرفة ما تم بحثه قبل ذلك، وكيف بُحث، وللتعرف على النتائج السابقة، وتعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات البحث العلمي، فهي تجعلنا نتعلم من الأبحاث السابقة، ونتعرف على ما يمكن أن يضيفه البحث للتراث العلمي، إضافة إلى ذلك فإنّ هذه الخطوة تساعد في توفير الوقت والجهد والمال حيث تجعلنا نبدأ من حيث انتهى الآخرون فلا نضيع الوقت والجهد والمال في أبحاث لا طائل من ورائها.
وينبغي على الباحث وهو يراجع التراث العلمي قبل البدء في تنفيذ بحثه، أن يسأل نفسه الأسئلة الآتية:
ما أنواع البحوث التي أجريت في هذا المجال؟
ما المناهج والأدوات البحثية التي اعتمدت عليها الدّراسات السابقة؟
ما النتائج التي توصلت إليها الأبحاث السابقة؟
ما المقترحات البحثية التي قدمها الباحثون السابقون؟ ما الذي يبحث في الدراسات السابقة؟
ما الذي تضيفه الدراسة المقترحة لمعرفتنا في المجال؟
وتساعد الإجابة عن هذه التساؤلات في وضع تساؤلات البحث أو فروضه بدقة.
3/ تحديد مشكلة البحث:
هي موضوع يكتنفه غموض أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير أو قضية خلاف أو سؤال يحتاج إجابة، ومعنى تحديد مشكلة البحث يعني صياغة المشكلة في عبارات واضحة مفهومة ومحددة تعبر عن المضمون.
4/ تدوين مصادر المعلومات الأساسية:
في هذه المرحلة يقوم الباحث بتدوين الملاحظات في بطاقات متساوية، تلك المعلومات التي سوف يستخدمها فيما بعد بداخل بحثه، مع تدوين مصادرها من أي كتاب أو مرجع أو مقالة، مع تحديد اسم المؤلف، عنوان الكتاب أو المقالة...، والصّفحة، النّاشر وبيانات النّشر وسنة النّشر، على إحدى زوايا البطاقة، وهذا سيكون له أهمية عند عمل الببليوغرافيا النّهائية للبحث.
5/ تجميع وتنظيم الأفكار:
بعد تجميع ما يكفي من المعلومات حول موضوع البحث، يتم ترتيب بطاقات البحث حسب تسلسل الأفكار الرئيسة، بعد ذلك يصبح الباحث ملما نوعا ما بنواحي موضوعة وبناء عليه يضع خطة أو هيكلا عاما مؤقتا لبحثه، لا بد أن يراعي في الترتيب المنطقي المتسلسل والترابط بين أجزائه ويختار له عنوانا مختصرا واضحا، على أن تكون هذه الخطة خاضعة للتعديل من حذف وإضافة فيما بعد، ثم يبدأ بكتابة البحث بروية ودقة كمسودة أولى، وذلك وفق الخطة التي وضعها في البداية.
6/ تحديد التصميم الملائم للبحث وتحريره (كتابة البحث العلمي)
يقصد بتصميم البحث تحديد نوعية البحث والمنهج المستخدم بما يتضمنه من ضروريات تؤدي في النهاية إلى تحقيق أهداف البحث .
المرحلة الثانية (كتابة عناصر البحث بالترتيب)
1/ مقدمة: لا بد أن يشتمل البحث على تمهيد للموضوع الذي قمت باختياره لتوضيح مدى أهميته، خلال الإشارة إلى الفكرة الرئيسة له وشرح بالتفصيل العناصر التي يتضمنها.
2/ عرض مشكلة البحث:
يتم الإشارة إلى مشكلة البحث التي يحاول الباحث حلها باستخدام لغة علمية سليمة وواضحة، فالوضوح العلمي يعد من سمات البحث العلمي الناجح والمؤثر والذي يكون له منافع عمليا وعلميا.
3/ وضع تساؤلات أو فروض البحث:
الفرض هو جملة تعبر عن توقع مدروس لاحتمال وجود علاقة بين متغيرين أو أكثر، وهذا التوقع قد يثبت صحته أو خطأه
أمّا التساؤل فيهدف إلى إعطاء مؤشرات عن شيء ما وليس بالضرورة وجود علاقة بين متغيرات من عدمه، ويلجا الباحث إلى وضع التساؤلات عندما لا تكون لديه خلفية معلوماتية كافية تؤهله لوضع فروض، وتفيد المعلومات التي يتوصل إليها الباحث في هذه المرحلة في صياغة الفروض فيما بعد.
4/ أهداف البحث:
أهداف البحث العلمي هي الغايات الأساسية الدافعة للباحث كي يعمل على حل مشكلة البحث، يعمل الباحث أثناء كتابة البحث على تنفيذ أهداف بحثه العلمي بطريقة علمية ممنهجة.
لابد أن يراعي الباحث أن تكون الأهداف ذات قدرة على التحقيق والتنفيذ على أرض الواقع، كما يجب أن يأتي بنتائج مختلفة عن الدراسات السابقة التي ناقشت الموضوع إذا كانت قد تعرضت لنقاشات سابقة.
4/ أهمية البحث: وهي التي توضح جوانب النفع والتطبيق من البحث ككل، مع الإشارة إلى احتياج المجتمع العلمي والباحثين لمثل هذه الدراسة، وهنا يمكن الإشارة إلى أهمية الإجابة على التساؤلات التي هي محل البحث والتي يسعى الباحث الإجابة عنها، فمن خلال الإجابة عليها يتجلى للباحث أهمية بحثه، وكلما كانت الرّسالة العلمية تتصل بجوانب حياتية اجتماعية وعلمية مختلفة كلما زادت أهميتها وزاد استخدامها والاقتباس منها في الأبحاث العلمية الأخرى المتعلقة بنفس المشكلة أو نفس التخصص العلمي.
5/ تحديد منهج الدّراسة وأدوات جمع البيانات:
اختيار المنهج الأكثر ملائمة مع مشكلة البحث، حيث يستخدم ليكون المسار العلمي للبحث وطريقة تحديد المشكلة ونتائجها وأدوات البحث، فاختيار المنهج من الأمور الهامة التي تؤثر على تحديد أدوات الدراسة المناسبة واختيار العينات وتحديد الفرضيات العلمية.
اختيار أدوات الدراسة في البحث العلمي من الخطوات التي تحدد بناء على منهجية البحث العلمي، لذا يحرص الباحث العلمي على اختيار أدوات بحث مناسبة له ليتمكن من اختبارها وقياس جودتها، تتنوع أشكال أدوات الدراسة بتنوع المنهج والعينة ونوع وتخصص البحث القائمين على إعداده وكتابته.
6/ تحليل البيانات وتفسيرها
يتوقف الوقت والمجهود اللازمان لتحليل البيانات وتفسيرها على الهدف من الدراسة وعلى المنهج المستخدم، فقد يتراوح الوقت من عدة أيام إلى عدة شهور، وعندما تكتمل عملية تحليل البيانات ينبغي على الباحث أن يتساءل عن مدى دقة النتائج وهل تتمتع بالصدق[4]