الحضارة الموستيرية
في حدود 250000 سنة ق.م يبدأ العصر الحجري القديم الأوسط بوجهيه الثقافين الموستيري والعاتري، وتنتهي هذه الفترة في حدود 20000 سنة ق.م، ولقد عرفت هذه الفترة انتشار هاتين الحضارتين في شمال افريقيا في مجال جغرافي يشمل معظم بلدان شمال افريقيا، وعرفت انتشارا واسعا، وكان ذلك من المحيط الأطلسي غربا إلى الضفة الغربية لمصر شرقا، ومن الجنوب الجزائري إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط شمالا.
تعتبر الحضارة الموستيرية ثالث الثقافات الحجرية وهي تنتمي إلى العصر الحجري القديم الأوسط، عرفت في بادئ الأمر في فرنسا، سميت بالحضارة الموستيرية نسبة إلى موقع اكتشافها في فرنسا وبالتحديد في موقع موستيي بالدوردون، وكان الباحث قبريال مورتيي أول من أطلق هذا المصطلح على عذا الوجه الثقافي.
امتدت هذه الحضارة لأكثر من 200000 سنة، فقد أبصمت على ظهورها في حوالي 250000 سنة ق.م وامتدت إلى حوالي 35000 سنة ق.م.
وتنتشر صناعتها في العديد من مناطق الأوروبية كبلجيكا وجنوب إنجلترا وألمانيا والنمسا و إيطاليا وكذلك الشرق الأوسط خاصة في فلسطين والعراق أما في شمال إفريقيا فإن المحطات الموستيرية قليلة أو تكاد نادرة إلا أنها تتمثل في بعض محطات مثل تافورالت و كيفان بلغوماري ، فقد وجدت في تونس بموقع وادي العقاريب بالقرب من قابس وموقع القطار بالقرب من قفصة.
أما في الجزائر، فإلى جانب بعض مواقع الأطلس الصحراوي التي لا تزال معرفتنا بها محدودة، نذكر موقع موقع تين نتاناتا بالصحراء الجزائرية، موقع الرطايمية، ومغارة تيمة قرب وادي رهيو حوض الشلف.
أما في المغرب الأقصى فإن موقع جبل ارحود يعد من المواقع الموستيرية بما احتواه من بقايا بشرية زيادة على الأدوات الحجرية.
والجدير بالملاحظة أن الأدوات الموستيرية التي عثر عليها في بلاد المغرب القديم فيما عدا موقع القطار تكشف عن صناعة رديئة وغير متطورة، مما أدى بعض الباحثين تسميتها بالعاترية البدائية.
1.تقسيمات الحضارة الموستيرية
تم تقسيم هذه الحضارة بالاعتماد على التطورات الملحوظة في التركيبة الصناعية الحجرية، وهي كالآتي:
أ.الموستيري ذو التقليد الأشولي:
تعود هذه التسمية لوجود الفؤوس اليدوية التي تميز الحضارة الأشولية، فقد عرفت هذه المرحلة استمرارية وجود الفؤوس اليدوية وخاصة منها القلبية الشكل.
ب. الموستيري النموذجي:
يتميز على العموم بنسبة مرتفعة من المحكات، إلى جانب نسبة ضئيلة من ذات الوجهين.
ج.الموستيري المسنن: في هذه الفترة غابت معظم الأدوات المذكورة سابقا، وعرفت نسب هائلة من الأدوات المسننة.
د.الموستيري من نمط كينا:
يتميز هذا النوع بارتفاع نسبة المكاشط مقارنة باأدوات الأخرى
ه. نمط فيراسي (Ferrasse)
مأخوذة من اسم موقع في منطقة بيريغو (Perigord) فهو يختلف عن الأنماط الأخرى، ويتميز بارتفاع نسبة المكاشط مقارنة بالأدوات الأخرى.
ومن أهم الخصائص الأدوات الموستيرية ك نجد الأدوات الحادة والمكاشط تكمن أولا بالذات في فن نحتها وفي مدى حرص أصحابها على فن التشذيب.
2.خصائص الصناعة الموستيرية
تأتي الصناعة الموستيرية زمنياً بعد الصناعة الأشولية، وتعتبر أشهر و أكثر انتشاراً منها، وتمثل أهم الصناعات العصر الحجري القديم الأوسط، ولقد أظهرت الدراسات هيمنة المكاشط والحراب والأدوات المسننة في تلك الصناعة مع وجود بعض الأدوات التي ميزت العصر الحجري القديم الأعلى، ولكن باستعمال معيار وجود أو عدم وجود الطرق الليفولوزي 1 يقول مارسيل أوت (Marcel otte) حول التقنية الصناعية الموستيرية ما يلي«...ملاحظة أساسية تبرز لنا مضمون الأدوات الموستيرية والتي تتميز بنهايات تيبولوجية قليلة مستقيمة وغير محددة لتسهيل استخدامها حيث أن النهايات قاسية والأدوات المركبة موجودة أيضا والصناعة الموستيرية جد مختصة، بالإضافة إلى وجود أدوات ذات الوجهين خاصة في المراحل الأولى، والرؤوس الموستيرية، وعلى العموم تمثلت الأدوات في محكات ومكاشط، أدوات مسننة وذوات الحزات.
التقنية اللفلوازية
3.إنسان الحضارة الموستيرية
يتمثل صانع هذه الحضارة في انسان نياندرتال، فقد ظهر هذا النوع في أوروبا حيث تم اكتشافه بمحاذة نهر نياندر بألمانيا سنة 1856. وقد عاش هذا النوع في حدود 125000 سنة إلى غاية 40000 سنة، ورغم تنوه الاكتشافات من الناحية الفيزيولوجية طيلة هذه الفترة إلا انهم تميزوا بخصائص مشتركة تتمثل فيما يلي:
- إن قامة انسان نياندرتال قصيرة نسبية –( لا يتعدى معدل طوله 1.55 م)
- تقدر السعة الدماغية لإنسان نياندرتال بـ 1600 إلى 1700 سم².
- رأس كبير الحجم، أطراف تبدو إنسانية غير أن الساعد والساق بالنسبة إلى الذراع والفخذ.
- أقواس الحاجبين غليظة وشبه دائرية، والجبهة شديدة الانحدار
- الانف بارز وعريض جدا
- الفك السفلي
- الأسنان كبيرة لكنها بملامح بشرية.
نماذج لجماجم إنسان نيندرتال