الحضارة الألدوانية
1.تعريف الحضارة الألدوانية
تضم إفريقيا أقدم وأهم المواقع الأثرية لفترة ما قبل التاريخ في العالم، خاصة في الجزء الشرقي و الجنوبي منها، و قد سجلت هذه المواقع آثارا لأقدم تعمير بشري يرجع إلى فترة نهاية البليوسان و بداية البلايستوسان، أي من حوالي 2.5 مليون سنة وأشهر موقع في هذه المنطقة هو موقع ألدوفاي المتواجد جنوب بحيرة فكتوريا، في شمال تنزانيا، اكتشف فيه الباحث ليكي (L.S.B. Leakey) سنة 1930 خلال حملة البحوث و الحفائر المكثفة في شعب الدوفاي، أقدم صناعة حجرية سميت بالصناعة الحجرية الألدوانية نسبة له، إضافة إلى بقايا بشرية و حيوانية ترجع لنفس الفترة (Clark, 1961; Leakey1971). بحوث و اكتشافات أخرى أظهرت تواجد هذا النوع من الصناعة الحجرية في العديد من المواقع جلها في شرق و جنوب إفريقيا، بخصائص محليّة، و بتأريخات متباينة تمتد بين 2.6 و 1.5 م.س (1998 ,Ludwig & Harris). هذه المجموعات الصناعية البدائية صنفت بطرق مختلفة حسب اختلاف إطارها المكاني و الزماني، فبالنسبة لأولدوفاي فقد عرفت بـ : الألدواني و الألدواني المتطور (1971 ,Leakey)، أما فيما يتعلق بموقع كوبي فورا الكيني (Koobi Fora)، فقد عرفت بالصناعة الحجرية "KBS" ذو خصائص الألدواني، و "Karari" ذو خصائص الألدواني المتطور (1978 ,Harris) و الكل ما هي إلا أوجه ثقافية محلية للصناعة الحجرية ما قبل الأشولية في إفريقيا، وبسبب كثرة انتشارها و تشابه خصائصها إعترف بها كمركب صناعي (1983 ,Harris). امتد الألدواني فترة زمنية تفوق المليون سنة، وتطور في نهايته الى الصناعة الآشولية(2000 ,Semaw).
أما في باقي مناطق العالم، فمواقع الألدواني نادرة جدا، فبالنسبة لشمال إفريقيا فهو معروف فقط في موقع عين الحنش بالهضاب العليا الشرقية للجزائر، الذي يعتبر حاليا أقدم وأهم موقع في المنطقة، حيث استخرج منه مركب صناعي ألدواني متجانس شبيه بالمجموعات الصناعية لمواقع البليو- بليستوسان لإفريقيا الشرقية، مثل مواقع ألدوفاي و كوبي فورا. و الدراسة التكنولوجية لهذه الصناعة الحجرية أكدت احتوائها على خصائص المركب الألدواني و مكوناته من النموذج التكنولوجي الأول و أما في المنطقة الأورو- آسيوية فالمواقع التي أعطت مركبات صناعية حجرية من النموذج التكنولوجي الأوّل ذات خصائص الألدواني، قليلة جدًا وهي منحصرة في كل من موقع دمانیسی (Dmanisi) بجمهورية جورجيا ، موقع العبيدية Ubeidiya) بفلسطين و مواقع البليستوسان الأسفل بإسبانيا، في كل من منطقة Orce-Venta Micena و موقع TD6 بسييرا أتابويركا (Sierra Atapuerca).
2.مميزات الصناعة الحجرية الألدوانية
على ضوء نتائج البحوث والاكتشافات الحديثة للألدواني في بعض مناطق العالم، وبالأخص في شرق
وجنوب إفريقيا، تم التعرف على أهم مميزات وخصائص هذه الصناعة الحجرية البدائية وهي:
-المركب الصناعي الألدواني هو أبسط مركب صناعي حجري، وهو يعرف كذلك بالصناعة الحصوية أو صناعة السوبر. وقد أشار الباحث كلارك 1969 Clark في تصنيفه لهذه الفترة التكنولوجية بالنموذج التكنولوجي الأول، المتكونة من الأدوات الحجرية التالية:
-حصى مشذبة ونواة (شوبر بوجه واحد ووجهين، متعددة الصفحات، حصى شبه كروية وكروية
ناتج التقصيب) شظايا عادية ومهذبة وقطع مختلفة.
- أهم تقنيات التشذيب المستعملة هي الطرق المباشر بالطارق الصلب الملاحظ في موقع قونا، أولدوفاي و عين الحنش و تقنية التشذيب الثنائي القطب المعروف في موقع أومو (Omo) بإثيوبيا و تبقى تقنية التشذيب بالطارق الصلب هي التقنية الأكثر استعمالا وتعبر على حركة جد بسيطة: طرق أداة بأداة أخرى. وحسب الباحثة Roche يمكن التكلم في هذه الحالة على قياسية واستقرار في الحركة البسيطة، أما عن ناتج التقصيب فهو ذو تنوع كبير، وأصناف الأدوات الحجرية المعروفة ليست نتيجة تخصص وضيفي مقصود (Roche1980).
- كل المجموعات الصناعية المؤرخة ما بين 2.6 و 1.5 م.س تصنف كصناعة ألدوانية، وهذا بسبب تشابه مكوناتها و كذا بساطة الأدوات الحجرية و تقنيات التشذيب التي استعملها إنسان هذه الفترة، مع بروز بعض الخصائص المحلية مثل الصناعة الحجرية بكوبي فورا.
- دام الألدواني أكثر من مليون سنة و تميّز حسب بعض الباحثين بالإستقرار التكنولوجي (1997 ,.Semaw et al)، بينما اقترح باحثون آخرون النمط التطوري للألدواني، إعتمادا على بعض مواقع البليوسان المؤرخة بأكثر من 2 م . س والتي عثر فيها على صناعة حجرية يُعتقد أنها أقل تطورا من الألدواني الحقيقي، حيث تتميز بنقص في كثافة الأدوات الحجرية وكذا في درجة إتقان الصنع مثل موقع 1 Lokalales غرب توركانا بكينيا، وموقع أومو Omo بإثيوبيا. فاقترحوا تسمية هذه الفترة بما قبل الألدواني أو الوجه الثقافي الشنغوري اعتقادا منهم أن إنسان ما قبل 2 م.س كانت قدراته لصناعة الأدوات الحجرية محدودة مقارنة مع إنسان المرحلة الألدوانية الحقيقية.
إلا أن اكتشافات أخرى في نفس المنطقة أكدت فكرة القائلين بالاستقرار التكنولوجي للألدواني، خاصة موقع قونا بإثيوبيا، الذي يعتبر أقدم موقع مكتشف إلى يومنا هذا مؤرخ بـ 2.6 م.س، والذي أعطى أدوات حجرية متقنة الصنع تنسب إلى الألدواني، إضافة إلى موقع لوكالالاي 2 Lokalalei بكينيا المؤرخ ما بحوالي 2.3 م س.
وأما بالنسبة لموقع 2 Lokalali الذي لا يبعد عن موقع 1 Lokalali إلا بكيلومتر واحد، و كلاهما في أفق ستراتيغرافي واحد مؤرّخ بين 2.4 و 2.3 م.س عثرت فيه الباحثة Roche على مركب صناعي ألدواني أكثر إتقانا من الموقع المجاور (1999 ,Roche et al).
تعتبر إذا هذه المواقع دليلا على قدم المركب الصناعي الألدواني، وكذلك على استقرار في التكنولوجيا التي كانت من وراء إنتاج هذه الصناعة الحجرية، إضافة إلى الأهمية الكبرى التي يحظى بها كل من موقعي قونا (Gona) و بوري (Bouri) المتكاملين حيث أنهما ألقيا الضوء على جانب من السلوك البشري كان غامضا، فالأول بأدواته الحجرية المتقنة و الوفيرة، و الثاني بأدلة استعمال هذه الأدوات الحجرية في نشاط الجزارة، بعد جلب المادة الأولية من مسافات بعيدة أما عن التباين الملاحظ في المجموعات الصناعية من موقع إلى آخر، فهي راجعة أساسا إلى نوعية المادة الأولية و كذا تنوعها و توفرها أكثر من كونه تنوع مقصود في المنتوج الصناعي فبساطة الأدوات الحجرية لموقع أومو سببها المادة الأولية المستعملة و المتمثلة في حصى الكوارتز الصغيرة الحجم التي جلبت من مسافات بعيدة، و الحجم الصغير للأدوات الحجرية لموقع كوبي فورا، و نقص في الحصى شبه الكروية و الكروية الشكل راجع هو الآخر للمادة الأولية الصغيرة الحجم التي لا تمنح للصانع إلا حلولا محدودة، و أما بالنسبة للنوعية الجيّدة للأدوات الحجرية لموقع قونا مثلا يمكن تفسيرها بتوفر المادة الأولية ذات نوعية التشظية الجيدة و سهولة اقتنائها فهي متوفرة في المجاري المائية المحاذية للموقع
وبصفة عامة يتميز الألدواني بالخصائص التالية:
أ. تكنولوجية بسيطة: وهذا ما تثبته بساطة مكونات هذا المركب الصناعي الذي يتكون من مجموعتين: حصى مشذبة ونواة شظايا وقطع ناتجة عن عملية التشذيب. إلا أن هذه التكنولوجيا البسيطة تتطلب امتلاك مهارة وسيطرة في حركة التشذيب لخصها الباحث وتتمثل فيما يلي:
1. تحديد زاوية ملائمة للطرق، وتكون زاوية حادة أي أقل من °90.
2. تعيين نقطة الطرق، وعامة ما تكون بحوالي 1 سم من زاوية الطرق.
3. استعمال القوة اللازمة في الطرق لاستخراج الشظية.
ب.درجة منخفضة من القياسية: وهذا يلاحظ بعدم استقرار وتنوع في أشكال الأدوات الحجرية الناتجة من عملية التشذيب. أما عن الأصناف المعروفة في الصناعة الحجرية الألدوانية فهي ليست نتيجة تخصص وظيفي مقصود.
ج.تكنولوجية ملائمة وسريعة: طبيعة المركب الصناعي الألدواني وبساطته دفعت بعض الباحثين لوصف التكنولوجية الألدوانية بكونها تكنولوجيا ملائمة وسريعة.
أما الباحث بانفورد (Binfrod 1979) من جهته فرق بين نوعين من الأدوات الحجرية، نوع يحتفظ به لاستعمال مستقبلي (curated tools) ونوع صنع للإجابة على حاجة فورية (Expedient tools). ويمكن تعريف استراتيجية التكنولوجية الملائمة والآنية التي تتميز بها جزء من الصناعة الحجرية الألدوانية بكونها فعل مقصود لحاجة مبرمجة عن طريق:
-استعمال تكنولوجية بسيطة للحصول على الأداة وفق الحاجة.
-استعمال الأداة لمدة زمنية قصيرة.
-إهمال الأداة في الموقع بعد الاستعمال مباشرة.
ولتوظيف هذه التكنولوجيا يستلزم كشرط أساسي توفّر المادة الأولية في الموقع الذي تصنع فيه الأداة وتستعمل. وتكون من إيجابيات التكنولوجيا الملائمة والآنية توفير الطاقة والجهد من جراء نقل المادة الأولية، إضافة إلى توفير الوقت من جراء الحصول السريع على الأداة هذا ما لاحظه الأستاذ سحنوني في بعض مكونات الصناعة الحجرية لموقع عين الحنش، خاصة منها العناصر المهدبة غير مشدّبة، التي توحي بتكنولوجية آنية وسريعة، وهذا لمواجهة الظروف المعيشية القائمة على الصراع مع الحيوانات الأخرى أكلة اللحوم التي تستلزم صناعة أداة فعالة في أسرع وقت ممكن .
ج.الانتهازية وبذل أدنى الجهد (Opportunism & least effort): بينت الدراسة التجريبية التي قام بها الباحث توث (Toth 1982 1985أن الأدوات على الحصى الألدوانية التي صنفتها الباحثة ليكي
(1997 (Leakey، ما هي إلا حصى مشدّبة بامتدادات مختلفة، أنتجت عن طريق تشذيب انتهازي لأشكال مختلفة من الحصى لغرض إنتاج الشظايا وهذا انطلاقا من استراتيجية بذل أقل الجهد في استغلال المادة الأولية وإنتاج الأدوات الحجرية .
3. الصانع الألدواني أو الإنسان الألدواني
نوعان من السلالات البشرية ترشح بكونها أقدم صانعة للأدوات الحجرية الألدوانية، وهي التي عاشت في حدود 2.5 م.س بشرق إفريقيا. أولها إكتشافا هو Australopithecus boiset/aethiopicus الذي عثر
عليه في كل من موقع أومو، وفي غرب توركانا وفي السنوات الأخيرة، اكتشفت بقايا عظمية بشرية في موقع بوري بمنطقة أواش بإثيوبيا، أطلق عليها اسم (Australopithecus garhi) ويعتبر الكثير من الباحثين أن هذا الأخير هو صانع و مستعمل أقدم الأدوات الحجرية في المنطقة. ومما لا شك فيه أن الإنسان القديم المنتمي إلى نوع Homo الذي اكتشف في كل من موقع أومو 2.4)- 2 م.س)، و موقع هادار 2.4 2.3 م.س)، و المتزامن مع الصناعات الحجرية لنفس المواقع ومواقع أخرى مثل لوكالالي (كينيا)، هو صانع ومستعمل للأدوات الحجرية، وستدل الإكتشافات والدراسات المستقبلية حتما على من هو صانع الأدوات الحجرية.
4. موقع عين الحنش -الجزائر، سطيف -
يعتبر موقع عين الحنش من أقدم المواقع فترة ما قبل التاريخ في افريقيا والعلم، فقد تم اكتشافه من طرف الباحث كامي أرامبورغ CAMILLE ARAMBOURG خلال بحوثه الباليونتولوجية التي خصت الترسيبات القارية لمنطقة العلمة والتي بدئها سنة 1931. وقد ركز هذا الباحث في دراسته على الضفة اليسرى لوادي عين بوشريط، أين عثر على بقايا حيوانية كثيرة، واكتشف في الضفة اليمنى موقعا غنيا بالبقايا الحيوانية أطلق عليه أسم عين الحنش، وخلال حفرية 1947 استخرجت من الموقع الجديد ولأول مرة في شمال إفريقيا صناعة حجرية مشتركة مع البقايا الحيوانية ترجع لفترة البلايستوسان الأسفل، متمثلة في حصى مشذبة (حصى متعددة الصفحات، شبه كروية، وكروية الشكل) منتمية إلى النموذج التكنولوجي الأول شبيه بالصناعة الحجرية المعروفة بموقع ألدوفاي بتنزانيا وكوبي فورا بكينيا.
أ.الإطار الجغرافي
يتواجد موقع عين الحنش ببلدية قلتة الزرقاء، على بعد حولي 7 كم من دائرة العلمة، بولاية سطيف، وهو محصور بالإحداثيات الجغرافية التالية: خطي الطول 60° 3 و 70 ° 3 شرقا، و خطي عرض 20° 40 و 30° 40 شمالا. والموقع مرتفع على سطح البحر بحوالي 967 م، وهو محاط بمجموعة من الجبال أهمها: امجونس وجميلة شمالا، جبل تافوداشت وجبل دوار بلهوشات شرقا، وغربا جبال ولاد صابور، وهو متواجد على أرض فلاحية ملك لعائلة ثابت بمشتى بني براهيم.
ينتمي موقع عين الحنش إلى منطقة الهضاب العليا المعروفة بمساحاتها الواسعة، وقلة نباتاتها الطبيعية، والمنطقة ذات مناخ قاري ومتعرضة لتأثيرات البحر الأبيض المتوسط، وهي تمتاز ببرودة قاسية شتاءا مع تساقط الثلوج، وبصيف حار وجاف، حيث يتراوح تساقط الأمطار بين 300 و 500 مم سنويا.
ب. الجانب الجيولوجي لموقع عين الحنش
من الجانب الجيولوجي، تنتمي تكوينات عين الحنش وعين بوشريط إلى توضعات قارية – نهرية-بحيرية لحوض بني فودة الواقع شمال شرق مدينة سطيف والتي يرج تكوينها بين الميوسان الأعلى إلى البلايستوسان الأعلى. حيث قدمت هذه المنطقة ثلاثة تكوينات رسوبية هامة وهي من الأقدم إلى الأحدث وهي:
واد لعطش: وهي عبارة عن طبقة أفقية لحشاد ذو لون أبيض لاحتوائها على الكربونات.
واد عين بوشريط: هي عبارة عن طبقة من الحشاد المتماسك، أسمنته تتكون أساسا من الكربونات وتحتوي على نسبة كبيرة من الرمل الخشن، أما وجود المستحاثات الحيوانية فلها علاقة بالمستوى الأعلى بحيث تعرف عليها الباحث أرامبورغ.
واد عين بوشريط: يتكون محتواه الرسوبي على 6 وحدات (O,P,Q,R,S,T) ويبلغ سمكها 30 م، والمستوى T هوى المستوى الأثري للموقع.
ج.الصناعة الحجرية والبقايا البالونتوجية (العظمية)
تنتمي الصناعة الحجرية لموقع عين الحنش بمختلف مستوياتها إلى النموذج التكنولوجي الأول، وهي شبيهة بالمجموعات الصناعية الحجرية الألدوانية لمرحلة البليوبلاستوسان (البليوسان مرحلة جيولوجية تتمني إلى الزمن الجيولوجي 3) المعروفة في افريقيا والمؤرخة بين 2.6 م س و 1.5 م س، كموقعي ألدوفاي وكوبي فورا، وهي متكونة من نوعين أساسين من الأدوات الحجرية حصى مشذبة وناتج التقصيب (الشظايا والأجزاء)
تتميز هذه الصناعة الحجرية بأحجامها المتباينة فلم يكون التشذيب موحدا، ومورفولوجية الحصى المشذبة ذات النسق المختلف، أما المواد الأولية المستعملة فهي تتكون من نوعان أساسيان وهما الحجر الكلسي والصوان، مع استعمال قليل للأنواع الأخرى كالحجر الرملي والكوارتزيت، وهذه المواد الأولية متوفرة بضواحي الموقع.
ولقد أسفرت الأبحاث الحديثة في موقع عين الحنش على بقايا عظمية تحمل آثار الجزارة (آثار لقطع العظام) وهذا يعتبر دليلا على تدخل الإنسان على هذه المادة العظمية.
د.تأريخ الموقع
طبقت طريقة المغناطيس القديم في تأريخ موقع عين الحنش، ولقد أسفرت النتائج على تأريخ يتراوح بين 1.7 م س و 1.9 م س، وكان ذلك من خلال توجد شحنات المغناطيس في بعض مستويات موقع الدراسة، بالإضافة إلى الأنواع الحيوانية المكتشفة والتي تحمل دلالات على تواجدها في فترة البلايستوسان الأسفل، بالإضافة إلى البقايا الحجرية التي تشابه تلك الأدوات المكتشفة في موقع ألدفاي بتنزانيا و المؤرخة بين 1.7 و 1.9 م س.
ه.موقع عين بوشريط: يعتبر موقع عين بوشريط كأقدم موقع في شمال افريقي، واكتشفت فيه صناعة حجرية قديمة وهي مصنفة ضمن النمط التكنولوجي الأول، وهي مشابه لتلك الاتي اكتشفت في افريقيا الشرقة وذلك في المواقع الألدوانية القديمة، ولقد طبقت طريقتين لتأريخ بحيث تم الاعتماد على المغناطيس القديم وطريقة الرنين المغناطيسي الإلكتروني على حبيبات الكوارتز، ولقد أرخ الموقع من خلالهما بين 1.9 و2.4 مليون سنة، وهذا ما جعل من موقع عين الحنش من بين أقدم المواقع الألدوانية في العالم.
نماذج للأدوات الحجرية الألدوانية