1 –استحالة عدم الاتصال:بحيث يعد رفض الاتصال مع شخص ما اتصالا في حد ذاته،كما يرىفاتزلافيكوبأنه لا يمكن الحديث عن عدم وجود سلوك فعدم وجود السلوك في حد ذاته هو رسالة نوجهها للآخر.
2 – مستوى الاتصال (المحتوىوالعلاقة): إن أي رسالة لها مظهرين أحدهما هو المحتوى والذي يسميه فاتزلافيكindiceالمؤشر وهو المعلومة في حد ذاتها، كما أن هناك المظهر الثاني وهو العلاقة والتي يسميها ordre الأمر وهي الطريقة التي يجب أن تسمع بها الرسالة، وبالتالي تحدد العلاقة بين المتحادثين، إذن إذا عدنا الى أي اتصال بشري فإننا نجد أن أي علاقة إنسانية ترتبط بمحتوى وعلاقة أي بمؤثر وأمر، فالأول ينقل معلومات الاتصال، والثاني يحدد الكيفية التي من خلالها فهم هذه المعلومات.
(j,p,watslawick,1966,p 50).
3 – ضبط وحدات متتالية للأحداث «ponctuation des séquences des faits»:
نلاحظ في هذه المسلمة خاصية أخرى من الاتصال فكل تفاعلاوتبادل للمعلومات بين فردين تعد بالنسبة لملاحظ خارجي متتالية من الاتصال، والتي يمكن اعتبارها وحدات متقطعة من التبادل وفي كل هذه التبادلات يحدث المتحادثان ما يصطلح عليهما باتسونBateson "وجاكسون "D.d Jackson"ضبط وحدات الأحداث" ponctuation des séquences faits "وفي هذا الصدد يقول الباحثان سابقان الذكر بأن العملية تشبه عمل الأخصائي النفساني السلوكي فهو يعتمد على مبدأ المثير والاستجابة كما أنه يحدد ملاحظته وانتباهه على وحدات معنية من التبادل وبالتالي ملاحظة المثير، الاستجابة، المدعم وفي هذه الدائرة المغلقة يستطيع الأخصائي الحديث على علم نفس الشخص المراد دراسته ( مثير، تعزيز، استجابة ) والمراد هنا هو أن المثير نفسه قد يصبح معززا والمعزز قد يصبح استجابة، فلو فرضنا مثلا "أ" هو المثير والذي تليه الاستجابة "ب"وعزز بـ "ج" قد يحدث أن "ب" هو المثير و "أ" هو الاستجابة في إطار نسق يتفاعل لأن مفعول "أ"– على" ب" يوجب ردة فعل من "ب" على "أ" وهكذا عند دخول متغيرات أكثر.
إن الإخلال بضبط هذه الوحدات من التبادلات العلائقية هو وراء العديد من الصراعات العلائقية خاصة داخل الزوج، حيث يساهم الزوج باتجاهه المنطوي السلبي، في حين أن الزوجة تساهم بالمقابل بالنقد الحاد والجارح وعند الحديث عن إحباطها، فإن الزوج يقول بأن الانسحاب والانطواء هو حله الوحيد أمام حدة انتقاد زوجته، وهي في المقابل ترى بأن سلبيته وانطوائه هو ما دفعها الى هذه الحدة في الانتقاد وفي كل مرة يدخلان في صراع نجد هذه التبادلات التالية:
" أنا منسحب لأنك حادة الانتقاد" وهي تقول " أنا حادة الانتقاد لأنك دائما منسحبوسلبي وقد أعطىفاتزلافيكتوضيحاغرافيا لهذه العملية بالمنحنى البياني التالي:
|
زوج |
زوجة |
ينسحب |
حادة الانتقاد |
حادة الانتقاد |
حادة الانتقاد |
ينسحب |
ينسحب |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
شكل رقم () يوضح ضبط وحدات متتالية للاحداث(j,p,watslawick,1966,p 54).
4 –الاتصال اللفظي والغير لفظي:Analogique et Digital: إن هذين النمطين من الاتصال حددهمافاتزلافيككرابع مسلمة من مسلماته حول الاتصال حيث يقسم الاتصال بين الأفراد إلى اتصال لفظي يطلق عليه اسم " digitale " وهو يقصد هنا اللغة التي يستعملها الأفراد من أجل التواصل فيما بينهم بما تحمل هذه اللغة من دوال( الرموز، الكلمات) والمدلولات وهي ماهية الأشياء المراد الحديث عنها أي الأشياء في حد ذاتها سواء كلمات أو جمل.
أما النمط الثاني من الاتصال فهو النمط الغير لفظي والذي يصطلح عليهفاتزلافيك Analogiqueوالذي يعرفه حسبه بـ " عمليا هو جميع أنواع الاتصال الغير لفظية لكن هذا المصطلح قد يكون عاما جدا فالمقصود بأكثر دقة هو حركات الجسم أو سلوكات الجسم العامة بحيث يجب إدخال كل ما هو حركي، إيماءات الوجه والجسم، نبرة الصوت، حدة الكلمات" (j,p,watslawick,1966,p 60).
ويرىفاتزلافيك دائما أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد القادر على استعمال هذين النمطين من الاتصال معا.
5–التفاعلات التناظرية والتكاملية:interactionsymétrique et complémentaireهنا الأمر يتعلق بتفاعلات تتأسس إما على المساواة أو على الاختلاف، في الحالة الأولى أي في حالة المساواة(ونقصد هنا التفاعل التناظري).
فالطرفين لهم توجه اكتساب سلوك مرآتي كما يصطلح عليهفاتزلافيكفتفاعل الطرفين يكون تناظري، وهذا ما يؤدي في غالب الأحيان إلى صراع كبير لا يتنازل فيه أحدهما للآخر والتناحر هو المآل دائما، أما في النموذج الثاني أي التفاعل التكميلي فسلوك أحد الطرفين يكمل سلوك الآخر.
إذن فالتفاعل التناظري يتميز بالمساواة وتصغير الفرق بين الطرفين إلى أبعد الحدود بينما في التفاعل التكاملي فالأساس هو توسيع الاختلاف وهذا ما يخلقفي هذا النوع من الاتصال وضعيتين مختلفتين، الأولى أن أحد الطرفين يأخذ الوضعية العليا والآخرالوضعية السفلى لكن هذالا يعني بالضرورة وضعية جيدة وسيئة أو قوية وضعيفة وإنما الإشكال يطرح هنا في الصلابة في البقاء في أحد الوضعيات.