إن المقاربة النسقية من وجهة النظر الإبستيمولوجية والمنهجية، تعتمد على ثلاث مقاربات نظرية هي :

-    النظرية العامة للأنساق.

-    نظرية الاتصال لمدرسة بالوالتو.

-    النظرية البنائية.

 

1- فيما يخص النظرية العامة للأنساق:

كان بارتالونفي(Bertalanfey) 1901-1972 من أوائل المنظرين لهذه المقاربة، حيث عمل على دمج العديد من العلوم الطبيعية والاجتماعية، كما أنه حاول إيجاد مبادئ موحدة فيما يخص الوحدة الطبيعية، حيث كان في القديم عامة العلماء يحاولون تفسير الظواهر الملاحظة بتقسيمها وتصغيرها إلى وحدات صغيرة ثم محاولة العمل عليها(كل جزء مستقل عن الآخر) لكن كانت دائما ما تطرح إشكالية تنظيم هذه العناصر فيما بينها والتفاعل القائم بين مختلف هذه العناصر فلم يكن من الممكن العمل مع الأجزاء منفردة، كما لاحظ بارتلونفي أن هناك العديد من الظواهر تنطبق عليها مجموعة من القوانين المتشابهة إذن فحسبه الأنساق متشابهة سواءً عند البشر، الحيوان، أوفي الظواهر الاجتماعية، هذا مادفعه إلى وضع القوانين العامة للأنساق والتي سنراها في محاولة لاحقة.(M Elkaim, 1995)

2-النظرية البنائية: بالنسبة للنظرية البنائية وعلاقتها بالمقاربة النسقية نستطيع ملاحظة النقاط التالية:

1-أن الإنسان وحده هو المسؤول عن تفكيره، عن معارفه وأفعاله إنه الوحيد الذي يعرف أنه يعرف، ويفكر بأنه يفكر.

2-يشكل الإنسان الجزء الأكبر من عالمه، ومعرفة كيف يبني هذا العالم من الممكن أن يساعدنا في فعل شيء مغاير (من الممكن إلى الأحسن).

3-إن المعرفة لا تساعدنا على فهم عالم موضوعي خارج عن ذواتنا، لكن تساعدنا بناءً على خبراتنا والتي نعطيها معنى، فالبنائية ترفض فكرة المعرفة كانعكاس للواقع، من اجل معرفة تلائمنا، بمعنى معرفة تسمع بالتكهن، تشجع أو تتقي ظاهرة او ظاهرة أخرى.

4-البنائية تسمح للعالمين في الحقل الاجتماعية بالتخلي عن فكرة الحصول على المعارف دقيقة وموضوعية فالمثالية العلمية التي كان يبحث عنها سابقا، بحيث أصبح من الممكن الحديث عن المعارف شخصية وهذا بإدخال القناعات الاجتماعية، الدينية، السياسية في معنى الواقع حيث لا نفصل بين المعرفة والفعل.

5-إن البنائية من الناحية الأخلاقية تُلزم الباحث بفكرة التحمل والمسؤولية والحرية.

 (j,p,watslawick,1966)

3-بالنسبة لنظرية الاتصال لبالوالتو: نجد الأفكار والمفاهيم التالية:

-    إن الاهتمام في العلاقات الإنسانية يجب أن يتركز على آثار الاتصال وعلى السلوكات المنتظرة، حيث أن كل سلوك له قيمة اتصالية سواءً ما تعلق منها بالحقائق الفردية، الأسرية أوالاجتماعية.

-    عملية الاتصال عملية دائرية (circulaire)، بحيث أن كل سلوك هو استجابة لسلوك قبله، فلايجب أن نبحث عن الأسباب أو الآثار، فعلى التوالي كل سلوك هو نتيجة وسبب.

-    إن معنى أي سلوك لايمكن فهمه إلا في إطاره الذي يحدث فيه، الملاحظ ينتمي إلى هذا الإطار، إذن فالسوي والطبيعي حسب هذه النظرية هو نسبي مربوط بمسارات تفاعلية أكثر منه بإسهامات فردية.

-    تعطي نظرية الاتصاللبالوآلتو قيمة كبيرة وثمينة للاتصال المتناقض (Paradoxale)، حيث أن كل الرسائل تمر بميزة من الأوامر(injonctions)متزامنة ومتناقضة، بحيث لا يمكن الطاعة دون العصيان كل هذا يخلق إطار من الخلط الكبير (confusions).

-    تحدد هذه النظرية بعض مسلمات الاتصال والتي سنتناولها في هذا الفصل بأكثر تفصيل(Olivier amiguer,1985).

آخر تعديل: Friday، 8 December 2023، 7:31 PM