1- طريقة المحاضرة:

تمهيد:

   إن إستراتيجية الإلقاء كانت فيما مضى هي الطريقة الوحيدة والفاعلة في مخاطبة الجماهير وإلهاب عواطفهم  وإثارة مشاعرهم، تعود جذورها إلى القرن الخامس قبل الميلاد عندما كانت شائعة  عند الإغريق، وقد اشتهر العرب بالخطابة في الجاهلية وامتد الاهتمام به إلى العصور الإسلامية، ولا يزال للإلقاء دوره  الكبير وأهميته  حتى اليوم خاصة في الجامعات، ولا يمكن التخلي عن الإلقاء  مهما تطورت طرائق التعلم والتعليم، كما تعتبر من أكثر الطرق شيوعا في التدريس في مختلف مراحل التعليم حتى الجامعي منها وتعتبر  أقدم طرق التدريس، حيث عرف أو تأصل منذ القدم أن المدرس هو الأكثر معرفة و تتم تلك الطريقة عن طريق المعلم بشكل أساسي حيث يقوم بشرح المعلومات الجديدة شفاهه وفي خلال تلك الطريقة يقوم المدرس بتوظيف طبقات صوته و كذلك حركات يديه للشرح وأعضاء جسده المختلفة، بحيث تخدم عملية الشرح وإيصال المعلومة، وتتناسب مع المقررات الدراسية الطويلة، ومع الأعداد الكبيرة من لتلاميذ (www.almrsal.com).

   تقوم علي مبدأ الإلقاء (المباشر) والشرح أو العرض النظري للمادة العلمية المراد تقديمها  من جانب المعلم،  فهو يقوم بنقل وتلقين المعلومات والمعارف العلمية بأشكالها المختلفة، من الكتاب المدرسي إلي المتعلمين، ويشرح المفاهيم والمبادئ والقوانين العلمية، مستعينا من حين لآخر بالسبورة، لشرح ما يعتقد أنه غامض علي المتعلمين، بينما يسمع المتعلم بهدوء أو يسجل الملاحظات أو بعض ما يقوله ويشرحه المعلمويتم بوساطتها تقديم فكرة أساسية بأسلوب يجذب انتباه الطلبة، ويبقى المعلم فيها الفاعل الوحيد فهو الذي يستقري هذه الأفكار، ويشرحها، ويحللها، ويدققها، ويوازن بينها، ويبقى المتعلم فيها سلبيا لا يتعدى دوره الإصغاء لمعلمه، ومن ثم إعادة ما تكلم به معلم. 

1- تعريف الطريقة الإلقائية: عرفها سعادة (1984) الوارد في يعقوب (2015)، بأنها أن يقوم المدرس بعرض المادة الدراسية بما تتضمنه من أفكار على المستمعين بهدف توصيل محتواها وتحقيق أهدافها في الوقت المتاح له، فيركز المعلم بالدرجة الأولى على  عرض ما عنده من معلومات، والانتهاء منها دون الالتفات إلى مشاركة المستمع، أو التأكد من مدى فهمه لها.                                                                   

- هي الطريقة التي تعرض فيها المعلومات والحقائق في عبارات متسلسلة، بحيث يتم شرح الموضوع المراد تدريسه تحدثاً من قبل المعلم ويقتصر دور التلاميذ فيها على التلقي والاستماع دون المشاركة، فالطريقة الإلقائية تعتمد كليا على قيام المعلم بالنقل الشفوي للأفكار والحقائق المتضمنة في المحتوى إلى المتعلمين ليتفاعلوا على نحو سماعي دون مشاركتهم إلا بالقدر الذي قد يسمح به المعلم، وليس بالضرورة أن يكون المحاضر هو المعلم نفسه، بل قد يكون ضيفا متخصصا في موضوع معين، يدعوه المعلم ليلقي محاضرته في هذا الموضوع، وأحيانا تكون مسجلة صوتيا ويستمع لها المتعلمين عن طريق الراديو أو جهاز تسجيل، أو تكون مسجلة بالصوت والصورة معا فيشاهدها ويستمع إليها المتعلمين، من خلال التلفزيون أو السينما وغير ذلك من الأشكال.

2- أهمية الطريقة الإلقائية: تعتبر من أقدم الطرائق التعليمية وأبسطها وأكثرها انتشارا فلها أهمية كبيرة، بين المعلمين، فهي تعتمد على جهد المعلم وذاكرته وغزارة معلوماته، وهي سهلة لأنها لا تتطلب أكثر من إرسال معلومات للمتعلمين الذين يستقبلونها بسهولة ويسر.  وقد انتشر التعليم بها منذ القدم، ولا تزال إذ يلقي المعلم على المتعلمين المادة التعليمية، ويشرحها، وقد يستعين بالرسوم والخرائط ووسائل إيضاح أخرى.                                 

ولا تخلو أي عملية تعليمية من الإلقاء لان المعلومات الحديثة في موضوع ما لا بد أن تلقى على المتعلم قبل أن يطلب منه تعرفها واكتشافها، وهناك من التربويين، من يفرع من الطريقة الإلقائية طرائق عدة تشتمل على (المحاضرة، والشرح، والوصف، والقصة، والعروض البصرية، والبصرية السمعية، ومنهم من يجعلها طريقة واحدة بمسماها، أو مرادفة للمحاضرة التقليدية او الحديثة (kfyat.wordpress.com).

3- خطوات إعداد المحاضرة وتقديمها: أشار معظم التربويين أن الإعداد الجيد للمحاضرة يمثل نقطة البداية اللازمة لتقديم محاضرة جيدة وناجحة، ومن أهم خطوات الطريقة الإلقائية ما يلي:                                                          

1-3- تحديد أهداف المحاضرة : هل هي محاضرة للإجابة عن استفسارات الطلاب حول عمل أو مشروع ما وتقديم ملاحظات عنه، أم محاضرة لتعميق الفهم وحل المشكلات، أم محاضرة تلخيصية  حيث تتمركز أهداف المحاضرة حول تقديم معرفة للطلاب، وأي ما كان الهدف من المحاضرة فمن المهم أن ينطلق هذا الهدف من الأهداف  العامة للمادة الدراسية التي يقوم المعلم بتدريسها.

2-3- اختيار محتوى المحاضرة وتنظيمه: وذلك في ضوء الهدف منها وطبيعة الطلاب المستهدفين بها لذا يجب أن نراعى في اختيار محتوى المحاضرة الاقتصاد وقوة التأثير ذات العلاقة بموضوع المحاضرة، ويمكن تنظيم محتوى المحاضرة وفقا لأساليب متعددة منها التنظيم التقليدي (الكلاسيكي) وذلك بتقسيم الموضوع إلى أقسام رئيسية ثم أقسام فرعية يحتوى كل منها عناصر ومعلومات وأمثلة، كما يمكن تنظيم محتوى المحاضرة بالتمركز حول مشكلة ما، يتم عرضها جنيا إلى جنب مع الحلول المحتملة لها (سحتوت، وعباس جعفر، 2014).

3-3- الاستعداد لتقديم المحاضرة: من خلال الإعداد الجيد للمواد المساعدة مثل الشفافيات والشرائح  وأوراق العمل وشرائط الفيديو والأفلام والتسجيلات والبرمجيات، والتأكد من توافر متطلبات استخدام تلك المواد في قاعة المحاضرات.

4-3- تقديم المحاضرة: ويعتمد ذلك بالدرجة الأولى على الشرح وهو مهارة مهمة لتقديم محاضرة فاعلة ويراعى فيه حسن استخدام الوقت المتاح وتوزيعه على عناصر المحتوى، وتحقيق مجموعة من الخصائص المطلوبة كوضوح اللغة والتحدث بسرعة مناسبة، والتأكيد على النقاط والعناصر الجوهرية. وإبراز الروابط والعلاقات بين العناصر المختلفة للموضوع، والاحتفاظ بانتباه الطلاب واهتمامهم. ويجب ان تكون المقدمة( الدقائق الأولى) من المحاضرة تهدف إلى توضيح أهدافها ومحتواها، وعناصرها الرئيسية، وإثارة انتباه الطلاب واهتمامهم بموضوعها. ودعم العلاقة بالطلاب وتأسيس بيئة تعلم إيجابية محفزة.

5-3- المناقشة: تهدف المناقشة إلى الاستجابة إلى احتياجات الطلاب واستفساراتهم من جهة، كما تسهم من جهة أخرى في حصول المحاضر على تغذية راجعة حول فهم الطلاب بتوجيه أسئلة إليهم ومطالبتهم بتقديم توضيحات، تكون بعد انتهاء شرح كل العناصر وقد تكون بعد انتهاء الشرح الخاص ببعض عناصر المحاضرة.                                       

6-3- الغلـق: ويتمثل عادة في صورة تلخيص للمحتوى وعناصره الرئيسية، مع إبراز العلاقات بينهما وربطها بمحتوى المحاضرات السابقة وتوجيه الطلاب إلى عمل أو تكليفات ذات صلة بالموضوع (الحريري، 2010). 

4- تقويم المحاضرة: يتم ذلك عبر أساليب مختلفة، منها طرح المحاضر أسئلة على طلابه تختص بما عالجه من موضوع المحاضرة، ويندرج ذلك تحت ما يعرف بالتقويم التكويني في مقابل التقويم  النهائي الذي يكون في نهاية المحاضرة، وقد يكون في صورة أسئلة شفوية أو تحريرية أو اختبار قصير.

ويجب أن يقوم المحاضر بعد تقديمه المحاضرة بنوع من التقويم حول أدائه ومدى نجاحه في تحقيق الأهداف المراد تحقيقها (يعقوب، 2015). 

5- ايجابيات طريقة المحاضرة: من ايجابيات هذه الطريقة أنها:

- توفر الوقت للمعلم والمتعلم، وتثير المتعلم وتبعث على انتباهه إذا أحسن المعلم تنظيمها وعرضها.      

- تساعد على تقديم معلومات إضافية غير المذكورة في المقرر التي يرى المعلم ضرورتها، حيث تعد من أفضل طرائق تقديم المعلومات الجديدة، والربط بين موضوعها والموضوع السابق.   

- كذلك عند عدم توفر الإمكانات المادية، والبيئية لتطبيق طرائق أخرى، وتسهل تحضير المحاضرات والتقارير والعروض لأنها تعتمد على معرفة المعلم المتخصصة.   

- تستخدم الطريقة الإلقائية عند تقديم موضوع جديد للمتعلمين ليس لهم به أي علم سابق به، أو عند شرح النظريات والمفاهيم التي لها دور في فهم الموضوع، عند تقديم المعلم معلومات إضافية  لا يتضمنها المقرر.   

6- عيوب طريقة المحاضرة: رغم أن طريقة المحاضرة تعتبر من أكثر الاستراتيجيات التدريس شيوعا إلا أنها تأتى في مرتبة ثانية، إذا ما قورنت بفاعلية الاستراتيجيات الأخرى، في تعليم المهارات وتغيير الاتجاهات واكتساب المعرفة على المستويات العليا كالتحليل والتركيب والتقويم. ومن عيوب هذه الطريقة:                   

- أن المعلم هو المحور الأساسي في العملية التعليمية بدلا من المتعلم، وغالبا ما تركز على التعلم المعرفي في أدنى مستوياته، (التذكر)، وتهمل الفهم والتحليل والتركيب.     

 - قد تؤدي إلى ملل المتعلمين إذا طال زمن الإلقاء، كما قد لا يستطيع المتعلم تلخيص الأفكار التي يطرحها المعلم.     

- تحتاج إلى معلم بارع في الإلقاء ذي أسلوب جذاب وشائق.                                               

- قناة الاتصال بين المحاضر والطلاب ذات اتجاه واحد، فالمحاضرة لا تزود المحاضر بالتغذية الراجعة.           

- لا تراعى إستراتيجية المحاضرة إيجابية الطلاب وما بينهم من فروق فردية ولا تشجعهم على التعلم الذاتي.               

- القدرة على المحاضرة بنجاح هو فن خاص يتوفر لدى البعض دون البعض الآخر.  

ولتحسين التدريس بطريقة المحاضرة يري معظم المختصين في استراتيجيات التدريس ضرورة إتباع الإجراءات التالية: 

- التوقف ثلاث مرات أثناء الحصة الدراسية مدة كل منها دقيقتان يسمح فيها للمتعلمين بإشراكهم بتعزيز ما تعلموه ما أمكن في عملية استنباط النتائج من المقدمات أو البحث عن الأسباب.   

- يمكن تقسيم الحصة إلى جزأين يتخللهما مناقشة في مجموعات صغيرة حول الموضوع المطروح.                   

- يعد المحاضر وسائل الإيضاح المناسبة للموضوع المطروح، تكون جذابة وبسيطة وكبيرة الحجم وواضحة.   

 - على المعلم أن ينوع من المثيرات باستمرار من الحديث إلى الصمت، ومن الألفاظ إلى المرئيات، والدهشة أحيانا بطرح مواقف مثيرة للتفكير، وتحسس المشكلات والصعوبات قبل حدوثها.   

 - كما على المعلم أن لا أن تكون مادة المحاضرة أكبر من الوقت المخصص لها، وأن يسرع في الإلقاء لإنهاء المادة، أو يتكلم بوتيرة واحدة، أو يكون متحمسا أكثر من اللازم، او أن يخاطب نفسه دون الطلاب، وأن يظن أن فهمه لغته وتعابيره يعني دائما فهم الطلاب هذه اللغة والتعابير (الحريري، 2010).

2 - الطريقة القصصية:

تعتبر القصة شكل من أشكال الأدب الشائق، فيها جمال ومتعة، ولها مقومات فنية كالفكرة الجيدة، والبناء والحبكة السليمة، والأسلوب اللغوي المناسب، والشخصيات الحية، وهي لون رفيع من  ألوان الأدب. وتعد طريقة التدريس القائمة على تقديم المعلومات والحقائق بشكل قصصي، من الطرق التقليدية التي تندرج تحت مجموعة العرض، وهذه الطريقة تعد من أقدم الطرق التي استخدمها الإنسان لنقل المعلومات والعبر إلى الأطفال، وهي من الطرق المثلى لتعليم التلاميذ خاصة الأطفال منهم، كونها تساعد على جذب انتباههم وتكسبهم الكثير من المعلومات والحقائق التاريخية، والخلقية، بصورة شيقة وجذابة.                               

والقصة التعليمية إحدى الاستراتيجيات التعليمية التعليمة ذات الأهميـة الكبيـرة فـي مخاطبة وجدان الطالب وعقله، وذلك بإحداث تنوع معرفـي مـن خـلال الأفكـار والحوادث وما يتخللها من عمليات عقلية  في الربط والتحليل والتفسير والتقويم، كما لها تأثيرا على التلاميذ فهم ينتبهون لها بإرادتهم.

1- تعريف إستراتيجية التدريس بالقصة: تعرف الطريقة القصصية بأنها النهج المتبع في الإخبار عن  الأحداث الماضية، بأسلوب فني شائق، يثير العقل والعواطف، وينمي القيم الإنسانية والمثل العليا، ويحقق الإفادة من عبرها وعظاتها.

هي سرد يقدم مجموعة من الحقائق عن الإنسان بطريقة شائقة، أو تعرض بعض المواقف والأحداث والموضوعات ذات العلاقة بشخصيات متعددة، وهي متعددة فمنها القصة التاريخية، ومنها القصة الواقعية، ومنها القصة التمثيلية.  ويري اغلب التربويين، أنها أحد الأساليب الهامة في عملية التعلم، حيث تساعد على جذب انتباه التلاميذ، وتقديم المعلومة بصورة جذابة.               

كما أن هذا الأسلوب مهم للتوضيح وإثارة دافعية المتعلمين، وعامـل مهم في نشر الاتجاهات الإيجابية، وتعديل السلوك، والـدعوة  إلـى التحلـي بمكـارم الأخلاق، خاصة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة، ذلك ان التلاميذ يحبون الاستماع إلى القصص والروايات، وتتفق مع ما لديهم من خيال واسع. والسرد القصصي هو نقل القصة شفويا، إذ إن سماع القصة أسهل وأمتع من قراءتهـا بالنسبة للتلاميذ، وذلك يتوقف على إجادة السرد (بركات، واحمد، 2010).

2- أشكال السرد القصصي: السرد هو أسلوب من الأساليب المتّبعة في القصص والروايات وكتابة المسرحيات، يعد أداةً للتعبير الإنساني، ويقوم المعلم بتحويل المعلومة إلى كلام مع ترتيب الأحداث. للسرد صيغ متنوّعة؛ حيث يمكن أن يروى شفهيا أو كتابة، أو أن يكون عن طريق الصور والإيماءات، ويكون أيضا بصيغٍ أخرى(www.al3nan.com).
ومن أشكال السرد القصصي:                                                                                                    

1-2- السرد القصصي اللفظي، حيث يقوم المعلم بالسرد للقصة مع حركات وتعبيرات الوجه واليدين، وتغيير نغمات الصوت.                                                                                          

2-2- السرد القصصي المزود بالصور، من خلال عرض المعلم للصور والتعليق عليها بطريقة سردية.  كما إن قصص الأطفال لون أدبي قرائي متعدد المضامين، وتـشتمل على عناصر بناء القصة للكبار مثل: (الحدث، والشخصية، والحبكة، البيئة الزمانيـة والمكانَية، والأسلوب، والعقدة، والحل)، مع مراعاة البساطة لتناسب المراحل العمرية للأطفال.

وإستراتيجية السرد القصصي تقوم على بعدين رئيسيين، هما تنظيم محتوى الموضوعات في شكل قصص، ومراعاة قواعد السّرد، وكيفية استخدامه بالطريقة الشفوية.                                     

3- أهمية الطريقة القصصية: أشار معظم التربويين الذين تطرقوا لهذه الإستراتيجية، إن إستراتيجية السرد القصصي تعتبر أداة فاعلة في تنمية الجوانب اللغوية، واستثارة دافعية الطلبة، كما تشكل  رافدا أساسيا لهم بما تقدمه من المواقف والخبرات والصور الذهنية التي يمكن توظيفها في الحياة اليومية  مثل اللغة والتفاعل الاجتماعي، وتسهيل تذكر الأحداث وتسلسلها، وتصور الغيبيات برسم صور ذهنية متخيلة.                                                                            

كما تحمل القصة إلى التلاميذ معاني وصورا جديدة من الحياة، وحوادث لا يجدها في بيئته، فهي مصدر من مصادر إشباع رغبته في المعرفة، وشخصيات تثير خياله المتحفِز إلى الكشف عن الأشياء والموضوعات غير المألوفة. ويحدث التأثر بهذه الإستراتيجية بطريقتين إحداهما بالمشاركة الوجدانية والتفاعل مع أحداث القصة بالفرح والحزن، والثانية بطريق غير مقصود، حيث يضع السامع نفسه مكان شخصيات القصة، يؤدي هذا إلى إثارة الانفعالات وتنمية الحس والتخيّل لدى الفرد المتابع لسرد القصة.

- كما تعود أهمية إستراتيجية السرد القصصي إلى التأثير الايجابي الذي تحدثه فـي نفـسية التلميذ وتهيئته للتفاعل مع الحياة والعمل من أجل تكييفها لصالحه.                                                               

- كما تعد مناسبة للمتعلمين في جميع الأعمار، وفي مختلف المراحل الدراسية، فهم من يميلون إلى القصص، ويستمتعون بها، ويجذبهم ما فيها من أفكار وحوادث تعرض بطريقة شائقة.                                       

- يعد المدخل القصصي من أفضل الوسائل التي يمكن عن طريقها تقديم ما نريد للمتعلمين في  مجال القيم أو المعلومات، فهي تمتاز بالتشويق والخيال.                                                                                         

- كما أن من أهم وسائط ثقافة الطفل القصة بما فيها من اتصال بالإبداع والهواية، وإشباع الحاجات، وتأكيد الذات، والمعلومات والعلاقات، والقيم، والإمتاع، والتسلية، والذوق، والاستقلالية، والمهارات.                     

 - وبعض الباحثين يلجئون إلى استخدام القصة، بوصفها طريقة تعليمية تساعد في تنمية المفاهيم الرياضية، وفي إغناء الثروة اللغوية، وتنمية مهارات التفكير وتتابع الأفكار والاستماع، وتزودهم ببعض المفاهيم بطريقة غير مباشرة، فتوسع خبراتهم، وتزودهم بالعظات والعبر، وغرس القيم وتعديل بعض الاتجاهات غير المرغوبة.                                     

- بالإضافة إلى سهولة نقل المعلومات للتلاميذ، وتفاعلهم مع أحداث القصة المروية، وتوظيف الحواس لديهم (السمع والبصر)، وتكسبهم الاتجاهات والقيم الإيجابية المرادة من القصة، وتعطي فرصة لتوسيع خيال التلميذ لتحليل وتفسير وقائع القصة.

فالمتعلم يتعلم من موقف عملي يمارسه بنفسه أو يمارسه زملاؤه، يشعر بمشاعر الآخرين في المواقف المشكلة  التي تنطوي على صراع، وتجعل المتعلمين الخجولين والمنعزلين أكثر اندماجا في الجماعة، وتعطي للمتعلم المرونة في الاستجابات المشابهة في مواقف الحياة لتمثيله لدور.                                                                                 

- كما تساعدهم في تعديل السلوك غير المقبول لدى التلاميذ وخفض العنف لديهم، وتسهم في إطالة فترة الاحتفاظ بالمعلومات، لما تقدمه من تسلسل للأفكار، وربط منطقي يساعد في استدعائها بسهولة (نوفل، 1999).

4- خطوات الطريقة القصصية: يري معظم التربويين أن الطريقة القصصية تسير وفق الخطوات التالية:                     

1-4- تقديم القصة: وتهيئة أذهان المتعلمين للقصة بوضع المتعلمين في حالة استعداد تثير فيهم الإصغاء والانتباه والاهتمام، وقد يكون ذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة التي تنشط معلوماتهم، وتوجه انتباههم إلى موضوع القصة. ويتطلب ذلك من المعلم، اختيار مراجع القصة بدقة، وأن يؤخذ  في الاعتبار اهتمامات التلميذ ومرحلته العمرية والفترة الزمنية المناسبة لقدرته على التركيز والانتباه.                       

يتم اختيار الكتب عن خبرات مألوفة وشخصيات في نفس عمر التلميذ حيث سيكون عاملا مساعدا لتمكينه من تعلم الكلمات التي يحتاجها للتعبير عن مشاعره، وتحديد الهدف من القصة، لذا يتوجب توجيهه لذلك إما بطرح الأسئلة أو التشديد على المغزى، وتوجيه الانتباه إلى الهدف الرئيسي في القصة.                                                                             

 وتعويد التلميذ على التفكير وقراءة ما بين السطور كسؤاله ماذا تعتقد سيحدث أو لماذا حدث ذلك.               

2-4- ربط القصة مع خبرة حياتية شخصية: يجب أن يكون هناك ارتباط بين القصة وموضوع الدرس،  وأن تكون مناسبة لعمر التلاميذ ومستوى نضجهم العقلي، وأن تدور القصة حول أفكار وحقائق يتم  من خلالها تحقيق الأهداف، مع تركيز على المعلومات التي تخدم تلك الأهداف، بحيث لا ينصرف ذهن التلميذ إلى التفصيلات، وأن تكون الأفكار والحقائق والمعلومات المتضمنة في القصة قليلة حتى لا تؤدي  كثرتها إلى التشتت.                                       

 - عرض القصة على التلاميذ بطريقة طبيعية لا تكلف فيها ولا تصنع، تثير انتباههم عبر الصوت الواضح الهادئ والتلوين الصوتي المتناسب مع طبيعة الموقف.

 ولا يستخدم المعلم هذه الطريقة في المواقف التي لا تحتاج إلى القصة، و أن تكون الحوادث المقدمة  في إطار القصة متسلسلة ومتتابعة، ويستخدم أسلوب تمثيل الموقف بقدر الإمكان، ويستعين بالوسائل التعليمية المختلفة التي تساعده على تحقيق مقاصده من هذه القصة. وعلى المعلم أن يشجع على التفكير الناقد، لذا على المعلم أن يساندهم ويوجههم ليفكروا باستراتيجيات تساعد الآخرين على تقبلهم. كذلك على المعلم أن يناقش القصة مع التلاميذ لترسيخ المضمون الرئيسي، ثم يشجع التلاميذ ليتأملوا ويتحدثوا بصوت واضح عن الدروس التي اكتسبها وليعبروا عن المشاعر بالكلمات مركزين على:                                     

- الارتباط المشترك مع الشخصية: التعبير عن الشخصيات المحببة إليهم أو التي تقاربهم بالشبه.        

- الاستجابة العاطفية للرسالة: وهي التعبير عن أفضل وأسوأ جزء من القصة وأسباب ذلك، وفي  حالة رغبة الطفل في سردها فمن هو الشخص الذي يفضل أن يسردها عليه.

- توجيه أسئلة تقويمية إلى المتعلمين للكشف عن مدى استيعابهم لمضمون القصة مع التغذية الراجعة.           

-  تمثيل القصة من المتعلمين وتشجيعهم على الحديث أمام الآخرين، واستخلاص المتعلمين العبر من القصة.

لاستخدام الطريقة القصصية في التدريس توجد مجموعة من الشروط التي ينبغي على المعلم مراعاتها عند التدريس بهذه الطريقة وهي:                                                      

- أن يكون هناك ارتباط بين القصة وموضوع الدرس.                                                        

- أن تدور القصة حول أفكار ومعلومات وحقائق تُحقق من خلالها أهداف الدرس، مع تركيز المعلم على مجموعة المعلومات والحوادث التي تخدم تلك الأهداف، بحيث لا ينصرف ذهن الدارسين إلى التفصيلات غير المهمة ويبتعد عن تحقيق الغرض المحدد للقصة.                                                                 

- أن تكون الأفكار والحقائق والمعلومات المتضمنة في القصة قليلة؛ حتى لا تؤدي كثرتها إلى التشتت وعدم التركيز. 

- أن تقدم القصة بأسلوب سهل وشيق يجذب انتباه الدارسين ويدفعهم إلى الإنصات والاهتمام.          

- ألا يستخدم المعلم هذه الطريقة في المواقف التي لا تحتاج إلى القصة.                                         

- أن تكون الحوادث المقدمة في إطار القصة متسلسلة ومتتابعة، وأن تبتعد عن المبالغة في التصوير الخيالي للمواقف.

-  أن يستخدم المعلم أسلوب تمثيل الموقف بقدر الإمكان، ويستعين بالوسائط التعليمية المختلفة التي تساعده على تحقيق مقاصده من هذه القصة (نوفل، 1999).                                                                                               

5- ايجابيات الطريقة القصصية: من ايجابيات هذه الإستراتيجية:                                                   

- أنها تثير انتباه المتعلم وتبعده عن الملل وتجعله في تشوق دائم للدرس.                                                             

- تساعد المعلم على إيضاح ما يصادفه من صعوبات في الحقائق العلمية، وتفسيرها، وترضي ميول التلاميذ الطبيعية للقصص، وتدخل السرور إلى نفوسهم.                                                                             

- تثير التفاعل الصفي من خلال تجاوب التلاميذ مع القصة، وتنمي مهارات الاتصال والانتباه ومهارات التفكير، وتتابع الأفكار، والاستماع والتركيز لدى التلاميذ.                                                             

- وترسخ المعلومات المقدمة في ذهن التلاميذ ارتباطاتها بأحداث القصة.                                      

6- عيوب الطريقة القصصية: من عيوبها عدم إمكانية تطبيقها في جميع الدروس.                                   

 - وتتطلب من المعلم تحضير واسعا، سواء بتجهيز الصور الخاصة بالقصة، أم بإعداد جيدا لأجهزة العرض التي سيستخدمها، أم بتدريب بعض المتعلمين لتمثيل القصة وأحيانا لا يتوفر ذلك. 

كما يجب أن يتمتع المعلم بأسلوب شائق في عرض القصة وصوت محبوب (الشكل، 2010، وأحمد حسن، 2017).

3- الطريقة الوصفية:

   تصنف الطريقة الوصفية ضمن الطرائق التقليدية، والقديمة، التي تناولها الباحثون في دراساتهم التجريبية، والوصف هو رسم صورة أو مشهد بوساطة الكلمات، أي نظير الرسم والتصوير، وهو تقديم لفظي، يريد بها المنشئ تجسيد مشهد من العالم الخارجي في لوحة مصنوعة من الكلمات. فهو إنشاء يراد به إعطاء صورة ذهنية عن مشهد، أو شخص، أو إحساس.                                                                                      

1- تعريف الإستراتيجية الوصفية: يعرف الوصف بأنه فن يستخدم الاتصال لتصوير المشاهد وتقديم الشخصيات، والتعبير عن المواقف والمشاعر والانفعالات تقوم على (النظر الثاقب، والملاحظة الدقيقة، والمهارة في التعبير والربط). كما تعرف الطريقة الوصفية في التدريس بأنها تعبير المعلم عن الأفكار المعنوية أو الغائبة بصياغة لغوية جذابة، تجسد في مخيلة المتعلم صورا ومشاهد قريبة من رؤيتها في الواقع.

ويرى معظم التربويين الذين تطرقوا لهذه الإستراتيجية، أن الطريقة الوصفية تعتمد بالدرجة الأولى على الوسيلة إذ يفترض  في الدرس أن يكون غنيا بالوسائل التعليمية المعينة فالوسيلة هي محور الدرس.

هي طريقة من طرائق الإيضاح اللفظي تستعمل حين تتعذر الوسائل الأخرى مثل وسائل الاتصال التربوي، وهو ذكر صفات الموصوف بأساليب جذبة مرتبة مترابطة في تسلسل محبب للنفوس، وترتيب منطقي لا يدعو للنسيان.

والتعبير بأنواعه الشفوي، والكتابي، والوظيفي، والإبداعي من الوصف الذي ينبغي أن يمتلكه المعلم الذي يكسبه بدوره للمتعلم بطرائق تعلمية فعالة،.

التعبير هو ما يكون لدى الفرد من إمكانية الإفصاح عن أحاسيسه ومشاعره في وضوح وتسلسل يمكنان السامع من الوصول في يسر إلى ما يريده المعلم.                                                                             

وأشار معظم المختصين في استراتيجيات تدريس أن للطريقة الوصفية أهمية كبيرة ولا سيما عند عدم إمكان استخدام غيرها من الطرائق الأخرى. وتأتي براعة المعلم في الوصف عند ضرب الأمثلة وتقديم الفكرة المعنوية في صورة مادية لتقريب ما كان بعيدا (بن يوسف، 2008، وجابر، 2005). 

2- دور المدرس ودور الطالب في هذه الطريقة: طريقة الوصف تكون قاصرة على العبارات اللفظية ولا يصاحبها أسئلة أو مناقشة،  فيكون دور المدرس هنا هو الملقي، فيقوم بإلقاء ما لديه من المعلومات العلمية شفويا إلى الطلبة بتسلسل منطقي يؤدي إلى الانتقال من السهل إلى الصعب - البسيط إلى المركب - الجزئي إلى الكلي- المحسوس إلى المجرد - المعلوم إلى المجهول - المهم إلى الواضح المحدد. 

أما دور الطالب فيكون استقبال وتسلم المعلومات العلمية بطريق الإصغاء والانتباه لتدرج المحاضرة الملقاة بقصد استيعابها وفهمها.                                                                               

يقوم المدرس إذن بدور الوسيط في نقل المواد العلمية للطلبة لجهلهم بها أو لعدم استطاعتهم التوصل إليها. ويكون صوته هو الوحيد الذي يرن في أرجاء غرفة الدرس عندما يقوم بإلقاء المعلومات والحقائق، وعلى هذا الأساس فإن طريقة الوصف تجعل من المدرس المحور الذي يدور حوله التعلم وتعد الطالب وعاء تصب فيه المعلومات (الحريري،2010). 

3- مزايا الطريقة الوصفية: من مزايا الطريقة الوصفية ما يلي:

- تثري فكر المتعلم وحصيلته اللغوية، وترسخ مبادئ، ومفاهيم جيدة في ذهنه.

- تساعده على تجسيد الفكرة المجردة، وتثير اهتمامه وتجذب انتباهه، وتنمي خياله، وتوسع أفق تفكيره، وتربط المعلومات والحقائق المفككة ببعضها.                                                                                    

4- عيوب الطريقة الوصفية: من عيوب الطريقة الوصفية:                                                           

- إنها لا تتيح للمتعلم فرصة المشاركة الفعلية في التعلم.                                                         

- وقد تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق أهداف تعليمية محددة.                                                                    

- وتنمي التذكر والفهم والاستيعاب أكثر من التطبيق والمستويات العقلية العليا.                               

-  ولا تتيح فرصة الممارسة، والتدرب، والتغذية الراجعة بطريقة جيدة.

- وتظل طريقة تدريس غير كافية إذا لم تنفذ معها طرائق تدريسية أخرى، ووسائل تعليمية مختلفة، وتقل فعاليتها مع المادة الكبيرة الحجم التي يغلب على محتواها طابع المبادئ، والإجراءات (الزويتي، وصاحب، 2014).

 

آخر تعديل: Tuesday، 16 May 2023، 3:01 PM