مراحل معالجة المشكلة الإجتماعية:
لا تظهر المشكلة في المجتمع فجأة وإنما يتم ظهورها بالتدريج حتى تعمل في وقت معينة إلى مرحلة يحس بها جميع أفراد المجتمع وبالتالي يتعين مواجهتها ولهذا تمر معالجة المشكلة الإجتماعية بالمراحل التالية:
1- الوعي بالمشكلة: ويعنى أن تكون للمشكلة الإجتماعية صفة العمومية ولها طبيعة الإستمرار، فالمشكلة المحلية أو التي تتصل بأفراد لهم ظروف خاصة لا ترقى في نظر علم الإجتماع إلى مرتبة تستحق الدراسة.
2- وصف الصعوبات: وإذا تم التأكد من عمومية المشكلة بدأ التفكير في مواجهتها والقضاء عليها وهذا يفترض دراسة العوامل التي أدت إليها وفي نفس الوقت إدراك الصعوبات التي تترتب عليها في الواقع الاجتماعي لبيان نواحيها المختلفة المرتبطة بنواحي أخرى ويكون إدراك الصعوبات نقطة جوهرية لان النظر إلى المشكلة الإجتماعية كحالة تؤدي إلى عدم فاعلية كل الحلول التي تقترح بشأنها وهنا يجب أن يضع الباحث في الإعتبار أن المشاكل الإجتماعية مترابطة تؤدي إحداها للأخرى الأمر الذي يعدل من طرق الحل ويكشف عن الصعوبات المتعددة التي تكتنف المعالجة الناجحة
3- إقتراحات الإصلاح: وهذا يعنى تقديم عدة اقتراحات لتجريبها وبحث إمكان الأخذ بواحد منها وهذا يعنى أن الذين يتصدون لحل المشكلات الاجتماعية، يجب أن لا يحصروا أنفسهم في طريق مسدود بالتركيز على إقتراح واحد للمعالجة ، بل يجب أن يكون بين أيديهم عدة حلول ممكنة تمنكهم من الأخذ بمبد أ المرونة
4- تنظيم الإصلاح: لا يقوم الإصلاح الاجتماعي على جهود فردية أو على نزعات الإحساس المتفرقة ، بل لا بد أن يقوم على بحث دقيق لتنسيق وتنظيم الأجهزة العاملة في الإصلاح لأن كل بعثرة لها دون سياسة مرسومة مضيع للجهد والمال ويؤدي ذلك في نفس الوقت لخلق مشاكل أخرى ويقول علماء الإجتماع أن حل المشاكل الإجتماعية المرتجل يخلق مشاكل أكثر مما يحل.
5- التخلف الثقافي: يجب على الباحث الاجتماعي أن يتعرف على الاقسام المختلفة ويحاول أن يعيد تنظيمها أو بناءها لتساير سرعة التغيير في الاقسام الأخرى ومن أجل هذا نقول أن الطرق المستخدمة للخدمات الاجتماعية في مجتمعنا اليوم لا تناسب طبيعته لأنها نقلت من مجتمعات أخرى ليس لها طابعنا الأن ، واستمرارها دليل قوي على مدى التخلف في تطوير نتائج العلم لتناسب تغيير المجتمع
6- صراع القيم: قد يتغير المجتمع ويفترض هذا التغيير تعديل القيم القديمة وإحلال قيم جديدة محلها لتعبر عن الإيديولوجية الجديدة، وتظل القيم القديمة معترفا بها عند بعض أقسام السكان فإن الفرصة تكون مهيأة لما يسمى بصراع القيم ، الذي يخلق عددا من الصعوبات التي قد ترقى إلى مستوى المشكلة الاجتماعية، ولهذا فالباحث الاجتماعي عند تعرضه لبحث المشاكل الاجتماعية عليه أن يتعرف على القيم المناسبة ويحاول أن يخلصها من الصراع الذي تقع فيه على قيم راحلة حتى يسرع بحل المشكلة.
تدخل المشكلات الاجتماعية ضمن ما يدرسه علم الإجتماع التطبيقي سواءا وجدت هذه المشكلات بمعدل معقول أو بصورة غير طبيعية فالإنسان يسعى دائما لمواجهة المشكلات بحثا عن الحلول، وتختلف الحلول باختلاف العصور التي تقدمها لمواجهة مشكلاتها بحكم ظروفها وتصوراتها لطبيعة مشكلاتها وتتفق في اتخاذ الأساس العلمي لمواجهتها