1-مفهوم الشخصية :
كثيرا ما نستخدم مفهوم الشخصية في حياتنا اليومية ونطلق أحكاما على الآخرين فنقول عن هذا أنه "شخصية قوية" وآخر "ليس له شخصية" وإلى غير ذلك من الأحكام التي نشكلها عن الآخرين سواء بوعي منا أو بغير وعي، هذه الأحكام غالبا ما تشير إلى الكفاءة الاجتماعية للشخص والقبول الاجتماعي له. فاستخدام مفهوم الشخصية من قبل جهات غير مختصة في علم النفس يشير إلى حكم ضمني شامل متكون من جميع الانطباعات والمشاعر التي أسسها أو كونها شخص ما أو مجموعة أشخاص عن الآخر، هذه التقييمات تبقى ذاتية تركز على الخصائص السطحية الأكثر وضوحا.
لكن نحن بحاجة إلى أن نكون علميين، وإلى استخدام أساليب تجريبية لتقديم مفهوم موضوعي وأعمق للشخصية، فالبحث في الشخصية يركز على الوصف الموضوعي والشامل والدقيق، ففهم شخص ما، يستدعي مزيدا من المعرفة عنه، مثلا حول النمط السلوكي له، وظائفه العقلية، الدوافع والمعتقدات والقيم التي يحملها، وكذا طريقة تنظيمها. إن تجميع هذه الأبعاد يشكل لنا الشخصية الظاهرية لهذا الشخص.
وقد أفرز البحث في مفهوم الشخصية عشرات التعريفات المقدمة لها، ففي دراسة مسحية مبكرة أجراها Gordon Allport 1937 أحصى فيها ما لا يقل عن خمسين تعريفا قدم للشخصية (علام ، 2000)هذا الاختلاف في تحديد مفهوم الشخصية يعكس تعقُّد المفاهيم المتعلقة بالسلوك الإنساني من جهة، والاستخدامات المختلفة لمفهوم الشخصية من جهة أخرى.
لعل أبرز التعريفات التي قدمت للشخصية تعريف Gordon Allport 1937 "الشخصية تنظيم ديناميكي للنظم النفسية الجسدية داخل الفرد، والتي تحدد تكيفه الفريد مع البيئة" وفي عام 1961، قام بتعريفها مرة أخرى، "الشخصية تنظيم ديناميكي داخل الفرد للأنظمة النفسية الجسدية التي تحدد الأنماط المميزة لسلوكه وتفكيره" (Coaley , 2010).
وفي إطار تعريف الشخصية واختلاف الباحثين في تحديديها نجد (Mayer, 2007) صرح معتقدا أن هناك تعريفا مركزيا للشخصية يستخدم اليوم (وتاريخيا) داخل تخصصنا. على الرغم من صياغته من قبل علماء نفسيين مختلفين، فإن فكرته المركزية تبقى كما هي:
"الشخصية عبارة عن نظام من الأجزاء التي يتم تنظيمها وتطويرها والتعبير عنها في تصرفات الشخص"
نظام الأجزاء يشمل: مكونات مثل الدوافع، العواطف، النماذج العقلية، والذات. واستدل على ذلك باستعراضه لخمسة تعريفات للشخصية من خمس كتب لباحثين مختلفين وهي:
-تشير الشخصية إلى الأنماط المميزة للفكر، للعاطفة والسلوك لدى الفرد، إلى جانب الآليات النفسية - الخفية أو التي تقف وراء تلك الأنماط (Funder، 2004).
-"الشخصية هي مجموعة من السمات والآليات النفسية داخل الفرد التي يتم تنظيمها واستمرارها نسبيا والتي تؤثر على تفاعلاته مع البيئات النفسية والفيزيائية والاجتماعية والتكيف معها " (Larsen & Buss، 2005).
-علم النفس الشخصية هو الدراسة العلمية للفرد من جميع النواحي... علم النفس يهتم بعديد الأمور: الادراك والانتباه، المعرفة والذاكرة، الأعصاب ودوائر الدماغ... نحن نحاول أن نفهم الفرد البشري ككل مركب... [و] تقديم وصف علمي جامع ذا مصداقية حول الفرد البشري. (McAdams, 2006).
-الشخصية هي نظام مرتب وناشئ داخل الفرد، والذي يمثل العمل الجماعي للأنظمة الفرعية النفسية الرئيسة لهذا الفرد (Mayer, 2007)
الشخصية تشير إلى خصائص الشخص التي تمثل أنماطًا ثابتة من المشاعر والتفكير والسلوك (Pervin, Cervone & John, 2005,).
التعريفات السابقة كثيرا ما تشترك في الراي القائل: (أ)الشخصية هي نظام نفسي (ب) يتألف من مجموعة من الأجزاء (د) التي تتفاعل (ه) وتتطور (و) لتؤثر على التعبير السلوكي للفرد. وذكر (Coaley , 2010) أيضا أن العديد من المراجع الأكثر شيوعا أجمعت على النقاط التالية في تعريف الشخصية:
• أسلوب أو نمط من السلوك.
• خصائص مستقرة نسبيا أو دائمة تمكن التنبؤ.
• التفرد، حيث تميز بين فرد وآخر.
• التكيف أو التفاعل مع البيئة.
• أنماط مميزة من السلوك والتفكير والمشاعر.
2-قياس الشخصية : قياس الشخصية هو أيُّ إجراء منهجي ينسب الأرقام إلى الخصائص المميزة لأسلوب الشخص مقارنة بالأشخاص الآخرين، وفقًا لبعض القواعد الواضحة. يمكن بعد ذلك استخدام هذه الأرقام لعمل تنبؤات حول استجابات ذلك الشخص في ضوء مؤثرات معينة مستقبلا (Hogan, Hogan, & Roberts , May 1996 )كما أن القياس الجيد للشخصية لابد أن يكون له خاصيتين على الأقل، الأولى أن تكون درجات القياس ثابتة عبر الزمن (بمعنى استقرار النتائج بمرور الوقت). والثانية، تتطلب أن تكون هناك أدلة ذات مصداقية تشير إلى أن الدرجات في القياس تتعلق بمؤشرات السلوك المختبر (أي أن الدرجات لابد أن تتنبأ بالأداء الحقيقي) (Hogan, Hogan, & Roberts , May 1996 ). فالمشكلة المطروحة في مجال قياس الشخصية إذن ليست على مستوى ماهية هذا القياس، بل في جودة هذا القياس، فهناك مجموعة صغيرة فقط من اختبارات أو أدوات قياس الشخصية تستجيب للمعيارين المذكوران سابقا.
3-اختبارات الشخصية : هناك مجموعة واسعة من اختبارات الشخصية، البعض منها يطلق عليها أدوات محددة النطاق، تسعى لقياس تكوين فرضي واحد، يعتقد أنها ذات قيمة تفسيرية وتنبؤيه كبيرة، والأخرى يطلق عليها أدوات غير محددة النطاق أو غامضة الهدف. تسعى لقياس تكوينات فرضية متعددة (Krug, 2013). وهذه الأخيرة تستخدم محفزات غير منظمة نسبيا، كما ينتج عنها نطاق لا نهائي من الاستجابات. ونستعرض هذين القسمين العريضين من مقاييس الشخصية هما: المقاييس الموضوعية للتقرير الذاتي، والأساليب الإسقاطية.
3-1. الاختبارات الموضوعية: لسنوات عديدة يُستخدم مصطلح الموضوعية لتمييز مجموعة من الاختبارات عن المجموعة الأخرى، مثل اختبار رورشاخ واختبار تفهم الموضوع والتي يطلق عليها تسمية الاختبارات الاسقاطية، هذه الأخيرة تستخدم مثيرات غير محددة البنية نسبيا مثل بقع الحبر والرسومات التي تتطلب قدرة عالية لتسجيل الدرجات وتبقى إشكالية استقرار الدرجات عبر القياسات المختلفة أهم عيوب الاختبارات الاسقاطية. في حين الاختبارات الموضوعية تتطلب الإجابة على مجموعة معيارية من البنود، محصورة نطاق الإجابة مثل مفردات الصواب والخطأ، وموازين التقدير الذاتي (مطلقا، أحيانا، غالبا، دائما) أو مفردات جبرية الاختيار، التي تعتمد على الاختيار بين عبارتين متساويتين في إمكانية قبولهما من حيث المرغوبية الاجتماعية. مثلا: "أستمتع بقضاء أوقاتي في المذاكرة"، و "أستمتع بقضاء أوقاتي في مشاهدة الأفلام" وينبغي على المختبر هنا أن يختار العبارة التي تصفه أكثر أو بدرجة أفضل. ونستخدم هنا قواعد بسيطة للحصول على الدرجة النهائية لاستجابات المختبر، هذا الشكل من الاختبارات يوفر لنا ثبات جيد عبر الزمن، كما تتصف أنها اقتصادية.
يستخدم مصطلح الموضوعية في بعض الأوساط للدلالة عن دقة النتائج التي نتحصل عليها من نوع معين من الأدوات، وعدم تحيزها واتصافها بالعلمية في مقابل أدوات أخرى تعتبر غير دقيقة، ومتحيزة وغير علمية، ولتجنب مثل هذه الأحكام القيمية ودلالتها اقترح العديد من الباحثين استخدام مصطلحات محددة البنية وغير محددة البنية (Wiggins, 1973). في حين يستخدم (Cattell 1957) مصطلح الموضوعية في الحكم على المعلومة التي تم جمعها عن المفحوص ومدى بعدها عن التشويه والتحيز سواء عن طريق التقرير الذاتي أو عن طريق تقييمات الملاحظين. فالاختبارات الموضوعية إذن تكون محددة الهدف وواضحة البنية
-المداخل الرئيسية لبناء المقاييس الموضوعية للتقرير الذاتي:
لبناء وتطوير اختبارات التقرير الذاتي للشخصية، يجب التوقف عند هذه الأسئلة ومحاولة الاجابة عنها كونها الطريقة الأنسب لوضع مثل هذه الاختبارات (Cohen, Montagu, Nathanson, & Swerdlik, 1988)
• ما الهدف من اختبار الشخصية الذي طورته؟ أي تحديد الغرض من تصميم الاختبار.
• هل يتم استخدامها لقياس السمات أو الأنواع أو الحالات أو المزج بين هذه الأبعاد؟
• هل يتم استخدامها لقياس القوة النسبية لسمات مختلفة؟ إذا كان الأمر كذلك، ما هي السمات التي سيتم قياسها؟
• هل يتم استخدامها لتمييز الأفراد على أساس صحة شخصيتهم؟ هل يمكن استخدامها لتمييز الأفراد على أساس ملاءمة شخصياتهم لنوع معين من العمل؟ هل يجب استخدامه في البحث العام عن الشخصية؟
• ما هي أنواع البنود التي سيحتويها الاختبار؟ كيف يمكنك أن تقرر محتوى وصياغة هذه البنود؟ هل يمكنك، على سبيل المثال، الاعتماد على نظرية معينة للشخصية في صياغة هذه البنود؟ أم أنك لن تعتمد على نظرية معينة، بل على تجاربك الخاصة؟
• عند كتابة بنود الاختبار الخاصة بك، هل استخدمت صيغة صواب / خطأ أو تنسيق آخر؟ هل سيتم تجميع بنود الاختبار على أساس ترتيب معين؟
• كيف يمكنك أن تثبت بصورة مقنعة أن اختبارك يقيس ما يعتزم قياسه؟
هذه الأسئلة أوجدت صعوبة في الإجابة عليها لدى مطوري اختبارات الشخصية، وهناك من اعتمد على نظريات الشخصية في وضع البنود، واستخدم آخرون الأساليب التجريبية. كما ابتكروا أيضا تصميمات تهدف إلى تقديم توصيف "جرد" عام للشخصية، بينما ابتكر آخرون أشكالًا أخرى لقياس جوانب معينة، مثل قوة سمة معينة. فمقاييس التقرير الذاتي للشخصية تختلف فيما يتعلق بالأساس المنطقي لنموذج القياس الذي يكمن وراء بناء الاختبار. وقد تم تصنيف المداخل أو الاستراتيجيات المختلفة لبناء الاختبار في عدد من الطرق أو المداخل المختلفة، وسوف ننظم مناقشتنا حول المداخل الرئيسية لبناء المقاييس في أربعة طرق رئيسية وهي التقسيمات الأكثر انتشارا في مختلف مراجع القياس النفسي (Reynolds & Livingston, 2013) (Cohen, Montagu, Nathanson, & Swerdlik, 1988)هي:
(1) مدخل منطقية المحتوى (2) مدخل المحك الإمبريقي (3) التحليل العاملي (4) المدخل النظري.
-مدخل منطقية المحتوى: يعتمد هذا المدخل في كتابة مفردات المقاييس الموضوعية للشخصية على مدى مواءمتها الظاهرية للتكوين الفرضي المراد قياسه.
وأول الجهود الرسمية لقياس الشخصية استخدمت المدخل المنطقي لبناء الاختبار وتعد قائمة البيانات الشخصية لــ(Woodworth, 1917) أول اختبار طور لقياس الشخصية، صممت للمعاونة في جمع البيانات الشخصية المتعلقة بالمجندين في الجيش ابان الحرب العالمية الأولى، فقرات الاختبار تهدف إلى جمع معلومات عن شخصية المفحوصين عن طريق التقرير الذاتي، هذه المعلومات تتعلق بالانحرافات العصابية (Cohen, Montagu, Nathanson, & Swerdlik, 1988).
مدخل المحك الامبريقي: يمكن تلخيص بناء اختبار الشخصية من خلال مدخل المحك الامبريقي فيما يلي:
- صياغة عدد معين من البنود لتشكل الاختبار الذي يفترض أن يقيس سمة واحدة أو أكثر.
-تطبيق بنود الاختبار على مجموعتين من الأفراد كأقل حد: "مجموعة معيارية" تتألف من أشخاص تعرف أنهم يمتلكون السمة التي يتم قياسها، ومجموعة أخرى ضابطة يفترض أن أفرادها لا يمتلكون السمة المراد قياسها أو يمثلون عامة الناس.
-فحص المفردات إحصائيا والإبقاء على البنود التي تميز بين المجموعتين (المعيارية والضابطة).
ويشار إلى هذه الطريقة في بناء الاختبار على أنها "تجريبية"(امبريقية)، لأنه يتم الاحتفاظ فقط بالبنود التي تثبت وجود علاقة فعلية (تجريبية) بين بنود الاختبار والسمة المراد قياسها (Cohen, Montagu, Nathanson, & Swerdlik, 1988). وقد تمت الإشارة أيضًا إلى هذا الأسلوب في بناء الاختبار على أنه طريقة "المجموعات المتناقضة". ويعد اختبار مينيسوتا للشخصية متعدد الأوجه Minnesota Multiphasic Personality Inventory (MMPI)1943 وقائمة كاليفوؤنيا النفسية California Psychological Inventory (CPI). من الاختبارات التي تم بناؤها باستخدام المحك الإمبريقي.
مدخل التحليل العاملي: التحليل العاملي أحد المداخل الإحصائية الذي يسمح لنا بتقويم وجود تكوينات فرضية بين مجموعة من المتغيرات، وله دور مهم في تحديد بنية الشخصية بنماذج يتراوح ما تشتمل عليه بين عدد قليل من العوامل وعوامل متعددة (Reynolds & Livingston, 2013). ويعد ريموند كاتل أول من نشر استبيان عوامل الشخصية والتي عدده 16 عام 1949. والطبعة الأحدث لهذا الاستبيان نشرت 1993. وهو مقياس شائع الاستخدام لوظائف الشخصية السوية وبخاصة في الإرشاد، والمواقف المدرسية.
وفي السنوات الأخيرة نال نموذج العوامل الخمسة للشخصيةNEO قبولا واستخداما واسعا.
المدخل النظري: بعض اختبارات الشخصية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنظرية معينة للشخصية، حيث تكون بنود هذا النوع من الاختبارات كلها مصممة لقياس سمات أو حالات يفترض أنها موجودة على أساس تلك النظرية، على سبيل المثال، قد يكون اختبار الشخصية الذي تم بناؤه في إطار نظرية التحليل النفسي يحتوي على بنود مصممة لتقييم الهوية، والأنا ، والأنا الأعلى. وكمثال لبعض اختبارات الشخصية التي اعتمد في بنائها المدخل أو الاستراتيجية النظرية، نجد مؤشر النمط مايرز - بريجز Myers-Briggs1985 والذي استند إلى تصنيف الشخصية الذي وضعه كارل يونغ، نموذج بحث الشخصية (استناداً إلى عمل هنري موراي)، نموذج بحث الشخصية (جاكسون 1984) الذي كان مستندًا إلى عمل هنري موراي، وجدول ادواردز التفضيل الشخصي (EPPS)، الذي وصفنا بيلو Belo.
النزعة المعاصرة في بناء مقاييس الشخصية تعتمد على مداخل واستراتيجيات متعددة عملية التصميم والبناء.
3-1. الاختبارات الاسقاطية للشخصية: تعد الاختبارات الاسقاطية اتجاها آخر في قياس الشخصية تختلف عن الاختبارات الموضوعية. وتتميز هذه الاختبارات بمهام غير محددة ومواد غامضة، حيث يتم تشجيع الأفراد الذين يتم اختبارهم على التعبير عن أنفسهم بطريقة تكشف عن البنية الأساسية وديناميكيات شخصيتهم. وذكرت في هذا الصدد Anne Anastasi، " أنّ التقنيات الإسقاطية تتميز بالمقاربة الشمولية لتقدير الشخصية. وتركيز الاهتمام على الصورة المركبة للشخصية بأكملها، وليس على قياس السمات المنفصلة. عادة ما تعتبر الأساطير تقنيات إسقاطيه فعالة بشكل خاص في الكشف عن الجوانب السرية أو الكامنة أو اللاواعية للشخصية " وأضافت أيضا "أن الاختبار الاسقاطي مهمة غير محددة البنية نسبيا، تسمح باستجابات غير محدودة تقريبا ومتنوعة. من اجل السماح باللعب الحر في خيال الفرد، لا تقدم سوى تعليمات عامة وموجزة " (Anastasi & Urbina, 1996) فهذه الاختبارات تعد بمثابة شاشة بيضاء يُسقط عليها المختبرون أفكارهم، ورغباتهم، ومخاوفهم، وحاجاتهم، وصراعاتهم أكثر تعلقا بهم (Anastasi & Urbina, 1996) في ضوء هذه التعريفات المقدمة للاختبارات الاسقاطية نوجز أهم مميزاتها في النقاط التالية:
-الموقف المثير الذي يستجيب له الفرد غير متشكل وناقص التحديد والانتظام.
-يستجيب الفرد للمادة غير المتشكلة التي تعرض عليه دون أن تكون لديه معرفة عن كيفية تقدير الاستجابات.
-توفر للمختبر حرية ليعبر عن أفكاره ومشاعره وانفعالاته ورغباته في تشكيل المادة غير المتشكلة نسبيا.
-لا تقيس نواحي جزئية أو وحدات مستلقة تتألف منها الشخصية، بل تحاول أن ترسم صورة عن الشخصية ككل ودراسة مكوناتها وما بينهما من علاقات ديناميكية.
* تقسيمات الاختبارات الاسقاطية: قدمت تقسيمات متعددة للاختبارات الاسقاطية وأشهر هذه التقسيمات، التقسيم الذي قدمه لورانس فرانك، والأساس الذي اعتمده في هذا التقسيم هو نوع الاستجابة التي نحصل عليها من الفرد والهدف من الاختبار. ويشتمل على خمس تقسيمات هي (عباس، 2001):
-الطرق التكوينية: يطلب من المختبر أن يفرض على المادة المعروضة عليه نوعا من التكوين والتنظيم، هذه المادة تكون في أساسها غامضة أو قريبة من الغموض وغير متشكلة وغير منتظمة، ويعد اختبار بقع الحبر لرورشاخRorchach مثال لهذا النوع من الاختبارات.
-الطرق البنائية أو الإنشائية: تتطلب من المختبر تشكيل مادة متشكلة متكونة ذات معنى محدد وخاص ومتميز ويعتبر اختبار لوينفلد lowenfeld الفسيفسائي مثال على هذه الاختبارات، حيث يتطلب من المفحوص ترتيب الأجزاء المختلفة الألوان والأشكال في صورة نماذج، تسمح لنا هذه الطرق بالحصول على مادة إسقاطيه حين يكون المختبر وخاصة الطفل منهمكا أو مستغرقا في نشاط اللعب أو الرسم أو التلوين.
-الطرق التفسيرية: هذه الطرق تقدم للمفحوص موقفا أو عملا أو صورة يستجيب إليه عن طريق القيام بنشاط مبدع يعبر فيه عن أفكاره ومشاعره وآماله. وتعد اختبارات تفهم الموضوع (T.A.T) أكثر الاختبارات استخداما في الطرق التفسيرية. حيث نطلب من المختبر بعد أن نريه الصورة أو الرسم تأليف قصة عليها، كما يعد اختبار الادراك الواعي للأطفال الذي أعدّه روبرتس Roberts-2 الأكثر حداثة وهو مصمم للأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عاماً.
-الطرق التفريغية أو التطهيرية: هذا النوع يساعد على التخفيف والتخلص من الانفعالات، وكثير من أنواع اللعب العلاجي للأطفال يشتمل على ناحيتين التخلص من الانفعالات والتعبير عنها.
-الطرق التحريفية: طريقة استخدام المادة أو المثير سواءً كانت لفظية أو غير لفظية تمدنا بوسيلة للكشف عن شخصية الفرد (عباس، 2001).
تشترك اختبارات التقرير الذاتي والاختبارات الاسقاطية في عديد من النقاط:
- الضعف النسبي لمعامل الثبات والصدق
- توفير بعض المعلومات اللازمة للحصول على فهم أفضل للفرد.
_ كلا النوعين تعتريها جوانب قصور.
- يمكن أن تطبيقها بشكل فردي أو في مجموعات.
-يتطلب تفسير كل من اختبارات الشخصية المحددة البنية وغير المحددة البنية من قبل أشخاص مؤهلين. لأن عملية التطبيق والتسجيل، والتفسير معقدة.
هذا العرض المقدم للشخصية من تعاريف وطرق القياس والذي يتشارك فيه معظم الباحثين قد يجرنا إلى مشكلة أخرى وهي كيف نميز بين الشخصية (personnalité) والسمات الأخرى (traits)، مثل الميول والاتجاهات والدوافع.