- مفهوم الاتصال:
إن هذا المفهوم والذي كان محور اهتمام مدرسة "بالو آلتو( Palo alto)درس من وجهة نظر براغماتية، فدراسة الوظيفة البراغماتية للاتصال كان هدفها تحليل أثر الاتصال على سلوكيات الأفراد، وفي هذا الأفق درست هذه المجموعة ( Palo alto) كيف أن شخصا (أو مجموعة من الأشخاص) عن طريق الاتصال تتفاعل مع الآخر أو العكس من ذلك، كما أنها بحثت في النماذج العلائقية والتي من خلالها يصل فرد ما في الأسرة إلى التأثير على باقي الأفراد وهذا ما سمح بظهور عدة نظريات في هذا المجال وضعت مجموعة من المفاهيم حاولت فهم هذا الرابط في الاتصال، كالدور، التحالفات التوازن الحيوي، النماذج التبادلية...الخ.
فيالمقابل فإن مصطلح الاتصال (communication)، حسب هذه المدرسة لا ينحصر في اللغة المنطوقة، لكن يشمل كل الإشارات المختلفة التي تدور في النسق عن طريق مختلف القنوات، بحيث تعد القناة البصرية هي الأهم، ولهذا أولت هذه المدرسة أهمية كبيرة للاتصال الغير اللفظي، بحيث أن هذا المفهوم استطاع إعطاء تفسيرات عديدة لعدة اضطرابات نفسية وهذا بالتناقض الواضح بين اللغة الشفهية واللغة الغير شفهية.
كما أن المدرسة أخذت بعين الاعتبار أثر الإطار le contexteعلى دلالة الرسالة بحيث أن الإطار قد يؤثر حتى على السيرورة العلاجية ككل(j,p,watslawick,1966).
2- براغماتية الاتصال:نتيجة التطور الذي عرفته سنوات الخمسينيات نماذج سيبرنيتيقية ونسقيه وكذا أعمالباتيسونBateson، ومع أعمال مدرسة( Palo alto)وقدوم D.D JacksonوFisch إلى المعهد، اهتم هذا الفوج بالعمل على التفاعلات والاتصال ، بحيث أن التفاعل ما هو إلا البعد البراغماتي للاتصال في هذا السياق يرى فاتزلافيكبأن الاتصال كاللغة ينقسم إلى ثلاثة أبعاد pragmatique) syntaxe ,sémantique)،(الدلالي، براغماتي، تركيبي) فبالنسبة للبعد الأول الدلاليفي الاتصال الإنساني فهو كل ما يشمل نقل المعلومة وهو بذلك الحقل الأنسب للمنظرين في المعلومة، وهدفه هو دراسة إشكالية التشفير، وقنوات الإرسال، والقدرة وخصائص أخرى ثابتة في اللغة، كما أن هذه المفاهيم هي في البداية مشكلاتتراكيب والمنظرينفي اللغة لا يهتمون بمعنى الرموز التي تشكل الرسالة، فمشكلة المعنى هي من اهتمامالبعد الدلالي هذا عند علماء اللغة... فمهما كان إرسال المعلومات عن طريق دقة التركيب، فإنه من اللازم على المتلقي والمرسل أن يكونا متفاهمين في البداية وفي النهاية فإن الاتصال يؤثر على السلوك، وهذا هو المعنى الحقيقي لبراغماتية اللغة.
(j,p,watslawick,1966,p 16).
إذن فالظواهر النفسية تم عزلها في علم النفس التجريبي وحتى تكميمها حتى أصبحت العواطف تقاس بالأرقام كأحداث معزولة، لكن المتمعن في كل هذه المفاهيم لا يرى إلا دلائل تقودنا نحو شبكة أكبر من العلاقات تربط هذه المفاهيم فيما بينها، وهذا هو الأساس حسبفاتزلافيك.
3- ما وراء الاتصال (métacommunication) إن هذا المفهوم والذي تناوله(j,p,watslawick).في كتاباته مرده مفهوم آخر وهو التكرارية في الاتصالla cedendence ،حيث لاحظ أنالعديد من الأحداث تتكرر في النسق، وهذا ما أدى به إلى مقارنته بالمفهوم الرياضي للحساب فحسب ( G , bool 1847 ).
وحسب فاتزلافيك دائما " فإن الحساب هو منهج يرتكز على استعمال الرموز بحيث قوانين الارتباط معروفة وعامة، وبحيث أن النتائج تسمح بقراءة متناسقة للعملية برمتها "
ومن هذا المنطلق ومن مبدأ أن الاتصال هو سيرورة تتحكم فيها عدد كبير من المتغيرات والتفاعلات طرح التساؤل حول ما الذي يسير هذا الاتصال، ففي الرياضيات مثلا حسب عندما تطرح إشكاليات رياضية يصعب حلها يعود علماء الرياضيات إلى حقل الرياضيات نفسه أو ما يسميه الرياضيون metamathématique فلا تعود الرياضيات أداة لحل مسائل رياضية مُعينة بل تصبح هي موضوع الدراسة ، إذن فالإشكال عُرف أولا في الرياضيات أي عندما نستعمل الرياضيات كموضوع دراسة في حد ذاته وليس لأجل حل مسائلها، وهذا ما ينطبق على الاتصال فنحن نستعمل الاتصال من أجل التواصل لكن من الممكن أن نتواصل حول الاتصال ويكون الاتصال هو موضوع الدراسة وليس الأداة: لكن الحديث عن الاتصال حول الاتصالmeta communication
يقود إلى التساؤل عن القواعد التي تحكم هذا النوع من العمليات ففي الرياضيات مثلا القواعد المنطقية معروفة ومسلم بها بحيث لا يختلف فيها اثنان، لكن في الاتصال الأمور تختلف ويصبح من الصعب تحديد هذه القواعد وضبطها ولأجل هذا اقترح فاتزلافيك مجموعة من المسلمات حول الاتصال وهي: