3. مبادئ وخصائص التقويم التربوي
1.3. مبادئ التقويم التربوي:
التقويم عملية مندمجة لتحديد طبيعة ومدى تعلم الطلاب وتطوّرهم، وهذه العملية سوف تكون أكثر فعالية إذا تم الأخذ بعين الاعتبار المبادئ التالية: (Miller, Linn & Gronlund, 2009)
- يُعدّ توصيف بوضوح ما سوف يتم تقويمه له أولوية في عملية التقويم؛ حيث تخضع فعالية التقويم بالعناية الشديدة لتوصيف ما يتم تقويمه كما هو الحال بالنسبة للخصائص الفنية لأدوات التقييم المستخدمة، وبالتالي فتوصيف الخصائص المطلوب قياسها يجب أن يسبق اختيار أو تطوير أدوات التقويم، فأثناء تقويم تعلم الطالب فهذا يعني بوضوح توصيف أهداف التعلم المقصودة قبل اختيار أدوات التقويم التي تستخدم.
- يجب أن تُختار أداة التقويم لأنّها ذات صلة بالخصائص أو الأداء المراد قياسه؛ تُختار أدوات التقويم في العادة بناء على موضوعيتها ودقتها وملاءمتها، ورغم أن هذه المعايير مهمة إلا أنها ثانوية للمعيار الأساسي: هل هذه الأداة طريقة أكثر فاعلية لقياس التعلم أو النمو المطلوب قياسه؟ كل أداة قياس ملائمة لاستخدامات معينة وغير ملائمة لاستخدامات أخرى.
- يتطلب التقويم الشامل مجموعة متنوعة من الأدوات؛ لا يمكن لأداة أو وسيلة واحدة أن تقوّم مجموعة واسعة من نواتج التعلم والنمو المقصودة في البرنامج الدراسي، فاختبارات التحصيل ذات الاختيار من متعدد والاجابات القصيرة مفيدة لقياس المعارف والفهم وتطبيق النواتج، ولكن اختبارات المقال أو مشاريع الكتابة الأخرى مطلوبة لتقويم القدرة على التنظيم والتعبير عن الأفكار. فالمشاريع التي تتطلب من الطلاب صياغة مشكلات، وجمع معلومات من خلال مكتبة البحث أو جمع بيانات (مثلا: من خلال الملاحظات التجريبية أو المقابلات) مطلوبة لقياس بعض مهارات صياغة وحل المشكلات. وتقنيات الملاحظة مطلوبة لتقويم المهارات الأدائية وجوانب مختلفة من السلوك، وتقنيات التقرير الذاتي مفيدة لتقييم الاهتمامات والاتجاهات، يتطلب الحصول على صورة كاملة عن تحصيل ونمو الطالب من العديد من أدوات التقويم المختلفة.
- الاستخدام السليم لأدوات التقويم يتطلب الوعي بحدودها (نقائصها)؛ تتراوح أدوات التقويم من وسائل متطوّرة للغاية (مثلا: اختبارات الاستعداد والتحصيل المقننة) إلى أدوات تقويم بدائية (مثلا: تقنيات الملاحظة والتقرير الذاتي). حتى أفضل الوسائل التربوية والنفسية تعطي نتائج تخضع لأنواع مختلفة من خطأ القياس، فلا يوجد اختبار أو تقويم تتضمن جميع الأسئلة أو تتضمن جميع المشكلات التي يمكن تقديمها بشكل مناسب لتغطية شاملة للمعارف والمهارات والفهم ذات الصلة بمعايير محتوى الدرس أو المقطع التدريسي، وبدلا من ذلك يتم تقديم عينة فقط ذات صلة بالمشكلات أو الأسئلة.
- التقويم وسيلة لتحقيق غاية وليس غاية في حدّ ذاته؛ استخدام أدوات التقويم يعني أنه يتم تقديم بعض الأغراض المفيدة، وأن المستخدم يدرك هذا الغرض بوضوح، فجمع المعلومات عن الطلاب بشكل أعمى ثم حفظ المعلومات بعيدًا هو إهدار للوقت والجهد. فإضاعة الوقت والجهد من الطلاب والمعلمين والمستخدمين الآخرين للمعلومات سيكون له آثار سلبية على التقويمات اللاحقة، وسوف تتأثر الدافعية لأخذ التقويم على محمل الجد بفهم المعلم والطالب لأسباب التقويم والاستخدام المناسب لها. يُنظر إلى التقويم بشكل أفضل على أنه عملية الحصول على المعلومات التي تستند إليها القرارات التعليمية مهمة.
2.3. خصائص التقويم التربوي:
يتميّز التقويم كدراسة علمية ومنهجية منظمة بمجموعة من الخصائص، منها:
- التقويم عملية منظمة وليست عشوائية.
- التقويم جزأ لا يتجزأ من عملية التعلم.
- التقويم عملية مستمرة ومتطوَرة لا تتوقف في مرحلة أو فترة زمنية معينة.
- التقويم في حدَ ذاته وسيلة وليس غاية.
- التقويم ينبغي أن يقتصد من الوقت والجهد والتكاليف.
- يعتمد التقويم على معلومات تقدم تغذية راجعة تنبئ بواقعية عن مدى تحقق الأهداف التربوية التي حددت في البداية.
- يمكن التقويم من خلاله إصدار حكم واتخاذ قرار حول أداء الأفراد أو المواضيع للتأهيل.
- يهدف التقويم أساسا إلى الكشف عن جوانب التميَز للارتقاء بها وتطويرها، وجوانب الضعف والقصور لعلاجها.
- التقويم يتميَز بالشمولية، فهو لا يقيس الجوانب المعرفية فقط في شخصية المتعلم، وإنما يهتم أيضا بالجوانب الوجدانية والحركية.
- تعدد وتتنوع أدوات التقويم بتعدد جوانب الشخصية التي تقيسها، وفي مدى قدرتها على تحقيق الموضوعية والقيمة في المعلومات التي تقدَمها.
- تتميَز أدوات التقويم بالموضوعية والملاءمة والصدق والثبات.