تعريف المشكلات الإجتماعية :
لاقى مصطلح المشكلات الإجتماعية العديد من الصعوبات في محاولة تحديده وتعريفه ، وهو من أبرز المفاهيم وأكثرها تداولا في علم الإجتماع التطبيقي فقد عرفها المختصين في علم الإجتماع بأنها:
مواقف معينة تستوجب التصحيح أو ظروف معينة لها تأثيراتها في الناس بحيث يخشى المجتمع على تهديد كيانه أو نظمه منها والمشكلات الإجتماعية ما هي إلا مشكلات فردية متكررة تؤثر في أعداد كبيرة من الناس أو نسبة عالية من سكان المجتمع
المشكلات الإجتماعية هي مشاكل تعيشها جماعة إجتماعية في ظروف معينة وهي كل صعوبة تواجه أنماط السلوك السوية ، وهي إنحراف السلوك الإجتماعي عن القواعد التي حددها المجتمع للسلوك الصحيح ، كما تشير المشكلات الإجتماعية إلى وجود إحتياجات غير مشبعة لدى قطاعات واسعة من الناس وهي ظاهرة إجتماعية ذات وضع خاص قد تكون مرتبطة بالفقر ، الصحة، عدم التعلم ، البطالة ، الفساد وتحدث ضرارا نفسيا وماديا على أفراد المجتمع أو فئة من فئاته ويشعر بها قطاع كبير من الناس ويسعون لإيجاد حل جماعي لها
من هذه التعاريف نستخلص النقاط التالية:
- المشكلة هي موقف بواجه الجماعة والمجتمع
- تعجز إمكانيات هذه الوحدات عن مواجهة هذا الموقف
- تحتاج هذه الوحدات إلى مصدر خارجي يساعد على مواجهة هذا الموقف
- لايمكن تعريفها إلا في نسق من القيم الإجتماعية والأخلاقية والمعرفية
- توجد في ظروف إجتماعية وثقافية محددة
- انحراف عن المستويات الإجتماعية والثقافية المتفق عليها
ب- المشكلة الإجتماعية والمفاهيم المرتبطة بها:
المشكلة الإجتماعية والمشكلة الشخصية:
تعتبر المشكلة الشخصية عن إضطراب في الظروف والإمكانيات المتوفرة للشخص ، بعكس المشكلة الاجتماعية التي تمثل خللا في البناء العام للمجتمع ، ويرجع علاج المشكلة الشخصية للفرد نفسه، أما المشكلة الإجتماعية فهي خارج نطاق الفرد وبيئته من حيث الأسباب والعلاج " ، مثال البطالة قد تكون مشكلة شخصية عندما ترتبط بإمكانيات الفرد وظروفه كالكسل وعدم التأهيل والتكوين، وقد تكون مشكلة إجتماعية عندما تصبح عامة ومتكررة وخارج نطاق الفرد وتتحدد حسب الظروف الاقتصادية والسياسية
المشكلة الإجتماعية والظاهرة الإجتماعية :
تعتبر الظاهرة الاجتماعية سلوك متكرر ملزم للفرد والجماعة وهي ناتجة عن بيئة اجتماعية وثقافية تسبب تفاعلا وظواهر اجتماعية ، مثال الانضباط المدرسي هو ظاهرة اجتماعية وسلوكياتها النظافة المآزر، الالتزام بالواجبات المدرسية ، "أما إذا إختلت هذه الظاهرة وحدث عدم الإنضباط وإنتشار الإهمال والفوضى وعدم احترام الأستاذ ، تشكل هذه السلوكيات انحراف عن الظاهرة الطبيعية وبالتالي تصبح مشكلة .
وهناك مراحل تمر بها الظاهرة لتتحول إلى مشكلة اجتماعية هي:
- السلوك السوي المقبول.
- السلوك غير السوي المنحرف قليلا
- السلوك المنحرف تماما" المشكلة الإجتماعية"
- انتشار السلوك المنحرف وظهور مشكلات إجتماعية أخرى نتيجة السلوك المنحرف الأول
- ظهور الاثار السلبية على مستوى الفرد والمجتمع
الفرق بين الظاهرة الإجتماعية السلبية والمشكلة الإجتماعية :
الفرق بينهما فرق في التطور رغم أن المشكلة الإجتماعية في أساسها كانت ظاهرة إجتماعية سلبية إلا أن هناك عدة فروق بينهما
الظاهرة حالة إستثنائية تظهر بسرعة وتختفي ، أما المشكلة فلها جذورها الراسخة وتستمر في الظهور طويلا
الظاهرة يمارسها عدد قليل من الناس وبشكل خفي ، في حين العدد في المشكلة الإجتماعية كبير ويجهرون بها
الجهود الفردية تكتفي لحل الظاهرة السلبية ، أما المشكلة الإجتماعية فحتاج إلى جهود الجماعة كلها
المشاكل الطبعية والمشكلات الإجتماعية :
كثيرا ما تخلف الكوارث والمشكلات الطبيعية كالفيضانات والزلازل أثارا إجتماعية تتسبب في حدوث بعض المشكلات الإجتماعية ورغم ذلك لا يجب أن نخلط بينهما ، فالأسباب الطبيعية تعلل وجودها بشكل مطلق ، أما المشكلات الإجتماعية فهي في حاجة إلا دراسة وتفسير وتحليل لأنها تتغلغل بجذورها في أعماق السلوك الإنساني والبناء الإجتماعي داخل المجتمع وهي مختلفة ومتنوعة حتى في المجتمع الواحدة
المشكلات المجتمعية والمشكلات الاجتماعية : المشكلات المجتمعية تتصل ببناء المجتمع " المنظمات المؤسسات" وسياسة المجتمع " أفراد ، جماعات، مجتمعات محلية" كما أنها تتصل بوظائف المجتمع " الإنتاجية ، الإجتماعية والسياسية" والتي لها إنعكاس مباشر على أمن وإستقرار المجتمع ، كما تشكل المشكلات المجتمعية إنحراف الأحداث ، البطالة ، الفقر، الإرهاب، ومثل هذه المشكلات لها تأثير قوي على كافة القطاعات الأخرى بالمجتمع ويندرج تحتها "المشكلات الاقتصادية الاجتماعية، السياسية ، الصحية ، الأمنية ، والتعليمية " ضمن هذا النوع من المشكلات