السيميائية / التاريخ والأسس العلمية ، إعادة بناء مفهوم البنيات المغلقة .
تعنى السيميائية بكل مايمكن اعتباره إشارة على حد تعريف أمبرتو إيكو Umberto Eco ، A teory of semiotics , بل هي كل ماينوب عن شيئ آخر ،فتأخذ الإشارات شكل كلمات وصور وأصوات وايماءات وأشياء .
ظهرت نظريات عن الإشارات أو الرموز عبر تاريخ الفلسفة منذ القدم وحتى أيامنا ، إذ وردت أول إشارة إلى السيميائية في مؤلف جون لوك John Locke مقالة تتناول الفهم البشري Essay Concerning Human Understanding .
يعد السويسري فريديناند دي سوسير Ferdinand De Saussure 1913-1857,والفيلسوف الأمريكي تشارلز ساندرز بيرس Charles SandersPierce1839-1914 أهم مصادر السيميائية المعاصرة.
يستعمل مصطلح السيميولوجيا للإشارة إلى إلى التقليد السوسوري ، بينما تشير السيميائية إلى التقليد البيرسي .
يؤكد رومان جاكبسون أن اللغة مركزية، فهي أهم المنظومات السيميائية البشرية .
كما يذهب بينفنيست Benveniste ،إن اللغة منظومة تفسيرية تستطيع أن تؤدي المعاني التي تؤديها جميع المنظومات الأخرى اللسانية وغير اللسانية (The Sémiology of Language).
بينما يلاحظ ليفي ستراوس أن لغة النطق هي المنظومة السيميائية بامتياز (Structural Anthropology).
يمكن الإشارة إلى أن الألسنية ليست سوى أحد فروع هذا العلم العام /السيميولوجيا كما رآها سوسير .
في حين أعلن رولان بارت Roland Barthes ، أنه يجب علينا قلب مقولة سوسور والتأكيد على أن السيميولوجيا هي أحد فروع الألسنية .
يؤكد الألسني الأمريكي ليونارد بلومفيلد Léonard Bloomfield، إن الألسنيين هم المساهمون الأساسيون في السيميائية (Linguistic Aspects of Science).
لكن حتى إن وضعنا الألسنية نظريا ضمن السيميائية ، من الصعب أن نتحاشى تبني النموذج الألسني عند دراسة منظومات الإشارات الأخرى (دانيال تشاندلر ، ت طلال وهبة ، أسس السيميائية ، مركز دراسات الوحدة العربية ).
من الملاحظ أن الإجماع بين المحللين السيمايئيين في تبني استراتيجية واحدة ليطبقها آخرون يعد غير ممكن ، إذ تستبعد تحليلاتهم معظم المتوسلين بالمنهج السيميائي من أجل الوقوف على استراتيجية واضحة بهدف تطبيقها ؛ إذ تقدم السيميائية على أنها هدف عام تصلح تصلح لبعض الأهداف أكثر من بعضها الآخر ،وتجعل بعض الأسئلة اسهل من طرح بعضها الآخر .
بناء على هذا علينا أن نتوخى بعض الحيل في ممارسة السيميائية بوصفها آلية واستراتيجية في بحث المعنى .
فقد تحتاج الأنماط والأشكال المختلفة أن تدرس بأشكال مختلفة ، ذلك أن الإشارات ليست مماثلة لبعضها في مختلف وسائل الإتصال والتواصل .
السيميائية منهج صناعة المعنى .
تكمن قيمة السيميائية بالدرجة الأولى في اهتمامها المركزي بدراسة صناعة المعنى .
طبق التحليل السيميائي على مجموعة واسعة من وسائل الإتصال ،بما في ذلك الإيماء والوضعة واللباس والكتابة والكلام والتصوير الشمسي ووسائل الإعلام وشبكة المعلوماتية ، ويعني ذلك أن السيميائية تقتحم نطاق المجالات الأكاديمية الأخرى .
يمكننا اعتبار السيميائية امبريالية فهي تسعى لدراسة المنتوجات والممارسات الثقافية أي كان نوعها .
أبرز المفكرين والمدارس :
بروب فلاديمير Prop Vladimir هو منظر سرد روسي ،عرف بمدونه بنية القصص الشعبية .
جاكبسون رومان Roman Jakobson, ألسني بنيوي ووظائفي روسي كان له فضل في تأسيس مدرسة موسكو 1915. وارتبط اسمه بمدرسة كوبنهاجن .
إيخنباوم بوريس Eikhnbaum Boris ,مدرسة موسكو .
إيكو أمبرتو Eco Umberto , سيميائي وراو إيطالي ، صاحب كتاب نظرية السيميائية Theory of Semiotics ، سعى إلى المزج بين منظور هيلمسليف البنيوي وسيميائية بيرس المعرفية التفسيرية ،ابتكر مصطلحات كسيرورة المعنى اللامتناهية ، مفهوم تتالي التأويل ، النصوص المغلقة وفك التشفير المستبعد .
سوسير فريديناند Saussure Ferdinand، مؤسس الألسنية الحديثة ،أسس التقليد البنيوي في السيميولوجيا وهي عنده علم يدرس دور الإشارات باعتبارها جزءا من الحياة الإجتماعية.
ليفي ستراوس Lévi Strauss,Claude، عالم أنثروبولوجيا فرنسي يعتبر على نحو واسع المنظر البنيوي الأ ساسي ، تأثر بجاكبسون فيما يتعلق بالتقابلات الثنائية ومدرسة براغ الوظائفية
فوكو ميشال Faucaut Michel مؤرخ أفكار فرنسي ومنظر مابعد بنيوي شدد على العلاقات السلطوية في الخطاب المسيطرة في سياقات تاريخية واجتماعية .
كريستيفا جوليا Kristeva Julia ، ألسنية نسائية ومابعد بنيوية ،منظرة في التحليل النفسي والثقافة ،تمزج ماتسميه تحليل وحدات المعنى الصغرى بين السيميائية والتحليل النفسي من خلال الرمزي اللغوي .
بارت رولان Roland Barthes, لايسعنا أن نحصر بارت في أي تصنيف ،غير أنه منظر سيميائي وثقافي فرنسي ، عرف بتحليله لأيديولوجيا الصور والنصوص الأدبية وأساطير الثقافة الشعبية .
انتقل من البنيوية إلى مابعد البنيوية .
لوتمان يوري Lotman Yuri ،سيميائي عمل بجامعة تارتو بإستونيا وأسس مدرسة تارتو ، عمل ضمن التقليد الشكلاني البنيوي ، ثم وسع مشروعه السيميائي من خلال إنشاء السيميائية الثقافية .Cultural Semiotics, هدفه التوصل إلى نظرية سيميائية موحدة موضوعها الثقافة.
ملاحظة : فيما يتعلق بالأمثلة والتطبيقات أخذنا بعض الأمثلة أثناء الحصص الحضورية يمكنكم. الرجوع إليها أو إلى غيرها ، كوننا لا نرجح تحليلا بعينه .