1. الشعب

قبل ان نتناول الركن الاول للدولة يجب ان نشير الى تعرف الدولة

تعريف الدولة :

  • تعريف الدولة عند الليبراليين : يرى اليبراليون بان الدولة عبارة عن مجموعة بشرية مستقرة على اقيم معيين تتبع نظاما يهدف الى الصالح العام لها سلطة مزودة بصلاحيات الاكراه.
  • تعريف الدولة عند الماركسيين: ذلك التنظيم الذي انشأته الطبقة المسيطرة، و هذا التنظيم حسبهم لا يعمل سوى على ترجمة تلك السيطرة و التعبير عن تلك الطبقة.
  • فقهاء الإسلام تلك الامة التي تؤمن بالعقيدة و الشريعة و تقطن ارضا و تخضع لسلطة سياسية عليا و تطبق احكام الشريعة الاسلامية .
  • اختلفت التعاريف الواردة حول الدولة لأنها ظاهرة جد معقدة ، إلا ان الاجماع يوشك ان يكون بان الدولة مجموعة من الناس مستقرة على اقليم معين تحت سلطة منظمة.

_ من خلال هذه  التعريف يمكن ان نستشف بان للدولة ثلاثة اركان و هي: الشعب الاقليم و السلطة السياسية.

 الركن الاول : الشعب 

يعتبر الشعب شرط اساسي و مهم لقيام الدولة وبالرغم من ذلك لا يشترط فيه عددا معين أو محددا ، بالرغم ان للعدد اهمية كبيرة على المستوى الدولي ، فله اثر كبير في قوة الدولة و مركزها على المستوى الخارجي خاصة ، في حين قد يشكل كثرة عدد افراد الدولة الى انتشار الفقر و البؤس و الجهل  و المرض و الديون الخارجية و غيرها من الافات الاجتماعية و على ها الاساس يستحسن ان يكون العدد متوسط .

من العوامل التي تساعد في تماسك افراد الشعب الواحد الدين ، اللغة ، الاصل العادات التقاليد ، رغبة العيش معا الماضي المشترك ، و نجد بان الشعب يرتبط بدولته برابطة قانونية سياسية تعتبر هي القاسم المشترك بين جميع المواطنين دون النظر الى اجناسهم او دينهم و هي التي تمييز المواطنين و ارعايا دولة اخرى تسمي هذه ارابطة بالجنسية.

 من هنا يجب التمييز بين المصطلحات التالية:

الشعب الاجتماعي و الشعب السياسي:

الشعب الاجتماعي: يتحدد مفهومة بالسكان الدولة الذين يقطنون اقليمها و ينتمون اليها و يتمتعون بجنسيتها.

الشعب السياسي: يقصد به مجموعة الاشخاص الذين يتمتعون بحق ممارسة الحقوق السياسية و على الاخص حق الانتخاب جمهور الناخبين ، و يخرج باقي الشعب الذين لا يتمتعون بحق الممارسة السياسة  من مضمون الشعب السياسي.

  •           الشعب و السكان :

-   الشعب: هو مجموعة من الافراد الذين يخضعون لسلطة الدولة و يتمتعون بجنسيتها

ـ السكان يشمل جميع الأفراد المقيمين على اقليم الدولة سواء كانوا رعاياها الذين يتمتعون بجنسيتها أو كانوا اجانب.

  •   الشعب و الامة:

_ الشعب : هم المنظمون تنظيما قانونيا داخل اقليم معين.

_ الامة: هم الافراد المرتبطون يبعضهم البعض ارتباطا بسيكولوجي (اللغة الدين التاريخ المشترك المصالح الواحدة)و لهم ارادة العيش معا حاضرا و مستقبلا .

معناه الامة تقوم على ركنين أو عنصرين فقطو هما : العنصر المادي و الذي يعني الاستقرار على اقليم معين، اما العنصر المعنوي فنقصد منها رغبة العيش معا.

فالرابطة التي تجمع بين افراد الامة رابطة طبيعية معنوية تستند لعوامل مختلفة لا يترتب عليها اي اثر قانوني ، اما الرابطة بين افراد شعب الدولة فهي رابطة سياسية قانونية تفرض عليهم الولاء لدولتهم .

_ بهذا الخصوص ظهرت نظريتين تصارعت في هذا الميدان النظرية الالمانية و النظرية الفرنسية بسبب الصراع التاريخي بين المانيا و فرنسا حول منطقتي الالزاس و اللورين.

أولا : النظرية الالمانية (النظرية الموضوعية): قالت بان وحدة اللغة و الاصل المشترك و العرق تعتبر العوامل الاساسية لقام الامة ، لان اهل الالزاس و اللورين يتحدثون اللغة الالمانية و بالتالي فهم ينتمون الى الامة الالمانية

ثانيا : النظرية الفرنسية(النظرية الشخصية) : ترى هذه النظرية بان العامل السياسي لتكوين الأمة هو ارادة العيش معا اي ان عنصر الارادة و المشيئة اي العامل النفسي هو العنصر الاساسي لقيام الامة.

اساسي: مفهوم الامة في الفكر السياسي الجزائري

 المشرع الجزائري تأثر بالنظرية الشخصية ، اذ نجد مختلف النصوص التي تخللت الثورة الجزائرية و مختلف المواثيق التي تلتها مثال ميثاق الجزائر و الميثاق الوطني لسنة 1986 يعطي تعريفا شخصيا او ذاتيا للأمة ، اي يركزون على العامل النفسي المتمثل في الاشتراك في نفس الامال و نفس المحن و نفس الطموحات.

مفهوم الامة عند فقهاء الإسلام :ان مفهوم الامة في الاسلام يقوم على اساس وحدة العقيدة الدينية التي تربط بين المسلمين كافة على اختلاف الوانهم و اجناسهم و لغاتهم و اوطانهم سواء من يعيش معهم في داخل الدولة الاسلامية اي داخل الدولة الاسلامية أو من يقيم خارجه.