1. الأغراض التقليدية للضبط الإداري البيئي

1.1. الأمن البيئي العام

والمقصود هنا اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها طمأنينة المواطنين على أنفسهم وأموالهم بما يحقق ا....... الأمن والنظام داخل المجتمع مثال ذلك تنظيم المرور ومنع الكوارث والحوادث سواء كانت بفعل الإنسان أو الطبيعة[1].

       وعلى ذلك فإنه يعتبر داخلا في مفهوم الأمن العام حماية البيئة التي يحيا فيها الإنسان عن طريق الوقاية من المخاطر والمشاكل التي تؤدي إلى تدهورها، واتخاذ ما يلزم من وسائل للحفاظ عليها وكذلك الحفاظ على الموارد الطبيعية من المخاطر التي تهددها.

       فحماية البيئة في جزء كبير منها هي حماية للأمن العام، حيث فرضت التطورات الحديثة على الإدارة التزاما بتحقيق الأمن في صورة المختلفة منها الأمن البيئي[2]، فهناك الكثير من المشروعات العملاقة مثل مصانع الاسمنت والحديد ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، ومشاريع الاتصالات، وغيرها، وهي مشروعات من شأنها إن يترتب عليها إضرار بيئية جسيمة، في حال عدم تقيدها بالاشتراطات والنظم البيئية المقررة مما سيؤدي في هذه الحالة إلى اضطراب الأمن العام في المجتمع[3] إلا أنه من خلال دراسات المردود البيئي تستطيع الجهات البيئية المعنية في الحد من المردودات البيئية السلبية لهذه المشروعات والتزامها بالتقييد بالخط البيئي الأمن المحدد لها.

       ويسعى الأمن البيئي إلى تحقيق أقصى حماية للبيئة بكافة جوانبها، ومنع أي تعد عليها قبل حدوثه منعا لوقوع الضرر من هذا الأخير، الذي قد لا يمكن تداركه وذلك عن طريق اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية سواء من خلال القوانين واللوائح التي تمنح التصرفات التي تؤدي إلى هذا الضرر أو باستخدام وسائل الملاحظة والمتابعة والقياس وضبط الفاعل وأدوات الجريمة، في حالة ارتكاب جرائم التعدي على البيئة من خلال تطبيق القوانين التي تعاقب على هذه الجرائم[4].



[1] مجدي مدحت النهري، مبادئ القانون الإداري، دار النهضة العربية، القاهرة، 2000-2001، ص330.

[2] مصطلح الأمن البيئي مصطلح حديث نسبيًا ارتبط ظهوره بالتداعيات والحوداث البيئية التي كانت ساحة الخليج صرحًا لها أبان الحرب العرافية الإيرانية، ثم حرب تقرير الكويت عام 1991، فمن خلال دراسة الأثار الناجمة عن هذه التداعيات على البيئة أثبت التجارب على أرض الواقع لانعدام  الأمن تراجعت عن فكرة الهجمات العسكرية المساحة، لتبرز لنا مصدراً جديدًا من مصادر انعدام الأمن وهو الاعتداء على البيئة، وتهديد الأمن البيئي الذي يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الثروات الطبيعية وصحة الإنسان، ومن ثم على المستوى الاقتصادي للدول للتفصيل راجع: طارق إبراهيم الدسوقي عطية، الأمن البيئي، المرجع السابق، ص ص 317-322. / وكاود فوستير، المرجع السابق، ص65.

[3] سليمان يونس الحبوني، الضبط الإداري البيئي، جامعة المنصورة، ص26.

[4] عبد الله جاد الرب أحمد، حماية البيئة من التلوث في القانون الإداري والفقه الإسلامي أطروحة دكتوراه، كلية الحقوق، جامعة اسيطو، 2009، ص 395-396.